فأن يأمر بذبح العجل المسمّن دلالة أخرى على فرحه الكبير. بوادر الاكرام هذه تدل بوضوح على فرح الاب وغفرانه. هكذا هو الله ذلك الاب الحنون الرحوم الذي يهتز فرحاً بفضل رحمته وغفرانه. أما الابن الاكبر فلم يترك أباه بل ظل بقربه ولربما اعتقد خلافاً لأخيه أنه ابناً باراً بكل معنى الكلمة. محبة أبيه لابنه العاق تُبلبله وتُفسد عليه التفكير فيعتبر عطف ابيه على ذلك الشارد والعائد إنتقاص من حقوقه هو، ونسي النعمة التي يعيش فيها.