منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   المخطوطة التي تحدثنا عن سيرة هذا القوي موسى (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1123251)

Mary Naeem 01 - 07 - 2025 10:18 AM

المخطوطة التي تحدثنا عن سيرة هذا القوي موسى
 
https://upload.chjoy.com/uploads/175129096475171.jpg


القديس موسى الأسود



المخطوطة التي تحدثنا عن سيرة هذا القوي

فتذكر أنه لما كان يناجي الشمس ذات مرة قائلاً : " أيتها الشمس ، ان كنت انت الإله ، فعرفيني " ، " وأنت أيها الإله ، الذي لا أعرفك ، عرفني ذاتك " سمعه أحد المزارعين الذين كانوا بالقرب منه ، فأرشده إلى رهبان برية شيهيت قائلاً له " أنهم يعرفونك بالإله الحقيقي " ، ومن المؤكد أن موسى في فترة هيامه في القفار كان يصادف رجالاً أتقياء ولابد أن يكونوا قد حدثوه ولو مرة واحدة ، وكلمة الله " لا ترجع فارغة " ( اش ٥٥ : ١١ ) ، وبحكم العادة استل موسى سيفه ، وقام لتوه متجهاً إلى برية شيهيت ، باحثاً عن الآب ايسيذوروس قس القلالي ، وكأن لسان حاله يقول " علمني يا رب طريقك ، وأهدني في سبيل مستقيم " ( مز ٢٧ : ١١) .

وما أن رآه الآباء من بعيد حتى سرى الخوف في قلوبهم ، فقد كان موسى " رعب المنطقة " .
وإذ كان الأنبا ايسيذوروس القس خارجاً من قلايته ، صادفه الأنبا موسى ، فبادره قائلاً :
- " اين الأنبا ايسيذوروس ؟ " . فقال له
- " وماذا تريد منه ؟ " . اجاب موسى .
- " أريد ان أعرف الله " . فقال له الأنبا ايسيذوروس
- " ومن أرسلك " . فقال
- " سمعت عنه من أخ كان يحصد في الحقل ، كنت قد جلست إليه وهو الذي أرشدني أن أجيء الى هنا ، لهذا أتيت لكي أخلص " .
وتعجب الشيخ كثيراً وأراد أن يستزيد معرفة عما أتى " برعب المنطقة " الى ديارات الرهبان فسأله .
- " وكيف أرشدك الله هكذا " ؟ فأجابه موسى :
- " ما كنت أعرف الله ، بل كنت في الحقل جالساً وتطلعت الى الشمس فرأيتها تشرق في الشرق ، وتغيب في الغرب . وهكذا القمر يكمل في وقت ، وينقص في وقت . والنجوم تظهر في وقت الليل وتغيب وتختفي في النهار ، ومطر وسحاب في الشتاء ، وقيظ وحرارة في الصيف ، والارض تعطي ثمرها في حينه ، وفهمت من هذا كله ، أن هذه الأشياء ثابتة في طقسها ، وأدركت أنه لا بد أن يكون لها مدبر وقائد حكيم . وهكذا قمت وتركت كل شيء ورفضته وقلت في نفسي أن الذي يهدي الخليقة كلها ، قادر أن يهديني أنا أيضاً" فقال له أنبا ايسيذوروس .
- " هل اعتمدت ؟ " . أجابه موسى
- " وما هي المعمودية ؟ " . فسأله أنبا ايسيذوروس
- " ما هي أمانتك ( اي إيمانك ) اذن ؟ " فقال موسى
- " كنت اعبد النار ، ولما باعوني صرت عبدا وكان سيدي صابئاً يعبد الكواكب ، أما أنا فلا اعبد أحداً
ولما تحقق الأنبا ايسيذوروس من صدق نيته ، واشتياقه للتوبة ، وادرك أن النار الإلهية قد اضطرمت في قلبه ، أخذ يعظه ويلقنه الأمانة ( الإيمان ) ، ثم عمده وألبسه الإسكيم الرهباني وأسكنه في البرية ، قائلاً له " متى رجعت الى العالم فأن الشرور التي فعلتها كلها ترجع اليك مرة أخرى . ولكن أن بقيت في هذا المكان ، فأنا أؤمن ان الله سيصنع معك رحمة ، فأن قبلت وصيتي ، فامض وكن نشيطا وأبقى في البرية الى يوم وفاتك " واسكنه مع الأخوة اولا ، ثم لما اشتدت عليه الحرب ، مضى الى البرية الداخلية .


الساعة الآن 04:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025