![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" الخَلاصُ هُوَ عَرضٌ إِلهِيٌّ عامّ لَكِنَّهُ يَتَطَلَّبُ الإِيمان. ومَن لا يُؤمِن يَظَلُّ خارِجَ دائِرَةِ الخَلاص، لا لأَنَّ المَسيحَ أَتى لِيَدينهُ، بَل لأَنَّهُ رَفَضَ الحُبَّ والإِيمان. فَثَمَرَةُ خَلاصِ المَسيحِ لَيسَت فَقَط رَفعَ الحُكمِ عَنَّا، بَل هِيَ تَحريرٌ مِن عُبودِيَّةِ الخَطيئَة: "إِنَّ إِنسَانَنا القَديمَ قَد صُلِبَ مَعَهُ، لِيَزولَ هذَا البَشَرُ الخاطِئُ، فَلا نَظَلَّ عَبيدًا للخَطيئَةِ" (رو 6: 6). لَكِنَّ الكارِثَةَ الكُبرى لِلبَشَرِيَّةِ لَيسَتِ الخَطيئَةَ نَفسَها بِقَدرِ ما هِيَ الجَهلُ بِالخَلاص: أَن يَعيشَ الإِنسانُ وكَأَنَّهُ لَم يُخَلَّص بَعد، أَو لا يُؤمِنُ بِأَنَّ الغُفرانَ قَد أُعطِيَ لَه. ومِن هُنا تَأتي مَسؤُوليَّةُ الإِنسان. يَقولُ أَحَدُ الأباء: "لَم يَأتِ المَسيحُ لِكَي يُصلَب، بَل أَتى ونَحنُ الَّذينَ صَلَبناهُ. لِذلِكَ نَتحَمَّلُ كامِلَ مَسؤُوليَّةِ هذِهِ الجَريمَةِ البَشِعَة." وهَكَذا نُدرِكُ أَنَّ الدَّينونَةَ الحَقيقِيَّةَ لَيسَت مِنَ اللهِ بَل مِن مَوقِفِ الإِنسانِ تُجاهَ مَحبَّةِ الله. فمَن يُؤمِن يَخرُج مِن دائِرَةِ الدَّينونَة، أَمَّا مَن يَرفُض فَيَدينُ نَفسَهُ بِنَفسِه. |
![]() |
|