![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
على الرّغم من أنَّ الكتاب المقدَّس ليس كتابًا علميًّا بالمعنى الحَديث ، إلّا أنَّه يحتوي على إشاراتٍ وتلميحاتٍ تختَصُّ بعِلم الفَلَك تتجاوز المعارفَ السَّائدة في أزمِنَةِ كِتابَتِه، الأمرُ الذي يثير التَّساؤُل حول مصدَر هذه الدِقَّة! من أبرز تلك الإشارات ما وَرَد في سِفر الجامعة 6:1 عن الرياح (الرِّيحُ تذهبُ إلى الجَنوبِ وتدورُ إلى الشِّمالِ، تذهبُ دائرَةً دوَرَانًا،، وإلى مَدَاراتِها ترجعُ الرِّيح) . هذا النَصّ يصفُ بدِقّةٍ الدَّورَةَ الهَوائيَّة في الغِلافِ الجَوِّيّ ، وهو مبدأ فيزيائيّ لم يُفهَم إلّا بعد قرون، مع تطوُّر عِلمِ الأرصَادِ الجَويَّة. كذلك، يصفُ سِفرُ أيُّوب في 25:28 قولًا لافتًا (ليَجعَلَ لِلرِّيحِ وَزْنًا)، وهي إشارة مدهشة إلى أنَّ الهَوَاءَ له وَزن، وهي حقيقة فيزيائيَّة لم تُثبَت تجريبيًّا إلّا في القرن السَّابع عشَر، على يَدِ العالم الفيزيائيّ الإيطالي توريتشيلّي عندما اخترعَ البارومتر. أمَّا في أيُّوب 27:36-28، فيُقدّم وصفًا دقيقًا لدورَةِ الماءِ في الطبيعَة (لأنَّه يَجْذُبُ قِطارَ الماءِ تسحُّ مَطرًا في ضبابِها ، الذي تهطلُه السُّحُب وتقطرُه على أناسٍ كثيرين) . هذا الوَصف يُطابقُ مبدأ التبَخُّر والتَكاثُف والهُطول. وما كتبَه الرَّسول بطرس في رسالتِهِ الثانيَة (الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا) 2بط3: 12 يعدُّهُ اللّاهوتيُّون إشاراتٍ إلى حَدَثٍ كونيٍّ رَهيب يحدُث فيه إنشِطارٌ نوَويّ يؤَدِّي إلى "تحَلّل العناصِر"، وترافقُه حرارَةٌ شديدة وذوبانٌ وتبَخُّرٌ مفاجئٌ للمادَّة. أكثر من حَقيقةٍ علميَّةٍ، أو مفهوم فيزيائيّ أثبَتَهُ العِلمُ لاحقًا، ورَدَ في الكتاب المقدَّس منذ أكثر من ألفَي عام، الأمر الذي يدعونا إلى التَّفَكير العَميق. |
|