منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 10 - 2018, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فالابن هنا استيقظ، استفاق واسترد وعيه وعاد إليه عقله،
فبدأ يتعقل وتعود إليه الحكمة وصار يقيس الأمور بمقياس ميزان العقل المستنير، فتذكر ما هو حق وعدل ونطق بصدق (عن حاجة شديدة) قائلاً: "أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي"، لأن بدون هذه اليقظة والشعور باحتياج الأب الحقيقي تستحيل العودة والتحرك الصادق نحو الحياة المفقودة والغنى الدائم.
+ هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعُهر، لا بالخصام والحسد؛ لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح؛ البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات.
(رومية 13: 11؛ أفسس 5: 14؛ رومية 13: 14)
ومن الملاحظ هنا إدراك الابن ووعيه الكامل بالخطأ الذي ارتكبه فعلياً،
لذلك استرسل في الكلام واعترف بخطيئته أولاً بينه وبين نفسه بكل صدق، عن وعي وقناعة داخلية تامة (كأمر واقع كخطأ ارتكبه فعلياً)، ثم قرر أن يكتمل اعترافه أمام أبيه غير مدعياً شيء، بل بدون مبالغة أو تقليل مما صنعه، بل بكل صراحة وصدق قال: أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ "يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ"
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

لذلك علينا أن نعي قوة سرّ الاعتراف الحسن وفاعليته،
لأننا أن لم نعي أولاً خطايانا ونواجه أنفسنا بشجاعة ونعرف ما ارتكبناه من حماقة بكل دقة بيننا وبين أنفسنا، فكيف نأتي لله الحي ونحيا معه، وكيف ندخل في سرّ الغفران الحاضر – في كل وقت بسبب فعل عمل مسيح القيامة والحياة – أن لم يكتمل الاعتراف أمام الله أبينا الصالح، لأن بدون اعتراف أمامه كيف نحصل على الشفاء والتطهير: إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ (1يوحنا 1: 9)، لأن الإنسان الذي لا يعي مرضه لن يذهب للطبيب، وحتى لو ذهب للطبيب الماهر، فكيف يعالجه وهو لا يدرك ويعترف بأنه مريض، حتى يأتي ويتحدث مع الطبيب ويصف علته أمامه، ويتقبل منه الدواء ويتناوله عن قناعه تامة، لأنه يعلم أن هذا هو علاجه الوحيد، لأن الرب حينما كان يسير وسط الجموع وكثيرين ينادونه كان يسأل كل واحد – على حده – ماذا تُريد؟، أتُريد أن تبرأ؟
فالمرضى لأنهم يعلمون أنهم مرضى كانوا يأتون إليه من كل مكان لينالوا منه الشفاء،
وحينما يسمعون سؤاله يقولون (أُريد يا سيد) فيتم الإبراء في الحال، أما من ساروا معه بلا هدف أو عوز حقيقي، لم يستفيدوا من وجوده وسطهم شيئاً، لأنهم أرادوا أن يتمتعوا بحديثه ويفرحون بالمعرفة الخارجة من فمه المشبعة لعقولهم ولفضولهم، وظلوا كما هم على حالهم، بل وحينما تكلم عن تبعيته وحمل الصليب كثيرون تركوه ومضوا لحال سبيلهم، لأن عند التبعية ومواجهة المشاكل وبذل الحياة يظهر حقيقة ما في قلب الإنسان.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فيا إخوتي تيقنوا اننا لن نفلح ولن ننفع بدون وقوفنا أمام ابن الله الحي معترفين بكسر الوصية،
مُدركين المرض الذي أصابنا في مقتل، وجعل المجرى الإلهي مسدوداً، حتى أنه لم يصل لنفوسنا أي طعام سماوي ولا ماء حي، حتى شارفت على الجفاف والهُزال حتى الموت، طالبين شفاء منه شخصياً بصفته طبيب نفوسنا الحقيقي، لأننا بدون تدخله الشخصي فلن نُشفى من مرض الخطية الخبيث مهما ما صنعنا أو فعلنا، وعلينا أن نحذر من أن نعترف الاعتراف الكاذب، لأن المريض حينما يذهب للطبيب ويكذب في أعراض مرضه فكيف لهُ أن يُقدم له العلاج الفعال ليتم شفاءه سريعاً، أو الإنسان الذي يدَّعي المرض ويذهب للطبيب ما النفع الذي سيعود عليه من تلك الزيارة سوى الإهمال وربما الطرد خارج عيادته!
لذلك علينا أن نقف أمام طبيب نفوسنا الصالح ونحن في منتهى الصدق،
ولا نضع عذراً أو مبرراً لمرضنا القاتل لنفوسنا، لأن المريض ان انشغل ليبرر مرضه لن يُشفى ولن يجد علاج فعال، وأيضاً لا ينبغي – أبداً – أن ندَّعي أننا أخطأنا كنوع من التواضع لأنه نفاق، بل فقط حينما نجد أننا أخطأنا فعلاً نعترف أمامه بصدق دون عذر أو تبرير، ولا ندَّعي شيئاً ليس فينا، لأن هذا الاعتراف بمثابة كذبة كبيرة – على أنفسنا بالطبع – تجعلنا نخسر دخولنا إلى حضرته، لأن الإنسان المُدعي المرض لا ينتبه إليه الطبيب أو يرعاه، بل لا يهتم به إطلاقاً.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

وأيضاً لا ينبغي أن نقف أمام الرب كفلاسفة أو عقل متعطش للمعلومات،
لأن من يدخل لعيادة الطبيب ليتباحث معه ويسمع منه المعلومات عن الأمراض المتنوعة وكيفية علاجها الفعال، فأنه يخرج محملاً بالمعلومات والأفكار لكي يقدمها لغيره، أما هو فلا يستفاد شيئاً لأن هدفه الأساسي هو المعرفة، وأن يجلس مكان الأطباء لكي يُعالج الآخرين، أما نفسه فأن المرض يظل يعمل فيها للموت دون أن يدري، لأنه أنشغل بالمعرفة التي طعنت كثيرين بالأوجاع وأبطلت فيهم السعي الجاد للشفاء.
فيا إخوتي نحن نتقدَّم للمسيح الرب لنعرفه إله حي وحضور مُحيي في واقعنا العملي المعاش وعلى المستوى الشخصي،
فهو لم يدعونا للجدل والنقاش وحفظ المعلومات والدفاع ضد المخالفين، بل دعانا للحياة والشركة كأبناء، لنتذوق خبرة الأبوة فيه، وهذا هو حدث المثل الذي هو عودة الابن لأبيه، وليس عوده المفكر للفيلسوف، أو المتعلم للكتاب، لأن المسيح الرب لم يكن ولن يكون كتاب تاريخ، ولن يكون فكر ولا فلسفة ولا منطق، إنما إله حي ورب مُحيي، طبيب للنفس وقوة حياة للميت بالخطايا والذنوب لذلك مكتوب: الحق، الحق، أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون (يوحنا 5: 25)
________________
[1] وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ (يعقوب 1: 14)
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

العــــــــــــــــــودة
شرح مثل الابن الضال






(1) فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.

الابن هنا لم يجلس يفكر في الأمر ويُقلبه على كل وجه ويفتش عن كلمات وأعذار أو انحصر في مشكلته وظل يبكى ويتباكى عليها وينوح ويؤنب نفسه ويجلدها بكلمات لاذعة، بل أهمل وترك كل حياته القديمة وراء ظهره بحلوها ومرها ولم يفكر بها إطلاقاً، وتحوَّل عنها وتحرك بجدية وقام ليبدأ فعلياً في رحلة العودة إلى أبيه، لذلك فأن كل تباطؤ في التوبة والتفكير الكثير في الحال السيء الذي وصلنا إليه في أرض التغرب عن الله الحي سيثبط من عزيمة النفس ويعوقها ويعطل التحرك والقيام والحضور أمام الله الحي أبينا وسيد كل أحد، لأن أحياناً كثيرة ننشغل بالتفكير كيف فعلت هذا ولماذا، ونُدين أنفسنا ونحزن ونقول أننا غير مستحقين ولا يُمكن أن نفلح في الحياة الروحية، وكيف أن الله يقبلنا بعد أن فعلنا كل قُبح في عينيه وارتكبنا شروراً هذه مقدارها، وكل هذا نتيجة خداع الخطية والانحصار في حال السقوط، لأن مشكلة الخطية في حالة اليأس التي تضرب به النفس حتى يصير الإنسان مُعاقاً عن الحركة، وهذا يُسمى شلل روحي يجعل الإنسان يُقيد مكانه بلا حراك ويظل مشغولاً بأفكار مُدمرة لنفسيته وخانقة لروحة، حتى يُصاب باليأس الشديد مع الفشل والجمود في مكانه، ليدخل في حالة من الصراع مع أفكار نفسه المريضة، قد تصل به لحد الكآبة الشديدة، لأنه ما زال يحيا في نفس الدائرة المُميتة، مثل من يسبح في البحر وسط دوامة عظيمة ويظل يقاومها بلا طائل، حتى يتعب بشدة وتخونه عضلات جسده التي قد تصل لحد التمزق، ثم تأخذه الدوامة وتسحبه لأسفل حتى تخنقه وتقتله.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

لكن الابن هنا نجده انه تحرك من مكانه، نهض وقام ليذهب لأبيه،

وهذه حالة إيجابية صحيحة وصحية ونافعة للنفس جداً، فهو لم يقف عند حد اعترافه بالخطأ بينه وبين نفسه، بل أراد ان يضع الاعتراف بين يدي أبيه الصالح، لأن هدفه أن يعود لبيته الحقيقي تحت أي وضع أو صورة، وهذا هو الاعتراف الحسن والسليم، وهو حينما نقف بين يدي الله ونعترف أمامه – وليس أمام أنفسنا ونفكر في أفعالنا المُشينة – بغرض أن نعود للحضن الأبوي ونحيا حياة الشركة الحقيقية مع الله والقديسين في النور، لأن هذا هو هدف التوبة الحقيقي وفعلها الإيجابي.
+ عد إلي العلي وتجنب الإثم وأبغض بكل قلبك ما يبغض؛ إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ؛ أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي؛ اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ.(سيراخ 17: 26؛ 1يوحنا 1: 9؛ مزمور 32: 5؛ مزمور 51: 1 – 4)
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

وعلينا هنا أن نلاحظ شيء في منتهى الأهمية،

قد يغفل عنه الكثيرين وخاصة الشراح والمفسرين، وهو عدم خروج الأب – منذ البداية – للبحث عن ابنه، لأن هناك فرق عظيم بين حالة إنسان تائه ضال وهو من الأساس متغرِّب عن الله ولا يعرف الطريق إليه لأنه يجهله تماماً، وبين من خرج عن إرادة وإصرار ويعرف الطريق حق المعرفة، لأن من الواضح هنا أن الابن منذ البداية هو الذي خرج بإرادته بكامل إدراكه ووعيه عن قصد وإصرار، وعندما فكر في العودة كان يعرف الطريق المؤدي لبيت أبيه يعرفه بكل دقة ولم يستفسر أو يبحث عنه.
فالله – حسب طبيعة محبته الفائقة – يُفتش ويبحث عن البعيد الغريب ليُحضره لمنزله ويرفعه لمرتبة البنين،

أما من ابتعد بإرادته وتركه بكامل وعيه، فهو ينتظره بشغف ويتابع أخباره من بعيد، ولكنه لن يذهب ليأتي به ويحضره لبيته مُرغماً، لأنه كما ابتعد بإرادته لا بُدَّ من أن يعود برغبته، بكامل حرية إرادته، لأن مهما ما توسل إليه (بصفته أباً لهُ) لكي يعود لمكانته الأولى، وهو ليس في عوز وحاجة لأبيه يشعرها في نفسه، فأنه لن يعود أبداً، لكن حينما يشعر فقط أنه في حاجة شديدة إليه، ويعرف كم كان خطأه الذي ارتكبه بإرادته وحده، تاركاً بيته ومكانه الطبيعي ليتغرب في أرض بعيدة، فأنه سيعود من نفسه بعدما يندم بسبب هذا البُعد والتغرُّب، مقرراً أن لا يترك بيته ومكانه مرة أخرى، وسيجد أبيه في انتظاره بكل شوق ولهفة أبوية فائقة.
+ كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عِدُّوالنبي قائلاً. قد غضب الرب غضباً على آبائكم. فقل لهم هكذا قال رب الجنود "ارجعوا إليَّ (أولاً) يقول رب الجنود، فأرجع إليكم يقول رب الجنود". لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الأنبياء الأولون قائلين: هكذا قال رب الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن أعمالكم الشريرة، فلم يسمعوا ولم يصغوا إليَّ يقول رب الجنود. (زكريا 1: 1 – 4)
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

ونلاحظ هنا أن كل تفكير الابن يتجه في أنه يقترب من أبيه،

ويقف على بابه قارعاً، صارخاً بتوسل اعترافه أمامه مباشرة، لكي يُعيده ويدخله البيت كأجير، وهذا هو حال من يخجل من نفسه ومن خطيئته، وقلبه مكسور من أفعال قبيحة ارتكبها بحماقة، مع أنه لم يكن يظن أبداً أن أبيه ينتظره بشغف أبوته، وبالتالي لا يتوقع ترحيبه الشديد ليصل لحد الاحتفال بعودته، وهذا واضح من كلماته التي عزم أن ينطق بها أمام أبيه، لكن ما حدث واقعياً كان مُذهلاً:
+ وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً، رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ، وَرَكَضَ، وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.

فالابن الخاطئ الذي شرد وترك بيت أبيه بإرادته عن قصد وبكامل وعيه، وبحريته التي لم يتدخل فيها أبيه ولم يمنعه قسراً أو يعوق مسيرته، وهو ما زال بعيداً لم يقترب بعد، رآه أبوه، لأنه يعرف ملامحه منتظراً عودته بشغف أبوي شديد (أرجعوا إليَّ فأرجع إليكم)، فأنَّتْ عليه أحشاء ابوته الحانية فركض بفرح محبة الأبوة الصادقة ليحتضنه بقوة ويضمه لصدره ويقبله، ولو ان الابن نفسه كان يتوقع عقوبة وربما رفض، لكن يا لعظمة ما وجده: "قُبلة"، وهذا هو العجب؛ لأننا كلنا حينما نحاول أن نقترب من الله الحي بخوف وخجل شديد، فأن الظنون تأكلنا ونعتقد أنه سيعاقبنا على خطايانا ويجلدنا وينهال علينا بكمات قاسية وتأديبات مُرعبة تتساوى مع خطايانا لكي ندفع ثمن ما ارتكبناه من معصية، فنخاف خوفاً عظيماً من أن نقترب منه، لكن حينما نجازف ونقول الوقوع في يد الرب خير من هذا العذاب في الشرّ وحياة الفساد والهبوط للتراب وضياع كرامة النفس، ونقترب منه بثقة الإيمان الحي ونرتمي بين يديه، نُفاجئ بحالة السلام التي تحل في قلبنا وشعور خفي مفرح يتخلل ظلمة تفكيرنا الخاطئ المحصور في العقوبة، لأن هذه هي معاملات ابوة الله الحانية: "فتحنن – ووقع على عنقه وقبله"
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

لأن أي طبيب هذا الذي يأتيه مريض فيُعنفه ويُعيره بمرضه أو يبكته بشدة ويوبخه عليه،

أو أي أب هذا الذي يجد ابنه مُصاباً بجروح خطيرة، وينزف ونفسه مكسورة، ثم يبكته أو يعاقبه، لأن الطبيب يُعالج المريض، والأب بإشفاق المحبة الخالصة يمد يده ليضمد جراح ابنه الأغلى عنده من نفسه، لأننا رأينا محبة الله الفائقة معلنه لنا في ملء الزمان لأنه مكتوب: لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؛ وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. (يوحنا 3: 16؛ رومية 5: 8)
فمن جهة التدبير الإلهي،

الرب لم ينتظر توبتنا أولاً ليُخلي نفسه ويأخذ صورة العبد ويتقدم للصلب ليموت من أجل خطايانا ويقوم لأجل تبريرنا، بل ونحن ما نزال خُطاة تحت نير الشهوات وأوجاعها الجارحة للنفس والمُدمرة لكل ملكاتها الروحية، أي ونحن ماكثين في ظلمة الإثم الثقيل تحت سلطان الموت محفوظين للهلاك، مات المسيح لأجلنا وقام وصعد بجسم بشريتنا ليفتح لنا الطريق لحضن الآب، لأن المسيح الرب لم يأتي ليُدين أحد بل ليُخلِّص العالم (يوحنا 12: 47)، لذلك قيل في المثل "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً".
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فانتبه أيها القارئ العزيز لتعبيرات الرب الدقيقة في هذا المثل الذي هو بمثابة الرجاء الحي لكل من أخطأ عن قصد وأراد أن يتوب بالصدق والحق،

فهنا إعلان إلهي فائق عن محبة الله (الأبوية) المتسعة التي تفوق كل مداركنا ومعرفتنا، لأن غفرانه ليس غائب ولا ينتظر أن نعمل شيئاً أولاً لنستحق عليه غفرانه ومسامحته – لأن الابن لم يفعل شيئاً سوى أنه عاد إليه – بل هو نفسه يتعامل معنا كأبٍ حقيقي يتعامل مع الساقطين والمرضى بالخطايا والذنوب، يُقدِّم ذاته ويبذلها لأجلنا فعلياً لكي يضمد جروحنا، ويُقدِّم لنا ترياق الخلود – زارعاً حياته الخاصة فينا – ليطرد منا الموت والفساد ويعطينا باسمه حياة أبدية ثابتة لا تزول، وهو يتحنن علينا نحن الأطفال الصغار مهما ما تعثرت خطواتنا، ويتعامل معنا مهما ما كنا طائشين، لأن طالما اشتقنا إليه واقتربنا منه، وطلبناه بإصرار وبساطة قلب عن حاجة شديدة إليه، فهو يمد يد المعونة إلينا، وأن أمسكناها فمن هو هذا الذي يستطيع أن يعوق قبوله لنا، أو يخطفنا منه، أو يحرمنا شركته!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يصوِّر مثل الابن الضال مشاعر الله الذي يريد أن يردَّ الضال
هذا اللطف نراه في معاملة الأب مع الابن الضال، وأخيه الضال الأكبر
الصوم الكبير† انجيل الابن الضال بصوت معزى الانبا رافائيل † احد الابن الضال
من هو الابن الضال في قصة الابن الضال ؟ الاصغر ام الاكبر ولماذا ( دعوة عامة للحوار)
فرحة التوبة - الابن الضال (الابن الشاطر أو الابن المحب)


الساعة الآن 08:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024