حقائق علميَّة في الكتاب المقدَّس | التّاريخ

[walaa farouk]

يتميَّزُ الكتاب المقدَّس باحتوائِهِ
على كَمٍّ هائلٍ من التَّفاصيل التَّاريخيَّة التي تمَّت مراجَعتُها على ضَوْءِ الإكتشافاتِ الأثريَّةِ الحَديثَة
. فعلى سَبيلِ المِثال،
ولسَنَواتٍ طويلة، اعتَبَر بعضُ الباحِثِين أنَّ شَعبَ الحِثّيّين
، المَذكورين في سِفر التَّكوين وأماكنَ أخرى،
هم مجَرَّد أسطورة. لكن في أواخر القرن التَّاسع عشَر،
تَمَّ اكتشافُ أرشيفٍ ضَخمٍ في بوغازكوي في تركيَّا
(هَتّوسا القديمَة)، أثبَتَ وجودَ إمبراطوريَّةٍ حِثّيَّةٍ مزدَهرَة
، كما وصَفَتْها نصوصُ الكتاب المُقدَّس بدقّة.

وفي مثالٍ آخر، كان يُعتَقد أنَّ مدينَةَ نينَوَى
، عاصمة الإمبراطوريَّة الآشوريَّة والمذكورة في سِفر يونان،
خُرافةٌ، إلى أن تمَّ الكَشفُ عنها في القرن التَّاسع عشَر أيضًا،
وتبَيَّنَ تطابقُ تفاصيلِها مع ما جاءَ في الكتابِ المقَدَّس،
من حيث الحَجم والمَوقِع والأهَميَّة.

كمَّا أكَّدَت نقوشُ المَلِك سنحاريب الآشوريّ،
المكتشَفَة في نينَوَى، روايَةَ سِفرِ المُلوك الثّاني
حَولَ حَملتِه على يهوذا ومُحاصَرَتِه للمَلِك حَزَقيَّا، معَ فارقٍ لافِت:
لم تذكُرْ نقوشُ سَنحاريب سُقوطَ أورُشليم،
ممَّا يُعَزِّز روايَةَ الكتابِ المقدَّس بأنَّ المدينَةَ نَجَتْ بحَدَثٍ غير متَوَقّع.

هذه الأمثلة، وغيرُها الكثير، تُظهر دقّةً مذهلةً
في التَّفاصيل التَّاريخيَّة،
ما يعزِّز مصداقيَّة الكتاب المقدَّس
كمَصدر يُمكن دراستُه تاريخيًّا بجدّيَّة.