منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 07 - 2012, 09:57 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجموعة كبيرة من قصص الكريسماس

من قصص تولستوي
الكاتب الروسي المعروف

حكمة الصغار
تغلب تهوُّر الكبار
مجموعة  قصص للكريسماس

إنه في يوم عيد الميلاد، وكانت الأمطار تهطل مدراراً، وتجري أنهاراً في شوارع القرية؛ حدث أن اجتمعت بنتان في زقاق يقع بين عزبتين، حيث كانت مياه الأمطار المُوحِلة تجري في ساحات القرية ، ثم كوَّنت بِرْكَة كبيرة من المياه.

كانت إحدى البنتين صغيرة، والأخرى أكبر منها. وكانت والدتهما قد ألبستاهما ملابس العيد المزركشة الجميلة. كانت الصغرى تلبس فستاناً أزرق، والأخرى ترتدي آخر أصفر، وعلى رأسيِّ كل واحدة منهما منديلاً أحمر جميلاً.

وكانت البنتان قد عادتا لتوِّهما من الكنيسة حينما تلاقيتا، ثم أريتا بعضهما البعض فساتينهما، ثم بدأتا تلعبان، وأخذتهما حمية اللعب لتنزلا في البركة وتطرطشان في المياه. وكانت البنت الصغرى قد نزلت بحذائها في البركة، فنبَّهتها الكبرى قائلة:

- ”لا تسيري في البركة هكذا، فإن أُمكِ ستُعنِّفكِ؛ أما أنا فسأخلع حذائي، وعليكِ أنتِ أن تفعلي نفس الشيء“.

ففعلتا هكذا، ثم رفعت كل منهما طرف فستانها وأخذتا تواجهان بعضهما وهما في البركة. وإذا بمياه البركة تصل إلى رسغ قدميهما. فقالت الصغرى: ”إنها عميقة، وأنا خائفة“. فأجابتها الكبرى قائلة: ”لا تخافي، فهي لن تصير عميقة أكثر من هذا“. ولما اقتربتا من بعضهما، قالت الكبرى للصغرى: ”انتبهي، لا تطرطشي المياه. امشِ ببطء“.

وما إن تكلَّمت الكبرى هكذا، حتى تزحلقت الصغرى وتطرطشت المياه على فستان الكبرى، وتلوَّث فستانها وتلطَّخ بالوحل، وكذلك عيناها وأنفها.

وحينما رأت الكبرى أن فستانها قد تلطَّخ بالوحل، غضبت وجرت وراء الصغرى لتضربها. أما الصغرى فارتعبت، إذ رأت أنها عملت مشكلة كبيرة، فخرجت في الحال من البركة وبدأت تُسرع نحو بيتها.
وتصادف أن كانت أُم الكبرى تَعْبُر الشارع، فرأت فستان ابنتها وقد تلطَّخ، وأكمام الفستان قد اتَّسخت بالطين، فعنَّفتها وقالت لها: ”ما الذي فعلتيه هكذا“؟ فردَّت عليها ابنتها: ”"فلانة" هي التي تعمَّدت أن تفعل فيَّ هكذا“.

فلما سمعت أُم البنت الكبرى كلامها، أمسكت بالبنت الصغرى وضربتها على ظهرها. فأخذت الصغرى تصيح وتصرخ باكية، وسمعها الجيران. فخرجت أُمها وصرخت في أُم البنت الكبرى: ”لماذا تضربين ابنتي“؟ وأخذت تُعنِّفها. وكلمة من هنا وكلمة من هناك، إلى أن تحوَّل الكلام إلى مشادة بين الاثنتين.

وفي أعقاب هذه المشادة، خرج الرجال، وتجمهر الناس في الشوارع، وكل واحد يصيح، ولا أحد يسمع ما يقوله الآخر. وتطوَّر الصراخ إلى أن دفع أحدهم الآخر، وتحوَّل المشهد إلى ضربات يُكيلها بعضهم للبعض الآخر.

وخرجت جدَّة الابنة الكبرى لتُهدِّئ الجمع قائلة:

- ”ماذا تفعلون يا رجال؟ أيصحُّ أن تتصرفوا هكذا؟ وفي يوم مثل هذا اليوم أيضاً! حيث كان ينبغي أن يكون يوم فرح، وليس يوماً للحماقة والجهل هكذا“!

ولكن لم يُنصِت لها أحد، بل دفعها أحدهم ولَكَزَ قدمها، ولم تستطع هذه الجدَّة أن تفُضَّ هذا الجمع.

وبينما كانت النساء يتخاصمن الواحدة مع الأخرى، دخلت البنت الكبرى إلى بيتها وأزالت الوحل من فستانها، ثم توجَّهت مرة أخرى إلى البركة، وأخذت من الأرض قطعة حجر، وبدأت تحفر في الأرض أخدوداً بجانب البركة لكي تصنع قناة تجري فيها المياه من البركة إلى الطريق.

وسرعان ما لحقتها صديقتها الصغرى، وبقطعة خشب صغيرة ساعدت صديقتها الكبرى في شقِّ هذه القناة. وبينما كان الرجال يواصلون شجارهم، كانت المياه تتدفق من القناة التي حفرتها الفتاتان لتجري نحو نفس المكان حيث كانت الجدَّة واقفة تحاول أن تُهدِّئ من غضب الرجال.

أما البنتان فقد كانتا تتابعان مجرى المياه، كل واحدة على جانب من المجرى الجديد الصغير؛ وإذا بالكبرى تصيح للصغرى: ”استلمي المياه.. استلمي المياه“. بينما لم تستطع الصغرى أن تردَّ عليها، لأنها كانت غارقة في الضحك.

وهكذا كانت الفتاتان مسرورتين وهما تراقبان المياه تتدفق في المجرى الجديد الذي حفرتاه والذي بدأ يتدفق نحو الرجال المتشاجرين. أما الجدَّة، فإذ رأت هذا المنظر، صاحت في الرجال:



- ”أَلاَ تخجلون يا رجال من أنفسكم؟ فإنكم تتحاربون بسبب هاتين الطفلتين، بينما هما نسيتا كل شيء مِمَّا لحق بهما، ورجعتا تلعبان معاً بسعادة. يا لهذه النفوس الصغيرة! إنهما أحكم منكم أنتم أيها الكبار“!

وانتبه الرجال، ونظروا إلى الصغيرتين، وخجلوا من أنفسهم، وضحكوا على جهالتهم، ورجع كل واحد منهم إلى بيته مُطأطئ الرأس!

+ «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات» (مت 18: 3).

+ «مَن لا يقبل ملكوت الله مثل ولدٍ فلن يدخله» (مر 10: 15).
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
Colección de fotos navideñas | مجموعة صور للكريسماس
Special Christmas مجموعة جميلة جدا للكريسماس
مجموعة في قمة الجمال من صور مميزة للكريسماس
مجموعة رائعة لصور ملايكة للكريسماس
مجموعة صور جديدة للكريسماس marry Christmas


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025