السعادة مش بس قرارات

walaa farouk · رقم المشاركة : ( 1 ) 19 - 06 - 2018, 06:06 PM

السعادة مش بس قرارات....
واسألوا صوفيا ونعمات

السعادة تبقى ايه؟.. امتى أحس اني سعيدة ولا ليه؟!
دي كلمات أغنية جميلة للشاعر والكاتب الكبير \ د. مدحت العدل..

والحقيقة ان الاجابة على السؤال دا مش سهلة خالص

.. أو بمعنى أصح: مفيش اجابة حاسمة ولا نموذجية لوصف الحدث اللي لما يحصل نقدر نسميه "سعادة" أو نقدر نسمي نفسنا فيه "سعداء".. فيه ناس ممكن تشوف السعادة في الحب والرومانسية..

وناس تشوفها في الفلوس.. أو في النجاح والشهرة..

وفيه ناس ممكن تعيش حياتها كلها من غير ما تعرف معنى السعادة..

لكن في وسط الزحمة أوقات نقابل ناس يقولوا ان السعادة قرار..

لكن حتى الجملة دي مش دايما بنبقى فاهمين معناها.. وحتى لو فهمنا المعنى،

مابيكونش سهل اننا نعيشه!
في مسلسل "ليالي أوجيني" شوفنا نماذج انسانية مختلفة.

. كل حد منهم كان جوه قلبه حتة ناقصة.. ورغم ان الحزن والألم كانوا العامل المشترك بين كل حواديتهم، لكن مش كلهم كانوا تعساء.. مش كلهم اتعاملوا مع الوجع بنفس الروح المهزومة

.. فيه ناس كل ما يزيد وجعهم، كل ما يزيد النور في قلوبهم..زي كدة "صوفيا" و "الست نعمات".

. وبرغم اختلافات كتير ما بينهم، لكن الاتنين شبه بعض في حاجات أكبر من اختلافاتهم.. الاتنين بنات بلد.. كل واحدة فيهم تحسها ست جدعة من أول ما تشوفها.. ست بـ100 ست وراجل.. الاتنين جواهم طاقة حب وأمل كبيرة تكفي دنيا بحالها.. كل اللي يقرب منهم يحبهم ويرتاح في القرب منهم.. الاتنين محل ثقة وكلامهم موزون وتلقائي وحقيقي.. وكمان هما الاتنين في عيونهم نفس لمحة الحزن، رغم كل البهجة اللي بتشع منها!.. وكأن وجعهم هو سر سعادتهم!.. طيب ازاي؟!
صوفيا.. القلب الأخضر العنيد
في عز شبابها قلبها انجرح، لما حبيبها اتخلى عنها من غير حتى ما يكون عنده الشجاعة الكافية عشان يصارحها بموقفه.. وفي عز وحدتها قلبها اندبح، لما انقطعت عنها أخبار ابنها الوحيد، بعد ما أسروه في الحرب.. وبرغم كل الوجع والوحدة والخوف، ماقدرش الحزن يطفي روحها المحبة للحياة.. ماقدرش اليأس يعرف طريق قلبها الأخضر العنيد، اللي كان بيداوي الألم بالأمل والحب.. كأنها كانت بتطلّع لسانها للدنيا كل ما تقسى عليها أكتر!.. وحتى بعد رجوع ابنها اللي فقد دراعه وكره الحياة، وقفت قصاد يأسه وساعدته يعدي المحنة ويكمل معافرة مع الزمن.. ساعدته يدوّر على نفسه من تاني.

نعمات.. كنز اسمه الكرامة
طلبت الطلاق من جوزها الأولاني لما أهانها وضربها.. ولأنها مابتخلفش،

فكل أهلها حاولوا "يعقلوها" عشان ماتخسرش بيتها..

لكن هي اختارت ماتخسرش نفسها وحريتها.. صحيح قلبها اتكسر كتير.. لكن ولا مرة كانت نفسها مكسورة.. دايما راضية باللي معاها لأنها حاسة بقيمة نفسها.. عارفة ان مفيش أغلى من كرامتها.. وهو دا اللي خلى "صدقي بيه" يحبها ويشوفها أغنى من ستات كتير من نفس طبقته.. وهو دا برضو اللي خلاها تقدر تصمد قصاد جبروت بنته، اللي في نهاية الأحداث لقت نفسها بترفع الراية وتسلّم.. لقت نفسها مش قادرة تقاوم احترامها لنعمات ولاعتزازها بكرامتها.. حتى فلوس "صدقي بيه" ماكانش لها معنى في قاموس السعادة الخاص بالست نعمات.. هي لما وافقت تتجوز راجل أغنى منها، وافقت لما اتأكدت انه بيحبها عشان عندها كرامة.. ولأن كرامتها جزء لا يتجزأ من سعادتها، حن قلبها للبيه ومال.
صوفيا ونعمات قرروا يكونوا نفسهم في كل لحظة عايشينها.. كل واحدة فيهم كانت متصالحة مع الطفلة اللي جواها، وهو دا كان سر صمودهم!
صوفيا ونعماتقرروا يكونوا سعداء، بغض النظر عن الوجع والظروف الصعبة..

وقرار سعادتهم ماكانش معناه ان الدنيا لازم تبقى وردي والحزن يزول.. لكن سعادتهم معناها ان الحزن مش همينعهم من الحياة.. وإن الوجع مش هينشّف قلوبهم ولا يقسيها.. صحيح الحزن هيسكنها لكن هيقدروا يكملوا ويحبوا ويصدقوا في نفسهم.. صحيح الخوف هيملاهم لكن مش هيمنعهم يستنوا بكرة، وبدل ما يبقى خوف من اللي جاي، يبقى خوف ع الأمل في اللي جاي.
السعادة مش بس قرار.. السعادة توجه وأسلوب حياة.
السعادة مش معناها مفيش حزن.. السعادة يعني ما اخسرش نفسي وانا حزين.