منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 11 - 2018, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

12. بعد ذلك أيضاً سار فرأى فى هذه المرة ما لم يكن خيالياً، بل ذهباً حقيقياً مبعثرا فى الطريق. وتبين للشرير أن أنطونيوس لم يكن يبالي بالمال يقينا، فقد تعجب أنطونيوس من عظم الكمية، ولكنه جاز مقابلة كأنه سائر فوق نار. ولم يلتفت يمنة أو يسرة، بل أسرع راكضاً لكي لا يعود يبصر المكان. وإذ ازداد ثباتا فى عزمه أكثر فأكثر أسرع إلى الجبل.
وعندما وجد حصناً مهجوراً منذ مدة طويلة لدرجة أنه كان ممتلئا بالزحافات، وكان على ضفة النهر المقابلة، عبر النهر إليه وسكن هناك أما الزحافات فقد غادرت المكان فى الحال كأنما قد طاردها شخص ما. على أنه بنى المدخل وأكمله واختزن أرغفة لمدة ستة أشهر، وهذه عادة أهل طيبة وكثيرا ما حفظوا الأرغفة سنة كاملة، وإذ وجد مياهاً داخلة نزل كأنه ذاهب إلى مزار، وسكن فيه بمفرده، دون أن يخرج منه قطعا أو يتطلع إلي أي شخص جاء اليه، وهكذا قضى وقتا طويلا فى تدريب نفسه، وكان يتقبل الأرغفة التي تدلى إليه من فوق مرتين فى السنة.
13. على أن معارفه الذين أتوا إليه، كان لا يأذن لهم بالدخول ولذلك كثيرا ما كانوا يقضون أياما وليالي خارجاً، ويسمعون صوتا كجلبة وضوضاء جماهير فى الداخل، يطنون ويبعثون أصواتا أسيفة صارخين: "غادر مكاننا. أنى لك أن تأتى حتى إلى البرية ؟ انك لا تستطيع أن تقوى على هجومنا، وفى بداية الأمر ظن هؤلاء الذين من خارج أن هناك أشخاصا يحاربونه وأنهم دخلوا بسلم، ولكنهم لما انحنوا إلى أسفل ونظروا من ثقب ولم يروا أحدا، خافوا وحسبوهم شياطين، فنادوا أنطونيوس، وللحال سمعهم ولم يخطر بباله أنهم الشياطين وإذ أتى إلى الباب رجاهم أن ينصرفوا ولا يخافوا قائلا: "لأن الشياطين توجه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، إذا فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب[26] وانصرفوا بشجاعة ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم".
وهكذا انصرفوا متحصنين بعلامة الصليب. أما هو فلبث دون أن تمسه الأرواح الشريرة بأي أذى، كما أنه لم يتعبه النضال المستمر، إذ أتت لمعونته رؤى من الأعالي. أما ضعف العدو فقد أراحه من تعب كثير وسلحه بغيرة أشد، لأن معارفه طالما أتوا إليه متوقعين أن يجدوه ميتا، فكانوا يسمعونه مترنماً "يقوم الله ويتبدد أعدائه ويهرب مبغضوه من أمام وجه، كما يذرى الدخان تزريهم، كما يذوب الشمع قدام الله"[27]. وأيضا "كل الأمم أحاطوا بي، باسم الرب أبيدهم"[28].
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

14. وهكذا ظل زهاء عشرين عاما يدرب نفسه فى الوحدة، لا يخرج قط، ويندر أن يراه أحد، بعد هذا لما كثر الذين أرادوا برغبة حارة أن يقلدوا نسكه، ولما أتى معارفه وبدءوا يقتحمون الباب، خرج إليهم متعمقاً فى الأسرار وممتلئاً بروح الله. ولأول مرة رؤى خارج الحصن من أولئك الذين أتوا لرؤيته، وعندئذ تعجبوا من المنظر عندما رآه، لأنه كان له نفس هيئة جسمه السابقة، فلم يكن بدينا كرجل بدون تمرين، ولا نحيفاً هزيل الجسم بسبب الصوم والصراع مع الشياطين، بل كان كما عهدوه قبل اعتزاله.
ثم أن نفسه أيضا كانت بلا لوم، فلم تكن منقبضة من أي حزن، ولا مطلقة العنان فى الملذات العالمية، ولم يستولي عليها الضحك أو الكآبة، لأنه لم يفزع لما رأى الجماهير المزدحمة، ولم تأخذه نشوة السرور والاغتباط لما حياه أشخاص كثيرون كهؤلاء، بل كان رابط الجأش كشخص يحكم عقله، كما كان فى حالة طبيعية، وبه شفى الرب أسقام الكثيرين الجسدية ممن كانوا حاضرين، وطهر آخرين من الأرواح الشريرة.
وأعطيت نعمة لأنطونيوس فى الكلام، حتى أنه عزى الكثيرين من الحزانى، ووحد بين المتخالفين، حاثا الجميع على تفضيل محبة المسيح عن كل ما فى العالم، وإذ كان يحثهم وينصحهم على أن يذكروا الخيرات العتيدة ورحمة الله من نحونا. "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين"[29]. أقنع الكثيرين لاعتناق حياة الوحدة، وهكذا حدث أخيراً أن أقيمت الصوامع حتى فى الجبال، وعمرت البرية بالرهبان الذين خرجوا عن شعبهم وسجلوا أنفسهم ضمن سكان السماء.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

15. ولكنه لما اضطر إلى عبور ترعة أرسينا[30] ـ وكان الداعي إلى هذا افتقاد الاخوة ـ كانت الترعة مليئة بالتماسيح، وبمجرد الصلاة دخلها هو وكل من معه، وجازوا فى أمان.
وإذ عاد إلى صومعته عاد إلى نفس رياضاته النبيلة الباسلة وبأحاديثه المستمرة ألهب الغيرة فى الذين كانوا رهبانا فعلا، وبعث فى نفوس أغلب الباقين حب النسك، وسرعان ما تكاثرت الصوامع بجاذبية كلماته، وأرشدهم جميعاً كأب.
16. وفى أحد الأيام إذ خرج، لأن جميع الرهبان اجتمعوا إليه وطلبوا أن يسمعوا كلماته، وخاطبهم باللغة المصرية قائلاً: "إن الأسفار المقدسة كافية للتعليم[31] ولكنه جميل تشجيع الواحد الآخر فى الإيمان وإنهاضه بالكلام لذلك أطلب كبنين أن تحملوا ما تعرفونه إلى أبيكم، وأنا كأخيكم الأكبر أشارككم معرفتي وما علمني إياه الاختبار، ليكن الهدف العام للجميع بصفة خاصة أن لا تتراجعوا بعد أن بدأتم، أو تخور عزائمكم فى الضيق. ولا تقولوا قد عشنا طويلا فى النسك بل بالحرى لنزدد غيرة كأننا كل يوم مبتدئين، لأن كل حياة الإنسان قصيرة جداً إذا قيست بالدهور القادمة، ثم أن كل زماننا ليس شيئا إن قيس بالحياة الأبدية. وفى العالم كل شيء يباع بثمنه، والإنسان يبادل السلعة بنظيرها، أما وعد الحياة الأبدية فيشترى بأمر زهيد جدا لأنه مكتوب "أيام حياتنا فيها سبعون سنة وان كانت مع القوة فثمانون سنة وما زاد على هذه فهو عناء وحزن"[32] لذلك فحينما نعيش ثمانين سنة كاملة أو حتى مائة فى النسك فإننا لا نملك[33] مائة فقط بل نملك إلى الأبد بدلا من مائة سنة. ورغم أننا جاهدنا على الأرض فإننا لا ننال ميراثنا على الأرض بل ننال المواعيد فى السماء. وإذا ما خلعنا الجسد الفاسد نسترده غير فاسد.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

17. لذلك يا أبنائى يجب أن لا نكل، أو نحسب الزمن طويلا، أو أننا نعمل أمرا عظيماً، "لأن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا"[34]. كذلك يجب أن لا نظن ونحن ننظر إلي العالم أننا قد تركنا شيئا ذا أهمية كبيرة، لأن كل الأرض تافهة جدا إذا قيست بكل السماء. وحتى لو كنا أسيادا على كل الأرض وتركناها كلها فإنها لا تقاس بالمرة بملكوت السماء. لأنه كما أن الإنسان إن احتقر درهماً من النحاس لكي يربح مائة درهم من ذهب. هكذا لو كان سيداً لكل الأرض وتركها فان ما يتركه زهيد وينال مائة ضعف. إن كانت كل الأرض لا توازى السماوات فى قيمتها فإن من يترك أفدنة قليلة كأنه لم يترك شيئا. وحتى إن كان قد ترك بيتاً أو ذهباً وفيراً وجب ألا يفتخر أو يكتئب.
والأكثر من هذا يجب أن ندرك بأننا حتى أن لم نتركها من أجل الفضيلة فإننا فيما بعد حينما نموت سوف نتركها وراءنا ـ فى غالب الأحيان ـ لمن لا نحب كما يقول الجامعة[35]. إذاً فلماذا لا نتركها من أجل الفضيلة لكي نرث ملكوتا ؟
لهذا يجب أن لا تتملك على واحد رغبة الامتلاك، لأنه أي ربح نجنيه من الحصول على تلك الأشياء التي لا نستطيع أخذها معنا ؟ ولماذا لا نحصل بالحرى على تلك التي نستطيع أخذها معنا. الحكمة، والتعقل، والعدل، والاعتدال، والشجاعة، والفهم، والمحبة، والرحمة على الفقراء، والإيمان بالمسيح، والتحرر من الغضب، وكرم الضيافة ؟ إن امتلكنا هذه وجدناها من تلقاء ذاتها تعد لنا ترحيبا هناك فى أرض الودعاء.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

18. وهكذا على المرء أن يقنع نفسه من أمثال هذه الأمور بأن لا يستخف بها[36] سيما إذا عرف أنه هو نفسه خادم الرب، ويجب أن يخدم سيده. وكما أن الخادم لا يتجاسر على القول : لن أعمل عملا اليوم لأنني عملت بالأمس، ولن أعمل عملاً فى المستقبل نظراً لما عملته فى الماضى، ولكنه كما هو مكتوب يظهر كل يوم نفس الاستعداد لإرضاء سيده وتجنب الخطر، هكذا يجب علينا كل يوم أن نلبث ثابتين فى نسكنا، عالمين بأننا إن تغافلنا يوما واحدا لا يغفر لنا الرب من أجل الماضي، بل يغضب علينا من أجل تغافلنا، كما سمعنا أيضا فى حزقيال[37]. وكما أضاع يهوذا تعبه السابق بسبب ليلة واحدة.
19. لذلك يا أبنائي وجب أن نتمسك بنسكنا وأن لا نتغافل. لأن الله عامل معنا فيه، كما هو مكتوب "كل الذين يختارون الخير يعمل الله معهم للخير"[38]. ولكن لكي نتجنب حالة التراخي والإهمال يحسن بنا أن نتذكر كلمة الرسول "أموت كل يوم"[39]. لأننا نحن أيضا إن كنا نعيش كأننا نمات كل يوم فإننا لا نخطئي. ومعنى هذا أننا عندما نستيقظ كل يوم يجب أن نذكر بأننا قد لا نبقى حتى المساء، وأيضاً عندما نعتزم الرقاد يجب أن نذكر بأننا قد لا نقوم. لأن حياتنا غير مؤكدة بطبيعة الحال، والعناية الإلهية تهبها لنا كل يوم. إن رتبنا حياتنا اليومية على هذا المنوال فلن نسقط فى الخطية، أو نشتهي أي شئ، أو نحقد على أحد، أو نكدس أي كنز على الأرض، بل ـ كأننا نتوقع الموت كل يوم ـ نكون بلا ثروة، ونغفر كل شئ لكل الناس، ولن تكون لنا على الإطلاق شهوة للنساء، أو لأية لذة قذرة أخرى. بل نتحول عنها كأنها قد عبرت وولت، ونجاهد دواماً متطلعين بصفة مستمرة إلى يوم الدينونة، لأن الخوف من العذاب يخلينا من الشهوات ويدعم النفس أن كانت على وشك السقوط.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

20. وإذ قد بدأنا السير فى طريق الفضيلة فعلاً، وسرنا فيه، وجب أن نزداد جهاداً للحصول على تلك الأمور التي أمامنا، ويجب أن لا يلتفت أي امرئ إلى الأمور التي خلفه كامرأة لوط، سيما وقد قال الرب "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله"[40] وهذا الالتفات إلى الوراء ليس إلا الشعور بالندم والتفكير فى العالم مرة أخرى. لكى لا تخافوا من أن تسمعوا عن الفضيلة، ولا يدهشكم اسمها، فهي ليست بعيدة عنا ولا هي خارجة عنا، بل هي فى داخلنا. وهى ميسورة لو أننا أردنا. لكي يحصل اليونانيون على المعرفة فانهم يعيشون فى الخارج ويعبرون البحار، أما نحن فلا داعي لكي نرتحل عن أوطاننا من أجل ملكوت السماء، أو نعبر البحار من أجل الفضيلة. لأن الرب سبق أن قال "ملكوت الله داخلكم"[41].
وطالما كانت الفضيلة فينا وتنشأ منا. لذلك فإنها لا تتطلب منا سوى الإرادة لأنه إذا أدت النفس وظيفتها الروحية فى حالة طبيعية نشأت الفضيلة. وهى تكون فى حالة طبيعية إذا لبثت كما أتت إلى الوجود، وحينما أتت إلى الوجود كانت جميلة ومتزايدة فى النبل. لأجل هذا قال يشوع بن نون للشعب فى نصحه "اجعلوا قلوبكم مستقيمة نحو الرب إله إسرائيل"[42] وقال يوحنا "اجعلوا سبلكم مستقيمة"[43]. لأن تقويم النفس يتضمن جعل ناحيتها الروحية فى حالتها الطبيعية كما خلقت. ولكنها من الناحية الأخرى إن انحرفت وتباعدت عن حالتها الطبيعية فهذا ما يدعى رذيلة النفس.
وهكذا ترى أن المسألة ليست عسيرة فأننا إن لبثنا كما خلقنا صرنا فى حالة الفضيلة. أما إذا فكرنا فى الأمور السالفة حسبنا أشراراً. ولذلك لو كان هذا الأمر لابد من الحصول عليه من الخارج لكان عسيراً حقاً. أما إذا كان فينا فلنحفظ أنفسنا من الأفكار الدنسة. وكما أننا قبلنا النفس وديعة فلنحفظها للرب لكي يدرك أن عمله هو بعينه كما خلقه.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

21.ولنجاهد لكي لا يمتلك علينا الغضب. أو تغلبنا الشهوة. لأنه مكتوب "إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله . ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيه والخطية إذا كملت تنتج موتا"[44]
وإذ نعيش هكذا فلنأخذ كل حذرنا ، وكما هو مكتوب " لنحفظ قلوبنا بكل حرص[45]"، لأن لنا أعداء مروعين في غاية الدهاء ـ الأرواح الشريرة ـ ومصارعتنا معها كما قال الرسول "ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاه العالم علي هذه الظلمة مع أجناد الشر الروحية في السماوات"[46]. وما أكثر عددها في الهواء المحيط بنا [47]وهي ليست بعيدة عنا. ويمكن ذكر الكثيرعن طبيعتها والفوارق التي بينها. علي أن وصفاً كهذا يترك لغيرنا ممن هم أقدر منا. أما في هذا الوقت فمن المحتم والضروري لنا أن نعرف فقط حيلها ضدنا.
22. لذلك يجب أولاً أن نعرف هذا. أن الشياطين لم تخلق بالحالة التي نعنيها عندما ندعوها بذلك الاسم. لأن الله لم يخلق شيئاً شريراً. بل حتى هي خلقت صالحة. ولكنها إذ سقطت من الحكمة السماوية فإنها منذ ذلك الوقت تعبث في الأرض فساداً. فهي أضلت اليونانيين (الأمم) بحبائلها المختلفة. ثم أنها بسبب حسدها لنا نحن المسيحيين تحرك كل الأشياء بحسب أهوائها. تصدنا عن دخول السماوات، لكي لا نصعد إلى المكان الذي منه سقطت. وهكذا تدعو الحاجة إلى كثرة الصلاة والنسك، حتى إذا ما حصل المرء ـ بالروح القدس ـ علي موهبة تمييز الأرواح كانت له القدرة علي معرفة مميزاتها ليدرك أيها أقل شراً وأيها أكثر، وما هي طبيعة جهاد كل منها… وكيف يمكن دحر وطرح الفاسد منها خارجا. لأن خبثها وحيلها كثيرة. ولقد عرف الرسول المغبوط وأتباعه أمثال هذه الأمور حينما قال "لأننا لا نجهل حيله" [48]. أما نحن فمما قاسيناه علي أيديها من التجارب وجب أن نصلح من شأن بعضنا البعض. لهذا فإنني أتحدث كما إلى نبي عن أمور لديَّ البرهان عليها باختبارات عملية .
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

23. ولذلك إن رأت الشياطين كل المسيحيين، سيما الرهبان. مجدين بابتهاج، ومتقدمين، فإنها أولاً تهجم بالتجربة. وتضع الصعاب، أي الأفكار الشريرة، لعرقلة طريقنا. ولكن لا مبرر لنا للخوف من أغراءاتها، لأن هجومها يرتد خائبا في الحال بالصلاة والصوم والإيمان بالرب.
وحتى أن ارتد خائبا فإنها لا تسكت، بل ترجع ثانية بمكر وخبث ودهاء. فهي إن عجزت عن خداع القلب باللذات الدنسة صراحة اقتربت في صور مختفية مختلفة، ومن ثم حاولت أن تبعث الرعب والفزع، مغيرة أشكالها، ومتخذة صور النساء. والوحوش البرية، والزحافات، والأجساد الضخمة، وفرق الجنود. ولكن حتى إذا ظهرت بهذه المظاهر لكم فإنكم يجب أن لا تخافوا مظاهرها الخداعة، لأنها ليست شيئا، ولا بد أن تختفي في الحال، سيما إن كان المرء قد سبق فحصن نفسه بالإيمان وعلامة الصليب[49]. ومع ذلك فهي وقحة ولا تستحي قط، لأنها إن غلبت علي أمرها هكذا هجمت بكيفية أخري، وادعت التنبؤ بالمستقبل. وأظهرت نفسها بأنها طويلة جداً بحيث تصل إلي السقف. وعريضة جداً وذلك لكي تخدع خلسة بهذه المظاهر من لم ينخدع بحجمها وإن وجدت بهذا أيضا أن النفس محصنة بالإيمان وبثبات العزيمة أحضرت زعيمها لمساعدتها.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

24. ثم قال أنها كثيراً ما ظهرت كما كشف الرب إبليس لأيوب قائلاً "عيناه كهدب الصبح. من فمه تخرج مصابيح مشتعلة، شرار نار يتطاير منه. من منخريه يخرج دخان آتون متأجج مع جمر نار. نفسه يشعل جمراً. ولهيب يخرج من فمه"[50]. وعندما يظهر رئيس الشياطين علي هذا المثال. فإن المحتال الكثير الدهاء ينفث الرعب بالتكلم بعظائم، كما استذنبه الرب قائلاً لأيوب "يحسب الحديد كالتبن والنحاس كالخشب النخر، يحسب البحر كقدر عطارة، وعمق الهاوية كأسير، والهاوية كطريق مغطي"[51]. وكما قال علي لسان النبي "قال العدو أتبع أدرك"[52]. وبلسان آخر أيضا "أقبض علي كل الأرض في يدي كعش وأجمعها كما يجمع بيض مهجور"[53].
وهكذا نري بالإيجاز افتخارها وادعاءاتها لعلها تخدع الأتقياء. ومع ذلك يجب علينا نحن المؤمنين أن لا نخاف مظاهره، أو نأبه بكلماته. لأنه كذاب، ولا يتكلم كلمة واحدة صادقة علي الإطلاق. ورغم تعظمه في تبجحه بكلمات هذه كثرتها، فلا شك في أن المخلص قد اصطاده بشص كتنين[54]. وأوثقت خياشيمه بخزامه كهارب. وثقبت شفتاه بمثقب [55]. لقد أوثقه الرب كعصفور لكي نهزأ به. وقد وضعت معه الشياطين رفقاؤه كحيات وعقارب نطأها نحن المسيحيين تحت الأقدام. والدليل علي هذا أننا نعيش الآن بالرغم منه. لأن ذلك الذي هدد بأن يجفف البحر، ويقبض علي العالم، هوذا الآن لا يستطيع أن يثبت أمام نسكنا، ولا أمامي إذا أتكلم ضده. إذا فلا نأبه بكلماته لأنه كذاب. ولا نخش رؤياه. إنها في حد ذاتها مخادعة. لأن ما يظهر فيها ليس نوراً حقيقياً. بل هي بالأحرى مقدمة وعينه للنار المعدة للشياطين التي تحاول إزعاج البشر بتلك اللهب التي سوف تحترق فيها. لا شك في أنها تظهر، ولكنها في لحظة تختفي ثانية، دون أن تؤذي أحدا من المؤمنين ، بل تحمل معها شبه تلك النار التي سوف تنالها هي نفسها. لأجل هذه الأسباب لا يليق بنا أن نخشاها. فكل محاولاتها فاشلة بنعمة المسيح
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 11 - 2018, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

25. ثم هي أيضا مخادعة، وهي مستعدة لتغيير نفسها في كل الأشكال، واتخاذ كل المظاهر. وهي أيضاً ـ دون أن تظهرـ كثيراً ما قلدت نغمات القيثارة والصوت، ورددت كلمات الكتاب المقدس. وفي بعض الأحيان أيضاً عندما نقرأ تردد في الحال مرارا كثيرة ما قرئ كأنه صدي الصوت. وهي توقظنا من نومنا للصلاة. وتفعل هذا بصفة مستمرة، بحيث لا تدعنا ننام علي الإطلاق.
وفي وقت آخر تتخذ شكل الرهبان. وتتظاهر بكلام القديسين، لعلها بأشباههم تخدع فرائسها وتجرها حيث أرادت. ولكن يجب أن لا يؤبه لها. حتى إذا أيقظتنا للصلاة، وحتى إذا أوعزت إلينا أن لا نأكل علي الإطلاق، أو وبختنا وأخجلتنا من أجل تلك الأمور التي أباحتها لنا في الماضي، لأنها لا تفعل هذا من أجل التقوى والحق، بل لكي تحمل البسطاء علي اليأس، ولكي تقول أن النسك لا فائدة منه. وتجعل الناس يكرهون حياة الوحدة كأمر شاق وحمل ثقيل، وتعطل أولئك الذين يسلكون فيها بالرغم منها.
26. لهذا أعلن النبي المرسل من الله بأنها تعسة قائلاً: "ويل لمن يسقي صاحبة هلاكا طينيا"[56]. لأن مثل هذه التصرفات والحيل تدمر الطريق المؤدي إلى الفضيلة.
والرب نفسه، حتى مع تَكَلمُ الشياطين بالحق، لأنها بحق قالت "أنت ابن الله"[57]. كمم أفواهها، ولم يدعها تتكلم، لئلا تزرع شرها مع الحق، ولكي يعودنا علي أن لا نبالي بها علي الإطلاق، حتى إذا بدا أنها تتكلم بالحق، لأنه لا يليق بنا، بعد الحصول علي الأسفار المقدسة والحرية من المخلص، أن تتعلم من إبليس الذي لم يحفظ رتبته، بل انتقل من فكر إلى آخر. ولذلك، فمع استعماله لغة الكتاب المقدس، منعه الرب قائلاً: "وللشرير قال الله مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي علي فمك"[58]. لأن الشياطين تفعل كل شئ، فهي تهذر وتربك، وتتنكر، وتحيرـ ذلك لتخدع البسطاء ـ وهي تطن وتضحك بجنون، وتصفر. وإذا لم يلتفت إليها تبكي في الحال وتنوح كأنها قد غلبت.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هدف أثناسيوس الرسولي من تصوير حياة معلمه الأنبا أنطونيوس
الروح القدس[1] للقديس أثناسيوس الرسولي
حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
غاية التجسُّد للقديس أثناسيوس الرسولي
حياة القداسة - للقديس الأنبا انطونيوس الكبير


الساعة الآن 11:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024