منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 07 - 2014, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

الأسباب الاجتماعية للإدمان

ثالثًا: الأسباب الاجتماعية للإدمان: وأهم هذه الأسباب:
1- المشاكل الأسرية.
2- الاستجابة لضغوط الأصدقاء.
3- الفراغ والبطالة.
4- قبول المجتمع.
5- سهولة الحصول على المادة.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

المشاكل الأسرية

1. المشاكل الأسرية:ومن أهم هذه المشاكل ما يلي:
أ- غياب القدوة وضياع القيم الدينية
ب- التفكك الأسري
ج- بين القسوة والتدليل
د- إهمال الأبناء
ه - غياب أحد الوالدين أو كليهما
1- بموت الأب
2- بانفصال الأب أو الأم عن الأسرة
3- موت الأب وزواج الأم بآخر وإهمال الأولاد أو العكس
4- قد يكون الأب موجودًا في الأسرة بينما هو متغيب عن أبنائه
5- تقع المسئولية في المقام الأول على الأم قبل الأب
6- سفر الوالدين خارج البلاد وترك الأبناء
أ- غياب القدوة وضياع القيم الدينية:

عندما يفتقد الأبناء القدوة ويغيب من أمام أعينهم المثل الأعلى يسهل سقوطهم في الخطأ، وعندما تضيع من حياتهم القيم الدينية يفقد ضميرهم حساسيته، فماذا نتوقع من ابن إنسان مدمن؟! أو ماذا نتوقع من ابن لتاجر مخدرات سيكوباتي قد مات ضميره..؟! جاء في برنامج "خلف الأسوار" يوم 21/1/2001 القبض على أصغر تاجر مخدرات، وظهر فتى صغير في الثالثة عشر من عمره إفتقد القدوة تمامًا لأن أبيه وأمه وأخوته وجده وجدته جميعهم خلف الأسوار بسبب الاتجار في المخدرات.. قبل أن يقبض على أبيه كان يسلمه من 40 إلى 80 تذكرة هيروين، فيبيع هذا الفتى التذكرة بسعر ثلاثين جنيهًا ويضع هذا المبلغ في جيبه أو في الجورب، وعندما ينتهي من التوزيع يتصل بأبيه على الموبايل فيحضر له كمية أخرى، وعندما دخل والده السجن كان يقوم هو بهذه العملية إلى أن قُبض عليه، ويقول هذا الابن "أنا كنت عايز أبقى ذي أي واحد.. أروح المدرسة، وألعب الكرة مع أصحابي.. ألاقي أبويا وأمي جنبي.. لكن أنا لقيت نفسي في عيله كلها بتبيع مخدرات".
أما أبناء الله فحتى لو فقدوا القدوة داخل الأسرة، فإن أمام أعينهم قدوة لا يمكن أن تُفقد أو تغيب.. هذه القدوة ظاهرة ومكشوفة في آلاف الأمناء من الشهداء والقديسين أكليروس وعلمانيين، عاشوا حياة صالحة، وأرضوا الرب في حياتهم وموتهم، وعلى رأس كل هذه السحابة رب المجد يسوع قدوتنا ومثلنا الأعلى، وأيضًا أبناء الله لهم الضمير الحساس المدرب بالروح القدس فلا يستريحون لأي خطأ مهما كان صغيرًا، ولذلك فهم يجاهدون واضعين نصب عيونهم حياة الكمال، وأمثال هؤلاء هم في حصن آمين ضد سموم المخدرات، وهذا ما أثبتته الدراسات إذ إن الأسر التي تهتم بالقيم الدينية من صلوات وأصوام وحضور القداسات، وممارسة الأسرار ولا سيما سر التوبة والاعتراف وسر التناول وحياة مقدسة في الرب هم في منأى عن هوة الإدمان وشروره.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ب- التفكك الأسري:

البيت هو خط الدفاع الأول ضد المخدرات، فالأسرة التي يعيش كل عضو فيها مع نفسه، ويهتم بنفسه، وشعاره: هل من مزيد..؟ من السهل أن ينجرف أحد أبنائها في الإدمان.. الأسرة التي تكثر فيها الاختلافات والمنازعات والمشاحنات وتفتقر للجو الأسري البهيج، وتفتقد روح الحب والمودة والترابط، تلفظ أبناءها إلى الشارع، والشارع ليس لديه إلاَّ الانحرافات، فغياب العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة يطرح الأبناء فريسة سهلة للإدمان.. الأسرة التي يسقط أحد أفرادها في الإدمان ولا سيما إذا كان الأب أو الشقيق الأكبر من السهل أن يسقط الابن الثاني والثالث في الإدمان.
لقد أجرى د. ثروت أسحق بحثين على مدرستين من أشهر مدارس القاهرة، وللأسف فإنه وجد نسبة الإدمان مرتفعة رغم ارتفاع مستوى الطلبة إذ إن النسبة الغالبة منهم آباءهم وأمهاتهم أطباء ومهندسين، والسبب الرئيسي في السقوط في الإدمان هو ضعف العلاقات الأسرية.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ج- بين القسوة والتدليل:

من أسباب السقوط في الإدمان الأسلوب التربوي غير الصحيح، فالابن الذي يتعرض إلى المعاملة القاسية أو العقاب البدني من أب يستبد برأيه ولا يؤمن بأسلوب الحوار، أو أم متسلطة، فإنه يفتقد الحماية والأمان، ويفتقر إلى الاستقرار، ولا يجد فرحته وأماله في البيت. إنما يكره البيت وربما يكره الأب أو الأم، ويندفع إلى الشارع حيث أصدقاء السوء الذي يقودونه إلى الإدمان.
وأيضًا الابن المدلل، ولا سيما الابن الوحيد، أو الابن الذي تربى وسط البنات، ووجد كل طلباته مجابة، فمتى شبَّ فإنه يعجز عن مواجهة المجتمع، ومن السهل أن ينساق وراء أصدقاء السوء، وعندما يسقط في التجربة الأولى من التعاطي ربما يتلذذ بها ويتمسك بها.. يقول أحد المدمنين " كنت طفل مدلل، وكل اللي أطلبه آخذه، حتى لو طلبت لبن العصفور، وأنا عمري 15سنة.. حدث خلاف بين أبويا وأمي، وحدث انفصال، وبعد انفصال أمي لم أشعر بالحنان، مهما كان الواحد كبير محتاج لحنان الأم. من ساعتها وأنا أشعر بإحباط شديد"(9) ويقول مدمن آخر "أهلي دلعوني زيادة عن اللزوم، وده سبب فشلي، وأنا بالنسبة لي معنديش انتماء لأهلي"(10)
ومن أخطر الأمور على الولد المدلل توافر المال، وغياب الرقابة عنه، فإنه يصبح بمثابة صيد سهل وثمين لأصدقاء السوء.. يحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى(15) قصة الابن الأصغر والوحيد مع أربع بنات لأب يعمل تاجرًا في وكالة البلح، وكانت كل طلباته مجابه، وعندما وصل إلى الثانوية العامة كان يستذكر دروسه مع صديق له في المعادي، ويأخذ كل ما يطلب من مال تحت بند الدروس الخصوصية، حتى وصلت مسحوباته إلى ثلاثة آلاف جنيهًا شهريًا.. أين الرقابة؟! وفي يوم رن جرس التليفون يطلبون الأب في قسم شرطة المعادي.. توجه للقسم فوجد ابنه يفتح عينيه بصعوبة بالغة، ويتحدث بصعوبة أشد، وهو في حالة اللاوعي، وكان الوالد لديه فكرة عن أنواع المخدرات ومدى تأثيرها ونهايتها، فالمسطول هو الذي يتعاطى الحشيش، والمأفين هو الذي يستحلب الأفيون، والمبرشم هو الذي يتناول الحبوب المخدرة، وكم شاهد في الوكالة شبابًا كالزهور حولهم الإدمان إلى أشباح بلا مستقبل، بل أشباح تبحث عن قبر، وكم شاهد شبابًا سقطوا موتى بالسكتة القلبية من البرشام.. لم يتمالك نفسه وصفع ابنه وهو يصرخ "مبرشم يا…" وعاد يصفعه، والابن لا يحس ولا يشعر ولا يعي، وعلم الأب أن الشرطة قد داهمت الشقة فوجدوا نصف دستة من الشباب في حالة لاوعي كامل، وثلاث فتيات في حالة سُكر تام.. تناول الشباب كمية من الحبوب المخدرة مع حقن الهيروين، وجلسوا في حالة لاوعي هكذا، حتى إنهم لم يتمكنوا من ممارسة الجنس مع الساقطات، وكانت تكلفة السهرة نحو ألف جنيه.. بصق الرجل على وجه ابنه، وترك القسم عائدًا إلى بيته لأنه بدأ يعاني من أزمة قلبية، ونقل على أثرها إلى العناية المركزة.
وتولت الأم مسئولية الابن، وأدخلته إلى مصحة وصرفت عليه الكثير، وفي النهاية علمت أن الهيروين كان يصل إليه بسهولة ويسر أكثر مما كان خارج المصحة، فثارت ثورة عارمة، وذهبت إلى إدارة مكافحة المخدرات تستشير المتخصصين، فقالوا لها لو كان لديه إرادة قوية وتوقف عن تناول المخدر لمدة أسبوع يمكنه أن يُشفى، فحبسته في المنزل لمدة شهر، وتناوبت الأخوات عليه الحراسة، والابن يتألم ويتأوه ويصرخ، ويحاول الإفلات فربطوه بالحبال، والأم تقول له " الموت أو الشفاء".. مر الشهر وتحسنت صحة الابن وخرج الوالد من المستشفى.

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ولكن بسبب الجهل ظنوا أنه نال الشفاء الكامل دون أن يمضي فترة التأهيل اللازمة، فخرج من المنزل إلى الشلة وعاد إلى الهيروين، وبدأ يسرق الأموال من البيت، وفي ذات ليلة تسلل إلى غرفة والده ليسرق من جيبه وإذ بالوالد يستيقظ ويمسك به متلبسًا، فيصرخ فيه وينهال عليه ضربًا، حتى فاجأته الأزمة القلبية ونُقل إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، وقبل أن يصل الأب إلى المستشفى لفظ أنفاسه، وأصيبت الأم بحالة اكتئاب شديدة فتركت البيت، وبحثوا عنها في كل مكان فلم يجدوها، وقُبض على الابن متلبسًا بسرقة قصر مهجور بحي المعادي مع مجموعة من المدمنين وهم يحرزون المخدرات وأسلحة بدون ترخيص.. وهكذا كانت نهاية التدليل وغياب الرقابة.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
د- إهمال الأبناء:

وكما رأينا في القصة السابقة أن الأسرة الغافلة عن ابنها، فتتركه يخرج ويعود في أي وقت يشاء، فإنها تفاجئ بالابن المدمن، وقد تهمل الأسرة أحد الأبناء بسبب الثقة الزائدة فيه، أو بسبب زيادة عدد أفراد الأسرة وكثرة انشغالات الأب والأم، أو بسبب عناد هذا الابن فيصبح غير مرغوب فيه،وعندما يستشعر الابن الإهمال، ويفتقد الحب الأسري، ويحرم من الحنان الأبوي، فإنه يشعر بالغربة داخل أسرته، ولا يشعر بقيمة نفسه. بل في أحيان كثيرة قد يكره نفسه.. يقول أحد المدمنين "مافيش علاقة بأهلي، أروح المدرسة وبعد ما أخرج من المدرسة أقضي وقت فراغي مع أصحابي.. نطلع نتمشى.. نسهر مع بنات، وبعد كده أرجع بالليل أنام "(11)
والابن المهمل من أسرته متى تغرب في بلد آخر بسبب الدراسة أو العمل فإنه يجد فرصة الانحراف سانحة له تمامًا، وعوضًا عن أن يتعلم الاعتماد على نفسه، وكيفية التصرف الحسن، فإنه ينحدر نحو التعاطي.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ه - غياب أحد الوالدين أو كليهما:

1- بموت الأب: فيقول أحد المدمنين " أنا كنت عايش أحسن عيشه حتى سن 11 سنة لغاية لما أتوفى والدي، وأصبحت الحالة صعبة جدًا.. بدأت أشتغل في محل لمساعدة نفسي. اشتغلت وأنا عمري 11 سنة وأتحملت المسئولية"(12)
2- بانفصال الأب أو الأم عن الأسرة: فيقول أحد المدمنين "علشان أنسى والدي اللي سايبنا ومش سائل فينا خالص، بأشرب مخدر"(13) ويقول آخر "انحرمت من الحنان، جالي إحباط خلاني منحصر جوه نفسي. بُعد والدتي أثر فيّ وفى أخوتي".
ويحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى(16) عن أسرة كان فارق السن كبيرًا بين الأب والأم، وكانت الأم متسلطة، والأب ضعيف أمامها رغم نجاحه الباهر في مجال عمله. الابن الأصغر شاب وسيم وديع يقول "حدث خلاف حاد بين والدي (الموظف المحترم) ووالدتي (السيدة الفاضلة). الخلاف أدى إلى انفصال والدي عن الأسرة وعاش وحده في شقة بعيدة.. هزني الانفصال من الأعماق. كرهت البيت.. وجدت ضالتي في مجموعة من الطلبة الفاشلين وميكانيكي سيارات.. كنا نقضي الوقت حول "كراسي الدخان الأزرق " وأعود إلى البيت، فإذا سألتني أمي عن سبب تأخري كان عندي المبرر لأقول لها كنت مع والدي فتسكت.. أضرَّ بي الانفصال.. وأي ضرر".. نجح في الثانوية العامة وألتحق بالكلية الجوية، وبعد أن أمضى 45يومًا داخل الكلية عاد ليقضي الأجازة في بيت الميكانيكي مع الدخان الأزرق، وبعد انتهاء الأجازة كان من المفروض أنه يصل للكلية الثامنة صباحًا فإذ به يستيقظ في العاشرة، وعندما توجه إلى بيته وجد الأب والأم في ربكة من أجله، وعندما عاتبه أبوه بسبب تأخره إنفجر لأول مرة صارخًا " لقد تأخرت عن الكلية عدة ساعات، ولكنك تأخرت أنت عنا عدة سنوات.. أن تأخري لاحق لتأخيرك، فلا أحد يلومني عن التأخير، كلكم تأخرتم.. تأخرتم في كل شيء" وتحمل إهانات كثيرة في الكلية وهو يتفنن في الروايات المحبكة، وشك القائد فأحاله لعمل التحليلات التي أثبتت إدمانه، ولكن الطبيب منحه فرصة أخرى، وعندما جاءت الإجازة الثانية قرَّر أن يبقى بالكلية، ولكنه خرج منها مقهورًا مغلوبًا على أمره، وتكرر التأخير إلى أن فصل من الكلية وعاد للميكانيكي ليحل له المشكلة عن طريق حقنة ماكستون فورت... ألحقه والده بمعهد التربية الرياضية فأنهى دراسته وتم تعيينه في مركز لرعاية الشباب فيقول "يوم إستلام العمل أحسست بالقهر.. كان أملي أن أملك طائرة أطير بها فوق السحاب. أنطلق في سماء الله الواسعة لا يحدني جبل ولا محيط.. الآن أجلس في غرفة صغيرة مع عدد من الناس لا أعرفهم يتحدثون في العلاوات والأسعار"
وأخيرًا فاقت الأم من غفلتها وشكت في إدمان ابنها فأوصت شقيقه الأكبر بمراقبته، فضبطه في بيت الميكانيكي متلبسًا بأخذ حقنة المكستون فورت، فتصرف في غباء إذ بصق على وجهه وخرج.. عاد الابن المدمن إلى البيت وهو يتوقع ثورة عارمة من الأم ولكنها احتضنته في حنان ما بعده حنان، ووعدته بإقامة مشروع كبير له، وأدخلته إلى إحدى المستشفيات للعلاج فأمضى شهرًا، وبعد أن خرج أمضى أسبوعًا قاسيًا بالمنزل، وبسبب جهل الأسرة ظنوا أن ابنهم قد شُفى، فعاد إلى عمله وعاد إلى الإدمان لأنه لم يقضِ فترة التأهيل اللازمة للشفاء.. عندما تعرض الابن المدمن للانتكاسة وأخذ يلح في طلب المال ثارت عليه أمه وقالت له " أخرج من بيتي.. أنت مدمن" ويقول الابن "وهنا كنت في غير وعي.. وشعرت بالعالم كله يحتقرني.. فلابد أن يموت كل من يحتقرني.. ووجدت نفسي أركض نحو المطبخ.. وأحضر سكينًا.. وأقتل في نظرات أمي الاحتقار (وأخذ يطعن أمه بقسوة وجحود).. وأندفع الدم من جسدها كالنافورة.. وأحدث في مخيلتي نوعًا من الهياج الشديد.. وبدأت أطعنها بالسكين أكثر وأكثر حتى سقطت ميتة.. أخذت السكين، وذهبت إلى قسم الشرطة أسلم ذاتي" وعندما سأله الأستاذ وجيه: هل تريد أن تضيف شيئًا؟
قال: أريد حبل المشنقة يلتف بسرعة حول عنقي.
3- موت الأب وزواج الأم بآخر وإهمال الأولاد أو العكس: دائمًا يرتبط الإدمان بالطلاق، فيقول أحد المدمنين "بأشرب علشان أنسى طلاقي من مراتي وبعدي عن ابني"(14) أما الأبناء الذين يلفظهم الطلاق إلى الشارع، فهم أقرب الناس إلى الإدمان.
4- قد يكون الأب موجودًا في الأسرة بينما هو متغيب عن أبنائه: فيقضي معظم وقته خارج المنزل، ويشعر أنه يجتهد ويبذل ويضحي من أجل أولاده، ولا يدري أنه بهذا يدمرهم.. قد يوفر لأسرته مستوى راقي من المعيشة. ثم يفاجئ بأحد أبنائه وقد سقط فريسة للإدمان.
5- تقع المسئولية في المقام الأول على الأم قبل الأب: لأنها هي الإنسانة الوحيدة القادرة على تربية الأولاد واحتضانهم حتى ولو أخل الأب نحو القيام بمسئولياته.
6- سفر الوالدين خارج البلاد وترك الأبناء: هذا جرم في حق الأبناء، فالمال لن يعوضهم أبدًا حب الأب وحنان الأم، وحكى الأستاذ وجيه أبو ذكرى(17) قصة رجل سافر هو وزوجته إلى أحد البلاد العربية، وترك ابنه وابنته لوالدته، وفي السنة الأولى رسب الاثنان، والجدة كذبت على ابنها وأخبرته بنجاحهما، وفضل الرجل أن يقضي الإجازة الصيفية بالخارج توفيرًا للمال رغم لهفة الابنة على أمها، وفي السنة الثانية حضرا للزيارة وعادا للغربة، ولم يلتفتا إلى نداء الأبناء بأن يبقيا معهما، أو يصحابهما معهما.. مرت عشر سنوات وامتلكت الأسرة شقة في حي المهندسين بالقاهرة، وقطعة أرض زراعية، وأرصده مالية في البنوك، وسيارة للابن وأخرى للابنة.. أصيب الأب بتصلب في الشرايين، وعندما صُدِم بإدمان ابنه وابنته للهيروين فقد حياته.. بدأت الأم رحلة العلاج مع الابن والابنة، ولم ينجح العلاج.. الابنة تلقي بالمسئولية على الأم التي حرمتها الحنان ووفرت لها المال الذي أضاعها هي وأخيها، والابن لا يكف عن طلب المال لشراء الهيروين، وعندما رفضت الأم في إحدى المرات أن تعطيه ما يطلب، تطاول عليها وصفعها على وجهها، ومن هول الصدمة أصيبت بالشلل، وظلت ترقد في حجرة، وفي الحجرة الأخرى تجد الابن والابنة يتناوبان إعطاء كل منهما للآخر حقنة الهيروين صباحًا ومساءًا بأكثر من مائة جنيهًا يوميًا.
_____
الحواشي والمراجع :

(9) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 229
(10) المرجع السابق ص 231
(11) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص230
(12) المرجع السابق ص 228
(13) المرجع السابق ص 161

(14) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 161
(15) شباب في دائرة الموت ص183-191
(16) شباب في دائرة الموت ص 83-92
(17) شباب في دائرة الموت ص19-
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

الاستجابة لضغوط الأصدقاء
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

2.الاستجابة لضغوط الأصدقاء:
في حديثنا عن تأثير الأصدقاء كسبب قوي من أسباب الإدمان نتعرف على " الإيجابية" و"السلبية " للشخص المتعاطي، ومفهوم "الإيجابية" أن المتعاطي هو الذي يسعى للتعاطي بهدف حب الاستطلاع، أو بحثًا عن اللذة والنشوة، أو هربًا من المشاكل وهموم الحياة. أما مفهوم "السلبية" فإن الدافع للتعاطي هو الأصدقاء الذين يعرضون على الشخص المادة، وهو يستسلم لهم سواء بسهولة أو بعد إلحاح، ومعظم المدمنين بدءوا بداية سلبية، ففي دراسة تمت خلال الفترة من 15-31/5/1989م بمستشفى الدكتور جمال ماضي أبو العزايم على 96مدمنًا وُجِد أن الذين بدأوا بداية سلبية بسبب ضغط الأصدقاء 63 شخصًا، بينما الذين بدأوا بداية بدافع حب الاستطلاع 12شخصًا فقط، والبقية لأسباب أخرى مثل الهروب من المشاكل وخلافه.
وفي تجربة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة على عينة بلغت 14656 تلميذًا بالمرحلة الثانوية سنة 1987م بالإضافة إلى 12797 طالبًا جامعيًا سنة 1990م كانت النتائج كالتالي:
-1353 تلميذًا مدخنًا كانت البداية بالنسبة لهم سلبية أي بتأثير الأصدقاء، بينما 225 تلميذًا مدخنًا كانت بدايتهم بداية إيجابية أي سعوا بأنفسهم نحو التدخين.
-2080 طالبًا جامعيًا مدخنًا كانت بدايتهم سلبية، مقابل 451 بدايتهم كانت إيجابية.
-2321 طالبًا جامعيًا يتعاطون الكحوليات كانت بدايتهم سلبية، مقابل 418 كانت بدايتهم إيجابية (د. مصطفى سويف- المخدرات والمجتمع ص72-76)


إذًا عامل الأصدقاء يعتبر العامل الأول الذي يقود للتعاطي، فالسيجارة لن تأتي من نفسها للشخص لكيما يشعلها ويدخنها، ولكنها تأتي من يد الصديق الذي يقدمها ويرغب في تدخينها، وكذلك البانجو والحشيش، والإدمان ككل خبرة يستمدها الإنسان من الغير، وبمفرده لا يسقط فيه، فمجموعات الطلبة في المرحلة الجامعية والثانوية بل والإعدادية عندما تشمل شخصًا مدخنًا أو مدمنًا فهو يمثل مصدر عدوى قد يؤثر على الكل، ولذلك فالشِلل التي نجدها على القهاوي من النادر إن نجد واحدًا منهم لا يقبل التدخين إن لم يكن يتعاطى المخدرات أيضًا.. فأن كلام الكتاب المقدَّس سيظل قائمًا "لا تضلُّوا. فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو33:15).
وإليك يا صديقي بعض أقوال المتعاطين(1):
  • "واحد صاحبي إداني سيجارة بانجو، كنت مش راضي أشربها، لكن خفت يضحكوا على فشربتها ".
  • "أنا كنت في فرح زميلي، وزميلي صاحب الفرح أصرَّ أني أشرب.. فشربت، كنت عايز أرضى زميلي علشان ميزعلش ".
  • "لو الواحد قاعد مع أصحابه ومش بيشرب لازم يشرب محبة، ويأخذ أصحابه قدوه ".
  • "السيجارة بتلف على الموجودين، فجاءت عندي، فقالوا لي إشرب. قلت: أنا لا أشرب. قالوا: عيب السيجارة تعدي على راجل مايشربش، فشربت.. السيجارة تلف.. أنا أشرب ".
  • "حتى لو ماعنديش ظروف لكي أزعل علشان ظروف أصحابي الوحشة، ويشربوا وأشرب معاهم".
وفي وسط العمال الحرفيين تزداد الضغوط، فيقول أحدهم " الموظف عمر ما واحد حيروح له الوظيفة ويقوله خد سيجارة بانجو، لكن لو واحد جه الورشة اللي بأشتغل فيها وقال لي خد سيجارة بانجوا، مش حاقدر أكسفه".
أن عددًا كبيرًا من المدمنين يعيشون في أسر مستقرة وسعيدة، وعلى جانب كبير من الأدب والتهذيب والأخلاق، ولكنهم يسقطون فريسة الإدمان بسبب الأصدقاء، ولذلك يجب أن تفتح كل أسرة عينيها على أصدقاء الأبناء.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ويزداد تأثير الأصدقاء على الشخص في بعض الحالات مثل:

‌أ- عندما يفقد الشخص القدوة في البيت.
‌ب- عندما يكون في سن المراهقة.
‌ج- عندما يختفي الجو الاجتماعي الأسري المبهج، وتدب الخلافات والمنازعات والمشاحنات والخصومات.
‌د- عندما تكون المعاملة في البيت والمدرسة قاسية، فيُعاقب الابن لأتفه الأسباب، فتهتز ثقته بنفسه، وينقاد إلى أصدقائه ورغباتهم بلا تفكير،وفي مثل هذه الحالات السابقة يعتبر الأصدقاء هم الجماعة المرجعية للشخص، فلا ننسى القصة المأسوية التي نشرتها الجرائد سنة 2000 الخاصة بشاب مراهق صغير لم تسمح له الأسرة بحمل مفتاح الشقة، وأمام استهزاء الأصدقاء به ارتكب جريمة شنعاء إذ ذبح أخته الجامعية وشقيقه الأصغر.. هذا هو تأثير الأصدقاء.
وفي اجتماعاتنا الروحية نهتم بالفرد، ولكننا نفتقد الاهتمام بالمجموعات "الشلل"، فالشلة أحوج إلى تدخل الخادم الذي يوجهها إلى الأنشطة البناءة، ويقودها إلى طريق الملكوت.
جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(2) قصة إحدى الفتيات في السادسة عشر من عمرها وتتمتع بقسط وافر من الجمال كانت تذهب إلى صديقتها، فكانت تقدم لها الخمر في الليمونادة، والبيبسي كولا بمعرفتها، وكانت تشربها، وفي ذات يوم اكتشفت إنها تشرب كمية أكبر من الخمر، وفقدت عذريتها مع شقيق تلك الصديقة ولا تعرف إذ كان هذا تم برضاها أم رغمًا عنها، وخافت الفتاة من أهلها ومن الفضيحة، وقررت أن تمتنع عن الذهاب إلى صديقتها، ولكن بعد عدة أيام عادت إلى صديقتها تشرب الخمر وتمارس الجنس مع شقيقها، وبعد عدة شهور أدركت ورطتها، فثارت على صديقتها وشقيقها، وطالبته أن يستر فعلته، فتزوج بها، وبدأ يقدم لها الهيروين، وسافر بها إلى إحدى الدول العربية، وطالبها أن تمارس الجنس مع رجال آخرين، وعندما كانت ترفض كان يلوّح لها بسلاح الهيروين ومنعه عنها، فكانت ترضخ لأوامره.
ومرت الأيام، وعادت الزوجة مع زوجها لزيارة الأهل، وعندما علمت الأسرة ما كان طردت الزوج وحبسوا ابنتهم، ولكن هذه الإنسانة لم تحتمل البعد عن الهيروين والجنس فهربت من البيت، وضُبِطت في أحد بيوت الدعارة، وحُكِم عليها بالسجن.. لقد تحولت من الفتاة اليافعة الجميلة ابنة العائلة المستورة المحافظة إلى هاربة عاهرة فاجرة مدمنة كل همها تعاطي الهيروين واصطياد الرجال وذلك لأنها انصاعت في البداية لصديقتها وبدأت الطريق بخطوة صغيرة وهي قبول المشروبات وعليها قليل من الخمر.
وأيضًا في كتاب إمبراطورية الشيطان(3) قصة أحد الشباب المدمنين الذي يقول "لعن الله أصدقائي جميعًا. نعم لعنهم الله، فهم سبب البلاء كله.. شلة من أبناء الحي في المقهى الشعبي.. لقد ورَّطوني في تدخين الحشيش، لقد ضحكوا عليَّ كثيرًا، كنا ندخن الحشيش ونضحك، ولكن واقع الحال كانوا يضحكون عليَّ. لقد كنت مبتدئًا، وكان الحشيش يؤثر عليَّ بطريقة مضحكة فعلًا.. بعدها أخذوا هم أنفسهم يرددون على مسامعي ما يفعله الهيروين بالشاب، ومقدار ما يعطيه من لذة ومتعة ونشوة. ومرة بعد مرة أقنعوني بتجربته، فجربته معهم للاطلاع عما يفعله ذلك السم القاتل، فشعرت بنشوة ولذة واسترخاء، فقلت في نفسي لماذا لا أكرر التجربة؟ إنها ممتعة.. كررت تعاطي الهيروين مرة بعد أخرى، وكنت واثقًا تمامًا إنني سأتوقف عن ذلك عندما ارغب فيه. لكنني وقعت بشباك قوية جدًا لم أستطع الخلاص منها أبدًا، لقد أسرني الهيروين، وأنا لا أستطيع الابتعاد عنه إطلاقًا. أنه أهم شيء في حياتي".
_____
الحواشي والمراجع

(1) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص152-163
(2) كتاب إمبراطورية الشيطان - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص370-371
(3) كتاب إمبراطورية الشيطان - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص368-369
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

الفراغ والبطالة

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
قد يعاني بعض الشباب من الفراغ الفكري، حيث لا يهتم بالمعرفة البناءة والثقافة العامة، وبالتالي فإن حكمه على الأمور لا يكون سليمًا، وقد يعاني البعض من الفراغ الوجداني، حيث لا يشعر بمحبته لأسرته ولا بولائه لوطنه، وقد يعاني البعض من الفراغ الجسدي حيث لا يجد العمل الذي يشغله ويستوعب طاقاتهولا سيما بالنسبة للشباب الذين أنهوا دراستهم وخدمتهم العسكرية ويعانون من البطالة التي تبعث في نفوسهم السأم والملل واليأس والإحباط والهموم فيعيش الإنسان في توهان، وقد يبحث عن وسيلة تسلية فيشاهد التليفزيون حتى يمل منه سريعًا، فإن لم يعرف كيف يستغل وقته حسنًا بدراسة أخرى مثل دراسة الكمبيوتر أو يؤدي خدمة للأسرة والكنيسة والمجتمع، فقد ينجرف نحو الجلوس على القهاوي، واللف في الشوارع، وهذا وذاك يحمل في طياته خطورة السقوط في الإدمان.
وقد يدفع الفراغ الإنسان إلى الشللية وكثرة المشاركات في المناسبات التي لا تخلو من المعاثر، وقد تكون التجربة الأولى لتعاطي المخدرات في إحدى هذه المناسبات كنوع من الفرفشة والترويح عن النفس، والإنسان الذي يعاني من الفراغ ولا يشعر بأن حياته لها قيمة يكون ارتباطه بالمخدرات أقوى.
ويرتبط الإدمان دائمًا بالناحية الاقتصادية، ومع موجات البطالة التي يعاني منها الشباب، ولا سيما بعد تخصيص القطاع العام والاستغناء عن عمالات كثيرة، فإننا نجد نسبة البطالة في ازدياد مطرد، ولذلك نستطيع أن نتوقع في السنين المقبلة زيادة نسبة الإدمان.
وهنا تجد الكنيسة نفسها أمام مسئولية جديدة، وهي محاولة التوفيق بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل من أصحاب المصانع والمشاريع.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:28 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

قبول المجتمع

قبول المجتمع لسلوك الإدمان يساعد على انتشاره، فمثلًا في رواندا ينتشر إدمان القنب بين أفراد جماعة "توا" التي تتصف بالسلوك المتدني، ولذلك تجد إن استخدام القنب بين الأفراد عمل مقبول وليس مستجهن، بينما في الطبقات الأخرى الأرقى يقل انتشاره، وفي قبائل "التونجا" ببوركينافاسو ينتشر تعاطي الحشيش بين البالغين، ولا سيما في نهاية الأيام الشاقة من العمل، ولذلك يعتاد الأطفال هذا السلوك وعندما يشبون يسلكون في تعاطي الحشيش دون أية ملامة تقع عليهم.
فعندما يغض المجتمع النظر عن المادة المخدرة ويتسامح معها، ولا يدينها فإنه بهذا يسهل انتشارها، فمثلًا الأسرة التي تنظر للتدخين على أنه أمرًا عاديًا وسلوكًا مقبولًا من المتوقع أنه عندما يشب أطفالها فإنهم سيدخنون السجائر في البداية في الخفاء وبعد قليل في العلن، وإن نصح الأب المدخن ابنه بأن لا يدخن فهو يشبه من يناقض نفسه بنفسه، وفي الأسر التي تنظر إلى تناول الخمور ولا سيما في الأفراح والأعياد على إنها نوع من الرقي،فمن السهل أن ينزلق أحد أفرادها في إدمان المسكرات، وفي بعض الأوساط مثل وسط السائقين ولا سيما سائقي النقل الثقيل ينتشر التعاطي كنوع من ثقافة المهنة، وفي الأوساط العمالية في المناطق العشوائية يكاد يكون التعاطي أمرًا متعارفًا عليه ومقبولًا من ناحية المجتمع، ولا سيما أنه في المناطق الشعبية يزداد إازدحام السكان وتلاحمهم معًا، وفي ظل الشوارع الضيقة والفتحات المتلاصقة يشعر الإنسان كأنه في سكن عام، فيؤثر ويتأثر بالجو المحيط، وعلى حد تعبير أحد سكان مدينة السلام بالقاهرة "الناس هنا صوتها عالي، ولغة الكلام بتاعتها وحشة، وتسمعهم وأنت قاعد في شقتك كأنهم معك لأن الشقق مفتحة على بعض ومزنقة جنب بعض"(15) ولذلك فإن الإدمان ينتشر في هذه المناطق الشعبية عن غيرها، وقد تدفع ظروف العمل الإنسان للتعاطي، فتقول أحد الشابات المتعاطيات "والدي كان دائمًا لا يحب العمل، ويعتمد على أمي في توفير المأكل والمشرب، وكنت أنا شاطرة في المدرسة، لكن والدي أصر على إني أخرج بعد الإعدادية علشان أشتغل. اشتغلت في مصنع ملابس، وبعد فترة تركته، واشتغلت بائعة في محل ملابس، وبعدين بائعة في محل أحذية وشنط، وكان عمري 18 سنة "(16).
وأيضًا من ضمن المجتمعات التي تنتشر فيها ثقافة المخدرات الحبس والسجن، فيقول أحد المدمنين " تدخل جوه القسم تلاقي كل أنواع البرشام، جوه الحجز يباع بأسعار السوق السوداء الريفوتريل (الايباتريل) ثمنه جنيه ونصف يتباع بحوالي ثلاثة جنيه.. يبقى الحبس أكسب"(17).

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
بل أن وسائل الإعلام السلبية قد تساعد على وجود قاعدة قبول لدى البعض الذين لديهم الاستعداد للتعاطي، فمثلًا الفيلم الذي يستغرق عرضه ساعتين أو أكثر، ومعظم الوقت يبرز الرفاهية والعظمة التي يعيشها تاجر المخدرات الكبير، وقد صنع لنفسه مملكة، وأقام من نفسه ملكًا يحكم كيفما يشاء، ومع نهاية الفيلم تأتي نهاية هذا التاجر في دقائق قليلة، فتكونن الصورة الأكثر ثباتًا في ذهن الشباب الطائش هي العيشة الهنية الممتزجة بالملذات لتاجر المخدرات أكثر من نهايته،.. "وفي سلسلة من البحوث الميدانية التي أُجريت على عينات كبيرة من تلاميذ المدارس الثانوية والمدارس الفنية المتوسطة وطلاب الجامعات في مصر تبين لنا أن وسائل الإعلام (الراديو - التلفزيون - الصحف) تأتي في مرتبة بعد مرتبة الأصدقاء مباشرة كمصدر يستمد منه الشباب معلوماتهم عن المخدرات بجميع أنواعها وفي نفس الوقت تبين لنا وجود ارتباط إيجابي قوي بين درجة تعرض الشباب لهذه المعلومات واحتمالات تعاطيهم هذه المخدرات"(18).
ويقول الدكتور أنطوان نصري مسرة "أكثر الكتب والمنشورات والملصقات للوقاية من المخدرات هي بالأحرى دليل للمخدرات، ويظهر من بعض التحقيقات أن عددًا كبيرًا من المدمنين قد استقوا معلوماتهم من وسائل الإعلام التي يؤدي بعضها أفضل خدمة لتجار مافيا المخدرات "(19) ونسبة 75% من الطلبة المصريين المدمنين استقوا معلوماتهم عن المخدرات من برامج الإذاعة والتليفزيون والمسلسلات والأفلام السينمائية التي كثيرًا ما تربط بين المخدرات والسعادة والملذات والشهوات، وكأن الرذيلة ترتبط بالسعادة، والفضيلة ترتبط بالتعاسة، والبعض من قصيري النظر الذي يقول "أحييني اليوم وموتني بكره" يفضل المخدرات التي تقوده إلى مثل هذه السعادة حتى لو كان نهايتها الموت.
وفي النهاية أخاف أن أقول أن الشلل التي تتجمع أمام فناء الكنيسة، وفي فناء الكنيسة كثيرًا ما ينتشر بينهما التعاطي والانحرافات السلوكية، وأكتفي هنا بقصة حكاها لي أحد الآباء الكهنة حيث قال " كنت أسير في الشارع الساعة الحادية عشر مساءًا في طريقي إلى بيتي بعد يوم شاق، وإذ برجل عامل بسيط يسلم عليَّ ويقول لي" ابنتي تعبانة.. يا ليتك تأتي وتجلس معها".
ذهبت معه على الفور وجدت الزوجة التي تتردد على الكنيسة ومعها أربعة أبناء وبنات منهم هذه الفتاة التي تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، ولكنها ظهرت عليها علامات النضج الجسماني المبكر، فتبدو مكتملة الأنوثة.. جلست معها، وفي البداية لمست اللامبالاة النهائية التي تغلف حياتها.
سألتها: بابا زعلان ليه؟
قالت: أنتم السبب.
قلت: لماذا؟
وبدأت تحكي مأساتها.. كانت ذاهبة إلى الكنيسة منذ سنتين مع أمها، وعلى الباب وجدت أحد الفتية المراهقين يبتسم لها، فابتسمت له، وتكرر هذا أكثر من مرة، وفي إحدى المرات كانت ذاهبة للكنيسة بمفردها فطلب منها هذا الفتى التحدث معها فتجاوبت معه، وتكرر الموقف. بل تطور إلى الخروج معًا على الشاطئ والذهاب إلى قصر المنتزه، ويومًا فيومًا سقطت معه في الزنا، وعوضًا عن أن تفوق لنفسها وتسرع للأب الكاهن فإنها ارتبطت به أكثر فأكثر. ثم تركها هذا الفتى فسقطت مع آخرين من الشباب، وسلكت في طريق الرذيلة حتى النهاية، فكانت تذهب إلى الشقق الخالية ويتناوب عليها عشرة أشخاص في الليلة الواحدة، وخلال هذه الفترة أدمنت التدخين والمخدرات.. لوثت سمعتها حتى أن الشباب يقفون أمام بيتها كل يوم ينتظرون خروجها، وعندما حبستها الأسرة في البيت كانت المخدرات تصل إليها عن طريق إحدى صديقاتها الغير مسيحيات..
قال لها أبونا: باب التوبة مفتوح، وأخذ يحدثها عن الرجاء.. وهي تجهش بالبكاء وتقول: أنا خلاص ضعت.. كانت الفرصة من سنتين.. يا ليتكم تهتمون بحوش الكنيسة وباب الكنيسة، والذين لا يعرفون من الكنيسة غير بابها وحوشها.
هذه القصة يا أحبائي تلفت أنظارنا إلى تدريب وتخصيص خدام تقتصر خدمتهم على مثل هذه النفوس الضالة والتي تأتي إلينا إلى باب الكنيسة وحوش الكنيسة، وعوضًا عن طردهم نسير معهم المشوار الطويل الشاق من حوش الكنيسة إلى أحضانها.. المشوار لا يستغرق إلاَّ بعض خطوات ولكنه قد يستغرق شهور طويلة من الإقناع ويحتاج حب كثير.
_____
الحواشي والمراجع :

(15) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 107
(16) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 241
(17) المرجع السابق ص174
(18) مقدمة في مكافحة الإدمان والإيدز - مركز الحياة الأفضل - أسقفية الشباب ص 21
(19) الوقاية من الإدمان في الشرق الأوسط - مجلس كنائس الشرق الأوسط ص 95
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

سهولة توفر المادة

توافر المادة في المجتمع مع انخفاض سعرها (مثل البانجو) يساعد على انتشارها، واستخدامها ولو على سبيل التجربة، فهذه المواد لها تأثيرها السحري على بعض الأشخاص، وتمثل بالنسبة لهم المجهول الذي يتشوقون لكشف الحجاب عنه،بينما قلة المادة وارتفاع سعرها يدفع البعض للإقلاع عنها، فمثلًا عندما احتلت إسرائيل أرض سيناء التي كان يُهرَب من خلالها الحشيش ارتفع القرش منه من جنيه ونصف سنة 1967م إلى نحو عشرة جنيهات سنة 1969م مما دفع الكثيرين للإقلاع عنه.
وعن توافر بعض المواد المخدرة بكثرة مثل البانجو يقول بعض سكان أحد المناطق الشعبية في أطراف القاهرة: "الواحد هنا ممكن يروح يجيب البانجو أسهل من أنه يجيب عيش من الفرن، على الأقل البانجو مش واقف عليه طابور زي ما هو في طابور الفرن. ده فيه عيال واقفين على النواصي يبيعوا البانجو "(20)
" لو بصيت يمين وشمال تجيب بانجو.. لو جبت كيلو بانجو وقعدت بيه في الشارع هيتسحب هواء "(21)
" هنا العيل لو معاه عشرة جنيه، يتاجر، ويجيب ورقة بانجو ويقطعها ويبيعها، والعشرة جنيه يبقوا ألف جنيه في الشهر "(22)
" الشراء هنا بسهولة جدًا، حتى لو نزلت السبت من الشباك تلاقي فيه ورقة بانجو من غير ما تتعب أو تدور "(23)
وتقول فتاة جامعية " والناس بتبيعه (البانجو) في الشارع زي الخضار، وعلى القهوة مع الشاي، ومفيش حد يحاسب الناس دي "(24)

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
وما يزيد من صعوبة القضاء على المادة المخدرة أن المدمنين يبتكرون طرقًا عجيبة للإدمان، فبعضهم مثلًا يجمع الصراصير ويشعل فيها النيران ويستنشق الدخان المتصاعد منها لكيما يعمل دماغ، وبعض الفلاحين يلحسون الضفادع لأن هناك مادة مخدرة يفرزها جلد الضفدعة.
ويحاول تجار المخدرات عمل المستحيل لتوفير المادة في السوق، فأحد التجار يستغل ابن أخيه الذي لا يتعدى العشر سنوات في إحضار المخدرات له، ويقول هذا الصبي عمي قال لي " أذهب لعم أحمد البقال، وقول له هات الشكولاته اللي عمي بيأخذ منها، وخلي بالك أنها شكولاته مُرَّة، وأوعى تأكلها.. وعقلي وزني.. فأكلتها.. كنت حاموت، وقعدت شهرين في مستشفى الحميات "(25)
ويقول أحد سكان مدينة السلام عن تجار المخدرات " الأول يبتدوا بتعليم الأولاد الشرب، وبعدين يشغلوهم في البيع.. ويا عالم بعد كده هيحصل أيه "(26)
ويقول آخر " الموزعين عيال 15 أو 16 سنة، اتعودوا يكسبوا من الهواء.. لو اشتغل في ورشة هيكسب 30 جنيه في الأسبوع ويطلع عين أمه.. وهو بيكسب أدهم عشر مرات في توزيع البانجو"(27)
كما يستغل تجار المخدرات أولاد الشوارع، وعن هؤلاء الأولاد يقول د. سمير صبحي نيقولا "أولاد الشوارع كثيرين ولسنا على دراية بهم، بل نضطهدهم. إنهم طبقة مظلومة. هؤلاء الأطفال يقابلون أولاد المدارس ولهم دور في الاتجار بالمخدرات.. أولاد الشوارع خطر على أنفسهم وعلينا. إنهم جيل منتٍه قبل أن يبدأ"(28)
ويقف بعض الصبية على أبواب المدارس يبيعون الورد والياسمين بأسعار مجزية بعد أن يرشوا عليها إسبري مخدر به مادة الكوكايين، وأكثر من هذا فقد قبضت جهات الأمن على عاملة كانتين بمدرسة ابتدائية راقية بالإسكندرية، لكيما تزيد مبيعاتها من المصاصات كانت تضعها في ماء مذاب فيه مادة مخدرة ثم تعيد تغليفها، وعندما تناول أحد الأطفال أكثر من مصاصة في اليوم أصيب بإعياء ونُقِل إلى المستشفى وعن طريقه تم اكتشاف هذه الجريمة.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أما عن مافيا تجار المخدرات والتنسيق بينهم حتى تصل المادة إلى السوق فهو مثار للعجب، وقد حكى الأستاذ وجيه أبو ذكرى(29) قصة الشاب الوسيم الجامعي الذي يعمل في مجال السياحة، وبدأ يتعاطى الخمور وانتهى إلى الهيروين، وبعد أن كان يكسب كثيرًا أصبح لا يملك شيئًا، وعندما احتاج إلى المادة استغله تاجر المخدرات في التهريب بطريقة خيالية.. فقد أوصاه وهو أثناء عمله في مجال السياحة أن يغازل إحدى عواجيز السياح ويقدم لها الإغراءات باسم الحب، حتى توافق على السفر معه في رحلة إلى الهند.. وبدأ هذا الشاب في هذه الفترة يأخذ الهيروين مجانًا وزاد من الكمية عملًا بِالمَثَل "أبو بلاش كّتَّر منه" حتى لو كان سمًا! فكان يتناول خمس جرعات يوميًا، وبعد شهر سقطت في وسامته سائحة أمريكية عمرها 55 سنة جاءت في زيارة لمصر لتنسى زوجها الذي توفى منذ شهر، وذهب معها إلى الهند وهي سعيدة وكانت تناديه بفرعوني الصغير، وفي بومباي ذهب إلى محل هدايا معين وقال له أنه من مصر ويريد لخطيبته أكبر فيل خشبي بالهند كلها، فسأله صاحب المحل: كم تدفع؟ فقال له: عشر دولارات فقط، وأعطاه نفس العشرة دولارات التي تسلمها من تاجر المخدرات المصري، فأعطاه الفيل الخشبي الذي فرحت به الأمريكية. ثم سافر إلى ابيدجان على ساحل المحيط ونزل في قرية سياحية، وفي القرية نزل إلى حمام السباحة مع المرأة الأمريكية فجاء رجل أفريقي وهمس في أذنه " هل هناك رجل عاقل.. يترك ثلاثة ملايين دولار وينزل إلى حمام السباحة مع عجوز شمطاء " وتركه وأنصرف، ثم سافر الشاب الوسيم معها إلى باريس ومن باريس حجز مكانين على الطائرة المصرية للعودة إلى القاهرة، وقبل إقلاع الطائرة إدعى أنه نسى جواز سفره في الفندق، فتركها تركب الطائرة ووعدها بالحضور على الطائرة الثانية.. وصلت المرأة الأجنبية إلى القاهرة وعبرت من الجمارك بالفيل ولم يشك فيها أحد.. وفي اليوم التالي عاد الشاب للقاهرة واتجه إلى الفندق فعلم أن الفيل سُرق من حجرتها، فسقط مغشيًا عليه عالمًا أن نهايته قد جاءت على يد حكومة المخدرات العالمية القوية.
وعندما ذهب إلى تاجر المخدرات باكيًا وقص عليه ما كان، فوجئ بتاجر المخدرات يلقي أمامه بعشرة آلاف دولار قائلًا: هذا هو حقك.. قال له الشاب: إذًا.. أنت الذي سرق الفيل. قال: لست أنا بالتحديد، ولكن منذ أن أخذتَ الفيل من بومباي، وهو في حراستي إلى أن أستقر في القاهرة.
فسأله الشاب: أين هو؟
فقال: في عروق شباب مصر الآن، أو هو في الطريق إلى عروقهم.
واستطاع هذا الشاب الوسيم مع هذه الأمريكية بهذه الطريقة وبغيرها أن يشترك في أكثر من عملية تهريب، وصار من الأثرياء، يركب السيارة المرسيدس، وله شقة في المهندسين.. وأخيرًا نجحت الشرطة الدولية في القبض على السائحة الأمريكية وهي قادمة من أثينا ومعها "وشاح باكستاني" جميل مطرز بأحجار شبه كريمة، وما هي إلاَّ مخابئ للهيروين، وروت حكايتها بالكامل وهي تؤكد أنها لا تعرف شيئًا عن المخدرات. ولم يكتف هذا الشاب بهذا بل أراد أن يلعب نفس اللعبة لحسابه، وأراد أن يشرك زوجته معه، فجعلها تدمن الهيروين بدون إرادتها، إذ كان يعطيها منوم قبل نومها، وبعد نومها يحقنها بالهيروين حتى صارت مدمنة، وسقطت معه في القيد الهيرويني فأصبحت تابعة له، وسافر معها إلى الهند وفي بومباي حصل في هذه المرة على 60 كبسولة بها 2 كم. هيروين أبتلع كل منهما ثلاثين، وسافرا الاثنان إلى لندن، وفيها أنزلا الكرات وأمضيا أسبوعًا، وفي يوم السفر إلى القاهرة فتح الزوج الشاب كبسولة وتناول منها هو وزوجته جرعة من الهيروين وأغلقها بدون إحكام وأبتلعها ثانية مع بقية الكمية هو وزوجته، وقبل وصوله للمطار بنصف ساعة فُتِحت الكبسولة في أمعائه، فأصابته بهبوط حاد، ومات في المطار، وتم القبض على الزوجة التي سقطت ضحية لهذا الإنسان.
_____
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

حجم مشكلة الإدمان و المخدرات

في هذا الفصل نتعرف على حجم مشكلة الإدمان، وبعض المصطلحات الخاصة بموضوع الإدمان.
حجم مشكلة الإدمان:
يمثل الإدمان مشكلة إنسانية عامة تعاني منها الدول النامية والدول المتقدمة أيضًا، ففي سنة 1990 أعلنت الأمم المتحدة أن حجم التعامل في المخدرات بلغ 500 مليار دولار وهو ما يفوق تجارة العالم في البترول، ويقول الأستاذ أديب نجيب سلامة "تعتبر مصر من أكثر الدول استهلاكًا للمخدرات (جريدة الأخبار31/3/1989م) ويرجع أن عدد المدمنين في مصر (1989م) يصل إلى مليون شخص، وقد تبين أن 65 في المائة ممن يعالجون من الإدمان لا يترددون في القيام بالسرقة أو القتل لتوفير ثمن الجرعة التي يحتاجونها إذ يحتاج المدمن الواحد إلى نحو 300 جنيه يوميًا (جريدة الأهرام 11/4/1989م)،الهيروين وحده يكلف حوالي 500 مليون جنيه سنويًا (جريدة الأهرام 24/3/1989م) "(29)، وتجارة المخدرات تؤثر على أمن البلاد داخليًا وخارجيًا، وعلى اقتصاد البلاد، في مصر يدفع التجار بالعملة الصعبة قيمة المخدرات التي يهربونها من الخارج وهو ما يقدر بـ700 مليون دولار سنويًا(35) ويقول د. أحمد جمال أبو العزايم "أن كل مائة قرش دخل قومي للبلد يُنفق منها 18,10 قرشًا على المخدرات"(30) وكانت مصر تصرف على المخدرات 20 مليار دولار سنويًا في الوقت الذي كانت ديون مصر تمثل 40 مليار دولار وميزانية الدولة كانت تمثل 60مليار دولار(36).
والكمية المضبوطة من المخدرات تمثل نسبة 10% بينما 90% تتسرب داخل البلاد(37) ويقول د.رسمي عبد الملك "المتفق عليه عالميًا أن عدد المدمنين يقاس بكمية المضبوطات ثم تُضرب في عشرة أمثالها لحصر عدد المدمنين "(31)، ويضاف إلى هذا نسبة كبيرة من الأدوية المنومة والمهدئة التي تباع في الصيدليات، وهذه الإحصائية أصدرتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سنة 1999م لمدة خمس سنوات:-
العام
حشيش/
كجم
بانجو/
كجم
أفيون/
كجم
هيروين/
كجم
الماكستون فورت/سم3
أقراص/ألف
1995
1996
1997
1998
1999
1050
2050
450
550
530
3000
6500
10500
31000
23000
18
18
5,31
26
24
48
5,48
51
5,22
12
42000
19000
46000
16000
19000
190
450
100
مليون و50000
550
ويقول الأستاذ وجيه أبو ذكرى "مافيا المخدرات تتسلل إلى مواقع خطيرة إلى الشرطة التي تكافح هذه السموم، وإلى القضاء الذي يستطيع أن يقضي على هذه المؤسسات القاتلة للشعب، وإلى مجلس الشعب حيث الحصانة والتشريع ربما لم تجد هذه العصابات موضع قدم في هذه المواقع الخطيرة وربما وجدت ولا أحد يدري مدى إنجازهم الشيطاني في هذا الطريق "(32)

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
وأكثر ما تصيب المخدرات فإنها تصيب الشباب في سن الزهور، وقد أُجريت دراسات على عينه من مدارس المرحلة الثانوية بالقاهرة فوجد أن 5% يستخدمون المهدئات والمنومات والمنشطات، و25% يتعاطون المخدرات بصفة منتظمة(38) وهناك نسبة 17% من شباب الجامعات قد سقطوا في حفرة الإدمان.
أما نسبة الفتيات والسيدات المدمنات في مصر فقد وصلت إلى نحو ربع عدد المدمنين(39) أما عن مدى أضرار هذه المخدرات فيقول د. سمير صبحي نيقولا " فالمخدرات تتداخل على الذاكرة والإحساس والإدراك، وتشوه الخبرات، وتتسبب في فقد السيطرة على النفس مما قد يؤدي بالمتعاطي إلى إيذاء نفسه والآخرين، وتؤثر المخدرات على قدرة المخ على التحصيل والتخزين والتوليف للمعلومات، ومن الممكن أن تؤثر على الإدراك مما يعطي الشخص الإحساس بالإبداع الكاذب.. وتؤكد البحوث أن تعاطي المخدرات يسود بين الأبناء بأكثر من عشر أمثال ما يدور بخلد الآباء "(33)
ويقول د. مصطفى المنيلاوي عن حجم مشكلة الإدمان في مصر "حجم خطير جدًا.. يصعب تحويله إلى أرقام.. سأروي لك حكاية مكررة عشرات المرات.. يأتي إليَّ مدمن، وأقوم بعلاجه.. أي أستخرج المخدر من جسده، وأستخرج حاجته إلى المخدر، وبعد فترة أسال عنه.. وأعلم أنه مات، فأعلم أنه خرج، وعاد إلى نفس المناخ الذي دفعه إلى الإدمان، فعاوده، فدخل في دائرة الموت، ومات.. وأحيانًا أرى صورته في صفحة الوفيات تحت عنوان أصبح ثابتًا {فقيد الشباب} "(34)
ولهذا صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 450 لسنة 1986 بتشكيل المجلس القومي لمكافحة الإدمان برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزراء التأمينات الاجتماعية و الشئون الاجتماعية، والقوى العاملة والتدريب، والعدل، والأعلام، والحكم المحلي، والأوقاف، والثقافة، والتعليم العالي، والصحة، والداخلية، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ومدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
ومن اختصاصات المجلس وضع السياسات المطلوبة لمكافحة وعلاج الإدمان، وتقييم التجارب الناجحة في مجال مكافحة وعلاج الإدمان وكيفية الاستفادة منها، ويجتمع المجلس مرة على الأقل كل ثلاثة شهور.
_____
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

بعض المصطلحات الخاصة بالإدمان والمدمنين والمخدرات

1- المخدرات
2- العقاقير
3- العقاقير النفسية
4- التعاطي
5- التعود
6- الإدمان
7- التحمُّل
8- التحمُّل المتعد
9- اللهفة
10- أعراض الانسحاب
1- المخدرات:

من الناحية اللغوية كما وردت في لسان العرب والمعجم الوسيط مشتقة من لفظ الخدر ومعناه " استرخاء يغشي بعض الأعضاء أو الجسد كله، والخدر هو الكسل والفتور، وخُدّر العضو تخديرًا جعله مخدرًا وحقنه بمخدر لإزالة إحساسه، ويقال خدَّره الشراب، وخدَّره المرض، والمخدّر مادة تسبب في الإنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة كالبنج والحشيش والأفيون "(35)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
2- العقاقير Drugs:

"هي مواد كيميائية مصنعة أو طبيعية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي مثل المواد المنومة أو المواد المهدئة أو المنشطة أو الخمور أو المخدرات "(36) فالعقاقير هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوى على جواهر مسكنة أو منبهة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجهة، أن تؤدي بالفرد إلى حالة من الاعتماد عليها، مما يضر بالفرد جسميًا ونفسيًا واجتماعيًا وبالمجتمع ككل، ومثال لذلك عقار الكودايين الموجود بالأدوية المهدئة للسعال، إذا ما اُستخدم بالجرعة التي يحددها الطبيب فإنه سيؤدي إلى إبطال السعال، أما إذا أخذ شخص عشرة زجاجات يوميًا فلابد أنه سيضر ضررًا كبيرًا(39).
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
3- العقاقير النفسية:



المادة النفسية هي التي إذا تناولها إنسان أو حيوان أثرت على المراكز العصبية العليا في المخ إما بالتنشيط Stimulation أو بالتثبيط Sedation أو بالهلاوس Hallucinogenic.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
4- التعاطي:

من الناحية اللغوية كما وردت في لسان العرب " التعاطي هو تناول مالا يحق ولا يجوز تناوله " والتعاطي غير التناول، فيمكننا أن نقول تناول الدواء ولكننا لا نقول تعاطي الدواء، وهناك ثلاثة أنواع من التعاطي:
i-تعاطي استكشافي Experimental use: وهي تجربة المواد النفسية لأول مرة، والمتعاطي المجرب هو الشخص الذي يتناول المادة المخدرة لأول مرة على سبيل التجربة والاستكشاف، وقد لا يكررها ثانية أو يكرر المحاولة.
ii-تعاطي متقطع أو بالمناسبة Occasional use: وهو العودة إلى تعاطي المواد النفسية في المناسبات الاجتماعية، ويسمى المتعاطي هنا بالمتعاطي العارض وهو الشخص الذي يستعمل المادة المخدرة على سبيل الترويح واللهو.
iii-تعاطي منتظم Regular use: وتعني الاستمرارية في التعاطي في أوقات منتظمة، والمتعاطي هنا يُدعَى بالمتعاطي القهري الذي يستعمل المادة المخدرة بصفة منتظمة ويعتمد عليها بدنيًا ونفسيًا باستمرار وبشكل قهري، أي يصل إلى مرحلة الإدمان.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
5- التعود:

وينشأ من تعاطي الإنسان كمية ثابتة من بعض المواد النفسية، والتوقف عن هذه المادة يؤثر في الإنسان نفسيًا فقط بينما يكون الجسم في حالته الطبيعية رغم التوقف عن تعاطي المادة، فيمكن تعريف التعود بأنه " تكرار فعل معين وعند إبطاله يحدث ضيق مؤقت ولا تحدث الأعراض النفسية والجسيمة بل يحدث "تشوُّق " لتكرار هذا الفعل، لكن هذا التشوُّق يقل تدريجيًا بمضي الزمن "(37)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
6- الإدمان Addiction:

وينشأ عن التعاطي المتكرر لمادة نفسية أو أكثر، فيرتبط بها الإنسان بحيث إذا توقف عنها تؤثر في الإنسان نفسيًا وجسمانيًا أيضًا، وقد عَّرِفت هيئة الصحة العالمية الإدمان سنة 1974م بأنه حالة من التسمم الدوري أو المزمن يتلف الفرد والمجتمع معًا، وهو وناتج عن استعمال عقار (طبيعي أو مُصَنَّع) ويتميز بالتالي:
أ- رغبة أو حاجة ملحة لا تقاوم للاستمرار في أخذ العقار والحصول عليه بأي وسيلة.
ب- ميل إلى زيادة الجرعة للحصول على نفس الأثر.
ج- اعتماد نفسي، وأحيانًا اعتماد بدني.
د- ظهور أعراض انسحابية عند التوقف عن التعاطي.
والذي يدفع المدمن لتناول المادة المخدرة عوامل كثيرة منها:
1. الشعور بآثار نفسية معينة.
2. الهروب من الواقع المرير.
3. تجنب المتاعب المترتبة على توقف المخدر.
والإدمان هو لعبة عدوانية لا شعورية يحاول فيها المدمن أن ينتقم من الأهل في شخص ذاته، وهي لعبة تدمير الذات (بدون شعور) بغرض كسب عطف الآخرين وإجبارهم على الاهتمام به، فهو يحطم ذاته مقابل الحصول على الحب والحنان من الغير.
والإدمان لا يمثل المرض، ولكنه يمثل عرض للمرض مثل ارتفاع درجة الحرارة فأنه لا تمثل مرضًا لكنه عرض لمرض،أما المرض الناتج عن الإدمان فهو نقص التفاعل الاجتماعي، ونقص الاهتمام، ونقص الحب، والمدمن من المستحيل أن يُشفىَ بدون الحب الذي ينقصه.
وفي أوائل الستينات أوصت هيئة الصحة العالمية بإسقاط مصطلح الإدمان وأحلت محله لفظة "الاعتماد".
فالاعتماد هو الارتباط بمادة معينة وعدم القدرة على الاستغناء عنها، ويرتبط بالاعتماد ما يلي:
i- زيادة الجرعة للحصول على نفس الأثر الأول وهو ما يدعونه بالتحمل.
ii- عند التوقف عن تعاطي المادة أو تخفيف الجرعة تظهر أعراض مؤلمة للإنسان وهو ما يدعونه بأعراض الانسحاب.
iii- الرغبة الملحة والدائمة للتعاطي وهي ما يدعونها باللهفة والاعتماد قد يكون:
1-اعتماد نفسي Psychic dependence: وهو ارتباط الإنسان بالمادة النفسية التي يتعاطاها، وهذا الارتباط ارتباط نفسي تدفع المتعاطي لتناول المادة قهريًا بهدف الحصول على الرضا والمتعة واللذة التي اعتاد عليها، وأيضًا تجنب الضيق والألم الناتج عن غياب المادة.
2-اعتماد عضوي Organic dependence: هو تفاعل وتكَّيف المتعاطي مع أحد المواد النفسية، وهذا الارتباط ارتباط عضوي يدفع الإنسان لتعاطي المادة، فإذا انقطع الإنسان عن تناول هذه المادة ثارت في وجهه المتاعب والاضطرابات العضوية.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
7- التحمُّل Telerance:

أي احتياج المتعاطي لزيادة الجرعة من المادة المخدرة التي اعتاد عليها، بهدف الحصول على النشوة الأولى، والإبقاء على الأثر الأول ثابتًا.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
8- التحمُّل المتعد Gross-Telerance:

أي انتقال الإنسان من المادة المخدرة التي اعتاد عليها إلى مواد أخرى من نفس الفئة أو من فئة قريبة.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
9- اللهفة Craving:

وهي الرغبة القوية في الحصول على أثار المخدر الذي اعتاد عليه الإنسان وغالبًا ما يصاحب اللهفة المشاعر السيئة.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
10- أعراض الانسحاب Withdrawal symptoms:

وهي مجموعة الأعراض التي تنتاب الإنسان المدمن عقب توقفه عن تعاطي المادة النفسية أو عقب تخفيف الجرعة التي اعتاد عليها، فالمخ يفرز مادة شبيه بالأفيون الطبيعي (مطمئنات المخ) وهذه المادة تساعد على تخفيف الآلام الطبيعية والغير طبيعية، وعندما يتعاطى الإنسان مادة مخدرة يتوقف المخ عن إفراز الأفيون الطبيعي، وعندما يتوقف الإنسان عن تعاطي هذه المادة تمر فترة حتى يبدأ المخ في إعادة إفراز الأفيون الطبيعي، فتكون هذه الفترة فترة اضطراب لجميع وظائف الجسم الحيوية وقدراته العقلية، فعند توقف المخ عن إفراز الأفيونات يفقد المدمن القدرة على التركيز، ولا يستطيع القيام بنشاطه اليومي المعتاد إذ تظهر اضطرابات عديدة بالوظائف الحيوية مثل القيء والإسهال، واضطراب ضغط الدم وضربات القلب، وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى المعاناة من آلام شديدة بأسفل الظهر والرأس ومعظم أجزاء الجسم.
يقول معيد بالجامعة " كان مدمنًا وشاهد برنامج تليفزيوني متخصص يقول فيه المتحدث " لقد خلق الله في جسم الإنسان مصنعًا لإنتاج المخدرات، التي يحتاجها الجسم ليخفف عن آلامه.. فاحتكاك المفاصل بدون مصنع المخدرات الذي شيده الله في جسم الإنسان يحدث ألمًا لا يتحمله الإنسان.. وعندما يصاب الإنسان بأي ألم فأن المصنع يسرع بإنتاج المخدر ليخفف الألم.. ولكن عندما يحصل الجسم على مخدر خارجي.. فإن هذا المصنع يتوقف تمامًا عن العمل.. وعندما يتوقف المدمن عن الإدمان.. فإن الجسم يصبح في حاجة إلى مخدر.. وهنا يشعر المدمن بالآلام، ولكن إسمعوا جيدًا عندما يكون هناك دافع قوي للتوقف عن الإدمان، فإن الجسم يرسل حرس الطوارئ إلى مصنع المخدرات في عقل الإنسان، ويفتحه ويبدأ في تشغيله فورًا، وحرس الطوارئ عبارة عن أنزيمات يفرزها جسم الإنسان عند الضرورة القصوى.. وتعمل بنشاط وهمة "(38).
_____
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

أثر الإدمان على المدمن وعلى الآخرين

في هذا الفصل نناقش النقاط الآتية:
أولًا: أثر الإدمان على المدمن.
ثانيًا: أثر الإدمان على الأسرة.
ثالثًا: أثر الإدمان على المجتمع.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 07 - 2014, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

أثر الإدمان والمخدرات على المدمن

أولًا: أثر الإدمان على المدمن
يتوقف مدى تأثير الإدمان على المدمن على عدة أمور مثل تعليم المدمن إذا كان متعلمًا ومثقفًا أو أميًا، وإذا كان من سكان المدن أو الأرياف، وإذا كان في مقتبل العمر أو كبيرًا في السن، فالمتعلمون وسكان المدن وصغار السن هم أشد تأثرًا بالإدمان ويتعرضون لتدهور أكثر وأسرع(54). (د. مصطفى سويف - المخدرات والمجتمع ص121).
وما أكثر أثار الإدمان على المدمن فإنه ينتج عنه 26 اضطرابًا بدنيًا، و35 اضطرابًا صحيًا ونفسيًا، و55 اضطرابا اجتماعيًا(55).
أمثلة الاضطرابات البدنية
أمثلة الاضطرابات النفسية
أمثلة الاضطرابات الاجتماعية
أثر الإدمان من الناحية الروحيَّة
أثر الإدمان على المخ
أثر الإدمان على الوعي
أثر الإدمان على جهاز المناعة
أثر الإدمان على الإصابة بالإيدز
أثر الإدمان على العصب البصري
أثر الإدمان على فقدان الشهية
أثر الإدمان على الإحساس
أثر الإدمان على العمل
أثر الإدمان على الشخصية
أثر الإدمان على اهتمامات الإنسان
أثر الإدمان على العلاقة مع الآخرين
أثر الإدمان على ملكات الإبداع
أثر الإدمان على الثروة والممتلكات
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ومن أمثلة الاضطرابات البدنية:
1- إصابات الجهاز التنفسي.
2- قرحة المعدة.
3- اضطراب وظائف الكبد.
4- قرحة الأثنى عشر.
5- الفشل الكلوي.
6- ارتفاع نسبة السكر في الدم
7- التأثير على القلب.
8- تغير لون الجلد
9- التأثير على خلايا المخ.
10- تجعيدات الوجه
11- فقدان الشهية
12- حكة الأطراف
13- الهزال
14- سرطان الرئة
15- نقص الوزن
16- أمراض اللثة والفم
17- ارتعاش الأطراف
18- تشوه الجنين
19- تغير الموجات الكهربائية الصادرة من المخ.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ومن أمثلة الاضطرابات النفسية:
1- الخلط الذهني التسممي، والخمول الذهني، وفقدان الذاكرة.
2- التفكير الاضطهادي فيعتقد المدمن أن الجميع يكرهونه ويضطهدونه.
3- التدهور العقلي، فالمدمن يفقد الحكم الصحيح على الأمور.
4- النوبات الذهنية الحادة.
5- الاكتئاب.
6- الهلوسة.
7- الأرق واختلال نظام النوم.
8- نوبات شبيهة بنوبات الصرع.
9- السلوك العدواني.
10- الإحساس بالثقة الزائدة بالنفس.
11- يقع المدمن بين تأثيرين متعارضين احدها الإحساس بالراحة والرضى، والآخر الإحساس بالذنب والتوتر والاكتئاب، وقد ينتقل المدمن من قمة السعادة إلى قمة الشقاء والتعاسة مما يدفعه إلى الانتحار.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
ومن أمثلة الاضطرابات الاجتماعية:
1- زيادة الإقبال على المخدرات.
6- تدهور مستوى الأداء في العمل.
2- تطور النزاعات الشخصية.
7- زيادة نسبة البطالة.
3- الانسحاب الاجتماعي.
8- تدهور مستوى الإنتاج.
4- تدهور الشعور بالمسئولية.
9- التسرب من المدرسة.
5- صعوبة التوافق الاجتماعي.
10- الانهيار الأسري.
11- ارتفاع معدلات الجريمة والعنف والسرقة والتزوير والاغتصاب والقتل.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان من الناحية الروحيَّة:

الإدمان يستعبد الإنسان المدمن فيصير أسيرًا له، وقد يفقد إرادته وحريته في التصرف، ولا يستطيع أن يقول لا.. للأخطاء مهما عظمت، ولا يمكنه إلاَّ أن يقول نعم لجميع الخطايا التي تسهل له الحصول على المخدر مثل الكذب والمراوغة والسرقة.. من تسلط عليه الإدمان كسيد قاسِ لا يقدر أن يقول "كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط على أي شيء" (1كو11:6).. من تمررت حياته في الإدمان يشعر أن الرب تخلى عنه وأسلمه إلى ذهن مرفوض فيحس بالضياع، ويهرب من العبادة، ويتحاشى سر الاعتراف، ولا يطيق حضور القداسات، ولا يريد أن أحدًا يعرف أنه مدمنًا، ففي إحدى المرات أخبرت زوجة مخلصة الأب الأسقف عن زوجها المدمن، فكاد أن يطردها لولا تدخل الأب الأسقف.. حقًا أنه مسكين مسكين هو المدمن.. أنه يمضى حياته هنا في منتهى التعاسة والشقاء، وفي النهاية يفقد نصيبه وإكليله في الأبدية السعيدة..الخ
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على المخ:
أ- بعض المواد المخدرة مثل الكحول والباربيتيورات تؤدى إلى وقف عمل بعض الخلايا العصبية في المخ، وبعض المواد الأخرى مثل الكوكايين والامفيتاينات تؤدي إلى تنبيه بعض الخلايا العصبية، فيختل عمل المخ، وبالتالي تختل وظائف الجسم.
ب- تؤثر المواد المخدرة والعقاقير على جذع المخ حيث يوجد النخاع المستطيل Medulta Oblongata الذي يحتوى على المراكز الحيوية بما فيها مراكز التنفس والقلب ومركز التحكم في الأوعية الدموية، وقد تؤدي المواد المخدرة إلى انهيار الجهاز التنفسي مثلًا فتحدث الوفاة.
ج- تؤثر المواد المخدرة على جزء هام في المخ يُدعى تحت المهاد Hypothalamusوهو المسئول عن حفظ حرارة الجسم وتوازن الماء في الجسم، وإنتاج الهرمونات، والنظام الغذائي والجنسي، والمشاعر العاطفية، وأهم منطقتين تتعرضان للإثارة من المخدرات والمواد النفسية في هذا الجزء (تحت المهاد) هما:
1- منطقة المتعة والألم
2- منطقة الجوع والشبع
فبعض العقاقير من الامفيتامينات تخمد عمل الخلايا الخاصة بمراكز الألم بينما تهيج الخلايا التي تقع في منطقة المتعة فيشعر الإنسان بالبهجة وتزول آلامه، كما أنها تخمد الخلايا الخاصة بالجوع وتهيج الخلايا الخاصة بالشبع فيشعر الإنسان بالشبع وتختفي مشاعر الجوع.
د- المواد المخدرة والعقاقير تؤثر على الجهاز الحوفي Limbic System وهذا الجهاز هو أقدم جزء في قشرة المخ من حيث التكوين، ويعتبر منطقة الذاكرة للعاطفة، فمثلًا لو كان هناك طفلًا يخاف من الظلام فإن الجهاز الحوفي لديه يخزن هذه المشاعر الأليمة، فإذا رأى منزلًا مظلمًا يشعر بالخوف وتزداد نبضات قلبه ويشعر بالقلق، وكذلك يجلس الإنسان مع أصدقائه في جلسة مخدرات يسود فيها جو البهجة والمتعة والنشوة والصهللة فإن الجهاز الحوفي يخزن هذه الخبرة، وقد يلح على الإنسان لتكرار التجربة.
ه - يفرز " تحت المهاد" و"الجهاز الحوفي" مادتي الاندورفين Endorphin والانكفالين Enkephalin وهما يشبهان المورفين، وذلك بهدف السيطرة على الألم، فعندما يتناول الإنسان المواد المخدرة فإنه ينبه الجزء الخاص بتحت المهاد والجهاز الحوفي بالتوقف عن إفراز هاتين المادتين.
و- يوجد في قشرة المخ Cerebral Cortex الجانب الأيسر الذي يدعى بالذاتية وهو المسئول عن التفكير المنطقي والعمليات الحسابية والتجارب المعملية، والجانب الأيمن المسئول عن الخيال والفن والموسيقى، وعندما يتناول الإنسان المواد المخدرة فإنها تنشط الجانب الأيمن ويصبح الجانب الأيسر "الذاتية" المسئول عن حماية كياننا البدني والعقلي في كمون(56).
ويقول د. جمال ماضي أبو العزايم "لقد تبين من بحث الحالة الصحية لبعض المدمنين، أنه بعد ثلاث سنوات من بداية الإدمان ينقص حجم المخ إلى الثلث، وبعد فترة يتوقف الكبد عن القيام بوظائفه، كما يؤدي الإدمان إلى الإصابة بمرض الإيدز، خاصة بسبب استعمال الحقن الملوثة"(39)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على الوعي:

يؤثر الإدمان على وعي الإنسان فقد يؤدي إلى:
1- تغيُّب الوعي أو تقليله عند تعاطي بعض المواد مثل الأفيون والهيروين.
2- تنبيه الوعي وتنشيطه بسبب تعاطي بعض المواد مثل الكوكايين والامفيتامينات.
3- اضطراب الوعي بسبب تعاطي بعض المواد مثل البانجو والحشيش.
يقول أحد المدمنين "باشرب كل يوم خمس سجائر بانجو.. سيجارة البانجو مالهاش أكثر من نصف ساعة ويضيع تأثيرها. في الأول كانت تخلي الواحد يتوّل، ودلوقتي لو شربت فدان.. والبرشام لو أخذت واحدة أو أثنين يسطلوني، ولو أخذت خمسة يتوهوني.. ممكن توصّل لدرجة الموت ويصوتوا عليَّ.. ويشوف الإنسان نفسه في التربة (القبر) من التوهان والكيف "(40)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على جهاز المناعة:

تضعف المخدرات جهاز المناعة، في الإنسان، فتساعد الأمراض على الفتك به.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على الإصابة بالإيدز:

من السهل أن يصاب المدمن بمرض الإيدز، ولا سيما الذين يستخدمون حقن المكاستون فورت، فإنهم يتناوبون الحَقنْ بنفس السرنجة.. كما أن القاسم المشترك الأعظم مع المخدرات هو الانحرافات الجنسية التي قد تصيب المدمن بالإيدز.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على العصب البصري:

تؤثر المواد المخدرة وشرب الكحوليات على العصب البصري مما يؤدي إلى فقدان الرؤية والإصابة بالعمى.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على فقدان الشهية:

يحصر المدمن كل اهتمامه في الحصول على المخدر وتأمين الحصول عليه اليوم وغدًا وبعد غد، بينما يهمل غذاءه الضروري، ويفقد شهيته للطعام، فيفقد قوته ونضارته، ويصاب بالضعف الشديد والهزال والصداع المزمن، وتقل مقدرته على العمل،إذا التقيت بشاب مدمن في الثلاثين من عمره وقد أدمن الهيروين عدة سنوات فإنك ستراه حتمًا عجوزًا متهالكًا، وقد خبأ بريق عينيه، وغطت التجاعيد وجهه، وهو أشبه بهيكل عظمي، وكأنه خارج من قبره.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على الإحساس:

تؤثر المواد المخدرة على الإنسان فيفقد الإحساس بالألم، فأحد المدمنين بعد أن فاق من إدمانه وجد في ساعده أثار جروح عديدة.. أنه كان يرسم على ساعده بآلة حادة (قَطَرْ)، ويقول أحد الجزارين المدمنين " كنت بابرشم (أتعاطى أقراص مخدرة) السكينة كانت تعدي وتعورني.. مرة عورت بطني بجرح كبير، لأن ماكنتش قادر أسيطر على أعصابي"(41)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على العمل:

إن لم يتوقف إنتاج المدمن فإنه ينخفض بدرجة كبيرة، فيقول أحد المدمنين " أنا شغال بالإنتاج كنت بأعمل 100 شنطة في اليوم (طبع على الشنط) نزلت إلى 50 ثم إلى 25 شنطة في اليوم، وممكن أيام ما أقدرش أشتغل "(42)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على الشخصية:

يفقد المدمن قدرته في الحكم السليم على الأمور، ولا يقدر أن يكون رأيًا واحدًا، فإذا سألته في موضوع تأخذ منه الرأي وضده، وعندما تتحدث معه في موضوع يتوه منك، فقد يبدأ الجملة ولا يكملها.. وجدانه مضطرب فتجده فرحان مسرور تارة، وحزين تارة، ومكتئب تارة.. نشيط تارة، وغير قادر على الحركة تارة أخرى.. مشاعر المدمن متضاربة بين الندم وبين الإدمان، فيقول أحد المدمنين " باشعر بالندم كثير لما بأكون قاعد مع نفسي، لكن وأنا مع الشلة مش بافكر في حاجة.. كل اللي يهمني إني أروَّق دماغي وأعمل دماغ مضبوطة "(43) ويقول آخر "بعد لما بأفوق بأراجع نفسي واندم وأحاول أبعد عن أصحابي اللي كانوا السبب لكن مابقدرش "(44)
ويشعر المدمن بالدونية، فيقول أحدهم " أنا صفر على الشمال، مش لاقي ذاتي، لا في الشغل، ولا في أي حاجة، أحيانًا بتمنى الموت.. أنا ندمان على حياتي كلها ضاعت في الشرب.. ما عملتش حاجة لنفسي "(45) ويقول أخر " أحيانًا بقعد مع نفسي وأحس إني غلطان في حق نفسي وفي حق مستقبلي، وساعات بحس أن الواحد دمر نفسه. يعني يشقى طول اليوم وبعدين يدمر جسمه بالفلوس.. أنا لوحدي بحس بالخوف من جوايا، ومافيش لا ضهر ولا سند "(46) ويقول ثالث " أنا من الشخصيات الزبالة، الموت أرحم للشخصيات اللي زيي"(47) ويقول رابع " أنا بأنب نفسي وبحمّل نفسي المسئولية لأن اللي زيي موته أرحم علشان غلطاتي كتيرة قوي"(48) ويشعر المدمن بالضياع فلا يعرف ماذا يريد فتقول إحدى المتعاطيات " لا يوجد عندي طموحات. أنا مش عارفة إذا كنت صح واللا غلط ساعات بفكر أني أخذ من الدنيا كل اللي عاوزاه، لأن الدنيا مش مضمونة، وساعات أشعر أنني فكرت في نفسي ونسيت أولادي"
والمدمن إنسان تخلي عن إرادته تمامًا ليكون تحت رحمة المخدر، فيقول د. عادل صادق " في البداية يسعى الإنسان للمخدر للحصول على أثار معينة.. متعة نفسية معينة.. استرخاء.. زوال الألم النفسي والجسدي.. إزاحة الاكتئاب من على الصدر.. هذه هي البداية.. وهذا دافع لا بأس به للسعي نحو المخدر.. ولكن حتى هذه المرحلة لا تكون للمخدر السيطرة الكاملة.. المأساة تحدث بعد أن يدمن الإنسان.. فإذا تجرأ وحاول أن يمتنع أو يقلل الكمية التي يتعاطاها فإنه يلقي العقاب المناسب.. حالة من الانهيار الجسدي والنفسي.. يلهب جسده بسياط تحدث ألمًا يفوق كل تصوره وكل احتماله وتتمزق نفسه هلعًا وذعرًا وتوخزها حراب الكآبة والقلق.. وهنا يركع المدمن لإلهه الجديد.. المخدر.. ويستغفره آسفًا نادمًا.. ويظل ملاصقًا له.. يبذل أي شيء ليحصل عليه.. وإلاَّ لاقى الأهوال التي لا يمكن أن يمر بها أو يتصورها أحد.. الألم.. الكآبة.. القلق.. أشد الآلام ضرارة.. وأقسى أنواع الاكتئاب قتامة.. هذا هو المصير الذي ينتظر المدمن إذا سها عن المخدر.. ولذا يصبح المخدر هو محور حياته بل كل حياته.. ويسعى للحصول عليه بأي وسيلة وبأي ثمن.. إنها السيطرة الكاملة على عقله وأفكاره مهما كانت درجة ذكائه.. هذا هو تأثير المخدر.. وهذا هو معنى الإدمان.. المتعة الآن.. والعبودية غدًا.. والموت بعد غد.. والموت ليس للمدمن وحده.. بل هو موت الحياة.. موت الحب والاحترام.. موت الفضيلة والشرف.. موت الخير والأمان.. موت التواصل والتآزر.. أنه موت كل المعاني الجميلة في الحياة "(49)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على اهتمامات الإنسان:

المخدر في حياة المدمن هي شغله الشاغل.. ينسى المدمن أهدافه النبيلة.. ينسى مسئولياته الحالية.. ينسى أحلام المستقبل.. يضحي بكل شيء مقابل حصوله على الجرعة التي اعتاد عليها، فيقول أحد المدمنين " لو ما معييش مخدر أحس أني مجنون "(50)
وتقول إحدى المدمنات المصريات التي أدمنت هذه السموم في أمريكا وكادت تقتلها " إسمحوا لي أن أروي لكم مشاعري في فترة قمة إدماني.. كنت أتصور أنه لا حياة لي بدون أن أحقق أملي في الالتحاق بكلية الطب، ولكن هذا الأمل الذي كان أغلى من حياتي، لم يعد له قيمة عندي، كل القيمة لحظة دخول سائل الهيروين في وريدي، وفي سبيل تلك اللحظة كنت مستعدة لعمل أي شيء.. لقد انعدمت أمامي قيمة كل شيء إلاَّ الهيروين، فالشرف والحلال والضمير والأخلاق والقيم كلها لا تساوي شيئًا أمام جرعة الهيروين.. من الممكن أن أقتل.. من الممكن أن أخون في سبيل جرعة الهيروين "(51)
ويقول أحد المدمنين الذي بدأ يشك في سلوك زوجته بسبب إدمانه "أشك في أمرها.. لا أجد وقتًا لها ولا صحة، فالماكس هدني، ولا أستطيع حتى السهر معها، ولا الحوار معها.. في البداية كنت أتحدث معها كثيرًا أروي لها أمالي، وبعد الماكس لم يعد لي أمال سوى تعاطي هذا السائل.. تخرج هي وقتما تشاء، وتعود وقتما تشاء.. لم تعد تهتم بي كزوج أو حتى كإنسان يعيش في البيت، ولا همَّ لها إلاَّ المال.. أنا لا أفعل شيئًا.. لقد تساوت عندي كل الأمور بفضل الماكس. الشرف عندي كالرذيلة، الحلال كالحرام، الشجاعة كالخوف، الأمانة كالخيانة، حتى الحياة نفسها أصبحت عندي كالموت "(52)
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على العلاقة مع الآخرين:

تؤثر المخدرات على علاقة المدمن مع أسرته وأصدقائه المحترمين والمجتمع الصالح، فالإدمان يفقد الإنسان مركزه الأدبي وسط أسرته وأصدقائه.. حكى الدكتور فيكتور سامي ميخائيل في مؤتمر الإدمان المنعقد في الفيوم 26، 27/11/2001 عن شاب أحضره إليه إثنان من الخدام، وهو في غيبوبة، ومتبول على نفسه، وعندما خلعوا عنه قميصه وجدوا مكتوبًا على إحدى كتفيه كلام بذئ، وعلى الكتف الآخر كلام خارج عن الإيمان.. لقد حول الإدمان هذا الشخص إلى مسخة وسط أصدقاء السوء الذين علموه الإدمان ثم جعلوه مسخة يستهزئون به.
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على ملكات الإبداع:

الإدمان يقضى على ملكات الإنسان الإبداعية بل ويدمر حياته، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة شاب عبقري أنهى دراسته في معهد الكونسرفتوار وعمل مع مطربة مشهورة، وأخذته معها في رحلة إلى نيويورك، وهناك علمته شم الهيروين ثم حقن الهيروين في فترة وجيزة، وكانت تكلفة الحقنة الواحدة مائه دولار، وكانت تقول عندي في مصر أموال تكفيني لتناول الهيروين حتى نهاية العمر، وفي عودتهما كانت تحمل حول وسطها كمية من الهيروين بمقدار خمسين ألف دولار، وفي مطار القاهرة خرج الشاب، وهي لم تخرج لأنها تناولت جرعة مخدر كبيرة، فأصيبت بهبوط حاد في القلب وماتت، وعثروا معها على نصف كيلو هيروين تقدر بنصف مليون جنيه.
ولم يجد الشاب ثمن الهيروين، فبدأ يسرق من بيته، وعندما اعترض عليه والده صفعه وركله، فطرده أبوه وهدده بإبلاغ الشرطة عنه.. صار الشاب بلا مأوى يقضي ليله في الخرابات ويأكل من القمامات، ويبيع دمه ليحصل على المخدر، ولأن الهيروين أسعاره مرتفعة إنتقل إلى الماكستون فورت، ولم يعد قادرًا على بيع دمه الذي صار ملوثًا، وعندما وجد إعلانًا عن الحاجة إلى من يتبرع بكليته مقابل 50 ألف جنيه، فأسرع وأجريت له الفحوصات، وفي وقت أجراء العملية وفَتح ظهر المريض عجز الأطباء عن إخضاع هذا الشاب للبنج، فأزادوا الجرعة حتى يمكن تخديره، وبعد انتهاء العملية وجدوا الشاب قد فارق الحياة، ولا يوجد من يتسلم الخمسين ألف، فتبرع بها المريض لأحد الجمعيات الخيرية(57).
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان على الثروة والممتلكات:

الإدمان قادر على تبديد ثروة المدمن مهما كانت كثرتها، ويجعله فقيرًا لا يجد قوت يومه، فيقول أحد المدمنين "أنا كنت شغال في العباسية وكان معايا فلوس خاصة بي أكثر من 32 ألف جنيه صرفتهم في 15 يوم بسبب أصحابي كنت بأشرّبهم برشام ومخدرات وفسح على حسابي "(53).
وحكى لي أحد الآباء الكهنة عن شخص في حوالي الأربعين من عمره أعزب ويمتلك محل ملابس جاهزة من أكبر المحلات التجارية وسافر فترة إلى إيطاليا، وهناك سقط في الإدمان.. عاد إلى مصر ودخل إلى مصحة للعلاج، وبعد هذا عاد وأنتكس، وبدأ يبدد ثروته الكبيرة ويحرق بضائعه، فالشيء الذي تقدر قيمته بثمانين جنيهًا يبيعه بأربعين جنيهًا فقط لكيما يحصل على الذي يشترى به المخدر.. اعتلت صحته وصار يمشي بصعوبة.. التف حوله أقرباءه وساعده أحدهم بمبالغ كبيرة لكيما يعود إلى تجارته الناجحة دون جدوى.. أضاع تجارته وحياته.. إستولى على مجوهرات أمه وباعها وصرفها على المخدرات حتى أنه طلب منها الدبلة لكيما يبيعها.. أنه يسعى بخطوات واسعة نحو الهاوية، ويرفض مساعدة الكنسية له لتخرجه من هذه الدائرة القاتلة.
وفي دائرة الإدمان تستمع لأرقام خرافية فهناك من صرف أكثر من مائة ألف جنيهًا على الهيروين، وهناك من أراد أن يتعالج فدخل المصحة عشرات المرات، وفي كل مرة يدفع مبلغًا ومقداره. أما إذا أراد المدمن أن يمتنع عن المخدر بعيدًا عن الطبيب فعليه أن يعاني الأمرين، حيث يعاني من نحو 24عرضًا لانسحاب المخدر من الجسم منها آلام متنوعة لا تحتمل، وملل، وتوتر، ودمع العينين، وإفرازات من الأنف والفم، وتبول لا إرادي، وتشنجات عصبية..الخ فالمخدرات تصيب الإنسان عند دخولها للجسم وتصيبه عند خروجها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(الدرهم المفقود) الآيات (8-10)
مثل (الدرهم المفقود)
تأمل مثل الدرهم المفقود
الدرهم المفقود
مَثَل الدرهم المفقود


الساعة الآن 06:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024