![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() راعوث كانت شجاعة في أن تشارك نعمى تحمل نفقات المعيشة، بل كانت صاحبة المبادرة الأولى "فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبْ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطْ سَنَابِلَ وَرَاءَ مَنْ أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ». فَقَالَتْ لَهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي». " (راعوث 2: 2). لم تنتظر راعوث إحساناً من أحد، لكنها بادرت بأن تخرج للعمل في أرض غريبة عنها، قد لا تكون على دراية بأهلها، ولا بلغتهم لكنها اتخذت موقفاً مليئاً بالمسؤولية وخرجت لتُحضر ما يقوتها وحماتها. كانت شجاعة في موافقتها على الارتباط ببوعز وهو رجل يكبرها في العمر، وكان لها ما يؤهلها بأن تختار من الشباب، فقراء كانوا أم أغنياء، وهذا ما جاء في حديث بوعز لها، إذ قال "إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَا ابْنَتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِ، إِذْ لَمْ تَسْعِي وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ" (راعوث 3: 10). إخلاصها، كان الإخلاص صفة واضحة في راعوث، تلك التي وقفت أمام المفاضلة بين تبعية حماتها، وهي أرملة لا تملك من متاع الحياة شيئاً، وبين الرجوع إلى بيتها وشعبها، كان القرار محسوماً ولم تكن هناك فرصة للمناقشة، ففاهت بكلماتها الشهيرة: "لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْكِ"، وفي هذا دلالة خاصة على عمق الإخلاص في حياة راعوث، فبعد عشرة استمرت من العمر قرابة عشر سنوات رأت خلالها راعوث حب رجلها، حب حماتها، والارتباط الوثيق بين هذه الأسرة وإلهها، عاشت وسط أسرة تختلف عما رأته أو نشأت عليه، لم يكن أمامها إطلاقاً بديل التراجع وترك حماتها، كانت قصة حب خالص، وإخلاص نبعه المحبة بين الكنّة وحماتها، ولقد قال أحد الكتّاب عن هذا "إن حب راعوث لأم زوجها المسنة، حب نقي كالذهب الخالص والقوي كالموت، إن مياهاً كثيرة لا تستطيع أن تطفئ محبة راعوث، واعترافها بحبها عندما تضطر للاعتراف به، أجمل اعتراف بالحب في العالم"، على أن كاتباً آخر كتب عن راعوث فقال "إن تقوى وإخلاص راعوث قد ظهر في بداية القصة، عندما رفضت أن تترك حماتها، على الرغم من أن نعمى بنفسها قد ناشدتها ثلاث مرات أن تفعل ذلك، على أساس سنها المتقدم، والاحتمالات الأفضل لراعوث في بلدها". (كل نساء الكتاب المقدس). |
|