منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 04 - 2013, 08:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات

توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات

أول عظة قالها السيد للشعب، من بعد معموديته، كانت “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى 17:4)، يدعوهم بها إلى التوبة، هي قصيرة ومهمة لأنها تشكل أمراً أساسياً في حياتنا الروحية، أي أن نتوب.
يقول إشعياء النبي “الشعب السالك في الظلمة قد أبصر نوراً عظيماً”، ولكن ما الارتباط بين التوبة والنور؟ طبعاً هناك علاقة، النور الحقيقي هو الذي يأتي من المسيح وبالتالي هو مرتبط بالتوبة، وقبل أن نتحدث عن الارتباط بينهما لنتحدث عن التوبة.
التوبة:
التوبة كما يعرّفها الآباء القديسون هي “تغيير الذهن أو العقل”، التوبة ليست أن تبكي أو تنوح أو أن ترثي أحد ما، بل هي أن تغير ذهنك وطريقة تفكيرك، إن كنت تفكر دوماً بالخطيئة أو كنت منغمساً بهوى من أهوائك، عليك أن توقف التفكير به أو عنه ولتبدأ التفكير بالأمور الصالحة، ويذلك تكون قد قمت بتغيير ذهنك عن التفكير بالشر للتفكير بالأعمال الصالحة، هذا هو المعنى الحقيقي للتوبة، إذا التوبة ليست حالة نفسية أو عصبية ليست أن تتوتر وتصرخ قد تبت، قد تبت، بل هي بناء الذات، أي أن تعود لذاتك وتبنيها بناء صالحاً، لا أن تبكي وتعول أو أن تعاتب نفسك، بل هي أن تغير ذهنك لتصلح حياتك، لتصلح ذاتك فتصبح إنساناً جديداً.
التوبة والرجاء:
يقول القديس يوحنا السلمي: “التوبة هي ابنة الرجاء وجحود لليأس” الإنسان التائب لا يقع في اليأس من خلاصه، أنت تتوب عن خطاياك وعندك رجاء أن المسيح هو مخلص، التوبة هي تغيير الذهن لإصلاح الذات منتظرين الخلاص الآتي من المسيح، هذا هو الإنسان التائب لأن التوبة ليست احتقار الذات هي عودة الذات إلى الله، لا أن تحتقر نفسك، لا أن تقول أنك أدنى الناس، هذا يساعدك على التواضع ولكن ليس بالتوبة، إن أنت أذللت نفسك أذللت المسيح الذي فيك، عليك أن تقول أنا ابن الله يجب أن أكون متواضع فأنا أخطأ الناس.
التائب هو الذي لا ينظر إلى الوراء بل إلى فوق إلى الله المحب البشر.
التوبة هي عودة إلى النور، هي عبور من الظلمة إلى النور، يقول ثيوفانس الحبيس: “إذا كانت الغرفة غارقة في الظلام، فإننا لا نستطيع أن نميز ما بها من قذارة، أما إذا أنيرت جيداً فحينئذ نستطيع أن نكشف حتى حبات التراب الصغيرة الموجودة بها وهذا هو حال النفس تماماً”، أي إذا كنتُ غارقاً في الظلمة سأحتاج إلى نور كي أفضح نفسي وأكشفها فأراها على حقيقتها، أرى أهواءها، أرى خطاياها. لكن عن أي نور نتكلم؟، عن نور المسيح، كلنا أخذنا هذا النور يوم المعمودية، لكن أمازال مشتعلاً فينا؟، أمازال ينير الظلمة التي دخلنا فيها بسبب خطايانا؟، كل إنسان معمّد لديه نور المسيح وخصوصاً الذي يشترك بجسد المسيح ودمه، أما الذي لا يشترك بهما لا يغذي هذا النور بل يدعه ينطفئ، الإنسان التائب هو الذي يهيئ نفسه لاتقاد النور في داخله.
أن تتوب مغيّراً ذهنك عن الخطيئة، مصلحاً ذاتك، موجهاً عقلك نحو السماء، نحو الله، هو هدف التوبة، عندها تكتشف أنك ابن لله، ابناً للنور، والمسيح يدعوك لتكون ابن للنور، لن يشتعل النور الحقيقي، الذي بداخلك من يوم المعمودية، بدون التوبة، فيمكن أن يكون هذا النور عند أي مسيحي خامد ولكنه سيكون متقد عند التائب فيقدسه. يقول إشعياء النبي: “فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود” (إش5:6). نور الرب هو الذي يطهر.
التوبة والنور:
ما علاقة النور بالتوبة؟ كي نتوب يجب أن يدخل فينا النور، وما دمنا معتمدين فنحن نملك هذا النور. لكن ما نتائج التوبة؟ من نتائج التوبة أن يسكن فيك نور المسيح، وينضح منك هذا النور، هذه هي علاقة النور بالتوبة، هي علاقة متبادلة، أي إن تبت ستحصل على النور الحقيقي ومن جهة أخرى بدون النور لن تكشف خطاياك ولن تستطيع أن تتوب توبة حقيقية مغيّراً ذهنك ومصلحاً ذاتك مطهّراً إياها ناظراً لفوق إلى العلى إلى الملكوت السماوي.
الإنسان التائب هو الإنسان الذي يمتلك حياة جديدة ملؤها السلام ملؤها المحبة ملؤها التواضع وبالنهاية يكون الملء من روح الله، هذا هو هدف الإنسان المسيحي الحقيقي الذي يسعى لملكوت السموات.
لا تظنوا أن التوبة عمل مؤقت بل هي عمل مستمر حتى نهاية العمر، أي لا يمكننا القول أننا تبنا اليوم فقد خلصنا، طبعاً لا، ومن ناحية أخرى إن لم نكن تائبين العمر كله فلن نخلص، ولن نحصل على النور الحقيقي ولا على ملكوت السموات.
يا إخوة يدعونا المسيح أن نكون من أهل التوبة لأننا سنخلص بها “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” أي لا تنوحوا، لا تبكوا، بل غيّروا أنفسكم وطريقة تفكيركم وحياتكم، فإن كنت معتاد أن لا تصوم فقل أريد أن أصوم وعندها تكون قد غيّرت حياتك للأفضل، إن أنت اعتدت أن تكفر، فقل لا وللكفر غيّر ذهنك وتب عن الكفر، إن اعتدت أن تكذب، فقل لا، أنا أريد أن أغيّر حياتي، أي أن تغيّر حياتك من اتجاه إلى آخر حقيقي إلى التوبة عندها يسكنك المسيح ويفيض منك النور فتنال الخلاص.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات


الساعة الآن 11:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024