![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود بداية نشيطة هكذا وضع موسى الأسود خطاياه أمامه في كل حين ، وأخذ ينوح عليها ، معترفاً بها جهراً بدموع غزيرة ، وفي اتضاع حقيقي ، وندم حار يجتاح كل نفسه ، وكان يركع أمام الأنبا ايسيذوروس معترفاً بكل عيوبه وجرائم حياته الماضية . وفي احدى مرات أعترافاته العلنية ، أمام مجمع الآباء وفي حضور القديس مقاريوس الكبير ، كان القديس مقاره يرى ملاكاً يمسك لوحاً عليه كتابة سوداء وكلما أعترف موسى بخطية قديمة ، مسحها له ملاك الله ، حتى انتهى موسى من الاعتراف ، فإذا باللوح كله ، وقد صار ابيضاً . إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. (1 يو9:1). هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. ( إش18:1) يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ. ( إر34:31 ) ما أن نال موسى الصبغة المقدسة ، حتى بدأ حياة نسكية على درجة عالية ، حتى أنه في زمن يسير برع في السيرة الرهبانية كما لو كان ممن مارسوها منذ عهد طويل ... ويقدر البعض عمره حينذاك فيما بين الخامسة والعشرين والثلاثين . وتذكر لنا سيرته أنه لما بدأ الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الأكل والشرب وغير ذلك ، وبالأخص أفكار الزنا ، بدأ يجاهد في عبادات كثيرة وتداريب روحية ، في حياته الماضية حيث كان يعيش في الخطيئة والإثم كان معتاداً يومياً على أكل خروف كامل وشرب زقين من الخمر ، فحين أتى للرهبنة لم يسمح له الأنبا ايسيذوروس بأن يصوم صوم الرهبان بل أمره بقطع جزع شجرة ويأكل وزنه خبزاً يومياً ويوم بعد يوم يجف جزع الشجرة ويقل مقدار أكله ومن رحمة أبيه ومرشده لم ينزله إلى درجة الحرمان مرة واحدة حتى لا يضار جسدياً أو روحياً ، حتى جاء الوقت الذي كان يصوم فيه الأنبا موسى إنقطاعي ، وبدأ يزيد فترات الإنقطاع حتى وصل إلى أنه كان يصوم أسبوع بأكمله وأحياناً أسبوعين ، وبهذا كان مثلاً في التدريج في حياة البر والقداسة . وظل ستة سنوات ، لا يعطي راحة لجسده ، مداوماً على الصلاة ليل نهار ، مصلياً كل يوم المزامير ، ولا يأكل سوى قليل من الخبز في كل يوم عند غروب الشمس . وتعلم ضفر الخوص وأخذ يجهد نفسه ، تساعده في ذلك قواه العضلية والجسدية ، حتى أنه كان يضفر في اليوم الواحد ثلاثين باعاً ( وكان اقوى الرجال ، في ذلك الوقت ، لا يستطيع ان يضفر اكثر من ظ،ظ¥ باعاً ) حتى ضعف جسده وهزل وصار كخشبة محروقة . |
|