وَجَاءَ هَؤُلاَءِ الْبُرْصُ إِلَى آخِرِ الْمَحَلَّةِ وَدَخَلُوا خَيْمَةً وَاحِدَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، وَحَمَلُوا مِنْهَا فِضَّةً وَذَهَباً وَثِيَاباً وَمَضُوا وَطَمَرُوهَا. ثُمَّ رَجَعُوا وَدَخَلُوا خَيْمَةً أُخْرَى، وَحَمَلُوا مِنْهَا وَمَضُوا وَطَمَرُوا. [8]
نسمع أحيانا عن بعض المصابين بمرض الإيدز أنهم يحملون نوعًا من الحسد نحو الآخرين، أذكر ما فعلته إحدى المصابات به أنها كانت تجتذب الكثيرين إلى ارتكاب الخطية معها وكانت تُرسِل لكل واحدٍ منهم كارت تهنئة تقول فيه: "أهنئك بأنك قد صرت عضوًا في نادي الإيدز". وأذكر شابًا في لوس أنجيلوس روى لي عن مريض بالإيدز أمسك بالحقنة التي بيد الممرضة وضربها بها في غضبٍ شديدٍ لكي تنتقل العدوى إليها. لست أقول هذا عن الجميع، فحتما يوجد من بينهم كثيرون محبون لإخوتهم في البشرية.
ونحن هنا أمام أربعة أشخاص مصابين بأخطر مرض في ذلك الزمان وهو البرَص، حيث يُحرم الإنسان من حق وجوده وسط أسرته أو حتى عزله داخل المدينة، وإنما يلتزم أن يكون خارج المدينة. إن اقترب إليه شخص يصرخ: "نجس! نجس!" لم يحمل هؤلاء الرجال أية مشاعر من البغضة نحو المجتمع، وإنما كانت لهم قلوب متسعة مشتاقة أن تشبع وتستريح وتفرح.