![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() البشارة لمريم التي يدخل من خلالها ابن الله وفادي الإنسان عائلة يوسف ومريم، مولوداً بالجسد بقوة الروح القدس، تكشف كرامة الأسرة البشرية وطهارة الحب الزوجي وقدسية العائلة، لحضور الله الثالوث فيها: "محبة الآب القديرة تظللك، والروح القدس يحل عليك، والمولود منك قدوس وابن الله يدعى" (لو1/35). الأسرة النابعة من سرّ الزواج، هي حقاً "كنيسة بيتية". "دليل التفكير" الذي يختصر مواضيع المجمع البطريركي الأربعة والعشرين يخصص العائلة بالنص العاشر ويتناولها في أربعة وجوه. أ - العائلة والحياة البشرية : إنها حرمها ومقدسها. فكل حياة بشرية هبة من الله، وتحمل طابعاً مقدساً. وهي من اللحظة الأولى لتكوينها في أحشاء الأم كائن بشري كامل الحقوق وصاحب فرادة في شخصيته ودعوته ورسالته، إذا لم يوضع حدّ لتطوره الطبيعي البيولوجي، وإذا حظي بتربية بيتية وكنسية واجتماعية سليمة. لوحة البشارة خير دليل ونموذج لهذا الواقع. الأسرة هي مدرسة ثقافة الحياة التي تشجب وتدين كل تعدٍ على الحياة البشرية سواء بوسائل منع الحمل أو الحبوب المجهضة أم بالإجهاض، وكلّ تعدٍ عليها وعلى كرامتها وحقوقها وسلامتها الروحية والجسدية والمعنوية، بعد ولادتها. ب - العائلة وتربية الضمير المسؤول: إنها المربي الأول للإنسان في ضميره الخلقي المسؤول، بحيث يربى على حسن التمييز بين الخير والشر، الحق والباطل. الضمير كالغرسة. إذا استقامت تربيته كانت أخلاقه سليمة في كبره، لأن من شبّ على أمر شاب عليه. هكذا الغرسة إذا زرعت مستقيمة نمت كذلك وإلاّ استمرت على انحرافها. ج - العائلة والنمو الروحي والاجتماعي والرعوي والوطني، لأن فيها يحاك أول نسيج لعلاقات الإنسان بالله والمجتمع والكنيسة والوطن، وفيها يعاش أول اختبار لتقاسم الخبرات معهم. هذا النمو مرتبط بالطاعة للوالدين اللذين يربيان على "النمو بالقامة والنعمة والحكمة قدام الله والناس" كما جرى ليسوع في عائلة الناصرة (لو 2/51-52). د - العائلة والتنشئة الروحية والإيمانية، لأنها المدرسة الأولى للإيمان، حيث نقبل بشرى الإنجيل وتعلن، ولأنها المعبد الأول للصلاة، ولأنها الكنيسة الأولى حيث يدخل الإنسان في شركة مع الله ومع الناس. إنّ الكنيسة الرعائية تبدأ في البيت، حيث تلتئم الأسرة للصلاة، وتبلغ إليه لتجسّد تعليمها ونعمتها في أفراد الأسرة، ومن خلالهم في المجتمع. يستعرض "دليل التفكير" واقع العائلة اليوم في ما تواجه من صعوبات اقتصادية واجتماعية وخلقية. ثم يطرح سلسلة من الأسئلة حول مسؤولية الكنيسة والمجتمع والدولة تجاه العائلة، لكي تتمكن من المحافظة على قيامها ورسالتها، ومن البقاء في الوطن خميرة صالحة في عجينه. |
![]() |
|