05 - 03 - 2016, 03:51 PM
|
رقم المشاركة : ( 8 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كنوز ﺍﻟﺼﻭﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ( قدسوا صوماً )
الأسبوع السابع
هذا آخر أسبوع في الصيام، وفيه نعطى تقريراً عن صومنا أولاً، وننال تعزيات روحية ثانية
وتطويبات كالتي ذكرت في الموعظة كل الجبل، ثم ثالثاً الاستعداد لقبول بركات البصخة المقدسة والقيامة
وميلاد الكنيسة في يوم الخمسين.
أولاً: تقرير عن الصوم
(١١-١ : ٥٨ إش)
وهذه هي نبوة يوم الأربعاء من أسبوع ختام الصيام. هناك صوم مرفوض وهو الصوم الذي انتهي
ومازالت الخصومة بين الإخوة، والنزاع والرياء في الصوم، وارتفاع الصوت في العبادة (٥-١ :٥٨).
أما الصوم المقبول: (٧ ،٦ :٥٨) فهو:
"حل قيود الشر"،
"فك عقد النير واطلاق المسجونين أحراراً وقطع كل نير"،
"أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائبين إلى بيتك إذًا رأيت عرياناً تكسوه وأن لا تتغاضى
عن لحمك".
فالصوم المقبول ينتهي بالتوبة وحل قيود الشر، لأن الخطية تقيد الإنسان. فالذي صام لا بد أن يكون بنعمة
المسيح أقمع جسده وتحرر من قيود الشر.
والصوم المقبول هو الإتضاع وعدم إلقاء النير على الآخرين كالخدم والعمال والضعفاء بل لا نجعلهم تحت
نيرنا لأننا كلنا عبيد الرب وأخوة في البشرية.
والصوم المقبول هو عدم احتقار الآخرين (الإيماء بالأصبع) (٩ :٥٨)، كقول ربنا يسوع من قال لأخيه رقا
(وهي مجرد حركة أو نظرة احتقار) يكون مستوجب المجمع فكلنا أعضاء في جسد واحد، فلا نحتقر الآخرين
بل علينا أن نسند صغار النفوس كقول الرسول.
والصوم المقبول معناه أن يمتنع الإنسان عن كلام الأمم فلا تخرج كلمة بطالة من أفواهكم بل كل ما هو
صالح للبنيان كي يعطى نعمة للسامعين (أف ٢٩ :٤). إذًا فليكن كل كلامنا كثمرة للصوم مملحاً بملح.
والصوم المقبول هو فعل الرحمة للجائع والعريان الذي هو لحمك (هو أخوك في البشرية فأنت تطعم وتغطى
لحمك)، وتدخل المساكين التائهين بالفعل أو بالخطية إلى بيتك فيصبح بيتك هو بيت الرب يسوع حيث كان
يجلس مع الخطاة والعشارين...
أتريد أن يكون بيتك بيت السيد المسيح؟!
بركات الصوم المقبول (١١ -٨ :٥٨):
١- "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع
ساقتك" (٨ :٥٨). لا ننسي أن أول نبوة في الصوم المقدس كانت تقول: "كل الرأس وكل القلب سقيم من أسفل
القدم إلى الرأس ليس فيه صحة..." (٦ ،٥ :١).
فتأمل يا عزيزي كيف يكشف لنا النبي العظيم إشعياء في رحلة الصوم- أنها ابتدأت بعدم الصحة، وانتهـت
بالصحة والنور والبر ومجد الرب.
هذا هو ختام الصوم. ولعل هذا سببًا في أن الكنيسة تعمل سر مسحة الرضى لكل الصائمين يوم جمعة ختام
الصف كعلامة على الصحة الروحية والجسدية والنفسية في نهاية الرحلة.
٢- "يشرق نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر". هو تحول من الظلمة الداخلية في بدء الرحلة
إلى النور مثل الظهر في نهاية الرحلة (١٠ :٥٨).
٣- ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه
لا ينقطع مياهه (١١ :٥٨). فبعد أن كانت بداية الرحلة هي أن الإنسان أقل من الثور والحمار اللذان يعرفان
صاحبهما أما الإنسان فلا يعرف إلهه (إش ٣ :١)، أصبح الإنسان في نهاية الرحلة يقوده الرب على الدوام.
وبعد أن كان الإنسان في حالة جوع وكسل في أول الصيام أصبح الآن مملوءاً شبعاً في وسط الجدوب وكله
نشاط في نهاية الصوم. وأصبحت حياته مملوءة من ثمار الروح التي هي كنبع مياه لا ينقطع مياهه- إنها مياه
تنبع إلى حياة أبدية.
هذا هو تقرير إشعياء باختصار عن بركات الصوم في نهاية الرحلة نسمعه بتدقيق يوم الأربعاء من
أسبوع ختام الصوم.
|
|
|
|