![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مرض أليشع النبي ونياحته 14 وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». 15 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا». فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. 16 ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ». فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ 17 وَقَالَ: «افْتَحِ الْكَوَّةَ لِجِهَةِ الشَّرْقِ». فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ: «ارْمِ». فَرَمَى. فَقَالَ: «سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ». 18 ثُمَّ قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. 19 فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ اللهِ وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 20 وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. وسط هذا الفساد على مستوى الملك ورجاله والقادة والشعب وُجِدَ إنسان تقي، هو أليشع النبي، الذي له أيضًا ضعفاته. ولكن من أجل إخلاصه وإيمانه وسلوكه في الرب، قدَّم قوة الله للملك أفضل من كل الجيش، لهذا إذ مرض، بكاه الملك، قائلا: "يا أبي، يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" [14]. وفي اللحظات الأخيرة قدَّم له فرصة ليقول له: "سهم خلاص للرب، وسهم خلاص من أرام، فإنك تضرب أرام في أفيق إلى الفناء" [17]. مات أليشع ودفنوه، لكن إذ لمس ميت عظامه في القبر قام على رجليه! هكذا يعمل الله بالقلة القليلة المقدسة، ولو كانت شخصًا واحدًا! وَمَرِضَ أليشع مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا. [14] مرض أليشع في حوالي السنة العاشرة من يوآش، بهذا يكون قد امتدت مدة خدمة أليشع كنبي 65 عامًا. بكى يوآش على أليشع الشيخ، وكرَّر نفس الكلمات التي نطق بها أليشع عند صعود إيليا النبي (2 مل 2: 12). وكأن أليشع قد التصق بمُعَلِّمِه منذ بدء خدمته حتى لحظات موته. خشى الملك يوآش ملك إسرائيل موت أليشع النبي، وكانت قد مضت 43 سنة على الأقل منذ آخر مرة ذُكِرَ فيها أليشع (2 مل 1:9)، لكنه كان يشعر ببركة وجوده وصلواته. كان عُمْرُ أليشع نحو ثمانين سنة، ونزول الملك إليه دليل على اعتباره له وللرب الذي كان أليشع يخدمه. "بكى على وجهه"، أي نزلت دموعه على وجه أليشع وهو مضطجع على سريره. عبَّر الملك عن إيمانه بأن أعظم قوة لإسرائيل هي معونة الرب بواسطة أليشع، لذلك دعاه "يا أبي". مع ما اتسم به يوآش ملك إسرائيل من الشر، غير أنه أظهر جانبًا طيبًا وإيمانًا أن الله يحفظ شعبه ويسمع لكلمات نبيه من أجلهم. إن كان الكتاب المقدس قد شهد على يوآش أنه "عمل الشر في عينيّ الرب"، غير أنه يذكر الجانب الصالح الذي فيه. الله لا ينسى كأس ماء بارد يُقدَّم باسمه. فَقَالَ لَهُ أليشع: خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا. فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. [15] نجح يوآش نسبيًا في طاعة أليشع عند موته لكن لم يستمر. لقد وضع أليشع يده على يدي الملك علامة اشتياقه أن يبارك الرب عمله، وبالفعل انتصر على الجيش الأرامي ثلاث مرات، لكنه لم يتمتع بالنصرة النهائية. v دعا النبي: "مركبة إسرائيل وفرسانها"، لأن سلام المملكة وانتصارات إسرائيل كانت تتوقف على صلاته وتدبيره. كافأ النبي الحب الذي لدموعه، وقال له: "خذ قوسًا وسهامًا". ثم وضع أليشع يده على يدي الملك وأمره أن يفتح الكوّة، ويتجه نحو الشرق ويصوِّب السهام. صوَّب سهمًا، فقال له أليشع: [سهم الرب للنصرة، سهم نصرة على أرام]. بالحقيقة كانت الكوّة متجهة نحو أرام، "إنك تضرب أرام في أفيق إلى الفناء" [17]. هذه العبارة تحمل معنيين روحيين: الأول: أن الله ربط نصرة بني إسرائيل بتلك العلامة التي لم تكن بالأمر الجديد، فقد وُجدت من قرون طويلة... عندما أرسل الله ضربات على مصر وحرَّر الشعب، اعتمد ذلك على عصا موسى (خر 4: 17). وأيضًا اعتمد هلاك عماليق على رفع يديّ موسى أثناء الصلاة (خر 17: 9-13)، ودمار مدينة عاي على مد يشوع للمزراق الذي بيده (يش 8: 18-19). كان من المناسب للموقف أن يقوم الأمر هكذا حتى يعرف الشعب بكل تأكيد أن معونة الرب قد وُهبت لهم، في لحظة نوال هذه النعمة، وتبقى ذكرى النعمة متغلغلة في قلوبهم. فإن النبي وحده كان يعرف السرّ، بينما كان مخفيًا عن الملك. وإلا ما كان قد توقف عن ضرب الأرض ثلاث مرات، بل جعلها عشرة. وإذ كان مترددًا وانسحب لامه أليشع، ليس لأنه ارتكب خطأ ما، وإنما لأنه حرَّم أبناء شعبه من النصرة والنفع العظيم بإبادة الأراميين وإزالة مملكتهم، الأمر الذي كان يرغبه أليشع بقوة. صار حزينًا، لأن أمله خاب بواسطة الملك الذي توقف ولم يضاعف الضربات الموصوفة له. أما المانع الحقيقي لتوقف النعمة، فهو ارتداد الملك والشعب، وإرادتهم المتمردة في عبادة الأوثان. هذا هو السبب الذي عاق عطية النعمة التي عنت بها هذه العلامة. القديس أفرام السرياني فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أليشع يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ [16] وضع أليشع يده على يدي الملك، لكي يعلم الملك أن ما سيعمله بيده إنما بمساندة يد الرب، وليس بقدرته هو. ما هي يدّ أليشع التي حملت قوة ليديّ الملك سوى كنيسة المسيح التي تُقدِّم للمؤمن كملكٍ قوة الله للخلاص، فيضرب بالصليب [سهم الرب للخلاص] من عدو الخير، ولا يتوقف عن ضربه حتى تتم النصرة النهائية على مملكة الظلمة. تلامست يدا الملك مع يد أليشع رمز المسيح، وذلك كما لمست الكنعانية هُدْب ثوب المسيح، أي كنيسته، فخرجت منه قوة، وتمتعت بالشفاء! v حقيقة أن أليشع وضع يده على يديّ الملك، تُظهِرُ أن يديّ الملك الضعيفتين تتقويان بالقوة التي في يديّ النبي الذي يقف هنا في موضع سيده. حتى يمكن لتلك اليدين أن تحطما أرام، وأن تفنيه بعد أن حطَّم أرام إسرائيل لإفنائه. واضح أن بني إسرائيل في أيام يورام ضعفوا جدًا، فلم يكن في المدينة الملوكية سوى خمسة خيول، وفي أيام ابنه لم يكن سوى عشر مركبات في البلاد بأسرها وخمسين فارسًا وعشرة آلاف جنديًا من المشاة، كما يقول الكتاب، لأن ملك أرام أهلكهم وجعلهم كالتراب في درس الغلة [7]. بينما كان للعبرانيين في أيام سليمان 52 ألفًا من الخيول في إسطبلات الملك، وأرسل يربعام 800 ألفًا من الشجعان للحرب الذين تجمعوا من سبطيّ يهوذا وبنيامين. المعنى الثاني الروحي هو أن العلامة تنقسم إلى رمزين، كل منهما له معناه الخاص به. القديس أفرام السرياني فَقَالَ أليشع: ارْمِ، فَرَمَى. فَقَالَ: سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ، وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أرام، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أرام فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ. [17] طلب منه أن يفتح الكوة لجهة الشرق، لأن أعداء إسرائيل، أي الأراميون، كانوا في الشرق. كان هذا التصرُّف يُستخدَّم كإعلان عن قيام حربٍ. أحيانًا يفعل الشخص هذا الأمر ويكرره دون أن يبدأ بالهجوم حتى يمكن عمل اتفاقيات، فإن لم يحدث استجابة لمدةٍ معينةٍ يبدأ الشخص أو الجيش بالهجوم الفعلي. v[سهم الرب للخلاص] يعني بوضوح ربنا ومخلصنا الذي عُلِّق على الخشبة يهب روحه. وبروحه ينزل إلى حصن الهاوية ويخلص الأبرار الذين سُجنوا هناك، وبعد قيامته يُخضِع المسكونة كلها برسله القديسين، ويهب حياة جديدة للذين يؤمنون باسمه. من الجانب الآخر، إن حقيقة السهم الذي صوِّب من الكُوّة المتجهة نحو الشرق تعني إتمام خلاصنا الذي يتحقق بصعود ربنا، ويصعد إلى ما هو أعلى من السماوات الشرقية (مز 68: 34). بصعوده يرفع الأبواب الدهرية، ويُصعِدنا كطغمة من النسبيين إلى السماء (أف 4: 8). مرة أخرى فإن السهم الذي صُوِّب نحو الأرض وسُحب أو ترك الأرض، يشير إلى دفن ربنا وقيامته بعد أن نزل وأقام في قلب الهاوية، في أرض الأموات. أيضًا لاحظوا بتمييز أن أرض إسرائيل تُضرَب بثلاثة سهام، وأما مملكة أرام فتنهزم في ثلاث معارك، وذلك على شبه جسد ربنا المُكرَّم الذي اُبتلي بالشوك والمسامير والحربة ولم يفسد. حُطِّم سلطان إبليس الخاص بالموت ثلاث مرات. بالحق سحق الشيطان وأزال الخطية والموت. مرة أخرى صُوِّب السهم ثلاث مرات واستقر على الأرض، وأعطاهم رجاء القيامة التي للقديسين. القديس أفرام السرياني ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ. فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. [18] أولاد الله لن يتوقفوا أو يتهاونوا في معركتهم مع إبليس، حتى يسحقوا بالمسيح رأس الحيّة، ويعلن رب المجد النصرة في أعماقهم. فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ الله، وَقَالَ: لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أرام إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أرام ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. [19] غضب عليه، لأن الملك طلب القليل بينما الرب مستعد أن يعطيه الكثير. لعل تصرُّف الملك دلَّ على ضعف إيمانه. كان يليق بالملك أن يضرب الأرض بالسهام ولا يتوقف حتى يطلب منه النبي ذلك، محققًا خطة الله العاملة، فينال نصرة على العدو. هكذا يجب ألا نأتمن أفكارنا الجسدية (الأرض)، بل نضرب بسهام الروح القدس المستمرة بلا توقُّف حتى تتقدس أرضنا الداخلية، وتتحوَّل إلى سماء. هكذا تتحقق خطة الله فينا، ونُعلِن طاعتنا له، حيث نصير بالحق وكالة السماء وأيقونة المسيح الحيّة. وَمَاتَ أليشع فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. [20] مات أليشع ودُفن جثمانه في قبر، ولم يصعد كمُعَلِّمه في مركبات نارية إلى السماء. لكن كشف الله عن قداسة هذا الجثمان الذي جاهد مع النفس كل هذه السنوات، لذلك سمح الله بإقامة ميت لمجرد لمسه لعظام أليشع. ذكر دخول هؤلاء الغزاة كأنه أمر عادي يحدث كل سنة، ووصولهم إلى أواسط البلاد دليل على ضعف إسرائيل. v دفنه تلاميذه بنو الأنبياء. يبدو أن يوآش رافقه حتى القبر، إذ جلس معه وقت مرضه، وأظهر له حبًا عميقًا، وبكى أمامه، ووضع مراثٍ عن موته. يبدو أن هوشع النبي أخذ مكانه، وقام برئاسة بني الأنبياء، إذ قال هوشع في بدء أقواله إنه تنبأ في أيام يربعام بن يوآش. القديس أفرام السرياني |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جاءت كلمات أليشع النبي تحقيقًا لما تنبأ عنه مُعَلِّمه إيليا النبي |
استخدم أليشع النبي ذات أسلوب أبيه إيليا النبي |
مدح أليشع النبي |
أليشع النبي |
أليشع النبي |