![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رابعا :- المعنى الرمزى للأعداد:
لم يكن إضفاء معنى رمزيًا على الأعداد قاصرا على إسرائيل، بل يشيع في الكثير من الوثائق القديمة من مختلف الشعوب ويبدو انه نشا اولا بين كهنة قدماء المصريين والبابليين وليس بين كتبة الأسفار المقدسة. ويبدو أن فيثاغورس هو أول من عالج هذا الأمر بموضوعية، وبنى فلسفته في ذلك على أساس افتراض أن العدد هو أساس تنوع صفات المادة، وأساس فهم الكون، مما دعاه إلى دراسة الخصائص الباطنية والرمزية للأعداد والعلائق بينهما. وقد توسَّع أتباع فيثاغورس في أفكاره وأساليبه، ووضعوا للأعداد معاني لاهوتية مفصلة. وقد انتقلت هذه الأفكار إلى كتبة اليهود بين العهدين القديم والجديد ومنهم إلى آباء الكنيسة الأوائل. وثمة سؤال هام: هل استخدم كتبة الأسفار الإلهية الأعداد رمزيًا، وإذا كان هذا صحيحًا فإلى أي مدى ؟ من الواضح أن بعض الأعداد لها معانيها الرمزية في الكتاب المقدس، وبخاصة العدد " 7 " ويرى البعض أن كل الأعداد لها معانيها الرمزية واللاهوتية. فمثلًا: (1) العدد " واحد" يستخدم للدلالة على " الوحدة " " والتفرد " كما في: " الرب إلهنا رب واحد" (تث 6: 4). و"صنع من دم واحد كل أمة من الناس" (أع 17: 26). و"بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم " رو 5: 12) وكذلك " نعمة الله والعطية بالنعمة.. بالإنسان الواحد يسوع المسيح" (رو 5: 15) وقدم نفسه " مرة واحدة " ذبيحة عن الخطية (عب 7: 27، 10: 10 و12 و14). وهو (الواحد) " البكر من الأموات " (كو 1: 18)، وباكورة الراقدين (1كو15: 20) كما أنه هو "والآب واحد" (يو 10: 30). كما أن " الواحد " يعبر عن وحدة الهدف والغاية " الحاجة إلى واحد" (لو 10: 42). (2) يمكن أن يستخدم العدد " اثنان " تعبيرا عن الوحدة أو الانقسام فالرجل والمرأة يكونان وحدة واحدة (تك 1: 27، 2: 20 و 24) و"جسدًا واحدًا" (مت 19: 6). وقد دخل إلى الفلك من الحيوانات غير الطاهرة " اثنان اثنان" (تك 7: 9)،وكثيرًا ما يعمل اثنان معًا، فقد أرسل يشوع " جاسوسين " (يش 2: 1) وأرسل الرب يسوع تلاميذه " اثنين اثنين" (مرقس 6: 7) وكذلك أرسل السبعين تلميذًا (لو 10: 1). وفي جبل سيناء أعطى الرب الوصايا العشر لموسي مكتوبة على لوحين من حجر (خر 31: 18). كما أن العدد " اثنين " قد يدل على متناقضين مثل الموت والحياة، والخير والشر والبركة واللعنة (تث 30:15 و19)، ومثل العرج بين الفرقتين (1 مل18: 21) وهناك الباب الواسع والباب الضيق، والطريق الرحب والطريق الكرب (مت 7: 13و14). (3) من الطبيعي أن يرتبط العدد " ثلاثة " بالثالوث الأقدس (ارجع إلى مادة " ثلاثة " من المجلد الثاني من " دائرة المعارف الكتابية "). (4) يعبر العدد "أربعة" عن أضلاع المربع، هو أحد الأعداد التي ترمز للكمال في الكتاب المقدس، فاسم الرب " يهوه " يتكون من أربعة حروف (في العبربة، كما في العربية وكانت هناك أربعة انهار في جنة عدن (تك 2: 10 - الرجا الرجوع إلى مادة " أربعة " في موضعها من حرف " الراء " في المجلد الرابع من " دائرة المعارف الكتابية ") . (5) يرد العدد "خمسة" كثيرًا في الكتاب المقدس، فهو عدد أصابع اليد الواحدة، ونصف عدد أصابع اليدين الذي كان أساس النظام الحسابي العشري. (الرجا الرجوع إلى مادة "خمسة" في موضعها من حرف " الخاء " في المجلد الثالث من " دائرة المعارف الكتابية"). (6) وللعدد "ستة" أهميته فقد خلق الله العالم في ستة أيام (خر20: 11). وفي اليوم السادس خلق الإنسان (تك 1: 27). وعلى الإنسان أن يعمل ستة أيام في الأسبوع (خر20: 9، 23: 12،31 :15، انظر ايضا لو 13: 14). وكان العبد العبراني يخدم ست سنوات قبل ان يطلق حَّرًا. وعدد الوحش هو "عدد إنسان وعدده ستمئة وستة وستون" (رؤ 13: 18). وهكذا نجد أن العدد "ستة" يرتبط بالإنسان ارتباطًا وثيقًا. (7) يشغل العدد "سبعة" مكانًا بارزًا في كلمة الله، فهو رمز الكمال (ارجع إلى مادة "سبعة" في موضعها من "السين" في المجلد الرابع من " دائرة المعارف الكتابية "). (8) يشير العدد "ثمانية" إلى البداية الجديدة، فاليوم الثامن هو بداية أسبوع جديد، أي أول أسبوع جديد. وفي "أول الأسبوع" قام الرب يسوع من الأموات (يو20:1 و19). وقد خلص في الفلك "ثمانى أنفس" (1بط 3:20). وفي اليوم الثامن كان يجب أن يُختن كل ولد يهودي (تك17: 12، في3:5) وفي رؤيا حزقيال للهيكل الجديد، رأي الكهنة يعملون على المذبح المحرقات وذبائح السلامة في "اليوم الثامن" (خر43:27). وكان المتطهر من البرص، يقدم الذبائح عنه في اليوم الثامن (لا 14: 10). وفي "غد السبت" أي اليوم الثامن كان الكاهن يردد حزمه الباكورة (لا23:11)، وهي رمز لقيامة الرب يسوع من بين الأموات في أول الأسبوع أي في غد السبت (مت28: 1، يو20: 1و19) فهو " البكر من الأموات" (كو1:18) و"باكورة الراقدين" (1كو15:20). (9) العدد " تسعة قد يشير إلى عجز الإنسان وفشله÷ فهو أقل من " العشرة " التي تشير إلى كمال مسئولية الإنسان (كما سيأتي). وأوضح مثال لذلك هو ما قاله الرب عندما شفي العشرة البرص، فلم يرجع إليه ليشكره إلا الرجل السامرى، فقال الرب: أليس العشرة قد طهروا فأين التسعة ؟" (لو17:17). وظل إبراهيم إلى سن التاسعة والتسعين دون أن يكون له ابن من سارة ليرث المواعيد (تك 17:1). (10) يشير العدد " عشرة " إلى كمال مسئولية الإنسان كما تبدو في الوصايا العشر (خر20:2– 17، 34:28، تث5:6–21). وأقع الرب على فرعون وقومه عشر ضربات (خر7 :12). وقد وعد الرب إبراهيم أن يعفو عن سدوم لو وجد فيها عشرة أبرار (تك18:32). ويقول يعقوب لزوجتيه إن أباهما قد غَّير أجرته عشر مرات (تك 31: 7)، وقد جَّرب الشعب القديم في البرية الله عشر مرات ولم يسمعوا لقوله (عد14 :22- أنظر أيضًا تك 16:3،24:10،1صم1:8، نح 4: 12، أس9:13، أي 19: 3، جا 7: 19، إرميا 41: 1، دانيال 1 : 12، 7: 7 و24، عاموس 5: 3، 6: 9 زك 8: 23). ويشبه الرب ملكوت السموات بعشر عذارى خرجن للقاء العريس (مت25:1–13، انظر أيضا مت 25: 28، لو 9: 13، أع 25: 6، رؤ 2: 10 ، 12: 3، 13:1،17: 3). كما أن إبراهيم أعطى عُشر الغنائم لملكي صادق (تك 14: 20). وكان على الإسرائيليين أن يقدموا عشورهم للاويين، وهؤلاء يقدمون عشورهم للكهنة (عد 18:21 و26 - 28). (11) العدد " أثنا عشر ": كانت السنة العبرية تنقسم إلى اثنى عشر شهرًا والنهار إلى اثنتي عشرة ساعة (يو11:9) وكان ليعقوب اثنا عشر ابنا (تك35:22– 27). خرج منهم الاثنا عشر سبطا (تك49:28). وكان في صدرة رئيس الكهنة اثنا عشر حجرا كريما على أسماء بنى إسرائيل (خر28: 21). وكان يوضع اثنا عشر رغيفا على مائدة خبز الوجوه في القدس أمام الرب (لا24:5 – 9). واختار الرب يسوع اثني عشر رسولًا (مت10 :1– 5) وهكذا يبدو ان العدد " اثني عشر " يرتبط بمقاصد الله في الاختيار. أما ما زاد عن ذلك من الأعداد، فهو إمَّا جمع بين عددين أو أكثر، او مضاعفات الأعداد. |
![]() |
|