منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2019, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 24391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس دانيال كومبوني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس دانيال كومبوني
الأسقف، محرر عيد إفريقيا،
مؤسس رهبنة القلب الأقدس (الكمبونيان)
St.Daniele Comboni...
(عيده 10 تشرين الأول - أكتوبر)
الميلاد في مدينة "ليمون سول جاردا" بإقليم بريشّا - شمال إيطاليا في 15 مارس عام1831 لأبوين من الطبقة العاملة الفقيرة هما "لويـï*¼ـي و دومنيكا كومبوني".كان ترتيبه الرابع وسط 8 أبناء توفي معظمهم في سن الطفولة ، و بقي دانيال وحيد أبويه إلا أن حالته الصحية كانت على غير ما يُرام.
إلتحق دانيال بمدرسة هي "معهد الأب نيكولا ماتزا" للدراسات العلمية والدينية بـï*¬ـيرونا، وأنهى دراسته بتفوق إستعداداً أعفاه من دفع المصروفات منذ العام الأول للدراسة.
تقدم للكهنوت وتمت رسامته وعاد للتدريس بمعهد الأب ماتزا الذي تفرَّغ في تلك الفترة لتعليم الأفارقة الهاربين من العبودية وتجارة الرقيق مع إزدياد أعداد الأفارقة الأطفال والشباب الهاربين من سفن نقل الرقيق إلى أمريكا الشمالية، تأثّر الأب كومبوني بحالاتهم، وبسلب تجار الرقيق والعنصريين لآدمية الإنسان الإفريقي، وراوده الحُلم بأن يتم إنشاء معهد بالسودان على غِرار معهد الأب نيكولا ماتزا فيصبح بإمكان الأفارقة في بلادهم ودون عناء الهرب أن ينفتحوا على حياة أفضل وأكثر تحضراً وآدمية ويستطيعوا حماية أنفسهم من الإستعباد، كما ينفتحوا على مجالات جديدة للثقافة والعلم والعمل. بشكل خاص بعد أن إلتقى بعض المرسلين الذين عادوا من وسط إفريقيا، ووصفوا حياة تعيشها دول إفريقيا كثيرة فيما وراء التاريخ، حيث الفقر والجهل وإستغلالهم في الرِقّ والعبودية.
إلى السودان (الرحلة الأولى 1861م) نجاح مؤجَّل:
مع خمسة من الكهنة المرسلين الذين كان لهم نفس حماس الكاهن الشاب كومبوني، أعطى الأب ماتزا البركة لهم ليذهبوا في رحلة إلى إفريقيا لمحاولة بداية خدمة إرسالية لرعاية الأفارقة، أخذت رحلة الذهاب فقط 4 أشهر، بعدها وصل الكهنة الستّة إلى الخرطوم عاصمة السودان.
واجه المُرسلين الستة مصاعب شديدة، بداية من الطقس الحار الغير مُحتَمَل ومروراً بالأوبئة المنتشرة وانعدام الخدمات الطبّية، والفقر الشديد مع الجهل المُتفشّي. حاول الأباء الستة أن يبدأوا في كسب رزقهم وقسمتها مع فقراء ومرضى لا حصر لهم، ويُذكَر أن الأب كومبوني كتب لولادته من هناك قائلاً: ((إننا نعمل أعمالاً صعبة، ونعرق ومنّا من يموت من أجل توفير لقمة العيش ومساندة النفوس الأكثر خُزْلاناً وتركاً من ضمير العالم. لكن العرق والألم في سبيل إسعاد قلب مُخلِّصنا يهوِّن كل شئ)).
كما حاول المرسلون توفير أي خدمة طبية ممكنة لمرضى الأوبئة إلا أن المرض أصابهم وتوفِّيَ منهم 5 مرسلين، ولم يبقى سوى كومبوني وكاهناً آخر، وكانت صحّة الكاهن الشاب قد بدأت في التدهور، بسبب الأمراض المنتشرة وكذلك المشاهد المؤلمة لوفاة الأفارقة والخمس كهنة، الذين بعد أن تم دفنهم أخذت الحيوانات الضارية تعبث بنعوشهم وتخرج جثامينهم، مما إضطرهم لتسمير النعوش (دق مسامير لإغلاقها بإحكام) حتى لا تتمكن الحيوانات من فتحها حتى لو استطاعت إخراجها من الأرض.
هذه الوقائع الأليمة وأكثر ذكرها الكاهن المرسل الذي ظلّ على قيد الحياة مع الأب كومبوني في رسالة للأب ماتزا، الذي ردّ عليه آمراً إياه بالعودة لإنقاذ حياته وحياة كومبوني الذي شارف على الموت.
إستردّ الأب كومبوني صحّته بعد العودة لإيطاليا، وعاد للتدريس في معهد ماتزا وسط سخرية بعض الكهنة الكبار، الذين عايروه بفشل إرساليته، وبأن كاهن مثله لم يتجاوز الثلاثين من العمر ما كان يجب أن يقود إرسالية إلى السودان لكي يبدو بطلاً وقديساً، وأنه يكفيه أن يظلّ مدرساً بمعهد ماتزا ولا يجب عليه الإسراف في الأحلام وإختراع الإنجازات والبطولات.
لكن برغم كل هذه السخرية والتقليل من شأن مقاصده السامية، ظلّ الأب كومبوني يخطِّط للعودة يوماً إلى إفريقيا من أجل تحسين حالة سكانها قائلاً شعاره: "إفريقيا أو الموت".
أســـــقـــــف مُـــرسَـــــل:
كان كومبوني يجتهد في أن يلفت نظر المجتمع الأوروبي، وأيضاً الكنيسة الجامعة، إلى المآسي الإنسانية التي تعيشها إفريقيا الوُسطى، ليكونوا مُثقّلين بقضاياهم التي شغلته وصارت رسالته في الحياة. لذلك قام بجولة في كنائس دول أوروبية عديدة، وشخصيات عامة وأثرياء، يحثّهم على الإهتمام لأمر إفريقيا ومعاناتهم ويجمع منهم تبرعات من أجل إرساليات أكثر قدرة على تلبية إحتياجات الإنسان الإفريقي من حيث الإمكانيات الطبية والمواد الغذائية، والوسائل التعليمية، كما حثّ شباب الكهنة على ممارسة دور فعّال والإنضمام لإرسالية إفريقيا ليكون لكل منهم دور في رفع شأن الإنسان الإفريقي على كافة المستويات الأساسية للحياة، وبالفعل إنضم إليه عدد من الإكليروس (أساقفة وكهنة) كما إنضم لإرسالياته عدد من أبناء العائلات النبيلة الذين إشتعلت قلوبهم بالحماس الرسولي الذي يظهر واضحاً على الأب كومبوني. كما أسس الأب كومبوني مجلة إرسالية في إيطاليا تكون معنية بنشر أخبار الإرساليات لإفريقيا وتحث على الإنضمام أو التبرع أو كلاهما لصالح الإفارقة.
عندما تجمعت لدى الأب كومبوني الأفراد والإمكانيات اللازمة، إنطلق بإرساليته الثانية للرجال عام 1867م، ثم تبعتها إرسالية للنساء في عام 1872م. ويعتبر كومبوني هو أول من جَلَب إرسالية نسائية لإفريقيا.
إشتهرت الإرسالية بإسمه وأصبح اسمها الإرسالية الكمبونيانية لقلب يسوع Missionarii Comboniani Cordis Jesu واختصارها (MCCJ).
وبرغم ظروف شخصية وخدميّة أصابت الأب كومبوني بالحزن، إلا أن الرحلة الثانية تكلّلت بالنجاح ولو كان محدوداً في البداية، على المستوى الشخصي توفيت والدة كومبوني التي كانت دائمة التشجيع والصلاة له في مهمته، والمهتمة دائماً بمعرفة أخباره وشعوره ومتشوّقة لنجاحه في رسالته. وفي نفس العام توفيَ الأب نيكولا ماتزا الذي كان أستاذه وقدوته في حب إفريقيا، ومن ثم تغيرت إدارة المعهد وتوقف جمع التبرعات وتمويل إرساليته لإختلاف رؤية الإدارة الجديدة عن رؤية الراحل الأب ماتزا.
إضطر الأب كومبوني للعودة إلى أوروبا وتحمُّل مشقة السفر ليجمع التبرعات بنفسه من البلاد الأوروبية لصالح الخدمة،
أحب السودانيون الأب كومبوني و إلتفّوا حوله وعرف كثيرمنهم المسيح بواسطته و بعد أن كان حلمه فقط إنشاء معهد لتعليمهم وتثقيفهم يكون معنياً يلتغذية والعلاج أيضاً، وإعدادهم لمجال العمل ، أصبح لديه المعهد وكذلك مستشفى ومكتب صحفي لنشر أخبارهم بشكل دوري. كما تأسست رهبنة القلب الأقدس التي اشتهرت بعد وفاة القديس بإسم (رهبنة الكومبونيان).
في 2 يوليو عام 1877م، أصبح الأب كومبوني هو "النائب الرسولي في وسط إقريقيا"، وتمت رسامته الأسقفية، في أغسطس من نفس العام.
من واقع ملف دعوى تطويب القديس، فإن الكنيسة الجامعة كانت قد أطلقت عليه هذ الإسم والمنصب ورسمته أسقفاً، إعترافاً منها بجدوى جهوده نحو تحسين الحياة في السودان ووسط إفريقيا، والتي إعتبرتها بعض القيادات الكنسية لفترة نوعاً من التهور، لكنها أتت بثمار جيدة تستحقّ الإشادة والمُراعاة، وتعتبر معايشة صادقة لتعاليم الإنجيل.
من عام 1877م إلى عام 1878م، أثناء فترة تواجد الأسقف كومبوني في روما لإتمام رسامته، والدعوة لمرسلين جدد وجمع التبرعات من أوروبا للمرة الأخيرة، حدث جفاف شديد في منطقة خدمة الأسقف دانيال كمبوني، مما أدّى إلى مجاعة غير مسبوقة، مما تسبب في إستنفاذ طاقات الإرسالية مادياً وصحّياً لمساندة المنطقة في مأساتها، التي حصدت أرواح نصف تعدادها السكاني، كما تسببت في وفاة عدد من المرسلين.
عام 1880م وصل الأسقف كومبوني للمرة الثامنة والأخيرة إلى السودان، وكان قد أعياه المرض وسوء التغذية وكثرة الترحال والحياة في ظروف معيشية قاسية. تدهورت صحّته وأصبح طريح الفراش، إلى ان رقد بعطر القداسة في 10 أكتوبر 1881م بالعاصمة السودانية الخرطوم عن عمر ناهز الخمسين بعد حياة الإنجيل المعاش الحافلة بصلبان المتاعب والأخطار التي تحمّلها القديس دانيال كومبوني حُبّاً بالله والقريب.
يُذكَر أن والد الأسقف كومبوني كان قد حضر مراسم جنّاز إبنه، وهو الذي إستمر في متابعة أخبار إرساليته وخطاباته بعد وفاة الأم. ليشهد حفل إنتصاره و إنتقاله للسماء ، وبينما هَمّ الناس بتعزيته كأب مجروح لوفاة إبنه ، فاجأهم جميعاً بشجاعته التي غلبت مشاعر الألم قائلاً: "إني أشكر الله أنه مات في موقعه كجندي صالح".
بحسب إحصائيات عام 2008 فإن المرسلين الكومبونيان أصبح لهم 328 بيتاً، و1803 عضواً منهم 1296 كاهن على مستوى العالم.
دُفِنَ الأسقف دانيال كومبوني بالسودان بحسب رغبة السودانيين الذين أحبوه وشعروا بفضله على حياتهم، وظلّ ضريحه مُكَرَّماً فيها. إلا انه على هامش قيام الثورة المهدية بالسودان، إنتشرت أعمال عنف وتخريب طالت ضريح الأب القديس، وأحدثت تلفيات جسيمة به، لكونها ثورة سياسية قائمة على مبادئ التعصُّب الديني والعرقي المضاد لعنصرية الحكم التركي. ليصبح ضريح الباحث عن حقوق الإنسان الإفريقي ضحية لتطرُّف بعض الأفارقة!
تم إعلان تطويب الأسقف دانيال كومبوني عن يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 1996م، وأُعِلِن قديساً عن يده أيضاً في عام 2003م.
تعيّد له الكنيسة الجامعة يوم 10 أكتوبر.
شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.
 
قديم 18 - 10 - 2019, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 24392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس دانيال كومبوني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس دانيال كومبوني
الأسقف، محرر عيد إفريقيا،
مؤسس رهبنة القلب الأقدس (الكمبونيان)
St.Daniele Comboni...
(عيده 10 تشرين الأول - أكتوبر)
الميلاد في مدينة "ليمون سول جاردا" بإقليم بريشّا - شمال إيطاليا في 15 مارس عام1831 لأبوين من الطبقة العاملة الفقيرة هما "لويـﭼـي و دومنيكا كومبوني".كان ترتيبه الرابع وسط 8 أبناء توفي معظمهم في سن الطفولة ، و بقي دانيال وحيد أبويه إلا أن حالته الصحية كانت على غير ما يُرام.
إلتحق دانيال بمدرسة هي "معهد الأب نيكولا ماتزا" للدراسات العلمية والدينية بـﭬـيرونا، وأنهى دراسته بتفوق إستعداداً أعفاه من دفع المصروفات منذ العام الأول للدراسة.
تقدم للكهنوت وتمت رسامته وعاد للتدريس بمعهد الأب ماتزا الذي تفرَّغ في تلك الفترة لتعليم الأفارقة الهاربين من العبودية وتجارة الرقيق مع إزدياد أعداد الأفارقة الأطفال والشباب الهاربين من سفن نقل الرقيق إلى أمريكا الشمالية، تأثّر الأب كومبوني بحالاتهم، وبسلب تجار الرقيق والعنصريين لآدمية الإنسان الإفريقي، وراوده الحُلم بأن يتم إنشاء معهد بالسودان على غِرار معهد الأب نيكولا ماتزا فيصبح بإمكان الأفارقة في بلادهم ودون عناء الهرب أن ينفتحوا على حياة أفضل وأكثر تحضراً وآدمية ويستطيعوا حماية أنفسهم من الإستعباد، كما ينفتحوا على مجالات جديدة للثقافة والعلم والعمل. بشكل خاص بعد أن إلتقى بعض المرسلين الذين عادوا من وسط إفريقيا، ووصفوا حياة تعيشها دول إفريقيا كثيرة فيما وراء التاريخ، حيث الفقر والجهل وإستغلالهم في الرِقّ والعبودية.
إلى السودان (الرحلة الأولى 1861م) نجاح مؤجَّل:
مع خمسة من الكهنة المرسلين الذين كان لهم نفس حماس الكاهن الشاب كومبوني، أعطى الأب ماتزا البركة لهم ليذهبوا في رحلة إلى إفريقيا لمحاولة بداية خدمة إرسالية لرعاية الأفارقة، أخذت رحلة الذهاب فقط 4 أشهر، بعدها وصل الكهنة الستّة إلى الخرطوم عاصمة السودان.
واجه المُرسلين الستة مصاعب شديدة، بداية من الطقس الحار الغير مُحتَمَل ومروراً بالأوبئة المنتشرة وانعدام الخدمات الطبّية، والفقر الشديد مع الجهل المُتفشّي. حاول الأباء الستة أن يبدأوا في كسب رزقهم وقسمتها مع فقراء ومرضى لا حصر لهم، ويُذكَر أن الأب كومبوني كتب لولادته من هناك قائلاً: ((إننا نعمل أعمالاً صعبة، ونعرق ومنّا من يموت من أجل توفير لقمة العيش ومساندة النفوس الأكثر خُزْلاناً وتركاً من ضمير العالم. لكن العرق والألم في سبيل إسعاد قلب مُخلِّصنا يهوِّن كل شئ)).
كما حاول المرسلون توفير أي خدمة طبية ممكنة لمرضى الأوبئة إلا أن المرض أصابهم وتوفِّيَ منهم 5 مرسلين، ولم يبقى سوى كومبوني وكاهناً آخر، وكانت صحّة الكاهن الشاب قد بدأت في التدهور، بسبب الأمراض المنتشرة وكذلك المشاهد المؤلمة لوفاة الأفارقة والخمس كهنة، الذين بعد أن تم دفنهم أخذت الحيوانات الضارية تعبث بنعوشهم وتخرج جثامينهم، مما إضطرهم لتسمير النعوش (دق مسامير لإغلاقها بإحكام) حتى لا تتمكن الحيوانات من فتحها حتى لو استطاعت إخراجها من الأرض.
هذه الوقائع الأليمة وأكثر ذكرها الكاهن المرسل الذي ظلّ على قيد الحياة مع الأب كومبوني في رسالة للأب ماتزا، الذي ردّ عليه آمراً إياه بالعودة لإنقاذ حياته وحياة كومبوني الذي شارف على الموت.
إستردّ الأب كومبوني صحّته بعد العودة لإيطاليا، وعاد للتدريس في معهد ماتزا وسط سخرية بعض الكهنة الكبار، الذين عايروه بفشل إرساليته، وبأن كاهن مثله لم يتجاوز الثلاثين من العمر ما كان يجب أن يقود إرسالية إلى السودان لكي يبدو بطلاً وقديساً، وأنه يكفيه أن يظلّ مدرساً بمعهد ماتزا ولا يجب عليه الإسراف في الأحلام وإختراع الإنجازات والبطولات.
لكن برغم كل هذه السخرية والتقليل من شأن مقاصده السامية، ظلّ الأب كومبوني يخطِّط للعودة يوماً إلى إفريقيا من أجل تحسين حالة سكانها قائلاً شعاره: "إفريقيا أو الموت".
أســـــقـــــف مُـــرسَـــــل:
كان كومبوني يجتهد في أن يلفت نظر المجتمع الأوروبي، وأيضاً الكنيسة الجامعة، إلى المآسي الإنسانية التي تعيشها إفريقيا الوُسطى، ليكونوا مُثقّلين بقضاياهم التي شغلته وصارت رسالته في الحياة. لذلك قام بجولة في كنائس دول أوروبية عديدة، وشخصيات عامة وأثرياء، يحثّهم على الإهتمام لأمر إفريقيا ومعاناتهم ويجمع منهم تبرعات من أجل إرساليات أكثر قدرة على تلبية إحتياجات الإنسان الإفريقي من حيث الإمكانيات الطبية والمواد الغذائية، والوسائل التعليمية، كما حثّ شباب الكهنة على ممارسة دور فعّال والإنضمام لإرسالية إفريقيا ليكون لكل منهم دور في رفع شأن الإنسان الإفريقي على كافة المستويات الأساسية للحياة، وبالفعل إنضم إليه عدد من الإكليروس (أساقفة وكهنة) كما إنضم لإرسالياته عدد من أبناء العائلات النبيلة الذين إشتعلت قلوبهم بالحماس الرسولي الذي يظهر واضحاً على الأب كومبوني. كما أسس الأب كومبوني مجلة إرسالية في إيطاليا تكون معنية بنشر أخبار الإرساليات لإفريقيا وتحث على الإنضمام أو التبرع أو كلاهما لصالح الإفارقة.
عندما تجمعت لدى الأب كومبوني الأفراد والإمكانيات اللازمة، إنطلق بإرساليته الثانية للرجال عام 1867م، ثم تبعتها إرسالية للنساء في عام 1872م. ويعتبر كومبوني هو أول من جَلَب إرسالية نسائية لإفريقيا.
إشتهرت الإرسالية بإسمه وأصبح اسمها الإرسالية الكمبونيانية لقلب يسوع Missionarii Comboniani Cordis Jesu واختصارها (MCCJ).
وبرغم ظروف شخصية وخدميّة أصابت الأب كومبوني بالحزن، إلا أن الرحلة الثانية تكلّلت بالنجاح ولو كان محدوداً في البداية، على المستوى الشخصي توفيت والدة كومبوني التي كانت دائمة التشجيع والصلاة له في مهمته، والمهتمة دائماً بمعرفة أخباره وشعوره ومتشوّقة لنجاحه في رسالته. وفي نفس العام توفيَ الأب نيكولا ماتزا الذي كان أستاذه وقدوته في حب إفريقيا، ومن ثم تغيرت إدارة المعهد وتوقف جمع التبرعات وتمويل إرساليته لإختلاف رؤية الإدارة الجديدة عن رؤية الراحل الأب ماتزا.
إضطر الأب كومبوني للعودة إلى أوروبا وتحمُّل مشقة السفر ليجمع التبرعات بنفسه من البلاد الأوروبية لصالح الخدمة،
أحب السودانيون الأب كومبوني و إلتفّوا حوله وعرف كثيرمنهم المسيح بواسطته و بعد أن كان حلمه فقط إنشاء معهد لتعليمهم وتثقيفهم يكون معنياً يلتغذية والعلاج أيضاً، وإعدادهم لمجال العمل ، أصبح لديه المعهد وكذلك مستشفى ومكتب صحفي لنشر أخبارهم بشكل دوري. كما تأسست رهبنة القلب الأقدس التي اشتهرت بعد وفاة القديس بإسم (رهبنة الكومبونيان).
في 2 يوليو عام 1877م، أصبح الأب كومبوني هو "النائب الرسولي في وسط إقريقيا"، وتمت رسامته الأسقفية، في أغسطس من نفس العام.
من واقع ملف دعوى تطويب القديس، فإن الكنيسة الجامعة كانت قد أطلقت عليه هذ الإسم والمنصب ورسمته أسقفاً، إعترافاً منها بجدوى جهوده نحو تحسين الحياة في السودان ووسط إفريقيا، والتي إعتبرتها بعض القيادات الكنسية لفترة نوعاً من التهور، لكنها أتت بثمار جيدة تستحقّ الإشادة والمُراعاة، وتعتبر معايشة صادقة لتعاليم الإنجيل.
من عام 1877م إلى عام 1878م، أثناء فترة تواجد الأسقف كومبوني في روما لإتمام رسامته، والدعوة لمرسلين جدد وجمع التبرعات من أوروبا للمرة الأخيرة، حدث جفاف شديد في منطقة خدمة الأسقف دانيال كمبوني، مما أدّى إلى مجاعة غير مسبوقة، مما تسبب في إستنفاذ طاقات الإرسالية مادياً وصحّياً لمساندة المنطقة في مأساتها، التي حصدت أرواح نصف تعدادها السكاني، كما تسببت في وفاة عدد من المرسلين.
عام 1880م وصل الأسقف كومبوني للمرة الثامنة والأخيرة إلى السودان، وكان قد أعياه المرض وسوء التغذية وكثرة الترحال والحياة في ظروف معيشية قاسية. تدهورت صحّته وأصبح طريح الفراش، إلى ان رقد بعطر القداسة في 10 أكتوبر 1881م بالعاصمة السودانية الخرطوم عن عمر ناهز الخمسين بعد حياة الإنجيل المعاش الحافلة بصلبان المتاعب والأخطار التي تحمّلها القديس دانيال كومبوني حُبّاً بالله والقريب.
يُذكَر أن والد الأسقف كومبوني كان قد حضر مراسم جنّاز إبنه، وهو الذي إستمر في متابعة أخبار إرساليته وخطاباته بعد وفاة الأم. ليشهد حفل إنتصاره و إنتقاله للسماء ، وبينما هَمّ الناس بتعزيته كأب مجروح لوفاة إبنه ، فاجأهم جميعاً بشجاعته التي غلبت مشاعر الألم قائلاً: "إني أشكر الله أنه مات في موقعه كجندي صالح".
بحسب إحصائيات عام 2008 فإن المرسلين الكومبونيان أصبح لهم 328 بيتاً، و1803 عضواً منهم 1296 كاهن على مستوى العالم.
دُفِنَ الأسقف دانيال كومبوني بالسودان بحسب رغبة السودانيين الذين أحبوه وشعروا بفضله على حياتهم، وظلّ ضريحه مُكَرَّماً فيها. إلا انه على هامش قيام الثورة المهدية بالسودان، إنتشرت أعمال عنف وتخريب طالت ضريح الأب القديس، وأحدثت تلفيات جسيمة به، لكونها ثورة سياسية قائمة على مبادئ التعصُّب الديني والعرقي المضاد لعنصرية الحكم التركي. ليصبح ضريح الباحث عن حقوق الإنسان الإفريقي ضحية لتطرُّف بعض الأفارقة!
تم إعلان تطويب الأسقف دانيال كومبوني عن يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 1996م، وأُعِلِن قديساً عن يده أيضاً في عام 2003م.
تعيّد له الكنيسة الجامعة يوم 10 أكتوبر.
شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.
 
قديم 18 - 10 - 2019, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 24393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاستشهاد اليومي بسكب الإيمان عوض الدم حباً في الرب
المتفرقات 4:4 للعلامة اكليمندس الإسكندري

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الشهيد بسبب حبه للرب يفارق الحياة بكل سرور...
ولذلك نحن ندعو الاستشهاد «كمالاً» ليس لأن الإنسان يصل به
إلى تكميل حياته مثل الباقين، بل لأنه به يُظهر كمال فعل المحبة....
ثم إن كان الاعتراف من أجل الله يُعتبر شهادة،
فإن كل نفس تسلك بالنقاوة وبمعرفة الله وتحفظ وصاياه فإنها تكون شاهدة بسير وبكلامها،
حتى أنها مهما كانت الطريقة التي تفارق بها جسدها
فهي تسكب إيمانها عوض الدم طوال حياتها,
وحتى إلى وقت خروجها. ولذلك قال الرب في الإنجيل :
«إن كل من ترك أبًا أو أما أو إخوة... من أجل الإنجيل ومن أجل اسمي»
يكون مغبوطًا؛ وهو بذلك لا يشير إلى الاستشهاد العادي,
بل إلى الاستشهاد بحسب المعرفة، بالسلوك حسب منهج الإنجيل من أجل محبة الرب.
 
قديم 18 - 10 - 2019, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 24394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة انطلاق إلى العالم الآخر
ستروماتا 7:7 للعلامة اكليمندس الإسكندري

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الصلاة, بتعبير أقوى, الحديث مع الله،
فحتى إن كنا نهمس بدون تحريك شفاهنا,
أو نصلِّي بصمت، فإننا من الداخل نصرخ نحوه,
لأن الله يستمع دائمًا إلى كل حديث داخلي.
حينئذ نرفع رؤوسنا ونمد أيدينا نحو السماء؛
بل ونقف على أطراف أرجلنا، صارخين بأقصى ما تبلغ إليه الصلاة،
منقادين باشتياق الروح نحو الجوهر العقلي الأسمى،
وكأننا نحاول باتصالنا باللوغوس أن ننفصل بالجسد عن الأرض،
ونجعل نفوسنا تنطلق وكأن لها أجنحة بشهوة الخيرات الفائقة،
فنقتحم الأقداس متجاهلين قيود الجسد.
فإننا نعلم أن الكامل في المعرفة يتجاوز بإرادته العالم كله،
تمامًا كما عبر اليهود قديمًا من مصر،
وبذلك يظهر بوضوح أنه صار أقرب ما يمكن من الله.
 
قديم 18 - 10 - 2019, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 24395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حاجتنا إلى المسيح
المرّبي 9:1 للعلامة اكليمندس الإسكندري

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن المرضى نحتاج إلى الشافي والمخلِّص،
نحن الضالين نحتاج إلى المرشد، نحن العميان نحتاج إلى من يضيء عيوننا،
نحن العطاش نحتاج إلى ينبوع الماء الحي، نحن الأموات نحتاج إلى من هو الحياة...
فالبشرية كلها تحتاج إلى يسوع... فلنا مثل هذا المربي الصالح الذى يقول بحق:
«لم آت لأُخدم بل لأَخدم» ويتعهد بأن يبذل نفسه فدية عن كثيرين...
فما أعظم هذا العاطي الذي يُعطينا أفضل ما عنده، أي نفسه,
وما أعظم المنفعة التي يسبغها علينا كمُحب للبشر،
حتى آثر أن يجعل نفسه أخًا للبشر بدلاً من أن يكون لهم سيدًا،
بل وتمادى في إحسانه حتى مات من أجلنا.

 
قديم 18 - 10 - 2019, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 24396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فلنصلّي إلى الله ليحمي الشرق من حروب جديدة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اغسل يا رب قلوب السلاطين المتحكمين ببلدانهم والشعوب الرازحة تحت الخوف،

يا رب، أنت سيّد السلام،
الشرق يئنّ تحت وطأة الحروب، والقتل والتهجير والحروب أسياد الموقف.
ارحم يا رب شعوب الشرق أجمعين،
أحلّ سلامك في جميع البلدان التي ما زالت حتى اليوم تلملم جراحها.
أعد المهجرين والنازحين الى بلدانهم،
أقم حكاماً يخافونك ويسيرون بمشيئتك.

يا رب،
الشرق الذي ولد يسوع فيه بحاجة الى ربيع من الحب.
اغسل يا رب قلوب السلاطين المتحكمين ببلدانهم والشعوب الرازحة تحت الخوف،
وبسلم جراحات جميع الذين فقدوا أحباء لهم في حروب الشرق التي وحدك ستضع حداً لها.


 
قديم 18 - 10 - 2019, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 24397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

والزَّرعُ يَنبُتُ ويَنمو

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انجيل القديس مرقس ظ¤ / ظ¢ظ¦ – ظ¢ظ©
“وقالَ يُشبِهُ مَلكوتُ اللهِ رجُلاً يَبذُرُ الزَّرعَ في حَقلِهِ. فيَنامُ في الليلِ ويَقومُ في النَّهارِ، والزَّرعُ يَنبُتُ ويَنمو، وهوَ لا يَعرِفُ كيفَ كانَ ذلِكَ. فالأرضُ مِنْ ذاتِها تُنبِتُ العُشبَ أوَّلاً، ثُمَّ السُّنبُلَ، ثُمَّ القَمحَ الذي يَملأُ السُنبُلَ. حتى إذا نَضجَ القَمحُ، حمَلَ الرَّجُلُ مِنجَلَهُ في الحالِ، لأنَّ الحَصادَ جاءَ”.
التأمل: ‘والزَّرعُ يَنبُتُ ويَنمو…”
لا شيء يفرح قلب الاهل أكثر من رؤيتهم أطفالهم ينمون يوما بعد يوم وسنة بعد سنة.
من منا لم يفرح ويهلل عندما نطق ولده أول كلمة ؟

ألم نخبر الاهل والاقارب والاصحاب والجيران بتلك العبارة التي خرجت من فم طفلنا؟ وربما تكون غير مفهومة، لكننا نعلم أن تلك الكلمة ستجر وراءها لغة لا بل لغات فيها الالوف من الصور والتعابير والاحاسيس..
من منا لم يفرح بأول خطوة تجرأ طفلنا وخطاها لوحده؟ ألم نقيم الدنيا ونقعدها من التصفيق له لتشجيعه على المشي لا بل الركض والقفز فيما بعد؟
ألم يثأثئ أطفالنا في البداية؟ ألم يتعثروا؟ ألم نقل لهم بعد كل “وقعة”:”تعيش وتاكل غيرها”؟ هل كنا نسخر منهم أم نشجعهم لتكرار المحاولة؟ ألم نكن نؤمن بأنهم سوف ينمون؟ ألم تضحكنا ألفاظهم الغريبة للكلمات؟
كان الملك جورج السادس يثأثئ، وقد ظهر فيلم يتحدث عن حياته، لكن المخرج لم يهتم بأنه كان يثأثئ. لكن حدث أن الممثل الذي كان يقوم بدور الملك ثأثأ.. فالثأثأة حقيقة، ولكن المخرج أخفاها لآخر لحظة، فلما فاجأ الجمهور ضحك الناس وأخفوا وجوههم في أيديهم ودموعهم أيضا..
انجيل اليوم يدعونا الى الثقة بعمل الله في الانسان والى تحمل بعضنا البعض وانتظار بعضنا رغم كل العثرات التي ترافق نمونا الروحي.
التعثر في النمو الروحي والنضج العاطفي والاجتماعي هو حقيقة، ولكن قوة النعمة في تجديد الانسان روحيا وعاطفيا هي حقيقة أيضا.
لذلك يوجد في الكنيسة سر التوبة لفتح المجال أمام نعمة الله كي تجدد الانسان المتعثر، ليخرج من عثراته ناضجا كالذهب الذي يخرج من النار.
 
قديم 18 - 10 - 2019, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 24398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نُور المعرفة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد أَطلع العيدُ من جديد نُور المعرفة. فلَيْلَتُنا ضوءٌ كلها، ارتقاء إلى أعماق الله. وُلد المخلّص في صميم مأساة الدنيا، في برد وعراء وإجحاف. وأثار مولده حسد هيرودس، وبلغ الحقدُ عليه مبلغ الصلب. الأيقونة التقليدية للميلاد تجعل الطفل في المذود مقمّطًا وكأنّه في كفن، وكأنه رُمي في المذود على الألم والموت إذ احتمل عليه كل ألم وموت.
لا يبغي صاحب العيد أن نغضّ الطرف عن الراهن حولنا، عن تمزُّق الناس. المسيح أبدًا وليدُ هذا التمزق، طريحُه إلى الأبد. الجراح معشرُه وفيها يقرأ السلام. السلام الذي أَنشدَته الملائكة يعطيه يسوع إلى العطشى إلى المرضى، الذين يزهق الباطل بحضرتهم لأنهم يُعلّون الحق ويسلكون في سبيله طريق الجراح.
تلك القلّة المخْلصة التي تتقبّل في الأرض انحناء السماء تشهد أننا رماد ونُور بآن، رماد مدعوّ أن يكون وهّاجًا، حياة تنبعث من الموت، وسيادة تنبثق من انسحاق كلّي. في الميلاد أتى الله إلينا بصورة عبد. بهذا الانسحاق، مارسَ سيادته على العالم، سطع في العالم نُورًا. لا سبيل سوى هذه المسكَنة إلى الرفعة وهذا الاتضاع إلى الكِبَر وهذا الموت إلى الحياة. نُور العالم وجماله وخلاصه من الفناء هو في أن يسكنه مُسَحاء يعكسون ضوء المسيح، يولدون كل يوم بحنان الله وغفرانه.
فالمسألة لم تبقَ تَذَكُّر يسوع في زمن الناس وكأنه مجرّد دمية تُزيَّن بها البيوت. المسألة غدت أن نكون أو لا نكون مع المسيح وفيه، أن ينجو العالم بصبغته وبالمصطبغين بموته. بهم وحدهم ينجو الكون من الظلمة والموت وينبعث في نور القيامة.
محبّو المسيح الأبكار يَرعَونه والبرّ الذي ينشده منهم أو يولّوا وجوههم، في دوام الإخلاص إلى نهوض الله فيهم ضوء عقل وشعور ومسلك والتزام.
فيما أسعى إلى الإخلاص أراك يا سيّد بهاء للعالمين ولذا أستر وجهي لأني رجل دنس الشفتين، متجذّر في العالم، غارق في نفسي أَلتهي بسحرها الكذوب. أدور فيها فأَختنق كأن رجائي يندحر. إزاء ما تعطيه يا رب أنا صفر اليدين. هلاّ قبلتَ فقري هدية؟ وُجودُك الوضيع في المذود كل غناي. ذكِّرْني بذلك إن استكبرتُ أو حاولت الامتلاك. قُلْ انك الملِك يا سيد.
إلامَ أَصيرُ في ضعفي والعالم فينا شهوةُ جسدٍ وشهوةُ عينٍ وانتفاخُ وجودٍ. هذه كلها تستعر في خفايا النفس. ميلادُك يبوح بأنك مُلقى في هذا الأتون الرهيب الذي هو القلب لتُحوّله بندى حضورِك إلى مسكن نعيم.
هذه الخطيئة الملحاح المعشّشة فينا لا تَدَعْها تعصف حتى الدوار فنلتهي بعذابنا عنك. لا تُسمّرنا على الحسرة والتندّم بل حوّلنا إلى وجهك الغفور فنكون، إذا تأمّلناه، بمنأى عن القبائح.
اللهم لا تَدَع الآثام تستعصي ولا النفوس بها تتأزّم. أَعطنا دموعًا بها نغتسل ونرتوي. مُسَّ أفواهنا بجمرة المحبة حتى تألف رحمتك وتتوب اليك بالفرح.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 19 - 10 - 2019, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 24399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Estava perdida Mergulhada em minha escuridão presa ás cadeias do pecado sentenciada a morte eterna Foi quando eu vi Eu vi brilhar Sua Luz Jesus Essa Luz dissipou toda escuridão quebrou minhas cadeias me deu novas vestes Inundou-me de Amor O mais lindo e puro amor Me adotou Me amou Me abraçou! E esse abraço é para mim como cadeias .. Mas das quais não quero me soltar jamais!" .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 19 - 10 - 2019, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 24400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,888

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد ضُيقت في ظلام دامس مرتبط بسلاسل الخطيئة المحكوم عليها بالموت الأبدي
وذلك عندما رأيت رأيت يلمع نورك يسوع أنه النور بدد كل ظلام دامس
كسرت سلاسلي أعطاني ثيابا جديدة غمرت بالحب
أجمل وأحب الحب النقي أحبني احتضنني!
وهذا عناق لي مثل السلاسل ..
لكنني لا أريد أن أتخلى عنه!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024