(2) – في المستقبل: إن الجانب المنظور من الملكوت حين يملك المسيح على الأرض نجده واردًا في فصول عديدة من العهد القديم (انظر مثلًا تث 30: 1-10، مز 2، مز 72، 89: 19-29، مز 110، إش 11: 1-16، 65: 17-66: 24، إرميا 32: 36-44، 33: 4-22، يؤ 3: 17-21، زك 14: 9-17). وكان اليهود يتطلعون إلى هذا الملكوت المنظور. وقد ذكر الرب يسوع أمثال الملكوت (مت 13) ليكشف للتلاميذ السر بأن الملكوت يجب أن ينمو روحيًا بصورة خفية في عصر الإنجيل، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، لأنه في زيارته الأخيرة لأورشليم ذكر مثل "الأمناء" لكي يعلَّمهم أن الملكوت الأرضي ما زال في طي المستقبل لأنهم "كانوا يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر في الحال" (لو 19: 11-27).
السيد المسيح في المجيء الثاني
والسؤال الأخير الذي سأله التلاميذ للرب بعد قيامته، وقبيل صعوده، وهو: "يا رب هل في هذا الوقت ترد المُلك إلى إسرائيل؟" (أع 1: 6). ولم يقل لهم المسيح إنه لن تكون هناك مملكة أرضية، أو لن يكون هناك رد للملك لإسرائيل. وحيث أنه لم يقل لهم من قبل ولا في إجابته على هذا السؤال الأخير شيئًا ليغير من مفهومهم واعتقادهم فيما يختص بهذا الملك لابن داود على شعبه، فلابد أنهم كانوا على صواب في مفهومهم لذلك المُلك رغم أنهم لم يميزوا الأوقات. وأي استنتاج آخر يعني أنهم كانوا على خطأ، وأننا نعلم أكثر مما كانوا يعلمون، وأن المسيح تركهم في جهلهم (للمزيد من المعرفة عن الملكوت في المستقبل، يمكن الرجوع إلى قسم "الألف السنة" في موضعها بموقع الأنبا تكلا، وإلى قسم "مجئ المسيح ثانية".