· وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، أن كان روح الله ساكنا فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له؛ غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب؛ مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين؛ وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس (رومية 8: 9؛ 12: 11؛ أفسس 6: 18؛ يهوذا 1: 20)
وعموماً من جهة الخبرة في واقعنا المُعاش
فأننا نجد أن الأشخاص الذين ليس بينهم أسرار يخفيه الواحد عن الآخر، لأنهم منفتحين على بعضهما البعض كإخوة في البيت الواحد عينه، أو مثل أعضاء الجسد الواحد، كل عضو فيه مترابط مع الآخر ويعرف ويحس به إحساساً قوياً بسبب العصب الواحد الذي يوصل كل شيء للآخر، فأنهم لا يحتاجون أبداً لمواضيع يفكرون فيها لكي يجروا حديثاً بينهما، بل هم يتكلمون عفوياً وبتلقائية شديدة في انسجام وتوافق تام، فليس هناك ما يجب عليهم إخفاؤه عن بعضهما، ولا هم يبحثون ويفتشون بجهد عن كلام يُقال لبعضهم البعض، فهم يتكلمون معاً بمسرة ولذة الأصدقاء، من فيض قلوبهم تخرج كلماتهم محبة، بدون تنميق أو محاولة التنسيق، فقط ما يجول في تفكيرهم يطرحونه كما هوَّ وببساطة شديدة بدون تكلُّف. فمبارك كل من يُحقق مثل هذا الاتصال الوثيق مع الله بلا تكلف أو تحفظ، بروح وداعة المُحبين له الحافظي عهده ووصاياه الذين يتقونه ويهابونه ويعطونه الكرامة كأب وسيد على حياتهم.