هذا وإن خدمة الكاهن في الكنيسة تتم في ثلاثة أوجه أو صعد:
1- في الشفاعة والوساطة
الشفيع الوسيط هو من يقف في الوسط بين فريقين يصل بينهما ويحاول جمعهما عن طريق إقامة علاقات وحدة بينهما. والفريقان هنا هما الله الخالق والإنسان المخلوق. أما الله فهو في علاقته مع الإنسان أمين أمانة أبدية، ولكن الإنسان ابتعد عن الله في مأساة الحرية التي خُلق عليها. ولذا عمد الله إلى إيجاد وسطاء، أناساً أكثر أهلية من غيرهم للتكلم معه والتوسط لديه لصالح الفريق المخِل المخطئ. وكان هؤلاء الوسطاء “آباء العهد القديم وأنبياؤه” رسماً وظلاً لمن كان عتيداً أن يأتي وهو يسوع ابن الله الوسيط الوحيد، لأن الطرفين قد اتّحدا به وفيه في شخص واحد إلهاً وإنساناً معاً. إذ أن ألوهيته اتّحدت بإنسانيته وقبلت الوضع البشري الذليل. ووساطته هذه ذهبت حتى النهاية، حتى الصليب، متّخذة بذلك نهج الخدمة القصوى التي ليس بعدها من خدمة، خدمة المحبة الإلهية.