![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مدخل للموضوع: في بداية زمن الصوم الأربعيني وفي كل سنة يطرح المؤمنون أسئلة كثيرة: ما معنى الصوم؟ ولماذا نصوم؟ وفي أي وقت نصوم؟ وعلى ماذا نصوم وكيف نصوم؟ … فرأينا من الجدير أن نجيب عن هذه الأسئلة الكثيرة من خلال تأملنا للكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة والآباء. مقدمة: لم يكن الصوم حكراً على المسيحيين فقط، بل نجد له آثاره في مختلف جوانب حياة الإنسان، سواء من الناحية الدينية أو المدنية. وقد تأثّر صوم المسيحيين فيه: – الصوم حسب تحديد المعاجم هو الإنقطاع الكامل أو الجزئي عن الأكل والشرب لمدة معينة. إذن هو حرمان طوعي مؤقت، من غذاء هدفه أن يبقينا على قيد الحياة. – الصوم له آثار في كل الديانات، وقد تبنّته الديانات كل حسب نظرتها إلى العالم وإلى الوجود وإلى الله، الصوم ممارسة بعد أن غيرّت الديانات هدفه أحياناً. كذلك استعمله الطب لعلاج بعض الأمراض. إذن كان الصوم نذر للشفاء: شفاء “النفس” من أدناسها وخطاياها وشفاء “الجسد” من آلامه. – في بعض الديانات البدائية صام الإنسان ليغذّي القوى السحرية والإلهية التي تملك مصدر الغذاء لتحقق رغباته وتطمره بالنِعَم، وهذا الصوم يبدو كفرض، إنه طقس يعيشه الإنسان فيساعد آلهته لكي يستمر في الحياة. – في طقوس ديانات أخرى اقترب الصوم بمفهومه من اختبار الموت، فالذي يريد الإنتماء إلى تلك الديانة، يفهم عبر الصوم القيمة المقدسة للغذاء. فقبل إنتمائه كان متعلقاً بأمه، يتغذى منها وليس له وضع اجتماعي. بالصوم واختبار الموت يُولد إلى وضع اجتماعي جديد. هكذا يصبح الصوم هوية جديدة تنبع من ولادة جديدة يتعلّم فيها الإنسان كيف يحترم الغذاء بكونه ضرورياً لحياة. – في المجتمعات التي تمارس أكل اللحوم البشرية يقتل أحد الأشخاص العدو الأسير في احتفال ثم يؤكل الميت حسب أصول محددة. ويصوم الجلاّد لمدة شهر، فبأكل العدو ينتقم الأهالي لموتاهم ويأخذون قوته، وبالصوم يبيد الجلاّد كل قوى الشرّ، فالشعب يأكل جسد الميت والجلاّد بالصوم يأكل الروح. – في القرن التاسع عشر انتشرت ظاهرة غريبة: الصوم-الاحتفال. رجل كان يُحبس في قفص في الساحة العامة مدة أربعين يوماً دون أكل أو شرب، وكان اللحامون يحرسونه. هذا الصائم يردِّد عرضه ليكسب عيشه، فالصوم هذا كان مشهداً من السيرك. – أما الريجيم فانه يبيّن علاقة الغذاء بالجسد، فالغذاء يظهر وكأنه تهديد للصحة، والجسد، وهو يبدو كشيء للشفاء أو للتجميل، هذا الصوم نراه في عالم الجمال للحصول على شكل مقبول. – وهناك الإضراب عن الأكل في السجون …إلخ. هذه الأصوام رافقت الصوم المسيحي وأثرّت عليه. |
![]() |
|