منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 10 - 2021, 01:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,140

عودان من القش




عودان من القش



إنه ليست عندي كعكةٌ، ولكن ملء كف من الدقيق ...

وقليل من الزيت... وهأنذا أقُش عودين لآتي
وأعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت

( 1مل 17: 12 )


لقد خرجت الأرملة من المدينة وأقصى أمانيها أن تقش عودين. وإذ كانت عند الباب وجدت الرب، إذ تقابلت مع نبيه وسمعت كلماته. أوَليس كثير من المؤمنين يشبهونها أو يندفعون مثلها لتحقيق مآربهم لأنهم لا ينشغلون إلا بذواتهم؟ ومهما ارتفعت أغراضهم الذاتية، فما هي إلا كالبحث عن عودين من القش، لأنهم لم يَسعَدوا بمُلاقاة الرب لهم، وبالحري لم يحصلوا منه على إرسالية يتممونها لمجد اسمه.

ولنتتبع خطوات هذه الأرملة الآن، لا كفريسة للموت، بل كمَن أُخرجت من العالم لتُرسل إليه ثانية. ولا شك أنها شعرت بسلام في داخلها حالما سمعت كلمة الرب على فم نبيه: «لا تخافي». وها هي تدخل المدينة، ولكن في كرامة تامة، وإنكار لذاتها كمضيفة لخادم الله الحي ولكل بيتها، من تلك الساعة حتى نهاية المجاعة، لقد استخدمها الله كموكّلة عنه لإعالة اللاجئين إليه. وهكذا تمشّى إيمانها وإنكارها لذاتها جنبًا إلى جنب، لأنها فضَّلت النبي عن نفسها وعن كل مَن في بيتها، ووثقت أنها ستأكل وكل مَن معها من فيض غنى الله وكرمه. وإذ آمنت بهذا ونفذت طلب إيليا، أكلت هي وبيتها طول المدة حتى أعطى الرب مطرًا على الأرض كما تكلم ( 1مل 17: 14 - 16).

فهل يا ترى خالجها الفكر أن ضيفها هذا هو أعظم رجل على وجه الأرض قاطبة، وأنه هو الذي حسب كلمته ظلت السماء مغلقة طيلة هذه المدة؟ يمكن أن نُجيب بكل يقين: كلا. لأن نبي الله قد جاءها في مظهر الرجل العادي.

وكذلك ما أقل القديسين الذين يدركون أن هناك امتيازًا أعظم من أن ننشغل بذواتنا، ألا وهو أن ننكر نفوسنا، ونوجد فيما لربنا يسوع المسيح، وأن نقوم بكل ما نُؤهَل له من عمل في كرمه جاعلين لخدمته المكان الأول قبل كل شيء. وبحسب المواهب التي منحنا إياها نخدم الآخرين ونقدم لهم مما أخذنا مجانًا لينعموا به، ولا نقصر التمتع بالبركات الروحية على ذواتنا! أ ليس هذا ما فعلته الأرملة الصيدونية؟ إذ رجعت إلى صرفة غنية بالمواعيد الكريمة، مُزدانة بالإيمان الثمين، إذ أعدها الرب لتقدم من خيراته لخادمه الأمين، بل ولتكون شاهدة لغنى نعمة الله التي وُهبت لها دون الإسرائيليات، فأكلت هي وبيتها بعد أن كانت أشد الناس عوزًا وفاقة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أفراح وأحزان، أو رجلان غنيان
عودان من القش
القس
القس شاروبيم يطالب مرسى بحماية الكنائس القس شاروبيم بنى سويف
صوم بجد - القس انطونيوس سعد


الساعة الآن 01:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024