منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 10 - 2018, 02:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

عودة الابن وقبلة المحبة الأبوية

سرّ السقوط واليقظة ورحلة العودة (لوقا 15)

إذ صــرت عزيزاً في عيني مُكرماً وأنا قد احببتك
محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة
(أشعياء 34: 4؛ إرميا 31: 3)
عودة الابن وقبلة المحبة الأبوية
سرّ السقوط واليقظة ورحلة العودة (لوقا 15)
شرح مثل الابن الضال
شرح مثل الابن الضال
(1) تمهيــــــــــد
الإنجيل – في واقعه الاختباري – يخص حياتنا على نحو شخصي،
فكل ما فيه من مواقف وأمثال تكلم بها شخص ربنا يسوع هي لنا نحن (بالدرجة الأولى) الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، فكل من لا يدخل لسرّ الإنجيل ليصير محور حياته الخاصة والنبع الصافي الذي يرتوي منه، فأنه يظل فقيراً معوزاً معزولاً في عالمه الخاص مبتعداً بعيداً عن الله، يعاني من الجوع والعطش والعُري، يعوزه مجد الله الحي ليكسي عورته، فبدون الإنجيل – بشارة الحياة الجديدة في المسيح – ليس لنا رجاء، إذ نتعرى من النعمة ونموت في خطايانا يومياً، ويصير قبنا صلداً كقطعة حديد أعتلاها الصدأ، ولن تدخل حياة الله فينا، لأن كل إنسان لا يأكل ولا يشرب فأنه – طبيعياً وبالضرورة – يبدأ يدخل في حالة من الضعف والوهن فلا يقوى جسده على مقاومة أبسط الأمراض، إذ تدخل إليه بسهولة وتقتحم كل أعضاءه وتعمل فيه للموت، لذلك مكتوب: أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة، تعالوا اشتروا وكلوا، هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمراً ولبناً (إشعياء 55: 1)
فانتبهوا أرجوكم لإنجيل الخلاص وشفاء النفس،
لأن فيه كنز عظيم مخفي عن نظر العقل والفكر الإنساني الطبيعي التي تُحيط به الظلمة من كل جانب، فهو يحتاج استنارة بنور المسيح الذي يُعلي النفس ويُنير العينين، يمنح الشفاء والحياة والبركة، الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم (سيراخ 34: 20؛ أمثال 2: 6)، لأن التفكير الدماغي الإنساني المنحصر في الفلسفة وشهوة المعرفة الإنسانية لإشباع الفكر، لا يستطيع من ذاته أن يرتقي لما هو أعلى منه، لأن العالم السماوي يحتاج عقل مملوء بالنور الإلهي ليستطيع أن ينفتح وينظر الله بلا عائق أو مانع، لأنه من المستحيل أن يُعاين أحد النور السماوي إلا بالنور السماوي ذاته، لذلك الرب بنفسه فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب[1]، ونفس ذات الانفتاح عينه، هو من يُعطيه بنفسه لكل من يسأل ويطلب ليرتقي ويرتفع للعلو الروحاني الذي لله الحي.
رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

لذلك قبل أن نخوض في الشرح والتفسير للبنيان،
علينا أن نرفع قلبنا معاً لكي نطلب تلك الاستنارة بالروح القدس حتى نستطيع أن نتعلَّم، أي نتشكل ونتغير، لكي نحيا ونسلك وفق إنجيل شخص المسيح يسوع، الذي ليس لنا بدونه حياة حقيقية، لأننا أن لم نحصل على حياته فينا فلن تنفعنا معرفتنا مهما ما بلغنا من وعي وحصلنا على دراسات عميقه متخصصه، لأن شخص ربنا يسوع لم يأتي في ملء الزمان لكي يجعل الناس عُلماء، أو حاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه في الإنجيل أو اللاهوت، ويدرسوا حياته الشخصية في الجسد ليحصلوا على شهادات فخرية ويصيروا مدرسين ويفتتحوا جامعات ومعاهد روحية ولاهوتية، أو يصيروا خُدام يقفون على منابر الوعظ ليصيروا أساتذة لهم كرامة المعلمين الذين ينالون مدحاً من الناس، بل أتى في ملء الزمان بتواضع ووداعة لا ليُخدم من أحد[2]، بل ليخدم خدمة الخلاص لكي يُخلِّص ما قد هلك[3]، ليُعطي حياة أبدية لمن يؤمن به[4] ويطلبه بكل قلبه[5].
وفي هذا الموضوع الذي يخص حياتنا بالدرجة الأولى،
أُريد أن نسير معاً، بخطوات هادئة ثابتة، بصورة عميقة واقعية – من جهة الخبرة – في رحلة الابن الذي ترك بيته بإرادته، وعن سبق إصرار سعى أن يخرج من بيت أبيه، فتغرَّب وصار نزيلاً في كورة بعيدة، ثم رَجع إلى مكانته الأولى بعد أن ذاق المُرّ بالمزلة وفقد كل ما كان لهُ، وأخيراً عاد إلى نفسه، أي أنه سار في الطريق الصحيح بعد تعليم قاسي، وعاد إلى بيت أبيه الذي هو بيته ومكانه الأصلي الطبيعي.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فهذا المثل مُميز جداً، لأنه لا يخص الغرباء عن الله،
التائهين بدون وعي منهم أو إرادة، غير عالمين أين الطريق، لأنهم منذ البداية لم يحيوا كأبناء في بيت أبيهم، بل هما أساساً غرباء عنه، ولدوا في أرض بعيدة، لكنه مثل يخص الإنسان الذي تربى وسط أسرته ثم – بإرادته واختياره وحده – ارتد عنهم وفارقهم بإصرار وعِناد، برغبة جامحة تمسك بها بكل قوته.
لأننا لو ركزنا في هذا المثل العميق،
سنجد أن صفة الإنسان الذي يتكلم عنه هنا، أنه في الأساس كان يحيا طبيعياً في بيت أبيه كابن، لأنه لم يكن فيه عبداً أو نزيلاً يُقيم في فندق لفترة ما، ولا كان لقيطاً وجد في شوارع المدينة وتحنن عليه سيداً عظيماً واعتبره ابناً لهُ، بل كان – في الأساس – من أهل البيت فعلياً، وطبيعة حياته أنه ابناً شرعياً خاصاً لأبيه، وكل ما لأبيه هوَّ لهُ، لذلك كان يتمتع بكمال حياة البنوة المُميزة، يحيا في جو حرية الأبناء في بيت أبيهم وسط أسرتهم، لأن البنوة هي رتبته الخاصة، فهو مولود في هذا البيت، لذلك فأن معنى تركه البيت ليتغرب في مكان آخر = السقوط من رتبته الأولى، وتخليه عن مكانته الطبيعية المُميزة، وذلك باختياره الحُرّ ليكون في مكان آخر غريب عن طبيعة أصله الكريم وأخلاقه التي تربى عليها، فعاش في مكانة أُخرى صارت في عينيه رتبة عظيمة، إذ أراد أن يُحقق رغباته الشخصية ولذته المؤقتة، فقد صار سيداً لنفسه منفصلاً عن أبيه الصالح، حُراً في التصرف بأمواله، يستثمره كما شاء حسب رؤيته الخاصة لإسعاد نفسه ليكتمل فرحه الذي أدخله في حالة من التعاسة والمشقة ومرارة النفس.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

ولو دققنا في هذا المثل بالروح ونظرنا إليه عميقاً،
سنجده يُظهر لنا محبة الله الكاملة في عمل المسيح الخلاصي الظاهر في غفران الخطايا، لأنه هنا يُظهر أنه يغفر لا الخطايا السهو فقط كما كان في العهد القديم ليؤدب البشرية لتستفيق ولا تحيا باستهانة واستهتار، بل أنه يغفر العمد أيضاً، وذلك لأن دم الكفارة هنا، ليس دم تيوس وعجول لا يقدر على رفع شكاية الضمير، بل هو دم حمل الله رافع خطية العالم، الذي يبحث عن الضال فيجده، وينتظر الابن الذي تركه ليعود إليه، لذلك علينا أن نُركز بقلب يقظ ونقرأ بتأني وتدقيق الآيات التالية ونتحسس موضعنا فيها:
+ هل مسرة أُسر بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا؛ فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحياة يحيا لا يموت. (حزقيال 18: 23، 21)
+ في الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه فقال: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم"؛ الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله؛ (فأن) سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية؛ أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم؛ وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً؛ (فالآن) في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح؛ الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي؛ عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. (يوحنا 1: 29؛ رومية 3: 25؛ 1يوحنا 1: 7، 9؛ 2يوحنا 2: 2؛ أفسس 2: 13؛ عبرانيين 9: 14؛ 1بطرس 1: 18، 19)
+ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرسه لنا حديثا حياً بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي. لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين؛ أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا. (عبرانيين 10: 19 – 23؛ 1كورنثوس 1: 9)
_______________________
[1] حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ (لوقا 24: 45)
[2] لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ (مرقس 10: 45)
[3] لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ (لوقا 19: 10)
[4] الحق، الحق، أقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية (يوحنا 6: 47)
[5] وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ (إرميا 29: 13)
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

بداية الأوجاع ومعناة الجوع
شرح مثل الابن الضال



+ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ، وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ (من تقسيم المعيشة) جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. (لوقا 15: 11 – 13)
1 – فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ

واضح هنا حالة طياشة الشباب والتسرع في الأمور، ففي بداية الكلام نجد أن الابن الأصغر يظهر كغلام عديم الفهم، وهو صاحب فكرة تقسيم المال، وهذا يوضح مقدار الجهل والطياشة التي تدل على عدم النضج وفقدان الحكمة، لأن الرجل البليد لا يعرف والجاهل لا يفهم [الذين طرقهم معوجة وهم ملتوون في سبلهم – أمثال 2: 15]، لذلك مكتوب: الابن الجاهل غم لأبيه ومرارة للتي ولدته؛ الابن الجاهل مصيبة على أبيه (أمثال 17: 25، 19: 13)؛ فالإنسان وحده – بسبب طياشة أفكاره واختياراته الغير متزنة – هوَّ من يطعن نفسه بأوجاع لا تنتهي، إذ يسير في طرق تظهر مستقيمة في عينيه [كل طرق الإنسان نقية في عيني نفسه والرب وازن الأرواح – أمثال 16: 2]، لأنه يراها طريقاً شرعياً من حقه أن يسير فيها بسبب حريته: توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت (أمثال 16: 25)، إذ مال قلبه – بتهور أفكاره – نحو رغبات أهواء نفسه، وشرد في مسالكها الرديئة، حتى طُرح فيها مطعوناً بجراحات عديدة غائرة مؤلمة للغاية، غير مدركاً أنه يسير في طريق الهاوية الهابطة إلى ظلمة الموت.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فالابن طلب مطلب شرعي طبيعي، وهو نصيبه من المال،

لا لكي يستثمره ويربح به، بل لكي ينفقه ويستمتع بشبابه ويفرح: النور حلو، وخير للعينين أن تنظرا الشمس. لأنه أن عاش الإنسان سنين كثيرة فليفرح فيها كلها، وليتذكر أيام الظلمة لأنها تكون كثيرة، كل ما يأتي باطل. أفرح أيها الشاب في حداثتك وليسرك قلبك في أيام شبابك، واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك، واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة. فانزع الغم من قلبك وابعد الشر عن لحمك لأن الحداثة والشباب باطلان. (جامعه 11: 7 – 10)
فالشباب عادةً يظهر في تسرعه وقراراته المتقلبة التي تبدأ بعواطفه المندفعة،
وتنتهي بنتائج مفجعة تدمر حياته وتضعفه وتهبط به لمستوى التراب وتضيع كرامته وتفقده عزته وتسلب منه كل ما هو ثمين وغالي، ولا يبقى في النهاية سوى الخسارة والندم الذي لا يُفيد، لذلك مكتوب: بم يزكي الشاب طريقه، بحفظه إياه حسب كلامك؛ لتعطي الجهال ذكاء والشاب معرفة وتدبراً. (مزمور 119: 9؛ أمثال 1: 4)
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

2 – وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ (من تقسيم المعيشة) جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ
من الطبيعي حينما يأخذ الابن كل ماله من أبيه ولا يُبقي شيئاً، فأنه ينعزل عن أبيه وفي التو يصير منفرداً بذاته حُرّ نفسه، يسير وفق هواه الخاص متمماً رغبات قلبه دون أي تردد أو مشورة من أحد، إذ قد كان قراره منذ البداية (في قلبه وفكره) أن يترك بيته ومكانته الرفيعة، وهنا نجد الفضول الذي دفعه لاكتشاف عالم آخر بعيداً عن حضن أبيه، وهذا هو أساس جوهر المشكلة، بل هو مشكلة السقوط بوجه عام وأساس كل بُعد عن الله، لأنه وضع غريب وغير طبيعي بل وشاذ للغاية، لأنه من الواضح أنهُ خُدع بسبب المسرة الزائفة الوقتية الذي اعتقد أنه سيجدها ويتمتع بها وتدوم معهُ وتزيد مع الأيام، لأنه أراد لنفسه أن يمرح ويفرح ليُسعد قلبه، وهذا ما كان يدور في مخيلته كما نفعل أحياناً كثيرة جداً، لأن الظنون تعترينا وتصورات قلوبنا تخدعنا، لأن اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ! (إرميا 17: 9)، وهذا الفضول وجدناه عند آدم وحواء، حينما خدعتهم الحية وجعلتهما يتخطوا الوصية الإلهية، لكي يكتشفوا عالم آخر غريب عن عالمهم الخاص، ويدخلوا في معرفة لم يأمر بها الله، فقُطعت شركتهم الإلهية تلقائياً حتى أن آدم أسرع وهرب وتوارى حينما سمع أن الله اقترب منه مثلما اعتاد كل يوم، وهنا يكشف سفر التكوين عن مشكلة الخطية الحقيقية التي تعزل الإنسان عن الله أبيه، حتى يهرب من محضره ويحاول أن يختفي من أمام وجهه، لأن مقابلته صارت ثقيلة للغاية، لأن الظلمة حينما تملك وتسيطر لا تحتمل النور بل تهرب منه، لأن النور يُدين الظلمة ويبددها.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

وبالعودة للابن الضال نجده – في النهاية على مستوى الواقع – صُدم وأحلامه المستقبلية انهارت تماماً،
وضاع منه كل شيء جمعه من بيت أبيه، فصارت الخسارة فادحة، فقد سُلب منه كل ما يملكه لأنه عاش بإسراف (ويقولان لشيوخ مدينته ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكير – تثنية 21: 20) ليتلذذ ويحيا كما شاء بحرية طلبها لنفسه، بعيداً منعزلاً عن أبيه الذي كان يراه – بحسب نظرته القاصرة كمراهق غير ناضج – مُقدياً لحريته، ثم بعد أن استنزف منه عالمه الجديد كل ما يملك، لم يجد – في النهاية – سوى مجاعة عظيمة، لم يرعاه أحد فيها ولا حتى وجد شخصاً واحداً يُشفق عليه أو يعتني به أو يُعينه في محنته التي ورط نفسه فيها، إذ قد فقد كل حكمة كانت لديه، أي أنه فقد عقله حتى أضاع كل معيشته، وهو مثل إنسان مجنون مسك سيفاً وطعن به نفسه وظل ينزف ولم يجد مُسعفاً حتى شارف على الموت.
فالجميع تخلوا عنه بسهولة وتركوه وحيداً شريداً فريسة للجوع والعطش
والشعور القاتل بالعوز الشديد، حتى أنه صار ذليلاً خوفاً من الموت جوعاً، يحيا كأقل من عبد في حالة سوء مُزرية، لم يحسبها ولم يكن يتوقع حدوثها على الإطلاق، وهذا كما قلنا مثل آدم الذي تصور أنه سيحصل على المشابهة بالله بخدعة الحية، فوجد شيئاً آخر تماماً مخالفاً لكل ما كان يظنه، لأنهُ هبط من حالة المجد الأول لحالة الهوان بالانعزال عن الله وفقدان المجد البهي الذي كان يرتديه، فعاد جسده للتراب الذي أُخذ منه.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

فيا لعار الإنسان وحمله الثقيل حينما يخرج خارج الحضرة الإلهية
منعزلاً بنفسه ليحيا بعيداً عن ستر العلي مستهتراً بوضعه، فأنه يُمزق ولا تُشفق عليه عين، ويُترك في الهوان وعار المذلة والحزن المدمر حتى الموت؛ وأن لم يستيقظ وينتبه ويعود لله فوراً، فمن الممكن أن يدخل في حالة القساوة، ومن ثمَّ العناد والتحجر، حتى لا يوجد أمل فيه ولا نية رجوع.
+ كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ؟ كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ؟ السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ! تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً وَدُمُوعُهَا علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزٍّ مِن كُلِّ مُحِبِّيهَا. كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا. صَارُوا لهَا أَعْدَاءً. قَد سُبِيَتْ يَهُوذَا مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ. هِيَ تَسْكُنُ بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ تَجِدُ رَاحَةً. قَدْ أَدْرَكَهَا كُلُّ طَارِدِيهَا بَيْنَ الضِّيقَاتِ. طُرُقُ صِهْيَوْنَ نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَى الْعِيدِ. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ. عَذَارَاهَا مُذَلَّلَةٌ وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ. صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْساً. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ. وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِنْتِ صِهْيَوْنَ كُلُّ بَهَائِهَا. صَارَتْ رُؤَسَاؤُهَا كَأَيَائِلَ لاَ تَجِدُ مَرْعًى فَيَسِيرُونَ بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ. قَدْ ذَكَرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا وَتَطَوُّحِهَا كُلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بِيَدِ الْعَدُوِّ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. رَأَتْهَا الأَعْدَاءُ. ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا. (مراثي 1: 1 – 7)
+ اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ. لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ. وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. (مزمور 91: 1 – 8)
+ وأنت يا سُليمان ابني اعرف إله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة، لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار فإذا طلبته يوجد منك، وإذا تركته يرفضك إلى الأبد؛ أما صنعت هذا بنفسك، إذ تركت الرب إلهك حينما كان مسيرك في الطريق؛ أنت تركتني يقول الرب، إلى الوراء سرت، فأمد يدي عليك وأهلكك، مللت من الندامة (أو سَئِمْتُ مِنْ كَثْرَةِ الصَّفْحِ عَنْكِ – بمعنى أنه لا فائدة منك[1]) (1أخبار 28: 9؛ إرميا 2: 17؛ 15: 6)
_______________________
[1] بالطبع علينا أن نفرق ما بين إنسان ضعيف وغير ناضج ومتعسر كطفل، وبين آخر وصل لمرحلة الاستهتار والعناد وقساوة القلب.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 10 - 2018, 02:58 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ
شرح مثل الابن الضال




+ فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ.



هنا نرى كارثة مزدوجة، الأولى هي حالة الفلس المُريع المؤدي للفقر إذ لم يعد لديه مال يُعينه أو يكفيه ليسنده في حالة الجوع الشديد الذي أدى للعوز والحاجة التي وضعته تحت المَذَلّة، والثانية الالتصاق بواحد (ومن الظاهر انه غني) من أهل تلك الكورة في حالة اتكال عليه[1]، والالتصاق يُعبِّر دائماً عن رغبة الصداقة بسبب الثقة في الشخص نفسه، كما أننا أحياناً كثيرة نلتصق بمن لا يستحق أن يكون صديق لأنه مكتوب: يتكلمون بالكذب كل واحد مع صاحبه بشفاه ملقة بقلب فقلب يتكلمون، لأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه (مزمور 12: 2؛ 78: 22)[2]، ومن هنا تظهر الخطورة، لذلك تم تطويب الرجل الذي لا يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف في المزمور الأول؛ ولو دققنا في هذا المثل سنلاحظ أنه لم يُذكر بأنه ذهب ليعمل عند واحد من الناس ليستطيع أن يأكل، بل التصق التصاقاً بواحد من الناس لكي يتكل ويستند عليه، هذا الذي لم يُشفق أو يتحنن، بل بكل جفاء أرسله ليرعى الخنازير ووضعه في حالة من الخزي العظيم: بتضرعات يتكلم الفقير والغني يجاوب بخشونة (أمثال 18: 23)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يصوِّر مثل الابن الضال مشاعر الله الذي يريد أن يردَّ الضال
هذا اللطف نراه في معاملة الأب مع الابن الضال، وأخيه الضال الأكبر
الصوم الكبير† انجيل الابن الضال بصوت معزى الانبا رافائيل † احد الابن الضال
من هو الابن الضال في قصة الابن الضال ؟ الاصغر ام الاكبر ولماذا ( دعوة عامة للحوار)
فرحة التوبة - الابن الضال (الابن الشاطر أو الابن المحب)


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024