الذات
وأول هدف زائف يقدمه الشيطانللإنسان هو الذات:
* تدخل قليلًا قليلًا بهدوء إلى جوار الله في القلب ثم تنمو وتكبر وتتدرج إلى أن تملك القلب كله وتبقى وحدها فيه وفي هذه اللحظة يخرج الله من القلب إذ لا يستطيع أن يوجد في قلب يحيا لنفسه.. يحيا لذاته.. يعيش بكبرياء وأنانية.. لا يترك مكان لله فيقول الله نخرج من هذا القلب.. لأن الذات ملكت على هذا القلب.. "يقاوم الله المستكبرين.." (يع 4: 6).
* هذا الإنسان الذي يحيا لذاته يكون تفكيره الأول والأخير كيف يبنى ويسمن ذاته ويسعى بكل جهده أن يجعل ذاته موضع رضي الكل ومديحهم فينشغل بذاته بحيث يهمل كل شيء في سبيلها حتى يصل به الأمر إلى أن يهمل علاقته بالله.. فتصير الذات صنمًا يعبده الإنسان وتصير ذاته هى محور ومركز كل تفكيره.
* فإذا إهتم هذا الإنسان بذاته لا يكون إهتمامه روحيًا،إذ كان يجب أن يصل إلى أن يبذل ذاته من أجل الأخرين ويحيا حياة المحبة البازلة المضحية من أجل الأخر "هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).