منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 03 - 2014, 04:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

لا تحلفوا البتة

انتقل السيد المسيح من شريعة عدم الطلاق إلا لعلة الزنى في العهد الجديد إلى شريعة عدم القسم في العهد الجديد فقال: "أيضًا سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأروشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء، بل ليكن كلامكم نعم نعم، لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت5: 33-37).
شرح السيد المسيح سبب منع القسم في شريعة العهد الجديد. وهو أن الذي يقسم بشيء ينبغي أن يملك ما يقسم به. مثل أن يقسم إنسان قائلًا: [وحياة عيني] أي أنه يضع عينيه بقسم في مقابل تنفيذ ما قد وعد به أو تأكيد صحة ما يحكيه. وتكون النتيجة أنه لو أراد تنفيذ القسم عليه أن يقلع عينيه إذا لم يفِ بوعده أو إذا ظهر كذبه فيما حكاه.
لا أحد يملك عينيه كقول الرسول: "إنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 19، 20). لقد اشترانا السيد المسيح بدمه وصارت أجسادنا وأرواحنا ملكًا له، كمفتداه بثمن كريم.. ليس من حق الإنسان أن يقسم برأسه ولا بعينيه ولا بشعرة واحدة من رأسه، ولا أن يقسم برحمة والده أو والدته التي لا يملكها، ولا بالسماء التي هي كرسي الله ولا بالأرض التي هي موطئ قدميه.
الله وحده هو الذي يملك ذاته بالكامل، يملك جوهره ويملك طبيعته، ويملك وجوده إذ لم يوجده أحد مثل المخلوقات التي خلقها الله وقيل عنها "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها" (مز23: 1).
لهذا فعندما أوشك إبراهيم على تقديم ابنه إسحق ذبيحة خاطبه الرب وقال: "بذاتي أقسمت يقول الرب.. إني أباركك مباركةً وأكثر نسلك تكثيرًا" (تك22: 16، 17).

لا تحلفوا البتة
عن هذه الواقعة الهائلة قال معلمنا بولس الرسول إن الرب "إذ لم يكن له أعظم يقسم به أقسم بنفسه" (عب6: 13). أعظم شيء في الوجود هو الله نفسه -لذلك أقسم الرب بنفسه أن يبارك إبراهيم هو ونسله لكي يتأكد الوعد بالخلاص بقسم. وبالفعل أوفى الرب وعده وبذل الرب يسوع المسيح نفسه عن الخراف كقوله المبارك "أنا أضع نفسي عن الخراف" (يو10: 15). وقوله أيضًا: "ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 28)،حتى الناسوت الذي أخذه السيد المسيح من السيدة العذراء بفعل الروح القدس جاعلًا إياه واحدًا مع لاهوته، هو ملك للسيد المسيح كقول القديس كيرلس الكبير عن الله الكلمة أنه:
أخذ طبيعتنا جاعلًا إياها خاصة به
"He took our nature and made it His Own"
كان من حق السيد الرب يسوع المسيح أن يبذل نفسه فدية عن كثيرين وقال عن نفسه أن له سلطان عليها وقال: "لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضًا. هذه الوصية قبِلتها من أبى" (يو10: 17، 18).
لقد سمح الرب بالقسم في العهد القديم لشعبه ليقسموا باسمه هو وليس باسم الآلهة الأخرى الوثنية. وأوصاهم أن لا ينطقوا باسم الرب إلههم باطلًا. وأن لا يحنثوا في أقسامهم بل يوفوا للرب الأقسام.
وكم من أقسام لم يتمكن الإنسان من الوفاء بها ونتج عنها مشاكل كبيرة في علاقته مع الله وفي علاقته مع الناس. وكم من أقسام تسرع أصحابها في القسم بها وندموا عليها ووقعوا في ورطة مثلما أقسم شاول الملك أن يقتل الجندي في جيشه الذي يذوق شيئًا من الطعام قبل المساء حتى يكون قد انتصر على أعدائه. ولم يسمع ابنه يوناثان بهذا القسم وكان الجنود في إعياء شديد. واستطاع يوناثان أن يصنع خلاصًا عظيمًا في ذلك اليوم بمعونة من الرب، وبعدما ارتشف كمية من العسل الأبيض البرى. وأراد شاول أن يقتل يوناثان ابنه فافتداه الشعب وطلبوا أن تُقدم ذبائح للرب لأن يوناثان ابنه لم يكن يعلم بقسم والده. وقَبِل الرب الذبيحة ونجا يوناثان من الموت.
إن القسم يضع الإنسان في تورط شديد ولا حاجة إليه على الإطلاق. وحتى القانون المصري في المادة 128 من قانون المرافعات يسمح للإنسان أن يعتذر في المحكمة عن أداء القسم حسبما تكون شريعة دينه. يمكنه فقط أن يعطى وعدًا للقاضي أن يقول الحق. وبهذا ينفذ قول السيد المسيح: "لا تحلفوا البتة".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تحلفوا مطلقاً وعيشوا كمسيحيين مؤمني
ولكن قبل كل شيء يا إخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء
ثيران التبت المحلية تزدهر بينما ثيران التبت البرية تموت
لا تحلفوا البته
لا تحلفوا البتة


الساعة الآن 09:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024