منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 07 - 2014, 03:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
الدراسة لا تكفي

عاد الأصدقاء بيتر ونادر ومنير مع خادمهم الأمين من الإسكندرية.
وما أجمل الأيام القلائل التي قضوها في رحاب عروس البحر!
وما أكثر البركات التي عادوا محملين بها!
بركة كاروز الديار.. ذلك العمود الحي القائم عند تخوم الأراضي المصرية، وبركة الآباء البطاركة والبابا كيرلس وحبيبه الشهيد العجايبي، وأبونا بيشوي وحبيبه جورج من روما.
أيضًا كانت لهم فرصة لزيارة كثيرًا من الآثار، وأهم ما في الرحلة دراستهم حول موضوع: إنجيل برنابا.. هل يُعقل تصديقه؟
بدأ الأصدقاء في دراسة موضوعهم المقبل حول موضوع:
التثليث والتوحيد.. هل ضد العقل؟
أما الأخ زكريا فقد نبههم قائلًا:
يا أصدقائي.. الدراسة في هذا الموضوع اللاهوتي لا تكفي..
يا أحبائي.. إننا نحتاج لكثير من الاتضاع، ونحتاج إلى عمق في الصلوات حتى يكشف لنا روح الله أسراره.. فمن يعرف أسرار الله إلا روح الله.

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
كل منهم سكب نفسه في الصلاة والتضرع إلى روح الله القدوس ليملأهم من كل فهم ومعرفة روحية. وباتضاع شديد بدأ كل منهم يبحث عن الكتب التي تناولت هذا الموضوع.. كلٍ منهم يقرأ ويدرس ويكتب ويسجل ويسأل.. كلٍ منهم يقضي أكثر من العشر ساعات يوميًا في البحث، ولاسيما إنه لم يتبقَ سوى أسبوعان على بدء الدراسة المدرسية.. كلٍ منهم يسأل أصدقاءه وأقرباءه عن الكتب التي تتحدث عن الموضوع محل البحث، وأيضًا تبادل الأصدقاء الكتب معًا.
بدأت الدراسة المدرسية، والأصدقاء يقتطعون من أوقات راحتهم ونومهم لاستكمال البحث. حقًا إن الدقائق أصبحت لها قيمة..
سريعًا ما مرت الشهور، أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، وحلَّ شهر يناير يحمل بشائر العام الجديد، وتوالت أعياد الظهور الإلهي: الميلاد والختان والغطاس وعرس قانا الجليل..
يا رب.. بارك إكليل السنة بصلاحك وأثارك تقطر دسمًا..
يا رب.. ليكن عامًا مباركًا يحمل لنا ثمار روحك القدوس..
يا رب.. ليكن عامًا مباركًا نجني فيه ثمارًا روحية لاهوتية..
الأصدقاء يعدّون الساعات على بداية أجازة نصف العام، وأخيرًا جاء اليوم الدراسي الأخير..
حمل الأصدقاء مستلزماتهم، وانطلقوا مع خادمهم الأمين إلى دير الشهيد الأنبا أبصادي لقضاء أيام قلائل في خلوة روحية مناسبة..
لم تمر عدة ساعات إلا وكان الأصدقاء في أحضان الدير.. انحنوا يقبلون العتب وتراب الأرض، ودلفوا إلى البيعة باحترام ووقار كثير.. سجدوا أمام الهيكل ثم انتقلوا إلى مكان الشهداء، وفتحة الدخول إلى مزار الشهداء لا تتعدى المتر الواحد، فلابد أن ينحني الداخل إكرامًا للموجودين بالداخل..
جسد الشهيد الأنبا أبصادي راقد في سلام، أما جسدي ابن وابنة أخته فيقفان احتراما لخالهما الأسقف الشهيد، بعد أن أبيا أن يدفنا إلاَّ في هذا الوضع، فكلما أوسدوهما التراب يعودون في اليوم التالي ليجدوهما واقفين هكذا..
وفي هذا الهدوء الروحي جلس الأصدقاء لحظات الصمت والتأمل.. أرواحهم تتلامس مع أرواح الشهداء والسيد المسيح قائم في وسطهم.. رب المجد يجمع الكل حوله، السمائيين والأرضيين..
رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

وحدانية الله

منير: ليبارك أستاذنا الحبيب باكورة البحث.
وباتضاع شديد بدأ الأخ زكريا حديثه قائلًا:
في إحدى المرات ظل الفيلسوف أغسطين مشغولًا جدًا بكيفية إدراك ذات الله وقد أجهد عقله كثيرًا، وعندما راح في غفوة نظر في حلم طفلًا صغيرًا يلهو على شاطئ البحر.. فقد صنع حفرة صغيرة، وبدأ يأخذ من ماء البحر ويضع في الحفرة حتى امتلأت وفاضت، والطفل لا يكف عن محاولاته، وعندما سأله أغسطينوس:
يا بني ماذا تفعل؟
أجابه الطفل: يا سيدي هل تساعدني في نقل كل ماء البحر إلى حفرتي هذه؟
أغسطينوس: لكن هذا مستحيل يا بني.
حينئذ سمع صوت ملاك الرب يقول له: هكذا يا أغسطينوس عقل الإنسان المحدود يستحيل عليه أن يحوي الله الغير محدود.
يا أحبائي.. نحن لسنا كفرة لأننا نؤمن بوجود الله..
نحن لسنا مشركين لأننا نعبد الله الواحد..
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
ثم بدأ الأخ زكريا يتحدث عن الصفات الإلهية التي ينفرد به الله الواحد الذي نعبده:

1- الله روح بسيط لا تركيب فيه.. غير قابل للتجزئة أو التقسيم:


كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
الله روح كما قال الرب يسوع للمرأة السامرية " الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 24).. الله روح بسيط لا تركيب فيه، لأن الشيء المركَّب ليس أزليًا، بل هو مركَّب من أشياء قد سبقته في الوجود، فمثلًا الماء مُركَّب من الأكسجين والهيدروجين وهما سابقان في الوجود عن الماء، قال البابا كيرلس عمود الدين " فالله بسيط في طبيعته وغير مُركَّب بينما نحن طبيعة مركَّبة" (1) وقال القديس أغسطينوس " الله جوهر مجرد لا تركيب فيه" (2).
2- الله عقل كامل لا جسم فيه:

فكل الذين صوَّروا الله في صور مادية مثل الشمس أو النار أو القمر أو الذين صنعوا له تماثيلًا وصورًا مثل عجل أبيس وبقية آلهة قدماء المصريين، أو آلهة الهندوس، جميعهم أخطأوا في فهم الله، فهذا الإله الذي نعبده هو روح بسيط وعقل كامل لا جسم فيه، ولكن في زمن معين تجسَّد في شكل إنسان، ولذلك فالصورة الوحيدة التي نستطيع أن نتصور فيها الله في تجسده هي صورة رب المجد يسوع.
3- الله غير محدود وغير متناه:

يملأ كل مكان وزمان، لا يخلو منه مكان وحاضر في كل زمان، بل هو خالق الزمن.. قال عن نفسه " أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب" (أر 23: 24) والله موجود في كل مكان بالكامل، فالشمس التي تشرق فتدخل إلى حجرتي وحجرتك، ومدينتي ومدينتك، وتعم الوجود، وتشرق بكامل قوتها وفاعليتها، فتطرد الظلمة وتحمل لنا الدفء وتطهر الأماكن من الجراثيم والميكروبات، وهي شمس واحدة، تقرب لنا المعنى، والتشبيه مع الفارق لأن إلهنا شمس دائمة لا تغرب أبدًا.
وإن سأل أحد: وهل الله موجود في أماكن الشر والنجاسة وجهنم النار..؟ نقول له نعم الله في كل مكان ولا يخلو منه مكان.. موجود في أماكن الشر والنجاسة وهو يؤثر ولا يتأثر، مثل الشمس التي تشرق على الأماكن الملوثة فتطهرها، وهو موجود في جهنم النار لا يتأثر بالعذابات إنما يُستعلن بعدله.
4 - الله سرمدي:

أي أزلي أبدي.. أزلي أي لا بداية له، وأبدي أي لا نهاية له، لا بداية لأزليته، ولا نهاية لأبديته، ولذلك قال عن نفسه " أنا الأول وأنا الآخر" (أش 48: 12) " أنا هو الألف والياء" (رؤ 1: 8). وإن كان الملائكة والبشر خالدين إلى الأبد، فإن خلودهم هذا عطية من الله الأبدي. أما الخلود (الأبدية) في الله فهي صفة ذاتية لم يهبها له أحد، الله من محبته وهبنا صفة الخلود ولكن ليس خلودنا مثل خلوده..
5- الله غير متغير:

لأنه دائمًا وأبدًا كمال مطلق، فلا يمكن أن يتغير للأفضل لأنه لا يوجد شيء أفضل، ولا يمكن أن يتغير للأقل لأنه ثابت لا يتغير، فمعرفة الله لا تزداد بمرور الأزمان، وقوة الله لا تنقص ولا تقل بمرور الأزمان، فهو كمال متناه في جميع صفاته " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17).. الله له كل الكمالات الإلهيَّة، فكل صفة من صفاته هي صفة كاملة 100%.. عدله كامل وهكذا محبته كاملة، قوته كاملة ومعرفته كاملة، جماله كامل وطول أناته كاملة.. إلخ.
وإن تساءل البعض عندما يقول الكتاب المقدَّس أن الله "ندم" ألاَّ يعتبر هذا الندم نوع من التغيير..؟ نقول لهم إن الذي تغير هو الإنسان " فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلَّم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون 3: 10)،فالشعب رجع عن خطيته وتاب، فعفى الله عنه، وقال الكتاب عن الله أن ندم ليعبر لنا عن صلاح الله ومحبته، فهو لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، وهو لا يريد أن يعاقب الإنسان ولا يريد أن يفنيه عن وجه الأرض، وقال الكتاب أيضًا " ليس الله إنسانًا فيكذب ولا ابن آدم فيندم" (عد 23: 19).
6- الله خالق كل شيء:

فليس لكائن مهما كان، إنسان أو ملاك أو رئيس ملائكة، القدرة على خلقة أقل الأشياء.. الإنسان صانع وليس خالق، فالخلقة تأتي من العدم أما الصنعة فتحتاج إلى مادة أولية يتم تصنيعها، ولذلك عندما نرى السيد المسيح يخلق، فهذا دليل كافٍ على ألوهيته.
7- الله ضابط الكل:

فهو مدبر كل شيء في السماء وفي هذا الكون المهول، ومن المستحيل أن يحدث أمر صغير أو كبير إلاَّ بأمره أو بإذنه، وقد يتساءل البعض عن الشر والكوارث والجرائم التي تحدث على الأرض.. هل تحدث بإرادته أو بدون إرادته؟ والحقيقة أن هناك فارق بين إرادة الله وسماحه أو إذنه، فإرادة الله إرادة خيرّة، وهو صانع الخيرات. أما الشرور والكوارث والجرائم فإنها تحدث بإذنه وبسماح منه لحكمة إلهيَّة كنوع من العقوبة والتأديب للإنسان المخطئ، أو لتذكية إيمان الإنسان الأمين كما حدث مع أيوب الصديق ويوسف البار..
هذا هو إيماننا كما نصلي في القداس الإلهي " أيها الواحد وحده الحقيقي الله محب البشر الذي لا ينطق به. غير المرئي غير المحوي غير المبتدئ (الأزلي) الأبدي غير الزمني الذي لا يحد. غير المفحوص غير المستحيل خالق الكل.."
إذًا غني عن القول أن المسيحية تعترف بإله واحد لا شريك له.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
نادر: لقد استخرجت عدة آيات تظهر هذه الحقيقة.
منير: معنا كتبنا المقدَّسة. أذكر الشواهد ونحن نضع خطًا تحت هذه الآيات.
وبدأ نادر يذكر الآيات التالية:
"لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (خر 20: 3).
"لتعلم أن الرب هو الإله. ليس آخر سواه" (تث 4: 35).
"إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تث 6: 4).
"انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي" (تث 32: 39).
(تث 4: 39 - 2صم 7: 22، 22: 32 - 1مل 8: 60 - 2مل 19: 15، 19 - 1أي 17: 20 - نح 9: 6 - أي 9: 8 - مز 83: 18، 86: 10 - أش 41: 4، 43: 10، 44: 6، 45: 5، 6، 21، 22، 46: 9 - طوبيا 8: 19 - يهوديت 9: 19 - الحكمة 12: 13 - ابن سيراخ 36: 2، 5).
"والمجد الذي من الإله الواحد لستم تقبلونه" (يو 5: 44).
"لأن الله واحد" (رو 3: 3).
"ولكن الله واحد" (1كو 12: 6، غلا 3: 20).
"أنت تؤمن أن الله واحد حسنًا تفعل" (يع 2: 19).
(مر 2: 7، 12: 29، 32 - لو 18: 19 - يو 17: 3 - 1كو 8: 4 - أف 4: 6 - 1تي 1: 17 - يه 25 - رؤ 22: 13).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
وحدانية الله الدرس الأول الذي تعلمته الكنيسة وعلمته للعالم كله.. كان العالم غارقًا في العبادة الوثنية وتعدد الآلهة، ودخل آباء الكنيسة في مناقشات ومجادلات مع الفلاسفة الوثنيين حتى أظهروا لهم فساد معتقدهم.. كم جاهدت الكنيسة وعانت؟!
وكم ضحت بآلاف الشهداء لتمسكها بعبادة الإله الواحد؟!
والكنيسة في صلواتها الطقسية من قداسات وعشيات وأكاليل وجنازات وصلوات الأجبية تحرص على ترديد قانون الإيمان:
"بالحقيقة نؤمن بإله واحد.."
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
منير: بعض الإخوة المسلمين يعتقدون أننا مشركون، وفاتهم أن القرآن يشهد لنا بأننا نعبد الله الواحد.

بيتر: هل تلقي الضوء على هذا يا منير.
وبدأ منير يتحدث قائلًا:
1- في سورة البقرة 62:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ".
لو كان المسيحيون مشركين ألا كانوا يستحقون العقاب؟
كيف يطمئنهم القرآن بأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل لهم أجرهم الصالح عند ربهم؟
2- في سورة آل عمران 113، 114:
"لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ".
أهل الكتاب طائفتان هما اليهود والنصارى.. القرآن يشهد على اليهود بقساوتهم وشدة عدائهم للمسلمين بينما يشهد للنصارى بأنهم أقرب مودة للمسلمين كقوله في سورة المائدة 82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ".
إذًا من هي الأمة التي يقصدها القرآن في الآية الأولة؟
هل هي أمة اليهود أم أمة النصارة؟
لابد أنه يقصد أمة النصارى.. وقد نعتها بالصفات الآتية:
أ - أمة من أهل الكتاب.. فعلًا النصارى يؤمنون بالإنجيل كتاب الله.
ب- يتلون آيات الله إناء الليل وهم يسجدون.. فعلًا الإنجيل آيات الله، ونحن النصارى نحب الصلاة ونقضي الأوقات الطويلة في الصلوات، ولاسيما آباؤنا الرهبان الذين يقطعون الليل صلاةً وتسبيحًا وسجودًا.
ج- يؤمنون بالله واليوم الآخر.. ومن أجل إيماننا بالله الواحد ومن أجل إيماننا بقيامة الأموات والوقوف أمام منبر الله العادل نعمل الأعمال الصالحة، ونبتعد عن المنكر ونسارع لعمل الخيرات.
3- في سورة الحج 40:
"وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا.."
الصوامع هي المغارات التي يسكنها الآباء الرهبان، والبيع هي الكنائس ومفردها بيعة لأن السيد المسيح ابتاعها لنفسه. في هذه الكنائس وتلك الصوامع يذكر اسم الله الواحد كثيرًا.
4- في سورة العنكبوت 46:
" وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ" .
فإن كان القرآن يقول "إلهنا وإلهكم واحد" فهل يَدَّعي أحد أننا مشركون؟!
5- في سورة آل عمران 55:
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
والنص السابق يفصل فصلًا تامًا بين النصارى والذين كفروا، ويميز النصارى المؤمنين بوحدانية الله عن الكافرين.
فعلًا لقد وضع القرآن حدودًا فاصلة بين المشركين والنصارى، فمنع الزواج من المشركات "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ" بينما سمح بالزواج من المسيحيات، كما تزوج الرسول بمريا القبطية التي ظلت على مسيحيتها.. أيضًا حرَّم القرآن طعام المشركين بينما أحل طعام المسيحيين لماذا..؟ لأنهم يؤمنون بالله الواحد.
الأخ زكريا: لو سألنا العقل عن وحدانية الله.. تُرى ماذا يقول العقل لنا؟
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
صمت الجميع فبدأ الأخ زكريا يتحدث قائلًا:
العقل يخبرنا بأنه لا يوجد أكثر من إله واحد.. لماذا؟
أ - لأننا نؤمن أن الله خالق كل شيء.. فلو افترضنا جدلًا أن هناك إله آخر.. فهل الله هو الذي خلق هذا الإله الآخر؟!
ب - نؤمن أن الله قادر على كل شيء.. فلو افترضنا جدلًا أن هناك إله آخر.. فهل الله يقدر على هذا الإله الآخر؟!
ج - نؤمن أن الله موجود في كل مكان.. فلو افترضنا جدلًا أن هناك إله آخر.. فأين مكان وجوده؟!
د - نؤمن أن الله يدبر كل شيء.. فلو افترضنا جدلًا أن هناك إله آخر.. فماذا يدبر؟ وما هو عمله؟
بيتر: سألني شخص من أوجد الله؟
أجبته بأن الله أوجد ذاته.
الأخ زكريا: هذا خطأ. لأن معنى الله أوجد ذاته أن الله سابق في الوجود عن ذاته. والصحيح أن الله كائن.
دعوني أطرح عدة تساؤلات:
1- هل لنا أن ندرس الحقائق الإيمانية مثل دراستنا للحقائق العلمية؟
2- لماذا أراد الله أن يعجز العقل عن إدراك بعض الحقائق الإيمانية؟
3- هل عدم إدراك الحقائق الإيمانية ينفي وجودها؟
4- وأخيرًا هل هذه الحقائق الإيمانية ضد العقل؟
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
نادر: هل يمكنني الإجابة عن التساؤل الأول؟
الأخ زكريا: تفضل يا نادر.
نادر: هناك فرقًا بين دراسة الحقائق الإيمانية والحقائق العلمية:
أولًا: الحقائق العلمية تبدأ بالشك في صحتها.
ثانيًا: نخضعها للفحص والاختبار والتمحيص حتى تثبت صحتها.
ثالثًا: نقبلها بعد الاقتناع بصحتها.
لكن في الحقائق الإيمانية فالوضع مختلف تمامًا:

أولًا : الحقائق الإيمانية نؤمن بصحتها ونقبلها.
ثانيًا : نحاول تفهمها بالإيمان والثقة مع الدراسة والبحث.
ثالثًا : روح الله يمنحنا الفهم على قدر إدراكنا.
الأخ زكريا: إذًا الشك يكون مفيدًا في الحقائق العلمية، لكن الشك في الحقائق الإيمانية فإنه خطير ويغلق القلب، وإن كان دخول الشك للقلب سهلًا فالتخلص منه صعب للغاية.
بيتر: لقد سمح الله أن يقف العقل عاجزًا أمام الحقائق الإيمانية، لكي يفصل بين إنسان يؤمن وآخر يشك..
إنسان يؤمن، ويزكي بأعمال إيمانه، فيستحق الملكوت، وآخر يشك، فتصير أعماله إلى الأردأ، ويفقد الملكوت.
أيضًا عدم إدراك الحقائق العلمية بالحواس لا يعني عدم وجودها.
صمت بيتر.. فأكمل منير قائلًا:
هناك أصوات خافتة لا نسمعها بآذاننا ومع ذلك فهي موجودة فنستطيع أن نسمعها بالأجهزة الدقيقة، وكثير من الكائنات الدقيقة لا نبصرها بأعيننا لكنها موجودة وتظهر بالمجهر.. أيضًا الموجات الصوتية حولنا لا نراها ولا نحس بها، بينما أجهزة الاستقبال تظهرها لنا.
أكثر من هذا فإن العين البشرية قد تخدعنا كما يحدث في ظاهرة السراب، وكما يحدث عندما ننظر إلى ملعقة في كوب ماء فنراها مكسورة وهي ليست بالمكسورة.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
الأخ زكريا: أجيبكم على التساؤل الرابع.. وبدأ يتحدث قائلًا:
الحقائق الإيمانية فوق مستوى العقل، ولكنها ليست ضد العقل..
نأخذ مثالًا بسيطًا فعندما نقول: 1 + 1 + 1 = 1 فهذا ضد العقل.
لكن عندما نقول: 1 × 1 × 1 = 1 فهذا صحيح منطقيًا.
الحقائق الإيمانية للخارجين عن الإيمان تبدو مستحيلة وعقولهم ترفضها.
التثليث والتوحيد عثرة لهم، والتجسد غير مقبول، وألوهية السيد المسيح بدعة، والصليب مرفوض، والإنجيل الذي يُظهر الحقائق لابد أنه مُحرّف. مساكين هؤلاء العقلانيون. أما نحن فروح الله الساكن فينا يمنحنا الفهم والإدراك الروحي "لأن مَنْ مِنْ الناس يعرف أمور الإنسان إلاَّ روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلاَّ روح الله" (1كو 2: 11).
وفينا يتحقق قول السيد المسيح له المجد "أحمدك أيها الآب ربَّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال" (لو 10: 21) نحن نقبل الإيمان كما أعلنه لنا الوحي الإلهي من خلال الكتاب المقدَّس واثقين أن هذا الإيمان ليس نتاج فلسفة عقول بشرية قابل للتغيير والتطور.. نحن نُخضِع عقولنا للحقائق الإيمانية فنقبلها، أما الذين يريدون أن يُخضِعوا الحقائق الإيمانية لعقولهم فمثلهم مثل الناظرين لعين الشمس في رابعة النهار.
_____
الحواشي والمراجع :

(1)حوار حول الثالوث - القديس كيرلس عمود الدين ص 25
(2)عوض سمعان سليدس - الله في المسيحية ص 40
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

نجاة الصبي

بنهاية الجلسة الأولى دخل الأصدقاء في غسق يوم الخميس، وسعد الأصدقاء بحضور صديقهم بسادة الذي أقبل إلى المكان الذي يحبه.
أمضى الأصدقاء معظم ليلتهم في التسابيح والترانيم الروحية، وأخيرًا خلدوا إلى النوم بعد عناء يوم طويل أدوا فيه الامتحان وأقبلوا إلى الدير حيث عقدوا جلستهم الأولى عن وحدانية الله..
وما أجمل أن يذهب الإنسان إلى النوم بعد العناء؟!
حقًا إن التعب في العمل الصالح يشقي ويسعد..
ومع شفق يوم الجمعة كان الأصدقاء منتصبين للصلاة في القداس الإلهي.. إنها رحلة رائعة للسماء تلامسوا فيها مع أرواح الشهداء سكان المكان، بل تلامسوا مع الجسد والدم الإلهي، ومع تمتعهم بوقفة القداس شعروا أن الوقت يفر هاربًا ليسلبهم نشوتهم الروحية.
وبعد نهاية القداس حمل الأصدقاء مستلزماتهم من الأوراق والأقلام وطعام الإفطار، وركبوا مركبًا إلى الجزيرة التي في منتصف النيل، وفي الطريق إلى الجزيرة قال بيتر: يا بسادة أنت تحب الأنبا ابصادي، هل تخبرنا بإحدى معجزاته؟

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
بسادة: أخبركم عن معجزة حدثت في هذا المكان:
أقبل رجل مع زوجته وأولاده لزيارة دير الأنبا أبصادي، وعندما وصلوا للشط الغربي جلسوا ينتظرون المركب للوصول للدير..
أعطى الرجل أحد أبنائه خبزة يابسة ليأكلها، فأخذها الصبي وأراد أن يُبلّلها في النيل، وللحال اختطفه تمساح ضخم وغاص به في أعماق المياه، فصرخ والديه، وإذ لم يجدا من يعزيهم في مصابهم الأليم انطلقوا عائدين إلى بيتهم وهم في غم شديد.
وفي طريقهم للعودة ظهر لهم شهيد الله في هيئة رجل عابر طريق وقال لهم: إلى أين أنتم ذاهبون بهذه الحالة التعسة؟!
فقصوا عليه ما جرى، وعندئذ قال لهم:
اسمعوا نصيحتي وعودوا معي إلى بيعة الشهيد، لتكملوا زيارتكم، والله سيزيل عنكم كل حزن، ويقلب حزنكم إلى فرح.
استمع الرجل إلى النصيحة وعاد مع أسرته، وهم يسيرون مع الشهيد ولا يعرفونه، وعندما وصلوا للشط الشرقي اختفى عنهم الشهيد فتعجبوا جدًا. ثم ازداد تعجبهم عندما دخلوا البيعة وأبصروا ابنهم واقفًا بين المصلين وفي يده الخبزة.. اندفعوا نحوه يعانقونه ويسألونه عما حدث له، فقال لهم: عندما اختطفني التمساح رأيتُ أمامي شهبًا نارية، وإذا بشيخ نوراني قد أنار المكان كله، وهدَّد التمساح بقوة عظيمة قائلًا له: لا تفسد خليقة الله.
وخلصني من بين فكيه، ولمس جسدي بيده فشفيت جراحاتي، وحملني إلى البيعة ثم اختفى عني..
شكرت الأسرة الله الممجَّد في قديسيه، وأقامت خمسة عشر يومًا داخل البيعة، ثم عادوا إلى بيتهم سالمين فرحين.
وصل الموكب إلى الجزيرة الخضراء، وجلس الأصدقاء في أحد أطرافها.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
بيتر: هذه الجلسة تذكرنا بجلستنا في جزيرة ميامي الصخرية وسط مياه البحر الهائجة وأمواجه المتلاطمة.
الأخ زكريا: قبل بناء السد العالي كان الفيضان يبدو رهيبًا..
كان المنادي ينادي: النيل زاد.. أغرق البلاد.
فيسرع الرجال يجاهدون لعمل السواتر والحواجز حول ضفاف النيل خوفًا من غرق الأراضي والمنازل، وحتى هذه الجزيرة لم يكن لها وجود قبل السد العالي..
تمتع الأصدقاء بالشمس الدافئة فوق الجزيرة الخضراء، وبدأت جلستهم الثانية حول موضوع: الجوهر والأقنوم.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
تذكر

* لا يستطيع العقل المحدود أن يدرك الله الغير محدود.
* عدم إدراك الحقائق العلمية بواسطة العقل البشري لا يعني عدم حقيقتها.
* الحقائق الإلهية فوق مستوى العقل، ولكنها ليست ضد العقل.
* هناك فرق بين التعامل مع الحقائق الإيمانية، والتعامل مع الحقائق العلمية.
* من صفات الله أنه:
1- روح بسيط لا تركيب فيه.
2- غير محدود يملأ كل مكان وزمان.
3- أزلي أبدي أي سرمدي.
4- غير متغير لأنه كمال مطلق.
5- خالق كل شيء.
6- ضابط الكل.
7- قادر على كل شيء.
8- عالم بكل شيء.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

الجوهر والأقنوم

الأخ زكريا: من يفتتح لنا هذا الموضوع.
بيتر: أريد أن أبدأ بنقطة مكملة للموضوع السابق.
الأخ زكريا: وما هي هذه النقطة؟
بيتر: الله أعطى المسيحية درسين.. الأول خاص بوحدانية الله، وفي هذا تساوت المسيحية مع اليهودية.
منير: لا يا بيتر.. لأن اليهودية رفعت علم الوحدانية للشعب اليهودي فقط. لكن المسيحية كرزت بالله الواحد للعالم أجمع، فاليهودية هي الديانة الحافظة التي حفظت لنا أقوال الله.. أما المسيحية فهي الديانة الكارزة التي كرزت بالله الواحد للعالم الذي كان يغض في عبادة الأوثان وتعدد الآلهة، ولهذا فإن الذين يهاجمون المسيحية من هذا الباب فإنهم يجهلون الحقيقة.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
نادر: وما هو الدرس الثاني يا بيتر؟
بيتر: الدرس الثاني هو موضوع بحثنا اليوم.. لقد تفضل الله وكشف لنا في العهد الجديد بعض الأسرار عن طبيعته، وبدأ بيتر يلقي الضوء على هذا الدرس فقال:
الله واحد هذه حقيقة، ولكن هل وحدانية الله وحدانية جامدة صماء؟

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
كلا.. لأن وحدانية الله:
1- وحدانية موجودة.. فلا يمكن أن نتصوَّر الله بدون وجود.
2- وحدانية عاقلة.. فلا يمكن أن نتصوَّر الله بدون عقل.
3- وحدانية حية.. فلا يمكن أن نتصوَّر الله بدون حياة.
في الله الواحد نرى:
1- الوجود أو الكينونة (الآب)
2- العقل (الابن)
3- الحياة (الروح القدس)
بدون أدنى انفصال بينهم.
في الله الواحد نرى:
1- الأبوة.. متمثلة في أقنوم الآب، فالآب والد للابن.
2- البنوة.. متمثلة في أقنوم البنوة، فالابن مولود من الآب.
3- الانبثاق.. متمثل في أقنوم الروح القدس، فالروح القدس منبثق من الآب.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

الجوهر الإلهي

1- الجوهر الإلهي:
جوهر الشيء أي طبيعة الشيء ، فجوهر الذهب ذهب، وجوهر الفضة فضة، وجوهر الإنسان أي طبيعته الإنسانية، وجوهر الملاك هو طبيعته الملائكية، وجوهر الله هو طبيعته الإلهية هو اللاهوت، وكلمة اللاهوت مأخوذة من كلمتين:

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
1- الله 2- أوت أي طبيعة
فنحن نقصد باللاهوت طبيعة الله.
جوهر الله = طبيعة الله = كيان الله = ذات الله
الجوهر الإلهي = الطبيعة الإلهيَّة = الكيان الإلهي = الذات الإلهيَّة.
وبما أن الله واحد، فجوهره واحد لا أكثر..
الجوهر الإلهي واحد لا ينقسم ولا يتجزأ، وأيضًا لا يتعدد.. الطبيعة الإلهيَّة واحدة.. الكيان الإلهي واحد.. الذات الإلهيَّة واحدة.. أربع تسميات للاهوت الواحد، مثلما نقول عن "مينا بطرس" أن إسمه مينا، وهو ابن الأستاذ بطرس، وهو بالصف الثاني الإعدادي، وهو مسيحي أرثوذكسي، فمينا واحد، والتسميات أربعة..
عندما أبحث عن الله أجده واحد لا أكثر.. واحد لا شريك له.. واحد في الجوهر، واحد في الطبيعة، واحد في الكيان، واحد في الذات..
الله إحديّ الجوهر، إحديَّ الطبيعة، إحديَّ الكيان، إحديَّ الذات..
وإن سأل أحد: من أين أتيتم بكلمة جوهر؟
نقول له من الإنجيل الذي قال عن السيد المسيح " الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره" (عب 1: 3).
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

الأقنوم الإلهي

2- الأقنوم الإلهي:
كما قلنا أن في الجوهر الإلهي البسيط نرى:
1- الوجود أو الكينونة أي أقنوم الآب.
2- العقل أي أقنوم الابن.
3- الحياة أي أقنوم الروح القدس.
ووحدانية الله فيها:
1- الأبوة.. أو أقنوم الآب.
2- البنوة.. أو أقنوم الابن.
3- الانبثاق.. أو أقنوم الروح القدس.
فالله الواحد في الجوهر هو ثلاثة أقانيم، الآب والابن والروح القدس.
الله احديَّ الجوهر مثلث الأقانيم.
الله احديَّ الطبيعة مثلث الأقانيم.
الله احديَّ الكيان مثلث الأقانيم.
الله احديَّ الذات مثلث الأقانيم.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
عندما أبحث عن الله أجده واحد فقط لا غير، وعندما أتأمل في الله أجد فيه الوجود أو الأصل أو النبع، والعقل أو الكلمة، والحياة.. أرى فيه الأبوة، والبنوة، والحياة.. أرى فيه الآب والابن والروح القدس..

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
* وكلمة "أقنوم" كلمة سريانية أطلقها السريان على ما يتميز عن سواه بدون استقلال، فالآب غير الابن غير الروح القدس، كل أقنوم يتميز عن الأقنومين الآخرين بدون انفصال، لأن الثلاثة لهم نفس الجوهر ألإلهي.. نفس الطبيعة الإلهيَّة.. نفس الكيان الإلهي.. نفس الذات الإلهيَّة..
* وكلمة "أقنوم" تشير إلى كائن.. حي.. قدير.. مستقل بدون انفصال.. ينسب أفعاله لنفسه..
فالآب كائن منذ الأزل " منذ الأزل أنت" (مز 93: 2)، والآب حي، والآب قادر على كل شيء، والآب مستقل بدون انفصال عن الابن والروح القدس، والآب ينسب أفعاله إلى نفسه، فيقول: أنا أفعل.. أنا أحب.. أنا أقول.. سمعنا صوته في عماد السيد المسيح وفي التجلي يقول "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17، لو 9: 35) والآب أرسل ابنه من أجل خلاصنا..
والابن كائن منذ الأزل " مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مي 5: 2)، والابن حي فقال " أنا هو القيامة والحياة" (يو 11: 25) والابن قادر على كل شيء، والابن مستقل بدون انفصال عن الآب والروح القدس، والابن ينسب أفعاله إلى نفسيه فيقول: أنا أفعل.. أنا أحب.. أنا أقول.. سمعناه يخاطب الآب " أيها الآب مجد ابنك " وجاءت إجابة الآب فورية " مجَّدت وأمجد أيضًا" (يو 12: 28).
والروح القدس كائن منذ الأزل " روح أزلي" (عب 9: 14) والروح القدس حي وواهب الحياة لكل كائن حي " روح القدير صنعني ونسمة القدير أحيتني" (أي 33: 4)، والروح القدس قادر على كل شيء " لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود" (زك 4: 6)،والروح القدس مستقل بدون انفصال عن الآب والابن، والروح القدس ينسب أفعاله إلى نفسه فيقول: أنا أفعل.. أنا أحب.. أنا أقول.. قال للآباء الرسل " إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13: 2).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
* وكلمة " أقنوم " بالسريانية تقابلها كلمة هيبوستاسيس Hypostasis باليونانية، وهي تتكون من مقطعين: هيبو = تحت، ستاسيس = الكيان.
فمعنى هيبوستاسيس أي تحت الكيان أو ما يقوم عليه الكيان.
* الأقانيم الثلاثة يتمايزون عن بعضهم البعض، فالآب غير الابن غير الروح القدس، والابن غير الآب غير الروح القدس، والروح القدس غير الآب والابن، ولذلك نصلي في القداس الإلهي قائلين "واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس" ولا نجد أي حرج في هذا، لأننا نعلم أننا نعبد الله الواحد المثلث الأقانيم ولا نعبد ثلاثة آلهة قط.
* الأقانيم الثلاثة لهم إرادة واحدة لأن لهم كيان إلهي واحد ..
* الأقانيم الثلاثة لهم نفس الألقاب الإلهية، ولهم نفس الأفعال الإلهية، ولهم جميع الكمالات الإلهية.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

الأقنوم كائن في الجوهر الإلهي

والآن دعوني أطرح عدة تساؤلات:
س1: هل هناك تعارض بين عقيدة التثليث وعقيدة التوحيد؟
س2: هل الأقانيم الثلاثة أجزاءًا أو أقسامًا في الجوهر الإلهي؟
س3: هل الأقانيم الثلاثة يمثلون ثلاثة أشخاص منفصلين مثلنا؟
نادر: اسمحوا لي أن أجيب على السؤال الأول. لا يوجد تعارض بين عقيدة التثليث وعقيدة التوحيد، وبدأ يشرح قائلًا:
من يتصور أن يكون لله وجود بلا نطق وبلا حياة؟
أو من يتصور لله حياة بلا وجود ولا نطق؟
أو من يتصور لله نطق بلا وجود وبلا حياة؟
قال القانون الأثناسي "هكذا الآب إله واحد والابن إله والروح القدس إله لكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد".
قال القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس:
" إذا نظرنا إلى الذات نفسها باعتبار معنى الأبوة كان أقنوم الآب هو الإله. وإذا نظرنا إلى هذه الذات بعينها باعتبار معنى النطق كان أقنوم الابن هو الإله. وإذا نظرنا إلى هذه الذات المشار إليها نفسها الحياة أعني الروح القدس كان أقنوم الروح هو الإله. فكل واحد من الخواص الثلاثية أعني الأقانيم الثلاثة هو الله، ولا يلزمنا القول بثلاثة آلهة إذا كانت الذات واحدة ".

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
أيضًا عقيدة التثليث تشرح عقيدة وحدانية الله. ففي العهد القديم جاء اسم الله الواحد بصيغة الجمع " في البدء خلق ألوهيم السموات والأرض" (تك 1: 1). وهنا نلاحظ أن الوحي وضع الفعل (خلق) في صيغة المفرد، بينما وضع الفاعل (الوهيم) في صيغة الجمع.
فألوهيم كلمة عبرية معناها الآلهة (أل يم في العبرية تفيد الجمع) ومفردها إلوه، وهي كلمة مشتقة من الاسم "إيل" أي الله، وكلمة الوهيم في اللغة العربية تساوي كلمة "اللهم"، ونحن كمسيحيين عندما نقول "اللهم ارحمنا" فنحن ندرك تمامًا أننا نخاطب الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، ولكن عندما يقول الإنسان غير المسيحي "اللهم ارحمني" يستحيل عليه تفسير معنى اسم " اللهم".
إذًا الوحي أشار إلى جوهر الله الواحد عندما وضع الفعل (خلق) في صيغة المفرد، وأشار إلى تعدد الأقانيم عندما وضع الفاعل (الوهيم) في صيغة الجمع، وقد وردت لفظة إلوهيم في العهد القديم 2555 مرة، منها 2310 تخص الله لذلك جاءت الأفعال بصيغة المفرد، ومنها 245 مرة تخص آلهة الأمم أي الأصنام ولذلك جاءت الأفعال بصيغة الجمع.
والأقانيم الثلاثة ليسوا أجزاءًا أو أقسامًا في الجوهر الإلهي، لأن الجوهر الإلهي الواحد جوهر بسيط كامل لا يقبل التقسيم ولا يقبل التجزئية،تمامًا كما تعلمنا من الصفات الإلهيَّة لله أنه روح بسيط لا تركيب فيه، غير قابل للتجزئة ولا للتقسيم، ولذلك لا نستطيع أن نقول أن الآب جزء من الله والابن جزء ثان والروح القدس جزء ثالث.. في الجوهر الإلهي البسيط نرى الوجود أو الكينونة (الآب) ونرى العقل (الابن) ونرى الحياة (الروح القدس).
ويقول البابا أثناسيوس الرسول " إن الإيمان المسكوني هو أن نعبد إلهًا واحدًا في ثالوث، وثالوث في وحدانية غير مشوش الأقانيم، ولا مقسمي الجوهر (أي لا نقسم الجوهر الإلهي).. لكن للآب والابن والروح القدس لاهوتًا واحدًا، ومجدًا متساويًا، وعظمة متساوية في الأزلية" (1).
كما يقول "الثالوث المبارك لا يتجزأ، وهو واحد في ذاته، لأنه حينما ذُكِر الآب ذُكِر الابن الكلمة والروح القدس الذي في الابن، وإذا ذُكِر الابن فإن الآب في الابن، والروح القدس ليس خارج الكلمة.. هناك طبيعة إلهيَّة واحدة" (سرابيون 1: 14) (2).
وقال أيضًا " إن للأقانيم الثلاثة لاهوتًا واحدًا، ومجدًا متساويًا، وجلالًا أبديًا، فليس في الثالوث أول وآخر، ولا أكبر وأصغر، لأن اللاهوت واحد ووحيد، لا يتفكك ولا يتجزأ على الإطلاق" (3).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
بسادة: مالك يا نادر تزحف على إجابة السؤال الثاني؟
الأخ زكريا: هل لك يا منير الإجابة على السؤال الثالث؟
منير: قبل إجابتي عن السؤال الثالث أريد أن أوضح نقطة خاصة بالإجابة عن السؤال الثاني، وهي أن الأقنوم كائن في الجوهر الإلهي مثل قول الإنجيل:
" الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" (يو 1: 18).
وفي صلوات القداس الإلهي يصلي الأب الكاهن قائلًا:
" أيها السيد الرب يسوع المسيح الكائن في الذات الإلهيَّة، وكلمة الله الطاهر، الواحد مع الآب في الجوهر ومع الروح القدس".
أما عن إجابة السؤال الثالث فأقول أن الأقانيم ليسوا أشخاصًا منفصلين.. نعم هم أشخاص ولكن ليسوا مثلنا، أشخاص متمايزون من بعضهم البعض ولكن ليسوا منفصلين، فهم ليسوا مثل ثلاثة أشخاص (مينا ومايكل ويوحنا) لأن كل من مينا ومايكل ويوحنا له كيان مستقل منفصل تمامًا عن الآخر، فيمكن أن يكون أحدهم مريضًا والآخران بصحة جيدة، أو أحدهم حزينًا والآخران مسروران، أو ينتقل أحدهم ويظل الآخران أحياءًا.. ولكل منهم إرادة وصفات وخصائص تختلف عن الآخر مهما كانت درجة التقارب، حتى لو كان الأشخاص الثلاثة تواءم. أما الأقانيم الثلاثة فلهم إرادة واحدة، وقدرة واحدة، وقوة واحدة، وجوهر واحد، ولاهوت واحد، ويمكن تشبيه الأقانيم الثلاثة بالجسد والعقل والروح في الإنسان الواحد كما سنرى فيما بعد.
ويقول البابا أثناسيوس الرسولي "الله واحد في جوهره مثلث في أقانيمه، فإذا سمعت بتثليث الأقانيم فلا تظن أنهم آلهة ثلاثة، ولا ثلاثة وجوه متفرقة مختلفة الشبه والشكل والحلية مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، ولا مثل ملوك ثلاثة جلوس على ثلاثة عروش متفرقين، ولا مثل ثلاثة نجوم أو مصابيح، أو ثلاثة ملائكة مثل ميخائيل وجبرائيل وروفائيل، لأن ذلك كله كفر وضلال يتبعه أصحاب الأصنام" (4).
_____
الحواشي والمراجع :

(1) سر الثالوث القدوس ص 15، 16
(2) أثناسيوس الرسولي في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي ص 146
(3) أورده القس صموئيل مشرقي - حقيقة الثالوث ص 89
(4) أورده القس منسى يوحنا - كمال البرهان على حقيقة الإيمان، ومفيد كامل في كتابه الثالوث الذي نؤمن به ص 49
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

أقنوم الآب

الأخ زكريا: هل نبدأ بالحديث عن كل أقنوم بشيء من التفصيل؟
وهل يبدأ منير الحديث عن أقنوم الآب؟
وبدأ منير يتحدث عن:
أقنوم الآب:
لفظة " الآب " لفظة سامية تعني أصل الوجود أو الأصل، وقد وردت بنفس اللفظ في العربية والعبرية والأرامية والفينيقية والأشورية والحبشية، وقد وردت في الأناجيل 157 مرة، فالله هو أصل الوجود، ولا توجد علَّة (سبب) لوجود الله بل هو كائن بذاته.. جميع الأشياء هي من الله الآب كقول الإنجيل المقدس "لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له" (1كو 8: 6) فالآب هو أصل الوجود، والآب هو نبع اللاهوت.
الآب كائن بذاته، ناطق بكلمته (بعقله) حي بروحه القدوس..
نستطيع أن نقول باسم الله الكائن الناطق الحي الله الواحد..
ونستطيع أن نقول باسم الآب والابن والروح القدس الله الواحد..
الآب والد للابن، والابن مولود من الآب..
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
وقد دعى الإنجيل الأقنوم الأول بالآب للأسباب الآتية:
1- لأنه أبو ربنا يسوع المسيح "مبارك الله (الآب) أبو ربنا يسوع المسيح" (أف 1: 3).
2- للتعبير عن علاقة الحب الغير متناهية بين الآب والابن.
3- للتعبير عن المساواة بين الآب والابن، فالابن يشابه أباه، حتى قيل "الابن لأبيه".

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
4- لأنه أصل كل الأشياء (1كو 8: 6).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
بسادة: هل يا منير تلقي قليلًا من الضوء على ولادة الآب للابن؟
منير: معك الحق يا بسادة، فالبعض يظن أن الولادة هنا ولادة جسديَّة، والحقيقة أنها لا تمت للجسد أو للمادة بصلة. إنما هي ولادة روحية مثل ولادة النور من النار، أو ولادة الشعاع من قرص الشمس، ولذلك نقول في قانون الإيمان عن الابن:
"المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق. مساوٍ للآب في الجوهر ".
بسادة: صحيح إنني لم أستعد مثلكم، لكنني قرأت منذ فترة قصيرة موضوعًا عن ولادة الابن من الآب الولادة الفريدة.. لو سمحتم لي أذكر لكم الآتي:
1- ولادة الابن من الآب ليست هي ولادة حسيَّة ماديَّة لحميَّة جسديَّة مثل ولادة الإنسان التي تحتاج إلى ذكر وأنثى وتزاوج وإنجاب. إنما هي ولادة روحية لأن " الله روح" (يو 4: 24).. ولادة الآب للابن مثل ولادة النور للنور،أو مثل ولادة قرص الشمس للشعاع، أو مثل ولادة العقل للفكر، أو مثل ولادة الشفاة للكلمة..
2- في الولادة الجسديَّة نجد الأب والأم سابقي الوجود عن الابن، فقد يكون عمر الطفل شهرًا، بينما عمر الأم 25 سنة، والأب ثلاثون سنة. أما ولادة الابن من الآب فليس بها سابق ومسبوق، فلم تمر لحظة كان فيها الآب بدون الابن، وعندما قال أريوس أنه مرَّ زمن كان فيه الآب بدون الابن حرمته الكنيسة، لأن معنى قوله هذا إنه مرَّ زمن كان فيه الآب بدون عقل، وحاشا لله هذا!!
ويقول البابا أثناسيوس الرسولي " لا تقولن كيف يلد الله ولا متى، لأن الله فوق كيف ومتى، فتلك الولادة ليست في زمان لأن الله من قبل كل الدهور وليس يبلغه زمان، والولادة في اللاهوت ليست كما في الناس.. إنما هي كولادة النور من النار. ولادة لطيفة من غير مباضعة (تجزئة) ولا مجامعة، وبغير تعب ولا حبل ولا نقص، لأنها أيضًا بلا أم في اللاهوت، فهي أيضًا ولادة أزلية" (1).
3- ولادة الابن من الآب بدون انفصال مثل ولادة الفكر من العقل، فقد تَصدُر الفكرة من العقل، وتُسجَل في كتاب يصل إلى أقاصي الأرض، وفي ذات الوقت هي قائمة في العقل لا تفارقه، ويقول البابا أثناسيوس الرسولي " كيف تُولد كلمتك من عقلك بلا مفارقة منها لعقلك، فتصل إلى كل من يسمعها من غير أن تفارق والدها.. وكيف يُولد الشعاع من الشمس بلا فرقة بينهما، فملأ الشعاع الأرض كلها وما فيها من غير أن يفارق عين الشمس التي وُلِد منها، وكيف يُولد الضوء من النار بلا إفتراق منها فيضئ لمن إستضاء به من غير أن يفارق النار التي ولدته "(2) .
4- بنوة الابن من الآب بنوة فريدة من نوعها ليس لها نظير قط، فهي بنوة ذاتية.. بنوة بالطبع. لا تعني أبدًا التناسل، ولا تعني أسبقية الوجود، ولا تعني الانفصال، ولذلك قال الكتاب عن الابن إنه الابن الوحيد الجنس "مونوجينيس" monogenyc `Uioc فالولادة لم تتم في زمن معين وانتهت، إنما هي دائمة منذ الأزل وإلى الأبد كولادة النور من النار والشعاع من الشمس بدون انقطاع، فلا توجد نار بلا نور، ولا شمس بلا شعاع، وقال الابن عن نفسه " النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19)، ويقول العلامة أوريجانوس "محظور علينا الظن الخاطئ بأن الآب قد وُلَدَ الابن الوحيد الجنس بذات الطريقة التي يلد بها إنسان إنسانًا، أو حيوان حيوانًا، فإنه يوجد فارق عظيم. واضح أن الأمر ليس هكذا، إذ لا يوجد في الوجود مثيل لله لا في الإدراك ولا في الخيال.. أنه ميلاد سرمدي لا يتوقف، شعاع يتولد من نور" (3).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
منير: أريد أن أقول يا أخ بسادة بأن ليس كل بنوة في العالم هي بنوة جسدية، بل هناك أنواع أخرى من البنوات فمثلًا هناك:
1- بنوة بالخلقة: فنحن أبناء الله بالخلقة "والآن يا رب أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا كلنا عمل يديك" (أش 64: 8) وقال الكتاب عن أبونا آدم " آدم ابن الله" (لو 3: 38).
2- بنوة بالتبني: فنحن أبناء الله بالتبني ندعوه يا أبانا الذي في السموات، ونحن لسنا من طبيعته، وقال يوحنا الحبيب "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعَى أولاد الله" (1 يو 3: 1).
3- بنوة بالإيمان: مثل قولونا "نحن أبناء الرسل الأطهار" ومثل قول بولس الرسول "يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصوَّر المسيح فيكم" (غل 4: 19) ودعى القرآن زوجات الرسول بأمهات المؤمنين "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" (الأحزاب 6) ومن الطبيعي أن زوجات الرسول لم ينجبن جميع المسلمين والمسلمات في كل مكان وزمان، وقال الحديث "إن كل نبي أبو أمته ولذلك صار المؤمنون أخوة لأن النبي أبوهم في الدين" (تفسير النسفي ج 3 ص 218) وجاء في الحديث القدسي "الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي، أي أولادي".
4- بنوة المكان: مثل قولنا "نحن أبناء مصر" أو "نحن أبناء النيل" أو "نحن أبناء أخميم مدينة الشهداء"، وقال القرآن "ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" وابن السبيل أي ابن الطريق، ومن الطبيعي أن الطريق لم يتزوج ولم ينجب ابن.
5- بنوة الزمان: كما نقول عن شخص ابن عشرين عامًا، أو نقول "نحن أبناء القرن الواحد والعشرين".
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
بيتر: لو تسمحوا لي أن أضيف نقطة بسيطة لأقنوم الآب، وهي بعض صفات الآب التي ذكرها الكتاب المقدَّس:
الأخ زكريا: ما هذا الجدول الذي معك يا بيتر؟
بيتر: هذا الجدول يوضح بعض الصفات المشتركة بين الأقانيم الثلاثة..
ورأى الأخ زكريا هذا الجدول، وأُعجب به. ثم أردف قائلًا: هذا عمل رائع.. دعنا يا بيتر نتحدث عن أقنومي الابن والروح القدس، ثم نستعرض معًا هذا الجدول..
بيتر: ليكن كقولك..
_____
الحواشي والمراجع :

(1) أورده القس صموئيل مشرقي - حقيقة الثالوث ص 160
(2) القس منسى يوحنا - كمال البرهان على حقيقة الإيمان ص 34
(3) القمص تادرس يعقوب - الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والعقائد 1 - الله ص 38، 39
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

أقنوم الابن

أقنوم الابن هو عقل الله الناطق. هو نطق الله العاقل. هو العقل الأعظم خالق جميع العقول ومانحها الحكمة. هو اللوغوس. الله عقل لانهائي .
أقنوم الابن هو أقنوم الحكمة الأزلي..
أقنوم الابن هو الفكر الإلهي القائم الكائن في الذات الإلهيَّة بدون انفصال..
أقنوم الابن هو الكلمة الأزلي.. " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يو 1: 1).
بسادة: سمعت في عظة أن هذه الآية تحوي إجابة ثلاث أسئلة:
س1: متى كان الكلمة..؟ في البدء.. البدء الذي ليس قبله بدء.. البدء هنا يساوي الأزل، فهو يختلف عن البدء الذي ذكره موسى النبي " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1) فالبدء الذي ذكره موسى النبي هو بدء الخليقة. أما البدء الذي يذكره يوحنا الرسول هنا فهو الأزل.
س2: وأين كان الكلمة..؟ كان الكلمة عند الله الآب، أو نحو الله الآب، أو في حضن الله الآب، وهنا يؤكد الإنجيل التمايز بين أقنوم الابن (والكلمة) وأقنوم الآب (عند الله).. فالابن غير الآب والآب غير الابن، والروح القدس غير الآب والابن، ولكن الثلاثة لهم كيان إلهي واحد.
س3: ومن هو الكلمة..؟ هو الله.
نادر: هذا حق يا بسادة ولذلك لم يقل الإنجيل عن الكلمة "كانت" وإنما قال "كان" الكلمة، لأن الإنجيل لم يقصد الكلمة المنطوقة، لكنه قصد العقل الناطق..
ربنا يسوع هو أقنوم الكلمة المتجسد " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فإن فيه خُلق الكل.. الكل به وله قد خُلق" (كو 1: 15، 16).
وقد دعي الأقنوم الثاني بالكلمة، والابن.. لماذا؟

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
منير: لو سمحت لي يا نادر أجيبك عن الجزء الأول من السؤال.
نادر: تفضل يا منير.
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
منير: الأقنوم الثاني دعي بالكلمة للأسباب الآتية:

1- دعوة الأقنوم الثاني بالكلمة مطابق لقول الإنجيل (يو 1: 1).
2- كلمة الإنسان تعلن أفكار الإنسان، ومن هنا جاء المثل الشهير " تكلم لكيما أراك " فمن كلام المتكلم تعرف شخصيته وعلمه وثقافته وأدبه.. إلخ، والأقنوم الثاني في تجسده هو الذي أعلن لنا أسرار الله (يو 1: 18).
3- كلمة الإنسان تحمل قوة وسلطة المتكلم، وهكذا الأقنوم الثاني في تجسده رأينا فيه سلطان وقوة وعظمة ومحبة الله.
4- الله كلمنا في العهد القديم بالأنبياء، وفي العهد الجديد كلمنا بابنه: "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام في ابنه" (عب 1: 1، 2).
يقول فم الذهب: "الكلام الذي نطق به الأنبياء والملائكة هو من كلام الله، لكن ولا كلمة واحدة من تلك الكلمات إله. إلاَّ أن كلمة الله الحقيقي (يو 1: 1) هو جوهر إلهي حاصل في أقنوم بارز من أبيه بعينه خلوًا من انقسام عارض" (1).
5- الكلمة تولد من كيان الإنسان ولادة غير جسدية بلا ألم، وولادة الكلمة من الآب ولادة روحية. قال ديونسيوس الصليبي "أن الابن سُمي كلمة الله لأنه مولود من الآب، كما أن كلمتنا العقلية يلدها عقلنا الذي هو روحي محض، وأيضًا لأن الابن باعتباره ابنا وحيد لله غير قابل للآلام والولادة الزمنية" (2).
ثم أخذ منير يستكمل حديثه قائلًا:
أيضًا دُعي الأقنوم الثاني بالابن للأسباب الآتية:
نادر: لقد اتفقت معنا على إجابة الجزء الأول.. لكن لإجابتك المختارة، نترك لك الإجابة على بقية السؤال، لأن الذي له يعطى ويزاد.
منير: أشكر يا نادر لمحبتك.. واستكمل حديثه قائلًا: قبل أن أدخل في النقطة الثانية أضيف قولًا للبابا أثناسيوس الرسولي عن كلمة الله الأقنوم الثاني:
" الله تام ليس بعادم كلمته وإن كلمته ثابت قائم دائم ليس بزائل ولا بمبتدئ ولا فانٍ لأن الله لم يكن قط بلا كلمة، ولكن لم يزل له الكلمة متولدًا منه،ليس مثل كلمتنا التي لا قوام لها المهراقة في الهواء، ولكن ذو قوام حي تام ليس بمفترق منه، ولكن ثابت أبدًا فيه.. فهو وكلمته يملأ كل شيء ولا يسعه شيء" (3).
كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
أما دعوة الأقنوم الثاني بالابن فيرجع للأسباب الآتية:

1- لأن الإنجيل دعاه هكذا مرارًا وتكرارًا، فقد ورد اسم " ابن الله " في الأناجيل 40 مرة.
2- سمي الأقنوم الثاني بالابن لأنه من نفس طبيعة الآب، من نفس الجوهر الإلهي. وكما يتساوى الابن مع الآب في الصفات فمثلًا ابن الإنسان هو إنسان، وابن الطير هو طير، وهكذا الابن من نفس طبيعة الآب الإلهيَّة، فابن الله هو الله، وهذا ما أدركه اليهود " من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضًا أن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو 5: 18).
3- سمي الابن إظهارًا للمحبة الكاملة بينه وبين أبيه الصالح.
4- لأن الابن صادر من الآب مثل صدور الشعاع من الشمس، وبما أننا ندعو الشيء الصادر من شيء مولود منه، هكذا دُعي الابن المولود من الآب بابن الله.
5- اللغة البشريَّة ضعيفة ولا يمكن التدليل بها على الأمور الخاصة بالذات الإلهيَّة، لذلك إختار الوحي الإلهي أسهل الألفاظ وأعمها وأقربها لجميع البشر، وهي علاقة الابن بأبيه، ليعبر بها عن علاقة الأقنوم الأول بالأقنوم الثاني.
قال هرمس الحكيم مخاطبًا الآب "لما كنت إلهًا وأبًا لم تنل ذلك من كائن آخر ولم تحز وجودك الدائم من غيرك. وبعدك أعرف كائنًا واحدًا مثلك، وكما هو معروف أنت ولدته، وهو ابن لك، وإله من إله، وجوهر من جوهر الذي يحمل دائمًا صورتك غير الزائلة. وشبهك التام ليكون هو فيك وأنت فيه" (4).
الأخ زكريا: لقد أبدعت بالحقيقة يا منير، والآن لنترك ألقاب وصفات الابن لحين دراستنا لموضوع ألوهية المسيح إن أراد الله وعشنا. هل تكمل يا بيتر..؟ وبدأ بيتر يتحدث عن:
_____
الحواشي والمراجع :

(1) المختصر في تعريف بنوة الله للأب إسحق المحرقي ص 148
(2) المرجع السابق ص 150
(3) القس منسى يوحنا - كمال البرهان على حقيقة الإيمان ص 2.
(4) مارغريغوريوس أبو الفرج ابن العبري - منارة الأقداس ص 216
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 07 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

أقنوم الروح القدس: أقنوم الحياة

كتاب التثليث والتوحيد: هل ضد العقل؟ - أ. حلمي القمص يعقوب
الله هو الحياة.. كله حياة لا موت فيه.. الله حي بروحه القدوس الكائن في الذات الإلهيَّة..
الروح القدس ينبعث أو ينبثق من الآب انبثاقًا مستمرًا غير متوقف وغير محدود بزمن معين مثل انبثاق الحرارة من النار كقول الإنجيل:
"روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو 15: 26).
وقول الإنجيل "ينبثق" تفيد الحاضر المستمر وليس الماضي، فالروح القدس ينبثق من الآب منذ الأزل وإلى الأبد.. الروح القدس غير منفصل عن الجوهر الإلهي ولا خارج عنه، بل كائن فيه، لأن الله روح بسيط غير مركب.
ويقول القديس باسيليوس الكبير "فلا تفهمن من انبثاق الروح القدس من الآب أن ذلك كصدور شيء خارجي مخلوق!!.. فإذا قلنا أن الروح القدس مخلوق، فقد قلنا أن حياته "سبحانه" مخلوقة، فلا يكون له حينئذ حياة في ذاته ويصبح حينئذ غير حي، وبذلك نكون قد كفرنا به، ومن كفر به وجبت عليه اللعنة" (1).
وما أجمل صلوات الكنيسة في مقدمة صلاة باكر:
واحد هو الله أبو كل أحد.
واحد هو أيضًا ابنه يسوع المسيح الكلمة الذي تجسد ومات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث وأقامنا معه.
واحد هو الروح القدس المعزي الواحد بأقنومه منبثق من الآب.
_____
الحواشي والمراجع :

(1) أورده القس صموئيل مشرقي - حقيقة الثالوث ص 164.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب هناك كنت معه - أ. حلمي القمص يعقوب
كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
كتاب مفهوم الوحي والعصمة في الكتاب المقدس - أ. حلمي القمص يعقوب
التثليث والتوحيد كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
التثليث والتوحيد-القمص سرجيوس.


الساعة الآن 01:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024