نُحِبُّ القريب حباً بالكنيسةبعد أن تجسّد السيد المسيح أصبح للإنسان المقام الأول في مساعدة أخيه الإنسان على تحقيق عمل خلاصه وقد جُعل أداة للنعمة. فلنأخذ مثلاً الأسرار المقدسة التي تركها لنا يسوع عربونًا للقداسة والخلاص، فلا يقبل الإنسان نعمة السر إلاّ من يَدِ أخيهِ الإنسان، الكاهن، الذي أقامه الله خادمًا وموزعًا لأسراره بواسطة سر الكهنوت المُقدّس. فالمسيح هو الذي يُعمّد، ولكن يعمّد بواسطة الكاهن الإنسان الذي اختاره، والمسيح هو الذي يغفر الخطايا ولكنه يغفرها بواسطة الكاهن الإنسان، وهكذا يعمل الكاهن بمسحة الروح القدس التي نالها في الكهنوت خدمة سائر الأسرار المقدّسة. وكذلك القول عن العقيدة المسيحية. فنحن عندما نريد الإطلاع على هذه العقيدة لا نتوجه مباشرةً إلى الله ولا نكتفي بتصفّح الكتاب المقدس ثم نفسره ونؤوله على ذوقنا وهوانا ومصالحنا شأن بعض الناس الذين يستغلون تفسيره رغبةً لمكاسب شخصية، ولكننا نطّلع على هذه العقيدة لدى القيّمين عليها، وهم رؤساء الكنيسة من أساقفة ومن يتخذونهم معاونين لهم من الكهنة. فلا سبيل إلى نيل النعمة والإطلاع على العقيدة إلا بواسطة القريب المدعو من الله أي الكاهن، وكذلك لا سبيل إلى محبة الله إلا بواسطة القريب.