![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
3 - في العهد الجديد: ترد كلمة "صدقة" في العهد الجديد – في الأصل اليوناني – أربع عشرة مرة، ترجمت في اثنتى عشرة مرة في العربية (ترجمة فانديك) إلى "صدقة أو صدقات" (مت 6: 1و 2و 3و4، لو 11: 41، 12: 33، أع 3: 2 و3 و10، 10: 4و 31، 24: 17)، ومرة إلى "إحسانات" (أع 9: 36)، ومرة أخرى إلى "حسنات" (أع 10: 2).
ويجب أن نفهم تعليم الرب يسوع عن الصدقة في ضوء الآراء والممارسات الفرنسية. فأقواله في أنجيل متى (6: 2-4) تفترض أن أتباعه أيضًا سيصنعون صدقات. وقد فعل يسوع وتلاميذه ذلك فعلا (انظر يو 13: 29)، فهو لم يدن مساعدة الفقراء، ولكنه وبخ مفاخرتهم وتباهيهم بصنع الصدقة طلبًا للمديح. وعبارة: "متى صنعت صدقة، لا تصوت قدامك بالبوق" (مت 6: 2) يجب إلي تحمل على معناها الحرفي، إذلا دليل على أنهم كانوا يفعلون ذلك، بل تحمل على المعنى المجازي، بمعنى الإعلان عما يصنعونه من صدقات. ولقد حث الرب على العطاء بسخاء (مت 5: 42، لو 6: 38). وهو لم يمتدح مقدار العطاء، بل امتدح المحبة والإيثار وأنكار الذات، التي دفعت لذلك (مرقس 12: 42-44). وقد حث أتباعه على العطاء عن دوافع روحية (لو 11: 41، 12: 33)، لأن العطاء يحطم أغلال المادية (مت 19: 21). كما علمَّ تلاميذه أنه: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 20: 35). وحظيت العناية بالفقراء، بالاهتمام الواجب من الكنيسة الأولى، إذ"لم يكن أحد يقول أن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شئ مشتركًا.. إذلم يكن فيهم أحد محتاجًا.. وكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج" (أع 4: 32- 35). ولما كثر عدد التلاميذ، أنتخبوا سبعة رجال منهم للقيام على حاجة الفقراء (أع 6: 1- 6). وقد حث الرسول بولس على العطاء للفقراء واضعًا نفسه مثالًا (أع 24: 17، رو 15: 25- 27، 1 كو 16: 1و 2، 2 كو 8: 9، غل 2: 10). كما علَّم بذلك (رو 12: 13، أف 4: 28، 1 تى 6: 18). ولكنه حث على إعطاء الفقراء وليس الكسالى (2 تس 3: 10). كما حث على الاجتهاد في العمل ليكون للمؤمن "أن يعطي من له احتياج" (أف 4: 28). فليس للتسول مكان في تعليم الرسول بولس. ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب 13: 16). كما يشدد الرسول يعقوب ، والرسول يوحنا على أهمية استعداد المؤمن قلبيًا لمشاركة الفقراء في أعوازهم، إذ في ذلك الدليل على أن إيمانه حي (يع 2: 14- 17) وأن محبة الله فيه حقيقية (1 يو 3: 16- 18). |