يقدم لنا القديس أغسطينوس
عدة آراء بخصوص تشبيه المرتل نفسه بالفطم نحو أمه، من بينها أن الله يريد منا أن نكون متواضعين، فلا نطلب عجائب فوق قدراتنا، وأن نرتفع ونسمو بفطمنا عن اللبن وأكل الطعام القوي. [أوضح يا إخوتي أن الله يريدنا أن نعرف متى نكون متواضعين ومتى نرتفع. نكون متواضعين لكي نصد الكبرياء، ونرتفع لكي نكون في الحكمة. نقتات باللبن لكي ما ننتعش، وننتعش لكي ننمو، وننمو لكي نأكل خبزًا. ولكن حين نأكل خبزًا نُُفطم فلا نتغذى باللبن بل بالطعام القوي. هذا ما عناه... إذ لا أكون طفلًا في الذهن، أكون طفلًا في الشر.]
في طريق البرية، تتجه أنظار الشعب إلى أرض كنعان لكنهم كثيرًا ما كانوا يعانون من الحرمان من رائحة اللحم الذي في مصر، والشبت والكمون الخ. هذا الفطيم مما كانوا يظنون أنه مباهج مصر في نظرهم حرمان وصلب، ولم يدركوا أنها بداية عملية للتمتع بأرض الموعد.