![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() رِيَاءُ الكَذِبِ يَكشِفُ الإِنسانُ أيضا ما في قَلبِهِ مِن خِلالِ الكَذِبِ. وَالكَذِبُ في مَدْلُولِهِ الوَاسِعِ هُوَ الغِشُّ، وَالخِدَاعُ، وَعَدَمُ مُطَابَقَةِ الفِكْرِ وَاللِّسَانِ: "أَلْسِنَتُهُمْ سِهَامٌ قَاتِلَةٌ فِي أَفْوَاهِهِمْ، يَنْطِقُونَ بِالمَكْرِ وَيُكَلِّمُونَ أَصْدِقَاءَهُمْ بِالسَّلَامِ وَفِي بَوَاطِنِهِمْ يَكْمُنُونَ لَهُمْ" (إِرْمِيَا 9: 7) . يَطْلُبُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ الوُضُوحَ وَالصَّرَاحَةَ: "فَلْيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، وَلَا لَا. فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ مِنَ الشِّرِّيرِ" (مَتَّى 5: 37). وَجَعَلَ بُولُسُ الرَّسُولُ مِنْ كَلَامِ يَسُوعَ قَاعِدَةً لِلسُّلُوكِ (2 قُورِنْتُس 1: 17)؛ لِذَلِكَ يُوصِي المَسِيحِيِّينَ: "لَا يَكْذِبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَقَدْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ القَدِيمَ وَخَلَعْتُمْ مَعَهُ أَعْمَالَهُ" (قُولُسِّي 3: 9)، "وَكُفُّوا عَنِ الكَذِبِ ((وَلْيَصْدُقْ كُلٌّ مِنْكُمْ قَرِيبَهُ))، فَإِنَّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ" (أَفَسُس 4: 25). الكَذِبُ يَكُونُ بِمَثَابَةِ عَوْدَةٍ إِلَى الطَّبِيعَةِ المُشَوَّهَةِ بِالخَطِيئَةِ، وَيُوقِعُنَا فِي تَنَاقُضٍ مَعَ التَّضَامُنِ بَيْنَنَا فِي المَسِيحِ. وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ، يَنبَغِي عَلَى المُؤْمِنِ الحَقِيقِيِّ أَنْ يَنْبُذَ الكَذِبَ مِنْ حَيَاتِهِ، لِيَصِيرَ فِي وَحْدَةِ شَرِكَةٍ مَعَ إِلَهِ الحَقِّ، كَمَا أَشَارَ صَاحِبُ المَزَامِيرِ فِي صَلَاتِهِ: "يَا رَبُّ، مَنْ يُقِيمُ فِي خَيْمَتِكَ وَمَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ السَّالِكُ طَرِيقَ الكَمَالِ وَفَاعِلُ البِرِّ وَالمُتَكَلِّمُ مِنْ قَلْبِهِ بِالحَقِّ" (مَزْمُور 15: 1-2). لَا يَكْمُنُ الكَذِبُ الأَكْبَرُ فِي كَذِبِ الشَّفَتَيْنِ، بَلْ فِي كَذِبِ الحَيَاةِ (1 تَسَالُونِيقِي 1: 9). وَيَكْمُنُ كَذِبُ الحَيَاةِ فِي تَجَاهُلِ الإِلَهِ الحَقِيقِيِّ بِاتِّخَاذِ الكَذِبِ عَادَةً ثَابِتَةً فِي الحَيَاةِ، ذَلِكَ هُوَ مَسْلَكُ الأَشْرَارِ المُحْتَالِينَ، أَعْدَاءِ الإِنْسَانِ الصَّالِحِ، كَمَا يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ يَشُوعُ بْنُ سِيرَاخ: "لَا يَدْعُكَ النَّاسُ نَمَّامًا وَلَا تَكْمُنْ بِلِسَانِكَ فَإِنَّ لِلسَّارِقِ الخِزْيَ وَعَلَى ذِي اللِّسَانَيْنِ الحُكْمَ الشَّدِيدَ" (سِيرَاخ 5: 14). وَلَيْسَ لَدَيْهِمْ إِلَّا الكَذِبُ تَمْتَلِئُ بِهِ أَفْوَاهُهُمْ، كَمَا يَصِفُهُمْ صَاحِبُ المَزَامِيرِ: "خَطِيئَةُ أَفْوَاهِهِمْ كَلَامُ شِفَاهِهِمْ: فَلْيُؤْخَذُوا فِي تَكَبُّرِهِمْ لِأَنَّهُمْ بِاللَّعْنَةِ وَالكَذِبِ يَتَحَدَّثُونَ" (مَزْمُور 59: 13). وَيَضَعُونَ ثِقَتَهُمْ فِي الكَذِبِ كَمَا جَاءَ فِي نُبُوءَةِ هُوشَعَ: "لَقَدْ حَرَثْتُمُ الشَّرَّ وَحَصَدْتُمُ الظُّلْمَ وَأَكَلْتُم ثَمَرَ الكَذِبِ" (هُوشَعَ 10: 13). إِنَّ التَّجَرُّدَ مِنْ كُلِّ كَذِبٍ هُوَ مَطْلَبٌ أَوَّلِيٌّ مِنْ مَطَالِبِ الحَيَاةِ المَسِيحِيَّةِ، لَا سِيَّمَا مِنْ قِبَلِ حَامِلِي رِسَالَةِ المَسِيحِ وَمُعَلِّمِي الإِنْجِيلِ (1 بُطْرُس 2: 1). وَإِنَّنَا نَقْصِدُ بِذَلِكَ لَا كَذِبَ الشِّفَتَيْنِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا الكَذِبَ الَّذِي تَنْطَوِي عَلَيْهِ كُلُّ الرَّذَائِلِ (رُؤْيَا 21: 8)، وَخَاصَّةً تَجَاهُلَ الحَقِيقَةِ الإِلَهِيَّةِ وَهِيَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ، كَمَا أَشَارَ يُوحَنَّا الرَّسُولُ: "مَنِ الكَذَّابُ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ؟ هَذَا هُوَ المَسِيحُ الدَّجَّالُ، ذَلِكَ الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالِابْنَ" (1 يُوحَنَّا 2: 22). فِي العَهْدِ القَدِيمِ، قَدْ أَدَانَ الأَنْبِيَاءُ الحَقِيقِيُّونَ الأَنْبِيَاءَ الكَذَبَةَ، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَدَلًا مِنْ "كَلِمَةِ" اللهِ، قَدَّمُوا لِلشَّعْبِ رِسَالَاتٍ خَادِعَةً) إِرْمِيَا 5: 31، حِزْقِيَال 13: 23، وَزَكَرِيَّا 13: 3)، هُمْ مُنْقَادُونَ بِالأَرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ (1 مُلُوك 22: 21). وَكَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ الكَذَبَةِ حَنَنِيَا النَّبِيُّ الكَذَّابُ (إِرْمِيَا 28: 1، 12-17) وَصِدْقِيَا بْنُ كِنْعَانَةَ (1 مُلُوك 22: 11، 24). لَمْ يَتَرَدَّدِ السَّيِّدُ المَسِيحُ فِي العَهْدِ الجَدِيدِ فِي إِدَانَةِ قَادَةِ الشَّعْبِ اليَهُودِيِّ العُمْيَانِ (مَتَّى 23: 16)، هَؤُلَاءِ المُرَاؤُونَ الكَذَّابُونَ، الَّذِينَ رَفَضُوا أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ (يُوحَنَّا 8: 55). كَمَا أَدَانَ كُلَّ الَّذِينَ يُحَرِّضُونَ عَلَى الكَذِبِ وَإِبْعَادِ النَّاسِ عَنِ الإِنْجِيلِ، مِثْلَ: المَسَحَاءِ الدَّجَّالِينَ (1 يُوحَنَّا 2: 18-28)، الرُّسُلِ الكَذَبَةِ (رُؤْيَا 2: 2)، الأَنْبِيَاءِ الكَذَبَةِ (مَتَّى 7: 15)، المَسَحَاءِ الكَذَبَةِ (مَتَّى 24: 24)، المُعَلِّمِينَ الكَذَبَةِ (2 طِيمُوثَاوُس 4: 3)، وَالأَخْوَةِ الكَذَبَة، أَعْدَاءِ الإِنْجِيلِ الحَقِيقِيِّ (غَلَاطِيَّة 2: 4)، وَأَعْدَاءِ الحَقِّ الإِنْجِيلِيِّ (1 طِيمُوثَاوُس 4: 2). |
![]() |
|