![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. [3] كان السجود في المرتفعات مخالفًا لشريعة الرب (تث 12: 1-14)، لكنه لم يكن في بشاعة السجود للبعل. فقد اعتاد الشعب حتى في زمن الملوك الأتقياء أن يسجدوا للرب فيها (1 مل 15: 14؛ 22: 43). واضح هنا أمانة يهوياداع في تعليم الملك يوآش. ويتضح تأثير يهوياداع عليه في أنه بعد أن مات يهوياداع سمع لرؤساء يهوذا وعبدوا السواري والأصنام (2 أي 17:24-19)، ولكن الآية في أخبار الأيام لا تشير أنه هو بنفسه الذي عبد الأصنام، بل سمح لرؤساء يهوذا بذلك، ولكنها مسئوليته بكونه الملك. مع هذا، فإنه بدون التدمير التام لهذه المرتفعات، لم يكن ممكنًا أن يتم إصلاح جذري. للأسف لم يستخدم يهوياداع تأثيره على الملك الطفل وخضوع الكهنة والقيادات له في إزالة هذه المرتفعات، فمع ترميم الهيكل وغيرة الشعب في المساهمة العملية في ذلك، غير أن هذه المرتفعات لم تنزع عبادة الأصنام من قلوب القادة، الذين استغلوا وفاة يهوياداع للعودة إليها. من الصعب تقييم الموقف، هل استراح قلب الكاهن للخلاص من عثليا الشريرة، وغيرة الشعب على ترميم الهيكل، ولم يرد أن يضغط عليهم أكثر بإزالة المرتفعات؟ هل خشى من ثورتهم أو غضب القادة عليه، باعتبار إزالة المرتفعات نوعًا من المبالغة في نظرهم؟ أو هل توقع الكاهن أن هذه المرتفعات ستزول تدريجيًا بالاهتمام بالعملي الإيجابي الخاص بالهيكل والعبادة؟ أسئلة يصعب الإجابة عليها. إنما كان يليق بهذا الكاهن العظيم أن ينصت إلى قول موسى النبي: فتذهب مواشينا أيضًا معنا، "لا يبقى ظلف" (خر 10: 26). فقد سمح فرعون لشعب إسرائيل أن يخرجوا بنسائهم وأولادهم، قائلاً: "غير أن غنمكم وبقركم تبقى" (خر 10: 24). وكانت الإجابة "لا يبقى ظلف". هكذا يليق بنا أن نخرج من سلطان إبليس ومملكته جميعنا بنسائنا وأولادنا ومواشينا، مُقدِّمين كل شيء لحساب ملكوت الله، ولا نترك لإبليس موضعًا في حياتنا. لن نترك له ظلفًا في حياتنا، حتى لا يكون له مجال للعمل الشرير في داخلنا. كان يليق بيهوياداع أن يقول مع المرتل: "يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيكِ جزاءكِ التي جازيتينا. طوبى لمن يمسك أطفالك، ويضرب بهم الصخرة" (مز 137: 8-9). فقد كانت المرتفعات أشبه بالأطفال الشريرة أو الأفكار الدنسة، إن تُركتْ تشب وتنمو وتفتح أبواب الشر من جديد. لنقتلع بروح الرب الشر من جذوره ونُسَلِّم حياتنا له، ليُشَكِّلنا على صورة الله ومثاله. v يقصد بأطفال بابل هنا الأفكار الشريرة... هذه التي إن شعرنا أنها صغيرة في البداية يجب علينا أن نمسكها، ونقطعها، ونضرب بها الصخرة، التي هي المسيح (1 كو 10: 4). يجب أن نقتلها حسب أمر الرب، ولا نترك فيها نسمة تتنفَّسها داخلنا[3]. v أناشدكم إذاً، أن تتجددوا (رو 12: 1–2؛ أف 4: 20–24). فلتتعلموا أنه في الإمكان أن تتجددوا، وتلقوا عنكم هيئة (الخنزير) التي هي صفة النفس غير النقية، وهيئة (الكلب)، التي تصف من ينبح ويعوي، ويتحدث بالبذاءات. في الإمكان التحوُّل، حتى عن هيئة (الأفعى)، حيث يُخاطَب الأشرار بالقول: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33). فإذا ما اقتنعنا أن في مقدورنا التحوُّل عن شبه الأفاعي والخنازير والكلاب، فدعنا نتعلم من الرسول، كيف يتم هذا التحوُّل، الذي يعتمد علينا. فهو يُعَبِّر عن ذلك في قوله: "وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ... نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ" (2 كو 3: 18). فإن كنتَ قبلاً نابحًا، ثم شكَّلتك الكلمة وغَيَّرَتك، فقد تحوَّلتَ من كلبٍ إلى إنسانٍ. وإن كنتَ قبلاً غير طاهر، ولمستْ الكلمة نفسك، فقدَّمتَ ذاتك لها لتشكلك، فقد تحوَّلتَ من خنزيرٍ إلى إنسانٍ. وإن كنتَ قبلاً وحشًا شرسًا، واستمعت إلى الكلمة التي تستأنس وتروِّض، فحوَّلتك بمشيئتها إلى إنسانٍ، فلن تُخاطَب فيما بعد: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33). العلامة أوريجينوس |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|