لعلَّ أنَ ما يُميز سيرة القديس العظيم الأنبا موسى الأسود أنها سيرة توبة من الطراز الأول بعيدة كل البعد عن الأمور المعجزية الخارقة للطبيعة والتي في كثير من الأحيان تلهي القارئ وراء رونقها وغرابتها ليحيد عن الهدف والقصد الحقيقي مما يقرأه.
وهو التَّمَثُّل بسيرة القديس الذي يقرأ عنه في سلوكه المسيحي الإنجيلي الذي يعكس خبرات روحية إنجيلية معاشة من شأنها أن تفيض من قوتها على القارئ فيتتلمذ عليها.
ليس على سيرة الشخص نفسه إنما على الجوهر الروحي والإنجيلي الذي استمده من حياته والذي انعكس على سيرته المقدسة.
من هنا عنينا بأن نُخرج هذه السيرة المقدسة التي للأنبا موسى الأسود قديس التوبة الأشهر للتركيز على الجانب الروحي من حياته وهو السعي للتغيير والاستجابة لنخسات الروح القدس الذي يسعى بكل الطرق قبل تغيير الشخص لاجتذابه إلى هذا التغيُّر