منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 06:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,081

محبة الله هى سر الوحدة



محبة الله هى سر الوحدة



حينما قال السيد المسيح للآب : “احفظهم فى اسمك.. ليكونوا واحداً كما نحن” (يو17: 11). كان يقصد أن يسكب الآب فى تلاميذه الروح القدس حتى تنسكب فيهم المحبة ويصيروا واحداً “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو5: 5).

الروح القدس هو الذى يسكب فينا محبة الله حتى نسلك فى المحبة ونحب بعضنا بعضاً كوصية السيد المسيح الواضحة، والمحبة هى التى توحدنا على مثال الثالوث القدوس الواحد.

وحدة الإرادة هى الوحدة التى فى حرية المحبة تصنع إرادة من تُحب وتجد فى ذلك أقصى درجات المسرة.

ولكى تكون الإرادة واحدة يلزم أن تكون الطبيعة واحدة. لأنه إذا انقسمت الطبيعة، انقسمت الإرادة، لكى تعمل كل إرادة مشيئة طبيعتها الخاصة.

لهذا يعطينا الروح القدس الطبيعة الجديدة، التى هى على صورة الله ومثاله، وتجعلنا نتحد فى جسد واحد كصورة للوحدانية الكاملة الكائنة فى الجوهر الإلهى.

الوحدة بين الأقانيم الثلاث هى وحدة فائقة لا يمكن للعقل البشرى أن يُدركها، ولكن الوحدة بين تلاميذ السيد المسيح هى وحدة نسبية على صورة الوحدة الكائنة فى الله.

وكلما زادت المحبة؛ كلما اقتربنا من الوحدة التى طلبها السيد المسيح لأجلنا “ليكونوا واحداً كما نحن” (يو17: 11).

إن الحب الكائن بين الأقانيم الثلاث منذ الأزل هو نتيجة طبيعية لوحدة الجوهر الإلهى غير المنقسم. فبالرغم من أن ولادة الابن من الآب هى ولادة حقيقية، إلا أنها لم ينتج عنها انفصال الابن عن الآب فى الوجود، أو فى الطبيعة أو فى الإرادة.. وذلك مع التمايز الواضح بين الوالد والمولود، وبين الباثق والمنبثق..

لهذا قال الكتاب إن “الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه” (1يو4: 16).

الروح القدس يسكب فينا محبة الله لكى نحب الله ونحب كل من هو مولود منه، ويجدد طبيعتنا لكى نرى صورة الله فى بعضنا البعض، ونحب هذه الصورة الجميلة التى تشهد لصفات الله الممجدة.

حقاً إن الله هو السبب الحقيقى للوحدة بين القديسين، لأنه هو المثل الأعلى فى الوحدة التى سرها المحبة غير المحدودة بين الأقانيم، وواقعها هو الجوهر الإلهى الواحد، وسببها هو المصدر أو الينبوع الواحد الذى هو الآب.

ى- ” لأجلهم أقدّس أنا ذاتى” (يو17: 19)

قال السيد المسيح عن تلاميذه: “لأجلهم أقدس أنا ذاتى، ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق” (يو17: 19).

وهنا نقف أمام عبارة “أُقدس أنا ذاتى” وكيف قالها السيد المسيح؟ أو ما هو المعنى المقصود فى كلامه؟

“التقديس” كلمة معناها “التخصيص”؛ مثلما قيل “قدّس لى كل بكر” (خر13: 2) أى “خصص لى كل بكر” والإنسان القديس هو قلب قد تخصص فى محبة الله.

وفى الهيكل كان (القدس) هو المكان المخصص لرفع البخور، ومائدة خبز الوجوه، والمنارة ذات السبعة سرج. أما (قدس الأقداس) فهو المكان المخصص تخصيصاً شديداً لتابوت عهد الرب، ولا يدخل إليه إلا رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة، إنه المكان الذى يحل فيه الرب بمجده ويتراءى فوق غطاء التابوت بين الكروبين الذهب.

القداسة هى التخصص فى محبة الله، ولا نستطيع أن نفهم القداسة بعيداً عن حب الله. هذه هى القداسة التى “بدونها لن يرى أحد الرب” (عب12: 14).. لأنه بدون محبة الله فوق كل شئ لا يمكن أن نحيا فى شركة حقيقية معه.

وحينما قال السيد المسيح: “لأجلهم أقدس أنا ذاتى” (يو17: 19)، فإنه فى قوله هذا يختلف عن أى إنسان آخر.. لأن معناها أنه يخصص ذاته من أجل تلاميذه. مثلما قال: “أنا أضع نفسى عن الخراف” (يو10: 15).

لقد تدرج السيد المسيح فى إظهار تخصيص ذاته من أجل الكنيسة..

فقَبْل الصليب، خدم خدمة عجيبة تعب فيها كثيراً من أجل الكرازة بالإنجيل..

وكان يقول عن نفسه إن “ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم، بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مت20: 28)..

وفى الصليب، وصلت خدمته الباذلة إلى قمتها، لأنه “ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو15: 13).

وحتى بعد القيامة خصص السيد المسيح أربعين يوماً ليمحو أحزان تلاميذه، ويبعث فيهم فرح ويقين القيامة..

وحينما صعد إلى السماوات فإنه يشفع أمام الآب لأجلنا “لنا شفيع عند الآب” (1يو2: 1) ورآه يوحنا فى سفر الرؤيا فى صورة “خروف قائم كأنه مذبوح” (رؤ5: 6).

إن علاقة السيد المسيح بالكنيسة، هى علاقة لا تنقطع. فالمسيح هو الرأس والكنيسة هى جسده..

إنها علاقة حب عجيبة، هى علاقة عريس منشغل بعروسه المحبوبة.. يخصص نفسه لأجلها.

ما أعجب اتضاعك أيها الرب يسوع المسيح، حيث تقول إنك تخصص ذاتك من أجل الكنيسة.. إنه الاتضاع الناشئ عن الحب.. فالمحبة تستطيع أن تفعل كل شئ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الوحدة ضرورية حتى تُعلن عن طريقها للعالم محبة الآب
محبة الوحدة والسكون
إن كل محبة تبعدك عن محبة الله هي محبة غريبة خاطئة
كورونا دي مش من الله لان الله محبة وكله محبة واعماله كلها محبة
لا تتسول محبة الناس وتقديرهم واهتمامهم بل ثق فى محبة الله واهتمامه بك وتقديره لك


الساعة الآن 01:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024