![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَأَزِيدُ عَلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَأُنْقِذُكَ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ مَعَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. [6] غيَّر الرب كلماته –إن صح التعبير– التي قالها لحزقيا بواسطة إشعياء من أجل صلواته ودموعه الصادرة من أعماق قلبه. أي شيء أوضح من هذا البرهان أنه خلال رحمة الرب وصلاحه يبدو كمن يكسر كلمته، وعوض ما سبق أن أعده بتحديد موعد الموت حسب قوانين الطبيعة التي وضعها، أضاف 15 عامًا لحياته، عوض الإصرار على قرارٍ لا رجعة فيه؟[12] يرى القديس أغسطينوس أن حزقيا كان يجب أن يموت خلال المسببات الطبيعية مثل المرض، لكنه أضاف 15 عامًا إلى حياته، هذه الإضافة يَعرِفها الله قبل تأسيس العالم، محتفظًا بها في إرادته. ما فعله من إضافة حقَّق ما في خطة الله إذ يعلم ما كان سيفعله حزقيا وما كان يهبه الله إياه. ما يشغل ذهننا ليس البحث في هل الله كان قد سبق فحدَّد عمر حزقيا ثم تراجع عنه بإضافة 15عامًا إليه، وإنما إدراك قوة الصلاة بروح التوبة في حياتنا، فقد وهبته حياة بعدما كان يجب أن يموت حسب قوانين الطبيعة. الصلاة بكونها التصاق بالله واهب الحياة قادرة على كل شيءٍ، وغالبة للموت، موت الخطية. v أي شيء أكثر وضوحًا من هذا البرهان، أنه من أجل الرحمة والصلاح يُغَيِّر الرب كلمته، وبدلاً من الترتيب المسبق الخاص بالموت يمد حياة ذاك الذي صلَّى خمسة عشر عامًا، مفضِّلاً ذلك عن أن يوجد جامدًا بعدم تغيير قراره؟ بنفس الطريقة أيضًا جاءت العبارة الإلهية لأهل نينوى: [بعد ثلاثة أيام تهلك نينوى] (يون 3: 4) LXX. لطَّف من هذه العبارة القاسية المفاجئة بتوبتهم وصومهم، وتحوَّلت الرحمة مع الصلاح لمعالجة الأمر بسهولة. الأب يوسف القديس جيروم |
![]() |
|