|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
08 - 03 - 2013, 09:08 AM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 + ٧ مارس ٢٠١٢ + + بداية النهاية + أحدثكم عن هذا اليوم الصعب على الكثيرين عما لا يعرفه البعض هذا اليوم كان أخر عظة لأبي مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث +إعتاد قداسة البابا شنوده عبر تاريخه و رغم علمه الغزير وذهنه المتقد دوماً أن يقوم بتحضير العظة فى كروت صغيرة قبل أى عظة بعدة أيام .فى نقاط غير متصلة يفهمها قداسته و تكون نقاط إسترشادية له. تلك كانت طريقته فى تحضير العظة . و قبل تلك العظة كان يتألم كثيراً حتى لم يكن يستطيع الجلوس كثيراً و كان رغم هذا يضع بجانبه كتب و أوراق و أقلام على سريره حتى إذا وجد أى وقت يقرأ و يسجل نقاط لتلك العظة وكثيراً كان يقوم ليلاً و يفعل هذا. و هو كان بطبيعته قليل النوم جداً و كنت أنذاك أبيت بجواره و كان يريد أن يحضر عظته كما إعتاد حتى قلت له مرة (قداستك مش محتاج تحضر دا أنت بتتكلم معانا بالساعات) فأجابنى (ماتعودتش أعمل كده ) و هذا من منطلق إلتزامه بما إعتاد عليه. و يوم الأربعاء صباحاً كان يتألم فأمرنى أن أحضر ورق مما يحضر فيه و أن يملى على بعض النقاط لأسجلها له فكتبتها لقداسته و إقترحت أن أطبعها له على الكومبيوتر لتكون بخط كبير واضح لقداسته فوافق .وكان كل ما بذهنى ألا يشعر أنه يحتاج لأحد فى أمر صغير كهذا فهذا إحساس صعب على عملاق مثله . ووقتها جهز لموضوعان هما التغصب و النجاح ووقت العظة إختار أن يتحدث عن التغصب و كان أول مرة يصل لمكتبه بالكنيسة على كرسى متحرك و كان يتألم شديد الألم .و لمن لا يعرف طباع البابا شنوده فهو كان لا يعبر عن الألم أبداً مهما كان و كان حمولاً جدا جدا جدا و كونه يعبر عن ألامه هكذا فهذا يعنى أن ألامه فوق طاقة البشر .ولم يكن أحد منا يشجع نزوله هذا اليوم أبداً لأننا نعلم سبب الألم هذا و أنه لا يقدر على الجلوس كثيراً وقتها و إن كان قد تحسن فى أوقات أخرى و لكن البابا شنوده الثالث لأخر يوم كان قوياً جداً فى إرادته و كان هو وحده صاحب القرار الأخير النهائى . يسألنا حقاً فى كل أمر و يسمع لجميعنا و لكن القرار له حتى أخر يوم فى حياته بيننا . و لا عجب أن يختار التحدث عن التغصب و هو يحيا التغصب في أقصى صوره فالبابا شنوده الثالث إعتاد أن يعلم بما يعمل و يعيش حقاً .وهذا يزكرنى بيوحنا الحبيب الذى حمله أبنائه للكنيسة ليحدثهم عن الحب و هو من كان لقبه الحبيب . هكذا عاش البابا شنوده ملتزماً كمعلم للكنيسة و هكذا أنهى تعاليمه لنا بعظة معاشة فهو أعطى الكنيسة الكثير و الكثير . تختلف معه كإنسان أو تتفق لكن لا أحد ينكر هذا . فكما كانت كلماته مؤثرة فينا كذلك ألمه من أجلنا لن يمحى من زاكرة أحد فهو إنسان خالد بيننا خلود الزمن . لن ننساك لأنك قلب لا ينسى أبداً . يصعب علينا الحديث عن ألامك أيها الجبل الشامخ و لكن كى يعلم أبنائك اليوم و غداً من أنت و كيف كنت و كيف عشت و كيف رحلت . و لأن لحظاتنا معك لن تنسي بابتسامتك و حبك و علمك و ألمك . أنت شخص فريد فى نوعه لن يجود الزمان بمثله . صلى عنا يا من نثق أنك لا تنسانا . القس بولس الأنبا بيشوى (أرجو لمن ينشر ما أكتبه بخصوص قداسة البابا شنوده أن يلتزم بما هو مكتوب للأمانة تجاه سيدنا) 
|
 |
|
رد: + ٧ مارس ٢٠١٢ + + بداية النهاية +
العرض العادي
