منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 03 - 2014, 01:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
مقدمة




كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
في كل سنة كانت تمر علينا، كنا نجتمع معًا، لنتأمل كيف يجب أن نبدأ هذه السنة بداية روحية سليمة.. وبهذا وجدنا أنفسنا أمام محاضرات عديدة، بعضها ألقيت في بداية العام الميلادي، وبعضها ألقيت في بداية العام القبطي، سواء في القاهرة أو في الإسكندرية. وقد رأينا أن ننتقي للقارئ العزيز بعضًا من هذه المحاضرات، مقدمين بها أمثلة من المشاعر التي ينبغي أن تجول في قلوبنا في بداية العام.
ومن أمثلة هذه المشاعر: محاسبة النفس، والخروج منها إلي لوم النفس وتبكينها، لنصل إلي التوبة، وليكون لنا قلب جديد وروح جديدة بعمل الله فينا. فعن محاسبة النفس، قدمنا لك موجزًا من محاضرتين في آخر عام 1974، ألقيت إحداهما في القاهرة والأخرى في الإسكندرية. وعن لوم النفس قدمنا لك محاضرة ألقيت بالقاهرة في 29/12/1972. أما محاضرة "قلبًا جديدًا وروحًا جديدة" فكانت يوم 24/12/1976.
ورأينا أن نقدم في العام الجديد محاضرة عنوانها بشرى مفرحة.
إذا لا ينبغي أن يكون الحديث كله عن التوبة، وإنما يحسن أن تكون للناس في بداية العام روح الفرح والاستبشار بعمل الله فيه. وقد ألقيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية مساء الجمعة 31/12/1976.. ثم قدمنا لك محاضرة أخري عن الوقت وأهميته..
حتى يحرص الإنسان في العام الجديد علي كل دقيقة من وقته ليستغلها في الخير بالنسبة إليه عامًا مثمرًا. وقد ألقيت هذه المحاضرة يوم 31/12/1970، مع محاضرة أخري بنفس العنوان في 25/2/1977. ومن ثمرة هذه المحاضرات السبع، صدر هذا الكتاب.

شنوده الثالث
رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

محاسبة النفس

باسم الآب والابن والروح القدس-إله واحد آمين
نحن الآن في آخر العام، ونريد أن نبدأ عامًا جديدًا. ما تزال أمامنا بضعة أيام، نريد أن نختم بها عامنا هذا، الذي إن لم نكن قد جعلنا سيرته صالحة، فعلي الأقل: ليتنا ننتهي من هذا العام بنهاية صالحة. فكيف إذن ننهي عامنا هذا ونبدأ آخر؟
يحتاج كل منا إلي جلسة هادئة مع نفسه.
ما أكثر ما ينشغل الناس بحفلات رأس السنة وبرامجها والإعداد لها، بحيث يكونون في مشغولية وزحام، وفي لقاءات واهتمامات، لا تعطيهم فرصة علي الإطلاق للجلوس مع أنفسهم. وربما في هذه البرامج يسمعون محاضرات عن أهمية الجلوس مع النفس، دون أن يكون لهم وقت للجلوس مع النفس. أما أنتم فليتكم تجدون وقتًا أو ترتبون وقتًا، في خلوة وهدوء، تنفردون فيه بأنفسكم.
تفتشون هذه النفس، وتفحصونها، هي وظروفها كلها.
تكون جلسة حساب، وربما جلسة عتاب، أو جلسه عقاب.. وتكون جلسة تخطيط للمستقبل، تفكير فيما يجب أن تكونوا عليه في العام المقبل، في جو من الصلاة، وعرض الأمر علي الله، لكي تأخذوا منه معونة وإرشادًا.. جلسة يناقش فيها الإنسان كل علاقاته، سواء مع نفسه أو مع الآخرين أو مع الله، بكل صراحة ووضوح.
ويحاول أن يخرج من كل هذا بخطة جديدة للعام الجديد.
خطة عمل، أو خطة عملية، ومنهج حياة.. كما حدث للابن الضال: إذ جلس إلي نفسه، وفحص حالته، وخرج بقرار حاسم لما ينبغي عليه أن يعمله. أقول هذا، لأن كثيرًا من الناس يعيشون في دوامة، لا يعرفون فيها كيف يسيرون أو إلي أين يسيرون يسلمهم الأمس إلي اليوم، ويسلمهم اليوم إلي غد، وهم في متاهة الأمس واليوم والغد، لا يعرفون إجابة من يقول لهم: إلي أين؟
أناس يعيشون في غيبوبة عن روحياتهم وأبديتهم.

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
وخط سيرهم ليس واضحًا أمامهم. وربما يهتمون بتفاصيل كثيرة ودقيقة. وكلن الهدف تائه من أمامهم. والخيوط التي تشدهم إلي واقعهم هي خيوط قوية، كأنها سلاسل لا ينفكون منها لذلك هم في حاجة إلي جلسة هادئة مع النفس، يفحصون فيها كل شيء، بكل صراحة، ويصلون إلي حل،إني أعجب من أشخاص يأخذون عطلات من أعمالهم لأسباب كثيرة، وربما لزيارة أو مقابلة أو لسفر أو رحلة، أو لمجرد الراحة أو الترفيه عن النفس.. بينما لم أسمع عن أحد أنه أخذ عطلة من عمله، لكي يجلس مع نفسه ويفحصها.. ولكي يحاسبها علي عام طويل: ماذا فعلت فيه مما يرضي الله، وماذا فعلت مما يغضبه؟
إن بداية عام هي مناسبة هامة لمحاسبة النفس.
كثيرون من الروحيين يحاسبون أنفسهم في مناسبات معينة: قبل الاعتراف والتناول مثلًا، أو في نهاية كل يوم، أو بعد عمل معين يحتاج إلي فحص من الضمير. أما جلسة الإنسان في نهاية العام، فهي حساب إجمالي أو حساب عام، يتناول فيه الحياة كلها.
ربما يفحص الخطايا المتكررة والمسيطرة في حياته.
الخطايا التي تكاد تكون عنصرًا ثابتًا في اعترافاته، ونقطة ضعف مستمرة في حياته. ويفحص ما هي أسبابها ودوافعها، وكيف يمكن أن يتخلص من هذه الأسباب، وكيف يحيا بلا عثرة. إن الله عليه العمل الأكبر في تخليصه، ولكن لا شك أن هناك عملًا من جانبه كإنسان لابد يعمله، ليكون في شركة مع الله.
وقد يفحص الإنسان صفاته الشخصية التي يتميز بها.
وماذا ينبغي من هذه الصفات أو يستبدل بغيره؟ وهل تحولت بعض الخطايا إلي هادات له، أو إلي طباع أو صفات ثابتة.. كإنسان مثلًا، أصبحت في صفاته حساسية زائدة نحو كرامته، فهو يغضب بسرعة لأي سبب يحس أنه يمس هذه الكرامة.. وصار هذا فيه، أو صفة ثابتة.. وهو محتاج أن يغير هذا الطبع، ويتخلص من هذه الحساسية، ويصير واسع لطيفًا ومحتملًا.. هنا يفحص الصفة كلها مجرد عارضة من قصص غضبه.. ليت جلستك مع نفسك تكون مرآة روحية لك.. تعطيك صورة عن نفسك، صورة طبيعية تمامًا بغير رتوش، بغير دفاعا بغير تبرير، بغير مجاملة للذات، بغير تدليل للذات. إنك قد تتأثر إذا كشفك إنسان وأظهر لك حقيقتك، التي قد يجرحك معرفة الناس لها. ولكن لا تكون في مثل هذا التأثر، إذا ما كشفت نفسك بنفسك، لكي تعرفها فتصلحها. ولكي تكشف أمراضها فتعالجها. لذلك فلتكن جلستك مع نفسك، مثل أشعة تعطي صورة حقيقة للداخل، وتكشف ما يوجد فيه.
لتكن جلستك مع نفسك، جلسة ضمير نزيه..
أو جلسة قاض عادل، يحكم بالحق، جلسة صريحة، حاسمة، وحازمة. وحاسب نفسك في صراحة، علي كل شيء: خطايا الفكر خطايا القلب والرغبات والمشاعر، خطايا اللسان، خطايا الجسد، خطاياك من جهة نفسك ومن جهة الآخرين.. علاقتك مع الله، وتقصيراتك في الوسائط الروحية.. الخطايا الخاصة بوجوب النمو: هل أنت تنمو روحيًا أم حياتك واقفة؟ لا تترك شيئًا في حياتك دون أن تكشفه لتعرفه، فتتخذ موقفًا تجاهه..
أجلس إلي نفسك لتقيمها، وتعيد تشكيلها من جديد.
أهتم بروحك، وراجع حياتك كلها. لا تقل "هكذا هي طباعي" أو "هكذا هي طبيعتي". كلا. فالذي يحتاج فيك إلي يتغير، ينبغي أن يتغير. وليست طباعك شيئًا ثابتًا، فكما اكتسبتها يمكن أن تكتسب عكسها. أما طبيعتك فهي صورة الله ومثاله. وكل ما فيك من أخطاء، عبارة عن أشيئا عارضة. فارجع إلي صورتك الإلهية، فهي طبيعتك الحقيقية. أمسك شخصيتك، وأعد تشكيلها من جديد، في هذه الجلسة المصيرية التي تجلسها مع نفسك. والصفات الجديدة التي تلزمك، أبحث كيف تقتنيها، ولو بتداريب تغضب عليها إرادتك، وتصارع فيها مع الله ليعينك.
وليكن العام الجديد، عامًا جديدًا في كل شيء.
أحرص في جلستك مع نفسك، التي تجلس فيها مع الله، أن تخرج منها وقد تغير فيك كل ما يجب تغييره من أخطاء ونقائض. تخرج منها بخط سير جديد في الحياة، وبطباع جديدة، يحس بها كل من يختلط بك.
وحاول أن توجه كل طاقاتك توجيهًا سليمًا.. فمثلًا توجد في داخل نفسك طاقة عصيبة، يمكن أن توجهها نحو نفسك في أخطائها، ويمكن أن توجهها نحو الناس. فاحرص أن يكون توجيهها سليمًا، بعيدًا عن الذاتية، خالصًا من أجل الله، وبأسلوب روحي لا أخطاء فيه. وفي داخلك أيضًا توجد طاقة حب، حاول أن تجعلها تسير بتوجيه سليم، فتكون لك أولًا، وللخير ثانيًا، وللناس في نطاق حب الله وحب الخير. وأحرص في جلستك مع نفسك أن تجعل هذه الطاقة لا تنحرف. ولا تجعل حبًا علي حساب حب.. كذلك كل مواهبك التي منحك الله إياها، فلتكن موجهة توجيهًا سليمًا لله والخير. كالذكاء مثلًا، هو موهبة من الله. لا تتخذه للأضرار بغيرك، أو للفخر والكبرياء، أو لمجرد الانتصار في الجدل والمناقشة، أو لتنفيذ رغباتك الخاطئة.
وليكن العام الجديد عامًا منتصرًا في حياتك..
أستعرض في جلستك مع نفسك النواحي التي تنهزم فيها روحيًا. وقل لنفسك ينبغي أن أحيا حياة النصرة ظن فلا أنهزم في كذا وكذا، بل يقودني الرب في موكب نصرته، ويعطيني الوعود التي وعد بها الغالبين (رؤ2، 3). ليكن عامًا فيه نمو روحي، وتقدم وصعود إلي فوق..
ولذلك قرر في جلستك، أن تبعد عن العثرات..
وكل إنسان له في حياته ما يعثره شخصيًا، فالفحص ما هي عثراتك، وابعد عنها "إن كانت عينك اليمين تعثرك، فاقلعها والقها عنك.. وإن كانت يدك اليمني تعثرك، فاقطعها والقها عنك.." (مت 5: 29، 30). إلي هذا الحدة يريدنا الرب أن نبعد عن العثرات. فكن حاسمًا في هذا الأمر. وكما تبعد عن العثرات، أحرص أيضًا أنك لا تكون عثرة لغيرك.. وتذكر قول الرب:
أذكر من أين سقطت وتب (رؤ2: 5).
وفي ذلك لا تتساهل مطلقًا، ولا تسامح نفسك ولا تدللها. وإن احتاج القيام من سقطتك، أن تؤدب نفسك وتعاقبها حتى لا تعود إلي أخطائها، فكن شديدًا في تأديبك لنفسك. وخذ حق الله كاملًا منها. لأنه ينبغي أن تحب الله أكثر من نفسك. لأنه قال: من ضيع نفسه من أجلي يجدها (مت 10: 39) وقال إنه من أجله ينبغي أن تبغض حتى نفسك (لو 14: 26). فبذلك تحفظها لحياة أبدية..
حاسب نفسك وبكتها. ولكن احترس من شيطان اليأس..
كن حكيمًا في محاسبتك لنفسك، وحيكمًا في تبكيتها وتأديبها. وإن وجدت في محاسبتك لنفسك أن الكآبة القاتلة ستملك عليك، وتدفعك إلي اليأس، تذكر حينئذ مراحم الله، ووعود، وتحويله الخطاة إلي قديسين.. حينئذ يمتلئ قلبك بالفرح الروحاني، كما قال الرسول: "فرحين في الرجاء" (رو12: 12). وفي جلستك مع نفسك، لا تركز فقط علي التوبة، إنما تذكر أيضًا أنه مطلوب منا القداسة والكمال، فقد أوصانا الكتاب قائلًا:
كونوا قديسين.. كونوا كاملين..
"نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيًا قديسين.. لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط 1: 15، 16). وقال الرب أيضا "فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48). إن التوبة هي مجرد الخطوة الأولي إلي الله. وهناك خطوات أخري كثيرة بعدها، لنصل إلي حياة الكمال. فيجب ألا نركز علي التوبة وحدها، وإلا كان جهادنا كله في التخلص من السلبيات، دون أن ننتقل علميًا إلي الإيجابيات..
إن ترك الخطية هو نقطة الابتداء وعمل المبتدئين..
فلا نقف إذن عند هذه النقطة، وإنما نتجاوزها سائرين نحو القداسة. أما إن كنا لم نصل بعد إلي عمل المبتدئين هذا، فنحن إذن لسنا أعضاء في جسد الرب كما أراد لنا أن نكون.. إن كنا ما نزال نقع ونقوم، وبعد أن نقوم، نقع مرة أخري، فنحن لم نصل إلي التوبة بعد. لا يا أخوتي لا يجوز أن تسير الأمور هكذا..
لا يجوز أن نقضي حياتنا في مرحلة التوبة..
ليس من صالحنا أن نقضي عمرنا كله، صراعًا ضد الخطية، وجهادًا للوصول إلي التوبة. إنما علينا أن نسرع في الطريق لنصل إلي الله، ونتمتع بعشرة الملائكة والقديسين.. وننمو في درجات القداسة وفي طريق الكمال.
وليكن هذا العام مباركًا عليكم.. يعطيكم الرب نعمة فيه، توصلكم إليه.
_____
* عن محاضرتين: أحدهما في الكاتدرائية الكبرى في القاهرة الجمعة 27/12/74 مساء، والثانية في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية مساء الأحد 29/12/1974.
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين.
هوذا نحن علي أبواب عام جديد، ومن المعروف أن كل إنسان يحب أن يبدأ عامه الجديد بالتوبة والنقاوة، وطبعًا يبدأه بالاعتراف. وهذا الأمر يحتاج منه إلي جلسة مع نفسه لكي يحاسبها ويلومها علي أخطائها. لذلك أحب أن أقول لكم كلمة مختصرة عن فضيلة لوم النفس.

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
لأن الذي ليست له فضيلة لوم النفس، لا يعرف أن يجلس مع نفسه وإن جلس مع نفسه لا يستفيد.
ومادام لا يلوم نفسه، إذن فسوف لا يعترف بخطاياه، وبالتالي سوف لا يتوب، ويظل العام الجديد كسابقه، بنفس أخطائه! لذلك أود أن أكلمكم عن أهمية لوم النفس، وعن الفضائل التي يحصل عليها الإنسان من لومه لنفسه.
الذي يلوم نفسه، يستطيع أن يعرف حقيقة نفسه..
  1. معرفة حقيقة النفس
  2. لوم النفس يساعد على عدم إدانة الآخرين
  3. لوم النفس يساعد على إصلاح الذات وتنقيتها
  4. لوم النفس يساعد على المساعدة علي الاعتراف
  5. لوم النفس يقود إلي المغفرة
  6. لوم النفس يقود إلي الاتضاع
  7. لوم النفس يقود إلي الدموع
  8. الصلح والسلام مع الناس
  9. لوم النفس يفتح أبواب الكمال والنمو
  10. ارتباط الحكمة والإفراز بلوم النفس
_____
* محاضرة ألقيت في الكاتدرائية الكبرى مساء الجمعة 29/12/1977.
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

معرفة حقيقة النفس

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
1- معرفة حقيقة النفس
كثير من الناس نفوسهم مغلقة بالتبريرات والأعذار والفهم الخاطئ. وهم لا يلومون أنفسهم، لأنهم يدللون أنفسهم، ويعذرون أنفسهم في كل شيء. أنهم لا يقبلون إطلاقًا أن يأتوا باللائمة علي أنفسهم، لذلك لا يعرفون حقيقة ذواتهم. وقد تبقي ذات كل منهم جميلة في عينيه، علي الرغم من كل نقائصها!
مثل هذا الإنسان، الذي لا يلوم نفسه، وبالتالي لا يعرف حقيقة نفسه، هو محتاج أن يأتيه اللوم من الخارج.
هو في مسيس الحاجة إلي إنسان من الخارج يلومه، ويعرفه حقيقة نفسه ويفهمه أخطاءه ومواضع الزلل في تصرفه، بل ويعرفه مقدار عمق خطيئته، ويبكته عليها مادام ضميره لم يبكته. وقد فعل الله مع داود، حينما أرسل إليه ناثان، ليلومه ويعرفه كم هو مخطئ، ويقنعه أن يقول "أخطأت إلي إلى الرب" (2صم 12: 13). وفي مرة أخري، لم يكن داود يلوم نفسه أيضًا، فأرسل له الله أبيجايل لتعرفه مقدار الخطأ الذي كان هو مزمعًا أن يقع فيه، لكي تمنعه عن ذلك. وفعلًا،استجاب داود وقال لها "مبارك عقلك، ومباركة أنت، لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء وانتقام يدي نفسي" (1صم 25: 23). إذن إن الإنسان لا يلوم نفسه علي أخطائه، بعد فعلها، أو علي أخطائه التي هو مزمع أن يفعلها، فقد يرسل له الله من يلومه، كما أرسل أبيجايل وكما أرسل ناثان. ولكن الأفضل أن يكون القلب من الداخل سليمًا؟ فيلوم الإنسان نفسه. ولذلك قال القديس مقاريوس الكبير:
أحكم يا أخي علي نفسك، قبل أن يحكموا عليك. إن حكمت علي نفسك، فأنك سوف تعرف حقيقتها وكم هي خاطئة. وإن عرفت حقيقة نفسك، فإنك سوف تدينها وتحكم عليها. هذه توصل إلي تلك.. كل إنسان لم يحكم علي نفسه، ولم يلم نفسه، هو إنسان لم يعرف نفسه بعد: لم يفحصها، لم يحاسبها، لم يكن صريحًا معها.
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:04 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يساعد على عدم إدانة الآخرين

2- عدم إدانة الآخرين
إن الذي يلوم نفسه، ينشغل، ينشغل بها وبتقويمها وفي خجله. وفي أخطائها، لا ينظر إلي خطايا غيره. وفي ذلك قال القديسون:
الذي ينشغل بخطاياه، لا يكون له وقت يدين فيه خطايا أخيه.
إن استطاع أن يبصر الخشبة التي في عينيه، يخجل من التحدث عن القذى التي في عين أخيه.. وغنما كلما تحدث عن غيره، ويقول: هذا أفضل، وهذا أبر مني ومهما كانت خطايا فلان، فإن خطاياي أنا أكثر وأبشع.. أما الشخص البار في عيني نفسه، فإن يجلس ويلوم الآخرين!
وربما في نقائصه وعيوبه، يأتي باللائمة علي غيره.
فإذا أخطأ يأتي باللائمة علي الناس، وعلي الظروف، وعلي البيئة.. علي الناس الذين أوقعوه في الخطيئة، كما حدث لآدم إذ ألصق السبب في خطيئة حواء.. وقد يلصق الإنسان السبب، بالظروف المحيطة، كما برر إيليا هروبه بقوله للرب "قتلوا أنبياءك بالسيف.. وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1مل 19: 14).. وقد يلصق السبب بالبيئة، كما حدث أن أبانا إبراهيم قال عن زوجته سارة إنها أخته! ثم حاول أن يغطي ذلك بقوله "أني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلوني لأجل امرأتي" (تك 20: 11). ولوم كان إبراهيم يلوم نفسه ما قال هذا. وكذلك لو كان أبونا آدم يلوم نفسه، ما لام حواء، ولو كان إيليا النبي يلوم نفسه، ما لام الظروف!
ولكن الإنسان يلوم غيره ويدينه، لكي يبرر نفسه.

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
لأنه لا يريد أن يلوم نفسه، ولا يريد أن يلومه الناس، فيلصق خطيئته بغيره ليخرج هو بريئًا..! كثيرون يغسلون أيديهم بالماء، كما فعل بيلاطس؟! خير للإنسان أن يلوم نفسه، من أن يبرر نفسه.
والذي يلوم نفسه ضعفه، فيعذر غيرة ولا يدينه.
حدث للقديس موسى الأسود، الذي رفض أن يدين راهبًا مخطئًا عقد له مجمع لإدانته. حمل هذا القديس علي ظهره كيسًا مملوءًا بالرمل ومثقوبًا. ولما سئل في ذلك قال "هذه خطاياي وراء ظهري تجري وقد جئت لإدانة خطايا أخي.."! الذي يلوم نفسه، إن سئل عن خطايا شخص آخر، يقول لسائله: اسألني عني خطاياي أنا،أما ذلك الإنسان فهو أبر مني. أخاطئ هو؟ لست أعلم (يو 9: 25). الذي يلوم نفسه، لا يقسو في الحكم علي خطايا الآخرين، كما فعل الفريسيون الذين طلبوا رجم المرأة الخاطئة، فقال لهم السيد المسيح:
من كان منكم بلا خطية، فليقذفها أولًا بحجر (يو 8: 7).
ذلك لأن الذي يقذف بالحجارة، إنما يظن في نفسه أنه بلا خطية، أو علي الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي يلوم نفسه، فإنه يقول في فكره "من أنا حتى ألوم الناس؟ أنا الذي فعلت كذا وكذا.. الأولي بي أن أصمت مادام الله قد سترني.. تري لو سمح الله أن أنكشف، أكنت أستطيع أن أتكلم.
هذا عور من يضع خطيئته أمامه في كل حين (مز50). ولكن للأسف فإن كثيرين، من أجل راحة نفسية زائفة، أو من اجل كبرياء داخلية ومجد باطل، وليس من أجل أبدتهم، لا يحبون أن يتذكروا خطاياهم، ولا أن يلوموا أنفسهم، كما لا يقبلون أن يأتيهم اللوم من آخرين!.. يحبون أن ينسوا خطاياهم، وفي نفس الوقت يذكرون خطايا الناس..! وما الفائدة لهم من كل هذا، سواء في السماء أو علي الأرض؟! لا شيء. حقًا ما أجمل قول القديسين:
إن دنا أنفسنا، رضي الديان عنا.
من فوائد لوم النفس أيضًا: إصلاح الذات وتنقيتها.
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يساعد على إصلاح الذات وتنقيتها

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
3- إصلاح الذات وتنقيتها
الذي يلوم نفسه، يكون مستعدًا لإصلاح ذاته.
ما دمت أعرف أن هذه خطية، يكون عندي إذن استعداد لكي أتركها. ولكن كيف يمكن لإنسان أن يترك شيئًا، مادام لا يلوم نفسه إطلاقًا علي عمله؟! إذن لوم النفس يسبق بلا شك تنقية النفس من أخطائها. هو خطوة أولي التوبة.
أما تبرير الذات، فهو الذات، فهو شيطان يلتهم التوبة ويفترسها.
إن وجد الشيطان إنسانًا يلوم نفسه، ويريد أن يترك الخطية ويتوب، يحاول الشيطان أن يخرجه من هذا النطاق الروحي، ويقول له: لا تظلم نفسك بلا داع. في أي شيء أخطأت؟ إن الموقف كان طبيعيًا جدًا،لك عذرك في هذا الأمر. والمسئولية تقع علي فلان وفلان. أو أن الظروف كانت ضاغطة. والضغوط الخارجية نفسك بلا سبب..! هذا هو كلام الشيطان، أسلوب تبرير الذات. أما القديسون فيقولون:
في كل ضيقة تحدث لك، قل هذا بسبب خطاياي.
إنك لن تخسر شيئًا إذا لمت نفسك. بل إن هذا يقودك إلي التوبة إن كنت مخطئًا، وينميك روحيًا إن كنت بريئًا. في إحدى المرات زار القديس البابا ثاوفيلس جبل نتريا، والتقي بأب الرهبان المتوحدين في هذا الجبل، وسأله كأب عن أعظم الفضائل التي أتقنوها طول ذلك الزمان في الوحدة القديس أب رهبان نتريا:
صدقني يا أبي لا يوجد أفضل من أن يرجع الإنسان باللائمة علي نفسه في كل شيء.. فائدة أخري للوم النفس
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:06 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يساعد على المساعدة علي الاعتراف
كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث


4- المساعدة علي الاعتراف
ما هو الاعتراف في معناه الروحي؟
الاعتراف هم أن يدين الإنسان نفسه..
يدين الإنسان نفسه أمام الله، في سمع الأب الكاهن، لينال المغفرة. فإن كان الإنسان يلوم نفسه، كيف سيعترف إذن وكيف ينال المغفرة؟
الخطوة الأولي هي بلا شك، أن يدين نفسه فيما بينه وبين نفسه، في داخل قلبه وداخل فكره. حينئذ يمكنه أن يعترف بهذه الخطية أمام الله في صلواته، ثم يمكنه أن يعترف بها أمام الكاهن.. أما الذي يفقد الخطوة الأولي، التي هي لوم النفس، فمن الطبيعي أنه سيفقد باقي الخطوات.. ولذلك، فالذي لا يلوم نفسه، لا يعترف.. علي الأقل لا يعترف بالنقط التي لا يلوم نفسه عليها.. وقد يجلس مع أب الاعتراف وقتًا طويلًا، ومع ذلك لا يعترف.. وكيف ذلك؟
بعض الناس تتحول اعترافاتهم إلي شكوى، ضد غيرهم!
هم يشكون ظروفهم، في البيت أو في العمل، أو في الكنيسة.. مثل زوجه تجلس مع الأب الكاهن لتعترف، فتحكي سوء معاملة زوجها لها. فتعترف بخطايا زوجها، وليس بخطاياها هي. أو تعترف بمشاكل ومتاعب تحيط بها. أما نفسها فلا تقول عنها شيئًا، لأنها لم تجلس أولًا لكي تلوم نفسها قبل الاعتراف!
وهناك من في اعترافه، يدين أب الاعتراف نفسه!
يقول له: أنت يا أبانا مقصر في حقي، لا تفتقدني، لا تهتم بي، لا تعطيني تداريب روحية، لا تحل مشاكلي، لا تتابع حياتي الروحية، لا تصلي لأن خطاياي ومشاكلي مازالت كما هي باقية.. أنت يا أبي لا تسأل عني..! فهل هذا يمكن أن نسميه اعترافا؟! حيث ينسي الإنسان نفسه ونقائصها، ولا يلوم نفسه،بل يجعل سبب ضعفاته، عدم اهتمام أب الاعتراف به. فيلوم أب الاعتراف، بدلًا من أن يلوم نفسه.. ثم بعد ذلك يطلب تحليلًا..! تحليلًا عن ماذا؟!
إننا نريد أن تبدأوا هذا العام بالاعتراف السليم.
بلوم النفس أمام الله، في اقتناع كامل بكل أخطائها ونقائصها، وبدون تقديم أعذار أو تبريرات للتخفيف من ثقل خطاياها.. ولا نقف أمام الله لنشكو غيرنا، إنما لنشكو أنفسنا التي تعدت كثيرًا علي وصاياه..
لذلك أجلسوا إلي أنفسكم وحاسبو، وفتشوا علي نقائصكم.
حاولوا أن تبصروا كل ما فيكم من عيوب، لكي تستطيعوا أن تتخلصوا منها وتتنقوا.. فالجلوس مع النفس هو تمهيد للوم النفس. ولوم النفس هو تمهيد للاعتراف والتوبة. وهذا ما نريد أن نبدأ به عامنا الجديد.. نلوم أنفسنا أمام ذواتنا، أمام الله، وأمام الأب الكاهن.. وهكذا لوم النفس يقودنا إلي المغفرة.
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يقود إلي المغفرة

ما الذي يغفره لك الله؟ هو ما تعترف بأنك أخطأت فيه.
أما الذي تقول انك لم تخطئ فيه، طبيعي إنك لا تطلب عنه المغفرة، وبالتالي لا تنال مغفرة عنه إن كان في واقعه خطأ. إن كنت تعرف أنك مريض، فسوف تسعي إلي الطبيب لكي تشفي.. وأما إن أصررت علي أنك سليم وصحيح، فحينئذ ستسمع قول الرب:
لا يحتاج الإصحاح إلي طيبي، بل المرضي (مت 9: 12).
إن العشار الذي لام نفسه وقال "إني خاطئ" استحق أن يخرج من الهيكل مبررًا، بعكس الفريسي الذي لم يجد شيئًا يلوم عليه نفسه فقال: أشكرك يا رب إني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاضعين الزناة (لو 18: 11).
حقًا ما الذي يمكن أن يغفره الله لهذا الفريسي (البار)؟!

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
آية خطيئة يغفرها لهذا البار في عيني نفسه، الذي لم يعرض خطيئة واحدة أمام الله طالبًا عنها مغفرة.. لو كان خاطئًا مثل العشار، لكان يطلب الرحمة مثله. ولكنه يفتخر قائلًا إنني "لست مثل هذا العشار". لم يعترف بخطايا تحتاج بخطايا تحتاج غلي غفران، ولم يطلب غفرانًا. فأبعد نفسه عن المغفرة وعن التبرير بدم المسيح. كذلك لم يقل الكتاب إن الله قد برر الابن الأكبر، الذي هو أيضًا لم يجد شيئًا يلوم عليه نفسه، بل أكثر من هذا غضب وألقي اللوم علي أخيه وعلي أبيه فقال له "أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أخالف وصيتك. وجديًا لم تعطني قط لأخرج مع أصدقائي.." (لو 15: 29). حقًا أية مغفرة تعطي لمن يقول: قط لم أخالف وصيتك.
ونفس هذا الابن لم يطلب مغفرة، لأنه لم يجد في تصرفاته خطأ واحدًا يحتاج إلي مغفرة!! أما أخوه الأصغر فقد تبرر لأنه لام نفسه وقال لأبيه "أخطأت إلي السماء وقدامك. وليست مستحقًا أن أدعي لك أن تدعي لك أبنًا.." إذن أن كنت لا تدين نفسك فأنت تبدو بارًا في عيني نفسك، بينما السيد المسيح قد قال:
ما جئت لأدعو أبرارًا، بل خطاة إلي التوبة (مت 9: 13). وبهذا تكون خارج نطاق المسيح / ولم يأت لأخلك.
إنه جاء من أجل الخطاة. جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (لو 19: 10)،جاء من أجل المرضي ليشفيهم. جاء ليبشر المنكسري القلوب.. فهل أنت من هؤلاء؟ إنك تكون منهم في حالة ما تلوم نفسك وتدينها. أما أن كنت تري نفسك بارًا ومحقًا ولا عيب فيك..
فكأنك تقول: لا شأن لي بدم المسيح وكفارته.
إن دم المسيح هو لمحو الخطايا. أعترف إذن بخطاياك، لكي يكون لك نصيب فيه ولكي ينضح عليك بزوفاه فتطهر، وتنال المغفرة. لماذا تبعد نفسك عن دم المسيح وفاعليته؟! علي أنني أقول لكم في هذا المجال ملاحظة مؤلمة وهي:
كثيرون يقولون إنهم خطاة. وداخلهم لا يعترف بهذا
كلمة "خاطئ "قد يقولها الواحد منهم عن نفسه، بشفيته فقط، ليبدو متضعًا. ولكنه في داخل نفسه غير مقتنع بأنه مخطئ. وأن قلت له إنك مخطئ، يثور عليك، ويدافع بشدة عن نفسه..
ونحن لا نقصد أن يلوم الإنسان ملامة باطلة زائفة.
فهذه الملامة الشكلية الباطلة، هي غير مقبولة أمام فاحص القلوب والكلي.. إنما حينما نقول لك أن تلوم نفسك. نقصد أن تكون مقتنعًا في أعماقك اقتناعا كاملًا بأنك مخطئ. وهذا اللوم الحقيقي للنفس هو الذي به تستحق المغفرة.. لوم النفس يقود إلي المغفرة. ويقود أيضًا إلي الاتضاع..
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يقود إلي الإتضاع

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
الذي يلوم نفسه، يصل إلي الاتضاع وانسحاق القلب، ولا يكون كبيرًا أو بارًا في عيني نفسه، لأنه بلوم لنفسه يدرك نقائصه وضعفاته.
الشخص المتضع، باتضاع يصل إلي لوم النفس. والذي يلوم نفسه، يصل بذلك إلي الاتضاع.
كل واحد من هاتين توصل إلي الأخرى، لأنهما مترابطان. إن بدأت بأي منهما يمكن أن تصل إلي الأخرى. وكل واحدة منهما. تكمن الأخرى في داخلها. إذ كيف يمكن لإنسان أن ينتفخ، أو يفتخر بنفسه، أو يكون بارًا في نظر نفسه، بينما أخطاؤه ماثلة أمام عينيه؟! يتذكرها فتنحني نفسه في داخله..
و المتضع الذي يلوم نفسه، لا شك يشفق علي غيرة.
أنه يدرك تمامًا ضعف النفس البشرية أما هجمات الشيطان وحيله ودهائه وإغراءاته، لذلك فإنه يعذر كل من يسقط، ولا يقسو عليه مطلقًا في أحكامه، متذكرًا قول القديس بولس الرسول:
"اذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم".
"اذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.من أجمل الأمور في الحياة الروحية، أنك تكون شديدًا علي نفسك، تلومها في كل خطأ. وعلي العكس من الناحية الأخرى، تكون شفوقًا علي المخطئين، تحاول أن تعذرهم بقدر ما تستطيع.. وكما يقود لوم النفس إلي الاتضاع، يقود أيضًا إلي الدموع..
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 03 - 2014, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

لوم النفس يقود إلي الدموع

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
يقود إلي الدموع
لذي يتذكر خطاياه، ويحزن عليها، ويبكت نفسه عليها، يؤهل لموهبة الدموع. والدموع تغسل نفسه من كل خطية، وتجعله منسحق القلب. قريبًا إلي الله. أما الذي لا يلوم نفسه، فعيناه باستمرار جافتان، مع قسوة في القلب.. المرأة الخاطئة، في تذكرها لخطاياها، بللت قدمي الرب بدموعها في بيت الفريسي. وكانت دموعها مقبولة أمام الله، فنالت المغفرة.. ونحن نتذكر دموع هذه المرأة في صلاة نصف الليل، فيصرخ القلب قائلًا "أعطني يا رب ينابيع دموع كثيرة، كما أعطيت في القديم للمرأة الخاطئة.." (لو 7: 38). من فوائد لوم النفس، أنه يؤدي إلي التوبة، وإلي الاتضاع والانسحاق والدموع. كذلك هو يؤدي إلي الصلح والسلام مع الناس.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 09:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024