وأمّا الغبار فإنّه مكدَّس في كتب الهرطقات وفي مقولات الافتراء على الكتاب المقدَّس، وخصوصًا روايات الظلام والضلال الداعية إلى التشكيك في صلب المسيح وإنكاره، بدون وجه حقّ وبدون أيّ برهان. وقد قمت في أزيد من مقالة بتلخيص حادثة الصلب (1) سواء من الرواية الإنجيلية، الموثّقة بامتياز بشهادات شهود عيان بالأسماء، ومن كتب مؤرِّخين من غير المسيحيّين، علمانيّين ويهود، أكّدوا حقيقة صلب المسيح؛ منهم: يوسيفوس (38 – 100 م) وكرنيليوس تاسيتوس (55- 120 م) وسيوتونيوس (69- 140 م) لذا خابت مساعي المفترين على الكتاب المقدَّس فمصيرهم الهلاك الأبدي بعدما علِموا بالحقّ فرفضوه. ولي مقالة خاصّة (2) تحت عنوان: (الهَلاك بالدليل للمُفتَرين على التّوراة والإنجيل) سأسمّيها اختصارًا (الهلاك بالدليل...) لأني سأشير إليها أزيد من مرّة، موجّهة إليهم ولا سيّما القائلين بتحريف الكتاب المقدَّس. وفي زعمهم هذا غباء واضح في تقدير كلّ باحث-ة عن الحقّ؛ إذ أساؤوا أوّلًا إلى قدرة الله على حفظ كلامه، ومعلوم لهم أنّ الله قادر على كلّ شيء. وثانيًا؛ لو شكّ المدعوّ محمَّدًا في صحّة الكتاب المقدَّس لما اقتبس منه!- انظر-ي أيضًا سلسلة مقالتي السابقة: (الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف) فبافترائهم هذا أساؤوا ضمنيًّا إلى معرفة رسولهم، إذ أثنى على التوراة والإنجيل بأنّ فيهما هدًى ونورًا (المائدة:44 و46) مُفنِّدًا ضِمنيًّا كلّ افتراء عليهما، وإن كان ثناؤه شائكًا، كما بيّنت في ـــ ـــ