منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 03 - 2019, 05:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

يسوع يصوم في البرية
(مت 4: 1-11؛ ل و4: 1-13).

يسوع يصوم في البرية
التعليق على نص تجربة يسوع (مت4: 3-11؛ ل و4: 1-13)
التجربة الأولى:
جُرِّب يسوع في الصحراء، قبل مباشرته برسالته بين البشر. والصحراء خير مكان للخلوة، فيها يرى الانسان ذاته على عريها، بعيداً عن أقنعة المجتمع وتمويهاته.
سمع إبليس إعلان الآب، في أثناء اعتماد يسوع:” أنت ابني الحبيب”. وارتعب من وجود انسان هو في الوقت عينه ابن الله، فبذل جهوداً مستميتة كي يزعزع إيمانه في تلك البنوة الإلهية. ولكن يسوع أثبت أنه حقيقة هو ابن الله، برفضه كل اقتراحات عدو البشر، وبتأكيد طاعته المطلقة لمشيئة أبيه.
حاول ابليس إقناع يسوع بأن يكون المسيح كما توقعه وتصوره اليهود، فحاول جرّه إلى بسط سيطرته على جميع ممالك العالم، وامتلاك كل ثروات الكون، واستخدام قدراته الخارقة لفرض الهيبة، والخضوع، لعله بذلك، يحمله على خيانة الرسالة التي تجسد لأجلها. ولكن يسوع أفشل كل محاولاته، فأتى العالم بحبه.
قبل البدء برسالته العظمى، حرص يسوع على إخضاع جسده، وإحكام سيطرته عليه، فصام أربعين يوماً، في جو صحراوي شاق. وخيّل لإبليس أن هذا الجائع قد أصبح لقمة هينّة فأسرع لامتحانه. وزيّن له تحويل الصحراء الحجرية إلى فرن مليء بالأرغفة الشهية والساخنة. ولكن يسوع صدّه بقوله:” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان…”
علّمنا يسوع بقوله هذا الأ تُفقدنا حاجتُنا إلى إشباع جوعنا السيطرة على ذواتنا، ولا تدفعنا إلى مقايضة واستبدال أنفسنا بالطعام. هذه المقايضة تعني فقدان الرجاء بالخلاص والحياة والتمرّد على المحنة والألم … واتهام الله بكل ما يحصل معنا من شرور.

يسوع باختباره الجوع، أصبح مشاركاً لكل جائع، وهو طلب وحرّض تلاميذه لإطعام الجياع. فالحاجة إلى الطعام حاجة أساسية، وأول ما يموت في الانسان الجائع هو روحه العنصر القادر على تقبّل كلام الله. فالذي يفتقر إلى الخبز تتعذّر عنده معرفة الله وعبادته.
الخبز عنصر أساسي للحياة، ولكن هناك عنصر أهم من الخبز، هو كل ما يخرج من فم الله. الجوع الأكبر في الانسان هو الدعوة لتلبية نداء الرب لنا، عندها نحيا حياة تليق بالإنسان، تلبية كاملة لله. إلتزاماً لهذه الدعوة صدّ يسوع تجربة إبليس الأولى فمهمته ليست تحويل الحجارة لخبز بل تنفيذ مشيئة الآب. وقد كانت التجربة الأولى محاولة لحّل قضية الله حلاً بشرياً وتحويله إلى حاجة بشرية يشبعها طعام مادي أو عمل، مهنة، مستقبل… ولكن يسوع قضى على التجربة بحزم، وبخّر كل حجج وحيل الشر، ودعانا لنكون أحرار ومسؤولين أمام الله.


التجربة الثانية:
حاول فيها إبليس إيهام يسوع أنه، بالاستعانة بالملائكة، يمكنه تحدي نظام الكون الذي وضعه الله، وفي أيامنا يغرينا نحن البشر بقدرات العلم والتقنيات الحديثة الكفيلة بالاستغناء عن الله. حاول أن يجعل من يسوع جندياً مظلياً يسقط من فوق الهيكل اختباراً لحماية أبيه، وهي تجربة للتخلي عن بشريته وإظهار ألوهته وزعامته، ولكن يسوع أصر على أن يكون المسيح الخادم الفقير المهان المتألم…

كل انسان يتعرض لامتحان ايمانه الذي يبدو لنا أحياناً قفزة في الفراغ وغالباً ما نشعر بأن الله صامت وغائب عن محنتنا، في حين ان الله يترك لنا حرية التدبير ويضمن لنا سلامة نفوسنا كلما طلبنا ذلك. استشهد إبليس بالمزمور 91 ولكنه حرفّه كما يريد:” الساكن في كنف العلي…. لأنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك…يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك”.

إذا انت ابن الله فالفرصة أمامك لتثبت ذلك، وما عليك إلا أن ترمي بنفسك من فوق الهيكل فتحميك أجنحة الملائكة. وكان جواب يسوع قاطعاً إنه يثق بأبيه ويكتفي بكلامه. هذه التجربة تكررت أكثر من مرّة ونرى صمت الله المطبق في أثناء آلامه. وكما قال إبليس:” إن كنت ابن الله فألق بنفسك…”، قال المارة أمام الصليب:” إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب”.

وأخيراً حاول إبليس الدخول إلى قناعة يسوع عن طريق إغرائه بما يغري الكثيرين من البشر: أي السلطة والنفوذ وإخضاع الناس، وكان شرطه لتحقيق هذه السيطرة أن يأتمر يسوع بأمره وينفذ مخطاطاته. فبعد فشل ابليس بالتجربتين تخلى عن أسلوب الحيلة، ولجأ لأسلوب جديد فظّ، لم يعد يدعو يسوع ابن الله بل أراده ان يكون عبداً ساجداً عند قدميه، ولكن غاب عن ذهنه أن العبادة لا تصح إلا لله وحده. أراد الله أن يسيطر الانسان على الأرض ولكن الإنسان أراد لنفسه سيادة وسيطرة مطلقة.

جميع ممالك الأرض وما يقلق في هذه التجربة الثالثة أن ابليس يعلن أنها كلها قد أعطيت له وبوسعه إعطاؤها لمن يركعون له. أيكون الأمر كذلك حقيقة؟ يسوع صدّ بحزم عروضات ابليس، والمسيحي المشترى بدم المسيح، والذي بالعماد اشترك في الطبيعة الالهية وسلطانها يسمو فوق كل السلطات والممالك.
من خلال هجمات ابليس الثلاث كان هدفه واحداً تحويل وإبعاد يسوع عن مهمته ورسالته وعن صفته ابناً لله، حاول إبليس جهده لإغراء يسوع بأن يكون المسيح الجبار والمتسلط الذي ينتظره اليهود ولكن يسوع أوضح بأن لا رغبة لديه سوى تنفيذ مشيئة الآب، وتركه ابليس إلى حين ولكنه لم يكف عن محاصرته. إنتصار يسوع هو انتصار الثقة المطلقة في الله وانتصار القداسة المدعوين إليها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أذكروا يسوع فذكره لا يزول
الدِّيانة المسيحيَّة مُتَمَحوِرة حَول شَخص المسيح يسوع
يشوع قد قاد الجنود في البرية
كلمات ترنيمة يا سلام لما يسوع بيقول، وحرف من قوله لا يزول
أعداد الفقاريات البرية آخذة في الإنخفاض داخل الحياة البرية


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024