منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 09 - 2021, 02:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

القديسة مريم أم يسوع وكيفية إكرامـها


كتاب القديسة مريم أم يسوع وكيفية إكرامـها


كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس-كاليفورنيا
تــقــديــــم
تسر كنيستنا ان تقدم هذا الكتيب الجديد عن"القديسة مريم أم يسوع وكيفية إكرامـها"،والذى يحوى بعض من نماذج الإكرامات والتمجيدات التى تقدمهـا الكنيسة منذ نشأتها لأم يسوع. هذا الكتيب هو أيضاً تكملة مما قد سبق وأن أصدرناه من قبل عن "القديسة مريم أم يسوع وسر تكريمها"،والذى فيه شرح لـماذا نكرّم مريم العذراء.
نطلب من الرب أن يكون هذا الكتيب سبب بركة روحيـة للجميع وأن تساعد أبناء الكنيسة الكاثوليكيـة لينموا فى الإيـمان ببركة الرب وشفاعة أمنا مريم العذراء.
راعى الكنيسـة
القمص فرنسيس مراد فهيم
الفهرس1. مقدمـة

2. من خلال الطقوس الكنسية

أ‌. الإشتراك فى الذبيحة الإلهيـة بكل خشوع والتأمل
فى صلوات القداس أو الصلوات الطقسية الأخرى وكل
ما جاء فيها من صلوات وترانيم وتسابيح عن مريم العذراء
ب‌. الإحتفال بأعيادها الرئيسية وتذكاراتها
ت‌. تخصيص أحد الشهور أو الأيام لتقديم الإكرام الخاص لها
ث‌. تقديم قداس خاص توجه صلواته وكلماته عن عظمة أم الله.
ج‌. تحديد التعاليم الخاصة بها من خلال المجامع الكنسية و السلطة الكنسية.
2. من خلال تلاوة الصلوات الرسمية والتى اعتمدتها السلطة الكنسية
مثل نشيد مريم، وتسبحة الملاك، والسلام الـملائكي،
صلوات الأجبيـة وغيرها..
3. من خلال الممارسات التقوية والشخصية والتى تهدف جميعها لتقوية صلة المؤمن بالله تعالى وبقديسيه وهى إختيارية وتشمل:
أ‌. صلوات المسبحة الوردية
ب‌. التأمل فى فضائلها والإقتداء بسيرتها
ت‌. ممارسة الأصوام المخصصة لأسمها الطاهر
ث‌. تلاوة الصلوات الخاصة
ج‌. ترديد التراتيل والترانيم التى تشيد بدورها ومكانتها
ح‌. حمل الأشياء الـمقدسة
خ‌. رسم الأيقونات والصور أو وضع صورتها المقدسة
فى الكنائس والمنازل والأدبرة وإنارة الشموع أمامها
د‌. الإشتراك فى المسيرات أو زيارة المغارات
ذ‌. الإنضمام للهيئات أو المؤسسات الـمريمية وغيرها
ر‌. المساهمة فى بناء دور العبادة وتسمية الكنائس والأديرة بإسمها
ز‌. تسمية بناتها بإسمها المبارك ومحاولة التشبه بها
س‌. الإستجابة للرسائل السماوية فى ظهوراتها
والمعتمدة من السلطة الكنسية
ش‌. تكريـم ألقابهـا
ص‌. تكريس الذات لقلبها الطاهر
ض‌. دعوة الآخرين لتقديم الإكرام لها
ط‌. تقديم العطاء للمؤسسات الخيريـة
ظ‌. إقامة "المذبح العائلي" والصلاة العائلية
ع‌. دراسة العلوم الـمختصة بها
غ‌. تقديم أعمال رحمة
ف‌. قراءة يومية فى الكتاب المقدس والتأمل
ق‌. قراءة كتب مخصصة عن مريم العذراء
مقدمــة
ان تكريم مريم العذراء أو القديسين ليس فقط لـمجرد اننا نريد ان نقدم الحمد والشكر لهم، فهم ممتلئون من الـمواهب السماويـة ولن يضيف حمدنا أو إكرامنا لهم أي شيئ للمجد السماوي الذين يتمتعون بـه الآن. نحن نكرّم القديسين لأننا معجبون بهم وإعجابنا هذا سيؤدى لأن نحبهم، ومحبتنـا هذه ستدفعنـا لأن نتمثل بسيرتهم وبهذا ننال رضى الآب السماوي ورضاهم عنـّا فيداوموا الصلاة من أجلنا. ان تلاوة صلاة امام تمثال او صورة لأحد القديسين أو وضع باقة من الزهور أو حتى التناول من الأسرار الإلهية فى عيد هذا القديس أو ذاك،مع أنها كلها أعمال حسنة ولكن ما جدواها إن لم يكن القلب والحياة اليومية تعكس نفس إيمان والـممارسات التقويـة التى مارسها القديسون فى حياتهم على الأرض فنالوا بها تلك الأمجاد السماويـة.
أمـا عن إكرام القديسة مريم أم يسوع فهو تعبير عن حب شعب الله لـمريم والذى يتم فى صور متعددة عبر عصور الكنيسة منذ نشأتهـا. أن الـمـجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني يحث المؤمنين على تكريم مريم العذراء تكريما خاصاً، موضحا طبيعة هذا التكريم وأساسه والإختلاف الجوهري بين هـذا التكريم وعبادة الله،ويوضح ان إكرام أم الله موجه إلى المسيح موضوع الإيمان المسيحي، بمعنى أن مختلف صيغ التكريم للعذراء يجعل الابن يُعرف ويُحب ويُمجّد.
أنواع الإكرامات:
يوجد العديد من الوسائل والممارسات التقوية التى يمكن الإستعانـة بها لكل من برغب أن يقدم الإكرام للقديسة مريم أم يسوع
، فهناك إكرامات من خلال الطقوس الكنسية، الصلوات الرسمية، الممارسات التقوية، أو الممارسات الشخصية.
1. من خلال الطقوس الكنسية
أ‌. الإشتراك فى الذبيحة الإلهيـة بكل خشوع والتأمل فى صلوات القداس أو الصلوات الطقسية الأخرى وكل ما جاء فيها من صلوات وترانيم وتسابيح عن مريم العذراء.
ب‌. الإحتفال بأعيادها الرئيسية وتذكاراتها.
ت‌. تخصيص أحد الشهور أو الأيام لتقديم الإكرام الخاص لها.
ث‌. تقديم قداس خاص توجه صلواته وكلماته عن عظمة أم الله.
ج‌. تحديد التعاليم الخاصة بها من خلال المجامع الكنسية و السلطة الكنسية.
2. من خلال تلاوة الصلوات الرسمية والتى اعتمدتها السلطة الكنسية
مثل نشيد مريم، وتسبحة الملاك، والسلام الـملائكي، صلوات الأجبيـة وغيرها.
3. من خلال الممارسات التقوية والشخصية والتى تهدف جميعها لتقوية صلة المؤمن بالله تعالى وبقديسيه وهى إختيارية وتشمل:
أ‌. صلوات المسبحة الوردية
ب‌. التأمل فى فضائلها والإقتداء بسيرتها
ت‌. ممارسة الأصوام المخصصة لأسمها الطاهر
ث‌. تلاوة الصلوات الخاصة
ج‌. ترديد التراتيل والترانيم التى تشيد بدورها ومكانتها فى الكنيسة
ح‌. حمل الأشياء الـمقدسة
خ‌. رسم الأيقونات والصور أو وضع صورتها المقدسة فى الكنائس والمنازل والأدبرة وإنارة الشموع أمامها
د‌. الإشتراك فى المسيرات أو زيارة المغارات
ذ‌. الإنضمام للهيئات أو المؤسسات الـمريمية وغيرها
ر‌. المساهمة فى بناء دور العبادة وتسمية الكنائس والأديرة بإسمها
ز‌. تسمية بناتها بإسمها المبارك ومحاولة التشبه بها
س‌. الإستجابة للرسائل السماوية فى ظهوراتها والمعتمدة من السلطة الكنسية
ش‌. تكريـم ألقابهـا
ص‌. تكريس الذات لقلبها الطاهر
ض‌. دعوة الآخرين لتقديم الإكرام لها
ط‌. تقديم العطاء للمؤسسات الخيريـة
ظ‌. إقامة "المذبح العائلي" والصلاة العائلية
ع‌. دراسة العلوم الـمختصة بها (علم اللاهوت الـمريمى Mariology).
غ‌. تقديم أعمال رحمة
ف‌. قراءة يومية فى الكتاب المقدس والتأمل فى ما تم قراءته
ق‌. قراءة كتب مخصصة عن مريم العذراء
من خلال الطقوس الكنسية
احتفظت الكنيسة بنصوص وعقائد إيمـانية لتكريم مريم العذراء كما تسلمته من الرسل والأباءالأوائل (التقليد). وهذا التقليد (اي انها غير منصوص عنها فى الكتاب المقدس) حفظته الكنيسة كميراث روحي عن أباء العصور الأولـى. والتقليد فى المفهوم الروحي واللاهوتي لا يفيد مجرد عمل من الأعمال القديمة فى الكنيسة أو عادة من العادات التى وضعها القدماء، ولكن التقليد يفيد بالدرجة الأولى خبرة روحية عاشها أناس روحيون أتقياء مشهود لهم، ثم حافظ عليها أبناؤهم والأجيال التالية نتيجة إقتناع وإختبار أيضا.
فى الكنيسة القبطية
كنيستنا القبطية تقدم للعذراء مريم تطوبيا وافراً وتمجيداً لائقاً بكرامتها السامية. وإذ نتتبع صلوات التسبحة اليومية ومزامير السواعى والقداس الإلهى نجد تراثاً غنياً من التعبيرات والجمل التى تشرح طوباويتها وتذكر جميع الأوصاف التى خلعتها عليها الكنيسة، وهى مأخوذة عن أصالة لاهوتية، وكلها من وضع آباء قديسين ولاهوتيين، استوحوها من الله، ومن رموز ونبوات العهد القديم، التى تحققت فى شخصية العذراء.
ويمكننا القول بأن العذراء مريم تظهر فى القداس الإلهي عن طريق طقس القداس، وكلماته، وألحانـه.
(i) فى طقوس وصلوات وألحان القداس الإلهـي:
القداس الإلهي يزخر بالعديد من المردات والألحان تختص بالعذراء مريم. هنا يجرى ذكرى تطويب العذراء فى حوالى عشر أجزاء مثل:
فى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعة: "السلام لمريم الملكة ونبع الكرمة والتى لم تشخ…".
بعد صلاة الشكر: ترتل فى الصوم المقدس إعداد من (مزمور 87) الذى يشير إلى العذراء باعتبارها مدينة الله المقدسة وهى: "أساساته فى الجبال المقدسة..".
عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: "المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا. ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا…".
وفى أيام الصوم يستبدل هذا اللحن بالآتي:"أنتِ هى المجمرة الذهب النقي الحاملة جمر النار الـمبارك..".
-المرد الذى يقال على رأس طلب شفاعات وطلبات الملائكة والرسل والشهداء والقديسين (الهـيتينيات)
ترنيمة "إفرحي يا مريم العبدة والأم لأن الذى فى حجرك الملائكة تسبحه والشاروبيم يسجدون له بإستحقاق والسارافيم بغير فتور…ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا والدة الإله.." ويسمى هذا اللحن اسبسموس ومعناه تحية حارة.
مرد الإبركسيس (سفر أعمال الرسل) السنوي:"السلام لكِ يا مريم الحمامة الحسنة التى ولدت لنا الله الكلمة..".
مردات الإنجيل: وهذه تختلف فى الأحدين الأولين من شهر كيهك عنها فى الأحدين الآخرين فضلاً عن طلب شفاعتها فى أيام السنة العادية بعد تطويب قديس كل يوم.
ترنيمة الشعب بعد صلاة الصلح فى القداس الباسيلي : “بشفاعة والدة الإله القديسة مريم، يارب أنعم علينا بمغفرة خطايانا”.
ترنيم الشعب فى القداس الغريغوري بعد صلاة الصلح “ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك يا سيدتنا كلنا والدة الإله”
فى قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الله فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة بدعة نسطور. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: "نعظمك يا أم النور
الحقيقى…".
فى مجمع القديسين طبقاً لمركز العذراء فى الطقس الكنسى يطلب الكاهن شفاعتها على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع عند طلب شفاعة القديسين نقول:” أذكر يارب جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء..وبالأكثر القديسة الـمملوءة مـجداً كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التى ولدت لنا الله الكلمة..وجميع القديسين بصلواتهم وطلباتهم ارحمنا كلنا معاً من أجل ابنك الحبيب يسوع المسيح الذى نحمل اسمه القدوس”.
فى خِتام القداس يقول الكاهن عند إعطاء بركة التسريح:"بالسؤلات والطلبات التى تلافعها عنا كل حين والدة الإله مريم وصفوف القديسين".
ويمكن القول بأن فى كل كلمة أو لحن وردت فى القداس الإلهي ذكر فيها العذراء مريم، انـما تنم عن الأمور الأتية:طلب شفاعتها، وإبراز علاقتها بسر التجسد، وتكريمـها كأم المسيح الفادي.
(ii) فى طقس القداس وأدواتـه مثل مجمرة البخور حيث تحوي فى داخلها النار والعذراء حوت فى داخلها النار الآكلة (تثنية24:4)، وايضا الصينية الـمقدسة التى يوضع فيها الجسد الكريم حيث تمثل بطن العذراء، أو مذود البقر أو الصليب أو القبر لأن فى كل هذا قد وضع جسد المسيح. وفى تقديم الحمل يلف الكاهن الحمل بلفائف إشارة الى ما قامت به العذراء مريم إذ قمطته وأضجعته فى مزود.وفوق حامل الأيقونات حيث يوضع صورة العذراء على الجانب الأيمن عملا بالقول الإلهي "جعلت الملكة عن يمينك"(مزمور 45)، وغيرها من الرموز.
والعذراء مريم إذ توجد فى القداس الإلهي فهذا ليس معناه اننا نقدم العبادة لها، ولكن نشركها معنا فى الصلاة ونطلب من الـمسيح بشفاعتها.
(iii) فى صلوات الأسرار الطقسية
نجد فى كل الممارسات الطقسية سواء فى سر الـمعمودية المقدسة،وسر الـميرون الـمقدس،و سر الزواج الـمقدس، وسر الكهنوت، وسر مسحة المرضى نداء وتشفع للعذراء مريم أم يسوع المخلّص لينال الـمؤمن النعمة الإلهية الكامنة فى تلك الأسرار.
(iv) فى طقوس الكنائس الأخــرى
تمتلئ فى الطقس البيزنطي والقبطي والسرياني والأرميني والكلداني والحبشي المارونـي بالنصوص عن دور العذراء وشفاعتها. وفى عام 1921 أدخل فىالطقس اللاتيني خدمة قداس خاص عن مريم.
إكرام مريم العذراء والإحتفال بأعيادها[1]
إن الإلتجاء الى مريم وطلب شفاعتها إيـمان راسخ منذ الأجيال الأولى فى الكنيسة وتـمتلئ الطقوس الكنسية بالـمدائح والطلبات والصلوات والتسابيح لـمريم العذراء والتى بهـا يلجأ الـمؤمنون الى العذراء الطوباويـّة مبتهلين إليهـا فـى كل الأوقات الصعبة التى تقابلهم،طلبين معونتهـا فى إحتياجاتهـم لأنهـا والدة الإلـه الفائقـة القداسـة، ولأنهـا أمنـا جميعاً.
وبنوع خاص تكرّم الكنيسة مريم العذراء بالإحتفال بأعيادهـا،ومـا تلك الأعياد إلاّ مناسبات لتعبر الكنيسةعن فرحهـا بالخلاص الذى حصلت عليـه بتجسد إبن الله فـى أحشاء مريم العذراء. وفـى تلك الأعياد والتذكارات الـمريـمية تتسم معظم صلواتهـا بأنهـا تدعو الى الفرح والى تسبيح الله للعمل الذى حققه الله فيها والذى يقودنا دوماً الى إبنها الـمسيح مخلّص العالـم ولهذا يُقترن دائـما الإحتفال بتقديم الذبيحة الإلهيـة. وفـى أعياد القديسة مريم العذراء تختار الكنيسة أيضاً نصوصاُ من الكتاب الـمقدس تتحدث عن علاقـة الله الخلاصيـة بالإنسان والتى ظهرت فـى العهد القديم فى العديد من النبؤات والرموز التى وصلت إلـى كـمالهـا فى تجسد ابن الله فى أحشاء مريم العذراء. فـمريم العذراء هـى مسكن الله الذى حلّ فيـه ابن الله ليتحد من خلالـه بالبشر ويـمنحهم الخلاص والحيـاة الأبديـة،ولهذا نرى كتب العهد الجديـد وقد روت نصوص بعض تلك الأحداث كالبشارة والميلاد والصلب والقيامة. والكنيسة الـمقدسة إذ تحتفل بأسرار السيد الـمسيح فـى دورتهـا السنويـة، تكرّم بمحبة خاصة مريم والدة الله الـمتحدة مع إبنهـا فـى العـمل الخلاصي، ففى العذراء تتأمل الكنيسة بإعجاب ثمرة العذراء الـمباركـة وتمجدهـا، كما تتأمل فيهـا بإبتهاج ما تشتهى وترجو أن تكون عليه هـى ذاتهـا وبأكملهـا.
والأعيادالدينية المقدسة عامـة هـى أيام يتم الإحتفال فيهـا بتذكار لأحداث وأسرار مقدسة تم تسجيلهـا فـى تاريخ خلاصنـا، وأيضاً لتذكار مريم العذراء أم الـمسيح، أو للرسل، والشهداء والقديسين وذلك بتقديـم صلوات وخدمات خاصـة مع راحـة من العـمل فى بعض الأحيان. والعيد ليس فقط لتذكار حدث أو شخص، بل هو أيضاً فرصة لتنشيط الحياة الروحيـة وذلك بالتذكرة بـما حدث، ففى الـميلاد يولد الـمسيح فى قلوبنـا، وفى يوم الجمعة العظيمة نصلب أنفسنـا على الصليب معه، وفى القيامـة نقوم من قبر الخطيئة، وفى يوم العنصرة نحصل على مواهب الروح القدس.
والأعياد الـمقدسة فـى العهد القديـم إمـا قد أعطى الله شريعتهـا لشعبه "هذه هى أعياد الرب الـمحافل الـمقدسة التى تنادون بهـا فى أوقاتهـا"(أحبار2:23):مثل عيد الفصح (يُحتفل فيـه بأكل حمل الفِصح تذكاراً لخروج الشعب العبرانى من ارض مصر ويحتفل به فى اليوم الرابع عشر من أول شهور السنة فى التقويم اليهودى-خروج2:12-14)،وعيد الفطير (يحتفل فيـه بأكل الفطير الغير مختمر فى اليوم الخامس عشر من أول شهور السنة وأيضاً تذكاراً لخروج بنى اسرائيل من مصر-خروج15:12-20)،وعيد الأسابيع أوعيد الكفّارة (وفيه يُحتفل بباكورة حصاد الأرض (أحبار23)،أو قد رتبّهـا الشعب بإرشاد من الله مثل عيد تدشين هيكل سليمان (3ملوك2:8) وعيد تذكار ترميمه على يد زربابل (عزرا14:6-16). وكل تلك الأعياد كما ذُكرت فى العهد القديم ما هى إلاّ رمزاً وظلاً للحقيقة والتى هى فى الـمسيح يسوع ولهذا فليس غريبـاً أن تحتفل الكنيسة فى العهد الجديد بفرح وإبتهاج بـما تحقق بتجسد وموت وقيامـة السيد الـمسيح فتقوم بتذكار كل تلك الأحداث من حضور جماعى أمام الرب وتقديم تقدمات روحيـة تُفرح قلب الله، بما فى ذلك الأعياد الـمريمية أو تذكارات القديسين.
أعيـاد وتذكارات القديسين.
تحتفل الكنيسة عامـة بعيد واحد لكل قديس يتم فيـه تذكار يوم إنتقالـه أو إستشهاده،بالإضافـة الى أن هناك أعياد أخرى نتيجة إكتشاف رفات لقديس أو إتمام معجزة لـه أو تدشين كنيسة على اسمه.
إن أقدم الأعياد التى كانت الكنيسة تحتفل بهـا- بالإضافـة الى "يوم الرب" الذى يُحتفل بـه أسبوعيـاً – كانـا عيدي القيامـة والعنصرة وذلك حتى القرن الثالث الميلادي. وتم إضافـة عيدين فى القرن الرابع هـما عيد الميلاد وعيد الظهور الإلهـي (الإبيفانيـا). وتم إضافـة أعياد للقديسة مريم العذراء من بدء القرن الخامس الميلادي. ثـم بدء فـى زيادة الأعياد حيث كان ذلك فـى سلطة الأساقفة الـمحلييـن لدرجـة أنـه مع القرن الحادى عشر وفى ظل الإمبراطوريـة البيزنطيـة كان هناك أكثـر من 66 عيداً يتم الإحتفال بهـم. ومع بدء القرن السابع عشر تم تحديد الأعياد الدينيـة عامـة بـما فيهـا الأعياد الـمريمية بقرار من السلطات الكنسية وفيهـا تم تحديد إذا ما كان العيد يتم الإحتفال بـه محليـاً فى منطقة أو إقليم مـا أو فى الكنيسة الكاثوليكية جمعاء فى العالـم كله، وأيضاً تحدد درجـة أهـمية ذلك العيـد.
والأعياد الـمريمية يمكن تقسيمها عامة كالتالي:
1. تذكارات لأحداث تاريخية ورد ذكرها فى الإنجيل المقدس (كعيد البشارة)
2. أعياد لذكرى إعلان الكنيسة لحقيقة إيمانية عن مريم العذراء (كعيد الحبل بلا دنس من الخطيئة الأصلية)
3. أعياد لذكرى أحداث مستقاة من التقليد الكنسي (كعيد دخول مريم العذراء للهيكل)
4. أعياد لذكرى ظهور العذراء فى بلدة ما (لورد أو فاطيما)
5. وتضيف الكنيسة أعياداً أخرى أُدخلت بمناسبة تدشين كنيسة أو تكريس إيقونة للعذراء أو تقديم إكرام خاص لها ( المسبحة الوردية).
الأعياد الـمريمية فى الكنيسة الكاثوليكية الغربية حسب آخر تعديل سنة 1989:
1 ينايـر – عيد الأمومـة الإلهيـة
2فبراير – تذكار تقديم الطفل يسوع فى الهيكل
11 فبراير – تذكار سيدة لورد
25 مارس – عيد البشارة
31 مايو – تذكار زيارة العذراء لبيت زكريا الكاهن
السبت الواقع بعد الأحد الثانى بعد عيد العنصرة – عيد قلب مريم الطاهر
16 يوليو – تذكار سيدة الكرمل
15 أغسطس – عيد إنتقال مريم العذراء للسماء بالنفس والجسد
22 أغسطس – عيد مريم سلطانة السموات والأرض
8 سبتمبر – تذكار ميلاد مريم العذراء
15 سبتمبر – تذكار مريم سيدة الأحزان
7 أكتوير – عيد سيدة الوردية المقدسة
21 نوفمبر – تذكار دخول مريم العذراء وهى طفلة للهيكل
8 ديسمبر – عيد الحبل بلا دنس
و فى الكنيسة القبطية الكاثوليكية فيتم الإحتفال بالأعياد التالية:
1. عيد ميلادها (اول بشنس فى التقويم القبطى – مايو)
2. عيد دخولها الهيكل (3 كيهك –ديسمبر)
3. عيد إنتقالها بالنفس والجسد الى السماء (15 أغسطس)
4. غيد بناء أول كنيسة على اسمها (21 بؤونة – يونيو)
والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بأعياد مريم العذراء كما جاءت فى السنكسار القبطي كما يلي:
1- 7 مسرى (أغسطس) – بشارة يواقيم بميلاد السيدة العذراء
2- 1 بشنس (مايو) – ميلاد السيدة العذراء
3- 3 كيهك (ديسمبر) – تقديم السيدة العذراء مريم إلى الهيكل في سن 3 سنوات
4- 24 بشنس (يونيو) مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر
5- 21 طوبة (يناير) – نياحة السيدة العذراء مريم
6- 16 مسري (اغسطس) – صعود جسد السيدة العذراء
7- 21 يؤونة (يونيو) – تذكار بناء أول كنيسة على إسم العذراء في فيلبي
8- 24 برمهات (إبريل) – ظهور السيدة العذراء مريم في الزيتون بالقاهرة – مصر
9- كل يوم 21 من الشهر القبطي يوجد تذكار للسيدة العذراء مريم والدة الإله
ث. من خلال تخصيص يوم أو شهر
يوجد العديد من الصلوات والتمجيدات التى يتم ممارستها بصورة يشترك فيها كافة المؤمنين داخل الكنائس أو فى المنازل بصورة خاصة، ومن بينها صلوات المسبحة، والطِلبات والتسعاويات، أوتخصيص ايام معينة فى الأسبوع لإكرام أحد القديسين، أو تلاوة أسرار تأمليـة يوميا أو أسبوعيا، أو تخصيص شهر ما بأكمله. فمثلا نجد شهر مايو مخصص بكامله لتقديم الإكرام للقديسة مريم العذراء، وشهر سبتمبر مخصص للتأمل فى سبعة لألئ للقديسة مريم العذراء (العيد يقع فى الأحد الثالث من الشهر)، وشهر اكتوبر هو شهر المسبحة الوردية (عيد المسبحة يقع فى الأحد الأول)، وشهر كيهك فى السنة القبطية مخصص ايضا لتقديم الإكرام لمريم العذراء.
شهر مايو:
ان شهر مايو هو الشهر الذي خصصته الكنيسة المقدسة الغربيـة لإكرام امنا العذراء مريم . شهر مايو هو شهر الورود والجمال والحياة والتجدد، فكما انالورد في شهر مايو يملأ الدنيا عطرا وجمالا ،كذلك امنا العذراء يفوح منهاعطر
قداستها وشفاعتها سماء الكنيسة المقدسة والعالم اجمع .
في هذا الشهر يظهر المؤمنين عاطفتهم البنوية للبتول مريم ،وهي بدورهاتظهر عاطفة الأمومة لكل من اتخذها شفيعة واحتمى بكنفها فهي ملجأ الجميع.
في شهر مايو وفي كل مساء تدعو الكنيسة المؤمنين للقاء العذراء، امالمؤمنين لكي يرتلوا لها اناشيد الفرح وصلاة الوردية وطلبة العذراءوالقراءات المخصصة لشهر العذراء مريم.
ان اكرام العذراء مريم في شهر مايو هو تقليد غربي ومن ثم انتقل الى الشرق،فبعض المؤرخين ينسبون نشأته الى الطوباوي هنري (+1365) ،غير ان ممارسةشهر مايو كما يعرفها العالم اليوم نشأت في ايطالية في عام 1784 علي يدالكاهن لويس ريشولي . ومن ثم انتشرت ممارسة الشهر المريمي في كل دول اورباوامريكا والعالم اجمع.
لا يذكر التراث الكنسي مايو شهرا مريميا قبل القرن الثامن عشر، ومن المرجح انه انطلق بداية من روما، ثم انتشر في ايطاليا ولاحقا في العالم المسيحي.
تعود فكرة تكريس ايار شهرا مريميا الى الآباء اليسوعيين في ايطاليا، وتحديدا الى الاب جاكولية الذي نشر كتيبا حول الموضوع في العام ،1724 والى الاب لالوميا الذي نشر بدوره كتيبا مماثلا في العام .1725 وتطورت الفكرة مع الاب اليسوعي الفونس موتزا ريللي الذي نشر في العام 1785 كتيبا يحث على التأمل في حياة العذراء وفضائلها والتأثر بها لتقديس الحياة اليومية، فكان المؤمنون يتأملون طوال شهر ايار بواحدة من حقائق الحياة المسيحية ويرتلون ترتيلة مريمية. وصل كتيب الاب لالوميا الى فرنسا مع بداية الثورة فنقلته لويز، ابنة الملك لويس الخامس عشر، الى الفرنسية، وهو كتيب كرسته روما في 21 تشرين الاول 1815 في عهد البابا بيوس السابع.
في العام 1784 طبق الآباء الكرمليون "شهر مريم" في ايطاليا، ويُروى انهم طلبوا ان يكرّس مذبح للسيدة العذراء في الليلة الاولى من ايار في كل منزل، ويزيّن بالزهور والاضواء، على ان تجتمع العائلة، كل ليلة من هذا الشهر لتلاوة الصلاة على شرف السيدة. وهناك من يقول ان الملك الفونس العاشر (1239- 1284) ذكر في احدى كتاباته جمال مريم وشهر مايو. وفي القرن الرابع عشر، اعتاد الطوباوي الدومينيكاني هنري سوزو ان يقدم الى السيدة اكاليل من ورد في اليوم الاول من ايار. وفي العام ،1549 نشر الاب سيدل كتيبا بعنوان "شهر ايار الروحي". كما ان القديس فيليب نيري كان يجمع الشبان خلال شهر ايار للصلاة حول مذبح السيدة. وفي كولونيا، كان التلامذة اليسوعيون في العام 1664 يرفعون الصلوات في ايار للسيدة العذراء. وفي الالزاس، كانت الفتيات يقرعن الابواب ويقدمن زهرة لتزيين مذبح السيّدة. لكن في مطلع القرن الثامن عشر، قرر الرهبان الدومينيكان تكريم السيدة طوال شهر مايوبشكل رسمي.
شهر كيهك
يحتفل الشعب القبطي فى مصر خلال شهر كيهك بتقديم الـمدايح والتسابيح إبتهاجا بإستقبال ميلاد السيد الـمسيح والذى يقع يوم 28 او 29منه فيجتمعون فى الكنيسة فى ليالي هذا الشهر يسبحون الله ومتذكرين ميلاد المسيح العجيب بترديد كل ما جاء عنه فى رموز ونبؤات وإشارات ومعان العهد القديم بتسبيحات تسمى عادة "بسبعة وأربعة" وذلك لأن فيها تسبح الكنيسة الأربعة هوسات أي الأربعة تسبيحات، والسبعة الإبصاليات والتذاكيات أي السبعة ترنيمات أو السبعة تمجيدات التى تخص أم الله العذراء مريم.
ج. قداس خاص
فى عام 1986 قام مجمع الخدمات الطقسية بنشر مجموعة نصوص لـ 46 من القداسات والصلوات التى يفترض إقامتها فى اماكن المزارات المريمية او فى الكنائس التى يحتفل فيها المؤمنين بتذكارت القديسة مريم العذراء أوفى أيام السبوت. وهذه المجموعة جاءت من نصوص قديمة متوارثة، ومن القداس الرومانى الذى وضعه البابا بولس السادس، أومن نصوص تم إرسالها من الرهبانيات والإيبارشيات فى أنحاء العالم للموافقة عليها، نجد انها تصف مكانة العذراء ودورها فى العمل الخلاصي الذى أتمه السيد المسيح. وفيما يلى جزء من قداس القديسة مريم والذى يستخدم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أعياد القديسة مريم ويوم 28 كيهك آخر ايام صوم الميلاد ويوم البشارة:
الشعب: هذا حق وعدل
الكاهن: ارفعوا قلوبكم
الشعب: لقد رفعناها الى الرب إلهنـا
الكاهن: يفيض قلبي بكلام صالح. يفيض قلبي يكلام صالح. يفيض قلبي بكلام صالح. ,انطق بقداس مريم لا بالتفصيل بل بالإيجاز، وأنطق بتسبيح العذراء لا بكلمات كثيرة تُنسى بل بكلمات وجيزة. وأنطق بسمو العذراء وأقف اليوم، هذا اليوم، بإتضاع ومحبة امام هذا السر العظيم وأمام هذه المائدة وهذه القرابين…[2]
السبت الأول من كل شهر
هذا الإكرام موجه لقلب مريم الطاهر تعويضاً لأحزانها حسب ما طلبه السيد المسيح فى إحدى الظهورات من لوسيا فى بلدة فاطيما عام 1925. ولقد كانت السيدة العذراء فى ظهورها يوم 13 يوليو 1917 للأطفال الثلاثة (لوسيا وفرانشيسكو وجاسنتا) قد فتحت يديهاوانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاًلجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف.نظر الأطفال عالياً الى وجه العذراء المقدسة الحزين وهيتتحدث إليهم بلطف: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. لتحفظوهم، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد".
والمؤمنون دائما قد خصصوا يوم السبت لإكرام القديسة مريم لإيمانها الثابت فى المسيح يسوع والذى نراه ظاهراً فى يوم السبت السابق ليوم القيامـة. وتم تخصيص يوم السبت الأول من كل شهر ولمدة خمسة شهور متتالية للتكفير والتعويض عن الآلام والأحزان التى اصابت قلب مريم الطاهر وذلك بالإقتراب من سر الـمصالحة وحضور الذبيحة الإلهية والتناول الـمقدس وتلاوة صلوات الـمسبحة الورديـة مع التأمل بعمق وتقوى فى أسرارها. والخمس سبوت ترجع للتعويض عن الى الآلام التى نتجت من إنكار عقيدة حبلها الطاهر بلا دنس من الخطيئة الأصلية، من إنكار والهجوم ضد بتوليتها الدائـمة، من عدم الإيمان بأمومتهـا الإلهيـة، من زرع الشك فى قلوب الأطفال وإبعادهم عن إكرامها، وعن كل من يتعرض للهجوم علي صورها الـمقدسة.
ح. إكرام مريم العذراء وقرارات المجامع المسكونية
تعرّف "العقيدة" بأنها إعلان الإيمان الـمسيحي فى كلمات وعبارات محددة، تعبر عن حقائقه الجوهرية، وتجمع الـمؤمنين فى إيمان واحد مشترك، أساسه الوحي الإلهي الذى تسلّمته الكنيسة فى الكتاب الـمقدس والتقليد الـمقدس. والكنيسة الكاثوليكية اعلنت العقائد فى مجامع عامة مثل المجمع يني (1545-1563) أعلن فى جلسته رقم 25 والتى كانت فى 4 ديسمبر 1563:"ان القديسين الـمالكين مع السيد المسيح يقدمون صلواتهم لأجل البشر وانه حميد ومفيد ان نطلب صلواتهم بخشوع ونلتجئ الى عونهم ومساعدتهم لنوال عطايا الله ونعمه بواسطة ابنه سيدنا يسوع المسيح الذى هو وحده مخلصنا وفادينا".
إن إعلان ان مريم العذراء هى الشفيعة للمؤمنين يرجع تاريخه الى القرون الأولى للمسيحية وجاء ان وساطتها إما (1) لأنها أم الله المملؤة نعمة فهي تحتل مكان وسيط ما بين الله ومخلوقاته ، (2) او لأنها مع المسيح وبعده مباشرة تعاونت فى مصالحة الله مع البشر عندما كانت على الأرض ، او (3) لأنها موزعة للنعم التى يهبها الله لعبيده المخلصين. لأي سبب من الأسباب السالفة الذكر يلزم ان يكون المفهوم ان وساطة مريم انما هي ثانوية وتعتمد أساساً على وساطة المسيح الأساسية فيعتبرها البعض (امين الخزانة) أو المتصرف للنعم السماوية. ولابد ان نفهم جيدا انها ليست هى المعطية للموهبة او النعمة السماوية وان دورها فقط هو طريقة الإنتقال. وعندما ندعوها كأم تعرف من هم البنين وحاجاتهم فهى تقدم لنا المعونة بالصلاة معنا امام الله.
أعلن البابا بيوس الثالث عشر سنة 1891 ان كل النعم والبركات انما تأتي لنا من الله عن طريق مريم، وقد تبعه بعد ذلك فى نفس الإيمان ما تبعه من الباباوات.
المـجــمــع الفـاتـيكـانـي الـثـانـــي
لقد تم دراسة دور مريم ووساطتها فى المجمع الفاتيكانى الثاني (1964) ولقد خاف البعض من إعلان انها وسيطة خوفاً من تبلبل ذلك الفكر عند غير المسيحين او غير الكاثوليك لأن الوسيط الوحيد هو المسيح يسوع كما جاء فى 1تيمو 5:2 وغافلين ان بولس الرسول نفسه ذكر فى موضع آخر ان موسى ايضا وسيط كما جاء فى غلاطية 19:3. وعليه أعلنوا بعد مداولة طويلة ان العذراء مريم تعترف بها الكنيسة بإنها المحامية Auxiliatrix, Adjutrix, Mediatrix وأعلنوا بوضوح ان هذا ليس معناه انه يوجد وسيط آخر غير السيد المسيح.
——————-
2. من خلال تلاوة الصلوات الكنسية
نشيد مريم
تعظّم نفسي الربّ، وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال. لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه. صنع عزّاً بساعده، وشتّت المتكبرين بأفكار قلوبهم. حطّ المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين. أشبع الجياع خيراً والأغنياء أرسلهم فارغين. عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته، كما
كلّم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد. آمين
السلام الملائكي ( المريمي )
هـى صلوات لإكرام الآب الأزلـي الذى أرسل إبنـه الوحيـد إلـى العالـم، وكذلك لإكرام الكلـمة الأزليـة الذى تجسد من الروح القدس، ولإكرام الروح القدس الـمنبثق من الآب والإبـن وحلّ على القديسة مريم العذراء.
وهو أيضاً صلاة للعذراء مريـم مكونـة من ثلاث أقسام:
تلك الآيات التى تختص بمريم العذراء كـما جاءت بالكتاب الـمقدس وتبدأ بتحية الـملاك جبرائيل:
"السلام عليكِ (يا مريم)،يا ممتلئة نِعمة الرب معكِ مباركة أنتِ فى النساء" (لوقا28:1)
ثـم تتبعهـا تحيـة القديسة أليصابات لـمريـم بعد أن إمتلأت أليصابات من الروح القدس:
"مباركـة ثـمرة بطنك (يسوع)"(لوقا42:1).
ثـم إعلان الكنيسة وإيمانهـا عن قداسة ومكانـة مريم العذراء كـما جاءت بـه وقررتـه الـمجامع الـمسكونيـة "يـا قديسة مريـم، يـا والدة الله". ثـم طلب شفاعتـهـا "صلّى لأجلنـا نحن الخطـأة الآن وفـى ساعة موتنـا. آميـن".
وكان الشعب والرهبان يكررون تلك الصلاة إكرامـاً للسيدة العذراء وكانت تسمى بالـمزاميـر الـمريـميـة. وفيما يلي النص كاملاً:
"السلام عليكِ يامريم،يا ممتلئة نعـمة، الرب معكِ،مباركـة أنتِ فـى النساء ومبارك ثـمرة بطنِك سيدنـا يسوع الـمسيح. يـا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنـا نحن الخطأة، الآن وفـى ساعة موتنـا. آميـن.
5. الـمجد للآب والإبن والروح القدس
جاءت هذه الصلاة فـى رسائل العهد الجديد كما جاءت فـى رسائل القديس بولس الرسول:"لله الحكيم وحده يسوع الـمسيح لـه الـمجد إلـى الأبد"(رومية27:16)، وايضاً "له الـمجد فى الكنيسة فى المسيح يسوع إلـى جميع أجيال دهر الدهور. آمين"(افسس21:3)، وكذلك فى رسالة القديس يهوذا "الإله الحكيم الوحيد له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلـى كل الدهور.آمين"(يهوذا25). وأيضاً جاءت فـى نهايـة بعض الـمزاميـر،وكان الـمسيحيين يستخدمونهـا منذ أوائل القرن الرابع الـميلادي:"الـمجد للآب والإبن والروح القدس، كما كان فى البدء والآن وعلى الدوام وإلـى دهر الداهرين.آميـن".
السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة،الرب معكِ ،مباركةُ أنتِ في النساء،و مباركًة ثمرةُ بطنك، سيدنا يسوع المسيح. يا قديسة مريـم،يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة،الآن وفي ساعةموتنا. آمين.
التبشير الملائكي
تم تلاوتها اول مرة فى دير للفرنسيسكان فى مدينة توسكاني عام 1245م
يتلى التبشير الملائكي في السادسة صباحاً،عند الظهر،وفي السادسة مساء، على مدار السنة بإستثاء الزمن الفصحي،حيث تتلى تهنئة مريم العذراء عوضاً عنه.
– ملاك الربّ بشّر مريم العذراء،
– فحبلت من الروح القدس.
السلام عليك يا مريم….
– ها أنا أمة الربّ،
– فليكن لي بحسب قولك.
السلام عليك يا مريم….
– والكلمة صار جسداً،
– وحلّ بيننا.
السلام عليك يا مريم….
– صلّي لأجلنا يا أمّ الله القديسة،
– لكي نستحق مواعيد المسيح.
لنصلّ:نسألك يا ربّ ، أن تفيض نعمتك على عقولنا ، حتى إننا نحن الذين قد عرفنا ببشارة الملاك ، تجسّد ابنك يسوع المسيح ، نبلغ بآلامه وصليبه إلى مجد القيامة. بربنا يسوع المسيح نفسِه. آمين.
فـى صلوات الأجبيـة
صلوات الأجبية:وهى تشمل صلوات الساعات وضعت فى الكنيسة منذ أمد طويل طبقا للتقليد المسيحي العريق بحيث يتقدس مجرى الليل والنهار جميعا بتسبيح الله وهى كالتالي:صلاة باكر-صلاة الساعة الثالثة-السادسة-التاسعة-الغروب-النوم-ثم صلاة الستار (خاصة بالرهبان)- وصلاة نصف الليل.
فى صلاة باكر وفى القطعة الثالثة نقول:"أنت هى أم النور المكرمة من مشارق الشمس الى مغاربها يقدمون لك تمجيدات ياوالدة الإله السماء الثانية لأنك هى الزهرة المنيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء لأن الأب اختارك والروح القدس ظللك والإبن تنازل وتجسد منك فإسأليه أن يعطي الخلاص للعالم الذى خلقه وأن ينجيه من التجارب ولنسبحه تسبيحاً جديداً ونباركه الآن وكل آوان…".
وفى مقدمة قانون الإيمان نقول:"نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك ايتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتى وخلص نفوسنا”. وأُضيف هذا النص كنتيجة لمضمون العقيدة التى أقرهـا مجمع أفسس عام 431 فيما يختص بكرامة مريم العذراء والتى لُقبت "حاملة الإله" او "والدة الإله" أو "ثيؤتوكوس". وهذا القانون يتلى فى صلوات الكنيسة الجامعة وفى رفع بخور عشية وباكر وفى خدمة القداس الإلهي قبل تقديم الحمـل وفى صلوات مزامير باكر والنوم ونصف الليل.
وفى صلاة باكر نقول:"السلام لك ايتها العذراء الملكة الحقيقية، السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل، نسألك ايتها الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".
وفى ختام صلاة باكر نقول أيضا:"السلام لكِ نسألك ايتها القديسة الممتلئة مجداً العذراء كل حين والدة الإله أم المسيح أصعدي صلواتنا الى إبنك الحبيب ليغفر لنا خطايانا، السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا العذراء القديسة سلي الرب ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا أيتها العذراء مريم ووالدة الإله القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشر إشفعي فينا لدى المسيح الذى ولدتيه لكي يُنعم لنا بغفران خطايانا. السلام لكِ ايتها العذراء الملكة الحقيقية. السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل، نسألكِ أذكرينا ايتها الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".
وفى صلاة الغروب نقول:"هيئي لـي أسباب التوبة ايتها العذراء فإليك أتضرع وبك أستشفع لئلا أخزى وعند مفارقة نفسي من جسدي أحضري عندي ولمؤامرة الأعداء إهزمي ولأبواب الجحيم أغلقي لئلا يبتلعوا نفسي ياعروس بلا عيب".
وفى صلاة النوم نقول:"أيتها العذراء الطاهرة أسبلي ظلك السريع المعونة على عبدك وابعدي أمواج الأفكار الرديئة عني وأنهضي نفسي المريضة للصلاة والسهر ، لأنها استغرقت فى سبات عميقة فإنكِ أم قادرة رحيمة مُعينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع".
———————————
3. من خلال الممارسات التقوية والشخصية
ورد فى القانون الكنسي رقم ق. 867 ":أشباه أسرار الكنيسة هي علامات مقدسة تشير- بنوع من المشابهة مع الأسرار المقدسة- إلى مفاعيل لا سيما روحية يتم الحصول عليها بتضرعات الكنيسة، وبواسطتها يتهيّأ الإنسان لقبول مفعول الأسرار المقدسة الرئيسي، وتُقدّس ظروف حياته المختلفة".
أ. الـمسبحـة الورديــة[3]
كلـمة "الورديـة" تعنـى فـى معناها الأصلي تاج من الورد،وكانت العادة الـمتبعة عند الـمسيحيين فى أوائل الـمسيحية هو وضع أكاليل من الزهور تحت قدمي تـمثال العذراء مريم كنوع من الإكرام. و"صلاة الورديـة" مـا هـى إلاّ إكليل من الصلاة الخاصة لإكرام القديسة مريم العذراء مع التأمـل فـى حياة وآلام وموت وقيامـة ومجد السيد الـمسيح وحياة أمـه. و"الـمسبحة الورديـة" تتكون من شيئـان هـما الصلاة اللفظيـة أي الـمنطوقـة والتى تشمل صلوات مثل السلام الـملائكي و"الأبانـا"،و تأملات عقليـة وقلبيـة فـى الأسرار الأساسيـة لحياة وموت ومجد السيد الـمسيح وأمـه القديسة مريم.
ان تسميـة هذه الصلاة "بالورديـة"، قديـمة العهد، فالوردة بلونهـا الجميل ورائحتها الزكيـّة هى أصلح ما يكون للتعبيـر عن جمال مريم العذراء وطهارتهـا وبهاء عظمتها ومقدرتهـا وعذوبـة رحمتهـا ومحبتهـا. ولا يخفى ان فى الورد الأوراق والجمال والبريق والأشواك والزهرة ذا الرائحة الذكيـة، وهـى كلهـا بـمثابـة رموز إلى أسرار الفرح والنور والحزن والـمجد، وإلى غير ذلك من وجوه الشبه والرموز بين الورد وصلاة الورديـة. ويفسر البعض هذه التسميـة بأنهـا باقـة من الورود الروحيـة التى يضعهـا من يتلوهـا عند قدمي مريـم العذراء تعبيـراً عن حبـه وإكرامـه للأم القديسة.
وهناك فرق بين الوردية وبين المسبحة:
صلاة الوردية في أسرارها الأربع (الفرح ـ النور ـ الحزن ـوالمجد) والتأمل
فيها، هو الأساس، بينما المسبحة هي الآلة،هي الوسيلة الحسية والمنظورة التي من
خلالها أنظم صلاتي. صلاة الوردية هي ليست صلاة لمريم إنما هي صلاة تأملية معمريم ليسوع.
إن صلاة الـمسبحة الورديـة،لم تكن فى أول نشأتهـا تدعى بهذا الإسم،بل كانت تدعى تارة بصلاة "الأبانـا"، وتارة "بالـمزامير الـمريميـة" تشبيهاً لهـا بمزامير داود النبي لإشتمالها على مائة وخمسين من السلام الـملائكي مثل عدد الـمزامير. ودُعيت "مسبحة" لأنهـا عبارة عن عقد أو سلسلة منظومة على مثال الإكليل معقودة عقداً بعدد صلوات "الأبانـا" و"السلام".
والورديـة الـمقدسة كما وصلت إلينـا مقسمة إلى ثلاثة أقسام أو مسابح وكل قسم أو كل مسبحة مقسّم بدوره من خمسة أسرار أو يُسمّى "خمسة أبيات"،وكل بيت مؤلف من عشرحبات،وبين كل بيت وآخـر،يُضاف حبّة كبيرة منفردة مخصصة لتلاوة الصلاة الربّيـة. والـمسبحة الأولـى أو القسم الأول من صلاة الورديـة يحوى أسرار تسمى بأسرار الفرح،والـمسبحة الثانيـة أو القسم الثانـى يحوى أسرار الحزن،والـمسبحة الثالثة أو القسم الثالث يحوى أسرار الـمجد،وهذا التقسيم على إعتبار أن حياة السيد الـمسيح وحياة أمـه العذراء مريـم قد مرّت بثلاث مراحل هـى الفرح والحزن والـمجد. ولقد تم إضافـة الصليب للـمسبحة لأن كل مسيحي يـبدأ أعمالـه وصلاتـه بإشارة الصليب، وقرب الصليب يوجد حبـّة منفردة مخصصة لتلاوة قانون الإيـمان (نؤمن بإله واحد..)، ثم هناك ثلاث حبّات يُتلى عليهـا السلام الـملائكي مع التأمـل فـى الصِفات الثلاث التى تتمتع بهـا العذراء مريم دون سواهـا فهى إبنـة الآب السماوي، وأم الإبن، وعروسة الروح القدس. وأخيـراً تم إضافـة الأيقونـة الـمثلثـة الزوايـا التى كانت تحملهـا العذراء فى ظهورهـا للقديس عبد الأحد.
وبـما انـه قد يتعذّر على الكثيرين تلاوة الـمسبحة الورديـة بأسرارهـا الثلاث، أي خمسة عشر بيتاً كل يوم، رأت الكنيسة فيما بعد الإكتفاء بتلاوة ثلث هذه الورديـة، أي خمسة أبيات فقط فخصصت بعض الأيام للتأمـل فـى أسرار الورديـة، فخصصّت يومي الإثنيـن والخميس لأسرار الفرح،ويومي الثلاثاء والـجمعة لأسرار الحزن،وأيام الأربعاء والسبت لأسرار الـمجد،مع تخصيص يوم الأحد لأسرار الفرح من بدء زمن الـمجئ إلـى بدء زمن الصوم،ولأسرار الحزن من بدء زمن الصوم إلـى عيد القيامـة،ولأسرار الـمجد من الفصح إلـى زمن الـمجئ.
ولقد أضاف قداسة البابا يوحنـا الثانـى فى رسالتـه الباباويـة الصادرة يوم 16 أكتوبر عام 2002 تحت عنوان“Rosarium Virginis Maria سراً جديداً (خمسة أبيات) للـمسبحة الورديـة فأصبحت أربع أسرار بهـا عشرون بيتـاً (بدلاً من خمسة عشر)، وذلك بالتأمـل فـى أسرار النور والتى تشمل تلك الحوادث التى أُظهـر فيهـا أن السيد الـمسيح هو نور العالـم.
فحسب التقسيم الجديد الذى وضعتـه الكنيسة فأنـه قد خُصص يومي الاثنين والسبت للتأمل فى أسرار الفرح، ويوم الخميس للتأمل فـى أسرار النور، ويومي الثلاثاء والجمعـة للتأمل فـى أسرار الحزن، ويومي الأربعاء والأحد لأسرار الـمجد.
ان عـظمة صلاة الورديـة تأتـى فـى كونهـا تحوى فـى أسرارهـا الأربعة (الفرح والنور والحزن والـمجد) على حياة وموت وقيامة ومجد السيد الـمسيح لكى نسعى للإتحاد بـه، ونقتدي بـحياتـه فنسير على طريق الكمال الذى مهّده لنـا بتجسدّه وموتـه وقيامتـه. ان حياة الإنسان تتلخص فى ثلاث أمور جوهريـة هـى:الجهاد فى الحصول على الرزق وهو شيئ مفرح، والـمشقّات التى تعترى الإنسان فى هذه الدنـيا وهى مُحزنـة،وأخيراً نتيجة هذا الفرح وهذه الأحزان الراحة والـمجد.وبتلاوتنـا لصلاة الورديـة بـما تحتويـه على مختصر حياة السيد الـمسيح فإنـما نتلوا عقيدة نؤمـن بهـا ونتعظ بهـا ونعـمل جاهدين على الحصول على الفضائل التى تحتويهـا للوصول للسعادة الدائمة.
ب. التأمل فى فضائل مريم العذراء والإقتداء بها[4]
يـتـأمل الإنسان شيئـا يعنـى إنـه يـمعن النظر فيـه ويدقق ويفحصه. الـتأمـل هـو إذن الدخول إلـى العمق سواء فى عـمل الفكر أو الروح هـو الوصـول إلـى لـون مـن الـمعرفـة فوق الـمعرفـة العادية. التـأمـل هـو تفتح العقـل والقلب والروح لإستقبال الـمعرفـة الإلهيـة الجديدة الـتى تأتى مـن فـوق أو من روح اللـه الساكن داخـل الإنسان. والـتأمـل يناسبه السكون والهدوء والبعد عن الضوضاء التى تشغل الحواس وبالتالى تشغل العقل وتبعده عن عـمل الروح فيـه.
وللـتأمـل مـجالات كثيـرة،فهناك التأمل فـى الكتاب الـمقدس والصلاة والتراتيل والألحان،فـى الخليقـة والطبيعـة،فـى السماء والـملائكة والقديسين،فـى الـموت والدينونـة وما بعدهـا،فـى الأحداث،فـى سير القديسين،فـى الفضائـل،فـى الكتب الروحيـة،فـى وصايـا اللـه وفـى صفاتـه وكـمالاتـه.
والرب يسوع دعـانـا قائلا "تأملوا زنابق الحقـل..طيور السـماء " (متى 26:6و 28)،وإذا كانت السماء الـماديّة مجالا عظيما للتأمل فكم تكون السماء "التى هى عرش اللـه" (متى 34:5)،وكذا التأمل فـى كل القوات السماوية التى أمام العرش الإلهى.
الرب يسوع بعد أن ألقـى عظته على الجبل ختمهـا بقولـه " كل من يسمع أقوالـي هذه ويعـمل بها أشبه برجل عاقل بنـى بيته على الصخر..وكل من يسمع أقوالـي هذه ولا يعـمل بها يشبه برجل جاهل بنـى بيته على الرمـل" (متى 24:7-26). وأكّد هذا بقوله "وليس كل من يقول لـي يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يعـمل إرادة أبـى الذى فـى السـموات"(متى 21:7).
وإذا مـا تأمـلنـا فـى حياة القديسة مريـم العذراء سنـتعرف لـِمَ إستحقت التطويب وتكريم البشرية لهــا طوال الأجيال فسوف نرى مريـم فـى إيـمانهـا وتقبل كلمة الله بطاعـة، وفـى محبتـها الـمبادرة وخدمـة الآخرين، وفى رجاءهـا، وحكمتهـا الـمتفكرة، وفى تقواهـا نحو الله وتفانيها فى إنجاز الواجبات الدينية، وفى حياة الشكر التى عاشتهـا من أجل الـمـواهب الـمـأخوذة، وفـى حياة الصلاة الدائـمة، وفـى وداعتهـا، وفى قوة صبرهـا فى المـنفى والألـم، وفى حياة الفقر التى عاشتهـا بكل كرامة وثقة فى الله، وفى طهـــارتهـا الـمتبتلة، وفى حياتهـا كربـّة بيت، وفـى أمـانـتهـا الكاملـة، وفى تــواضـعهـا العظيم، وفى صـمتهـا الـمملوء حكـمة، وفى حياة السلام و الفرح الدائـم.
علينا أيضاً أن نقتدي بقدر الإمكان بحياة مريم العذراء فى كل ما نصنعه . قال يسوع " ياأبتاه..أنا مـجّدتك على الأرض، إذ اتممت العمل الذى أعطيتني لأعمله" (يو 4:17) ، ان الله يتمجد بالعمل الذى نعمله وفقا لإرادة الله وبالثمار التى نعملها "بهذا يتمجد أبي وتكونون تلاميذي إذا أتيتم بثمر كثير" (يو8:15). فمريم قد استسلمت لإرادة الله "ها أنا آمة الرب فليكن لي بحسب قولك" (لوقا38:1).
فمسيرة مريم هى مسيرة كل مسيحي يدخل بالإيمان فى علاقة مع الله. وبالنظر الى مريم نسير كما سارت وتكون غايتنا الأخيرة هي المسيح يسوع وحده .
مريم عاشت حياة الأرض بكل ما فيها من صعاب وقلق, عاشت فقيرة ولم تضطرب ولم تقلق وواظبت على صلتها بالله والهيكل.
عاشت مطرودة , غريبة فى أرض بعيدة عن وطنها ولم تتكاسل أو تهرب من أمام الرب…
عاشت حياة الترمل ولم تتذمر أو تشتكي بل واظبت صلاتها ورسالتها.
عاشت ثكلى بعد رحيل الإبن ولم تلعن السماء والأرض..
عاشت عذراء عفيفة ولم تشتهي إلا أن تكون آمـة للرب…
عاشت زوجـة ترعى منزلها وواجباتها ولم تهمل بيتها او الإهتمام برعاية ابنهـا الوحيد رغما عن ضآلة الدخل..
والآن أين الوســم اننا إخوة ليسوع..؟ واننـا أبناء لـمريم؟!..
ت. إكرام مريم العذراء والأصوام
رتبت الكنيسة أزمنة للصوم حتى يحيا المؤمنون فى شركة مقدسة ومن تلك الأصوام صوم السيدة العذراء والذى يسبق عيد إنتقالها بالنفس والجسد الى ملكوت السموات والذى يقع فى 15 اغسطس من كل عام ومدة هذا الصوم خمسة عشر يوماً.
وزمن الصوم هو زمن توبة ومصالحة وتجديد قلبي للنمو فى محبة الله والقريب.
وهذا الصوم له شأن كبير عند المسيحيين و قيل أنالقديس توما الرسول كان يخدم فى الهند وقت نياحة السيدة العذراء فىأورشليم فعند رجوعه إلى فلسطين رأى الملائكة تحمل جسد العذراء مريم إلىالسماء فلما عاد إلى الرسل واخبرهم بما رآه اشتهوا أن يروا نفس المنظرالمقدس فصاموا هذا الصوم حتى اظهر الله لهم فى نهايته جسد أمه البتول لذلكفالكنيسة تصوم هذا الصوم لكى تتمثل بالسيدة العذراء و تخليدا لذكراها" هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى " (لو48:2).
أما عن تسمية الصوم بإسم العذراء يرجع ذلك إل أن صوم السيدة العذراء ينتهى بعيد ظهور جسد السيدة العذراء.
وفى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جاء بأن هذا العيدسابقاً بزمن طويل للصوم الذى ألحق بها بعد ذلك بعدة قرونوأول إشارةعنه في الكنيسة القبطية نجدها عند القديس أنبا ساويرس ابن المقفغ أسقفالأشمونين في كتابه "مصباح العقل" حيث يقول : " والصيام الذى يصومه أهلالمشرق ونسميه صيام البتول مريم ، وهو في خمسة عشر مسرىوبرغم أنهاإشارة مبهمة إلا أنه يتضح لنا منها أنه صوم معروف فى الشرق المسيحي ، ولكنيبدو أن الأنبا ساويرس يتحدث هنا عن صوم يوم واحد في 15 مسرى يعقبه عيدالعذراء في 16 مسرى.وفي القرن الثانى عشر يأتي ذكر صوم العذراءفي مصر صراحة لأول مرة ولمدة ثلاثة أسابيع ، ولكنه صوم كان قاصراً علىالعذارىفي البداية. وهو ما نقرأه في كتاب الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعدالله بن جرجس بن مسعود (1209 م) فيقول: "صوم العذارى بمصر من أول مسرى إلىالحادى والعشرين منه. ويتلوه فصحهم في الثانى والعشرين منه. وفيخلال نصف القرن بدأ هذا الصوم يزداد شيوعاً بين الناس ، ولكنةكان بالأكثرقاصراً على المتنسكين والراهبات . فيذكر ابن العسال (1260 م) في كتابة "المجموع الصفوى" عن هذا الصوم فيقول " صوم السيدة العذراء، وأكثر مايصومه المتنسكون والراهبات، وأوله أول مسرى وعيد السيدة فصحه (أى فطره).
ومعحلول القرن الرابع عشر نجد أن هذا الصوم قد صار شائعاً بين الناس كلهم،لأن ابن كبر (1324 م) في الباب الثامن عشر من كتابه "مصباح الظلمةوإيضاحالخدمة" ينقل ما سبق ذكره عن ابن العسال ،ولكنه حذف عبارة "وأكثر ما يصومهالمتنسكون والراهبات
ولازال صوم السيدة العذراء حتى اليوم هوأحب الأصوام إلى قلوب الناس قاطبة في الشرق المسيحى، الذى اختصته العذراءالقديسة بظهوراتها الكثيرة المتعاقبة
+
صوم السيدة العذراء عندالروم الأرثوذكس هو أيضاً خمسة عشر يوماً كما في الكنيسة القبطية، وهوخمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس. أما عند الرومالكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بين يوم 14،1 من شهر أغسطس . ويصومهالكلدان يوماً واحدا.
ث. إكرام مريم العذراء وتلاوة الطلبات والصلوات[5]
الطلبـة هـى عبارة عن صلاة تستخدم فى العِـبادة وهى منتشرة فـى الطقوس الكنسيـة وفـى الإكرامـات الخاصـة بالقديسين أو لأجل الحصول على نِعمة مـا أو لإستعطاف رحمة اللـه. وهذه الصلاة تُـمارس فـى الكنائس أو فـى الـمنازل أو فـى الرهبانيات الـمختلفة.
والطلبـة تـتكون عادة من عدد من الصلوات أو الطلبات متجمعة حول موضوع رئيسي،أو موضوعات مختلفة، أو شخصيـة مقدسـة وتكون مصحوبـة بلازمـة معيـنة تتكرر مراراً. وتختلف الطلبـات عادة من حيث الشكل أو الغرض.
وهـذه الصورة من العبادة نجد لهـا مثيلها فـى مزمور داود 135 والذى فيـه نجد لازمـة "فإن إلـى الأبـد رحـمتـه" يرددهـا ويكررهـا الـمرّنم 26 مرة فـى كل مرّة يعلن فيهـا عن قدرة الله وأعـمـالـه. وأيضـاً لهـا مثال آخـر نجده فـى تسبحـة الفتيـة الثلاثـة وهم فـى آتـون النـار مردديـن اللازمـة: "سبّحوه وارفعُـوه إلـى الدهـور" ويكررونـها أربعين مرة، في كل مرّة يسبحون ويذكرون فيهـا أعـمال الله (دانيال52:3-90).
وفـى القداس الباسيلي نجد طِلبات عديدة والـمعروفـة بالأواشي يرددهـا الكاهـن من أجل الـمرضى والـمسافرين والكنيسة والإكليروس والرئيس والأرامل والأيتام وثِمار الأرض والأنهار وغيرهـا، ويجيب الشعب عليهـا فـى كل مرة "يـارب إرحـم" أو "كيرياليسون".
وفـى طقوس الكنيسة الشرقيـة أوالكنيسة الغربيـة نجد العديـد من الـمناسبات التى يتم فيهـا ترديـد إبتهال أو دعـاء إلـى الله ويجيب الشعب فـى كل مرة بلازمـة معينـة مثال "يارب إرحم"، "إرحـمـنا يارب"، "إسمعنـا وإرحـمنـا يارب" وغيرهـا. أمـا عدد الـمرات فيعتـمد على نوع الإحتفال أو الطقس الـمستخدم.
هناك أكثـر من 100 طَلبـة منشورة ومستخدمـة إمـا للصلوات الفرديـة أو الـجماعية، وعن مريم العذراء فهناك أكثرمن 16 نوعاً من الطِلبات وهى: طلبـة مريـم العذراء والـمعروفـة بـ Loreto تحوى قائـمة بتسبيحات للعذراء مريـم( أكثر من خمسين إسمـاً أولقبـاً). وهناك
طلبة لإسم مريـم،ولحيـاة مريـم، ولقلب مريـم الطاهـر(2)،ولـمريـم العذراء وسيطة كل النِعـم،ولسيدة الـمعونـة، ولسيدة الحِمايـة، وللأم الحزينـة، ولسيدة الأحزان، وللأحزان السبعة لـمريم العذراء، ولسيدة القلب الأقدس، ولسيدة جبل الكرمـل لإهتداء الخطـاة، ولسيدة فاطيـما، ولسيدة بلاد الغـال (فرنسا).
صلوات التساعية[6]
"التساعيـة" هـى تلاوة صلوات فعّالـة مع تقديم الإكرام لطلب نعـمة مـا بشفاعـة وصلوات أحد القديسين لـمدة تسعة أيام متتاليـة وذلك بإستحقاقات موت وقيامـة السيد الـمسيح.
أمـا رقم (9) فهو رقم يرمز للكمال كالرقم(3) و(7)،وكان قدماء اليونان و الرومان يقيمون العزاء لمدة تسعة أيام متتاليـة ليوم الوفاة،وكان المسيحيون الأوائل يقدمون ذبيحة القداس لمدة تسعة أيام متتاليـة من أجل راحة نفس الـمتوفـى. وهناك من يقول انـه يرجع لمدة التسعة أيام التى كانت ما بين صعود السيد الـمسيح وحلول الروح القدس، فقبل صعود السيد الـمسيح للسماء قال لتلاميذه: "أن لا تبرحوا من أورشليم"،حتى ينالوا قوة الروح القدس،وبينما هم ينتظرون الـموعد "كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة"(أعمال الرسل14:1)، وكان ذلك بعد تسعة أيام عندما صلّت مريم والرسل لمدّة تسعة أيام متتالية بعد صعود الرب يسوع وقبل حلول الروح القدس. لقد صلّوا بقلب واحد واستمرّوا بالصلاة بانتظار حلول الروح القدس، البارقليط، الذي وُعدوا به، والذي ملأهم "لمّا أتى اليوم الخمسون" (أع 2: 1). منذ ذلك الحين، التساعيات أصبحت تمارس بتكرار في الكنيسة.. والكنيسة تحتفل يوم الخميس بعيد الصعود وبعد تسعة أيام تاليـة تحتفل بذكرى حلول الروح القدس يوم الخَمسين والـموافق يوم الأحد. وكتذكار لتلك الأيام التسعة وضعت الكنيسة ترتيبـاً لتلاوة صلوات خاصـة قبل الأعياد أو الـمناسبات الدينيةولهذا أُطلق عليهـا إسم "تساعيـة"Novena من الترجمة اللاتينية للكلمة "Novem والتى تعنى الرقم 9.
ومن أمثلة تلك التساعيات ما يلي: تساعية لسيدة وردية بمباي، تساعية الشكر لسيدة وردية بمباي، تساعية لـمريم التى حُبل بها بلا دنس،تساعية الثلاث مرات السلام الملائكي، تساعية العذراء سيدة فاطيما،تساعية لأم الله،تساعية لسيدة المعونة الدائمة،تساعية لسيدة جوادالوب، تساعية لمريم سيدة الأحزان، تساعية لسيدة لورد،تساعية لمريم سلطانة السموات والأرض،تساعية لقلب مريم الطاهر،و تساعية الأيقونة العجائبية.
—————–
ج. من خلال التسابيح والترانيم
ترانيم العذراء والتى تتغنى بها الكنائس كلها فى مديح العذراء منذ قديم الزمن تحمل فى كلماتها وأبياتها فحوى إيمان الكنيسة عبر الأجيال بمكانة مريم وقوة شفاعتها. فالألحـان والتسابيح و"الثيؤتوكيات" حوت العديد من المبادئ للعقائد التى كانت الكنيسة تختزنها فى تقاليدها من العصور الأولى للمسيحية.
1. التسبيح: هو الصلوات المنغومة الخالية من الطلب إلاَّ منطلب غفران الخطايا والرحمة. ويشمل صلوات الشكر والتمجيد والبركة. وهو إعلان لحالةالفرح الداخلي التي يعيشها المؤمن حتى في أيام الحزن . وهذا يفسر لماذا تصليالكنيسة بالتسابيح حتى في البصخة والجنازات.
2. الإبصالية: "إبصالية" كلمة مأخوذة من الكلمة القبطية "إبساليموس" أي مزمور وهى ترانيم زجلية موزونة ومرتبة فى الغالب حسب الحروف الأبجديـة فى اللغة القبطية، وهناك إبصالية ( ترتيلة)لكل يوم من أيام الأسبوع . وهي تُقال لاسم ربي يسوع ، ونلاحظ تكرار اسم الرب يسوعفي كل الأرباع تقريباً . وهناك أيضاً إبصاليات للقديسين ، وإبصالية خاصة بالسيدةالعذراء تُقال يوم الأحد،وأيضاً إبصاليات خاصة بكل عيد أو صوم أو مناسبة كنسية.
3. الثيئوتوكيات: وهى مأخوذة من الكلمة اليونانية "ثيئوطوكية"،وهى تعنى "ما يخص والدة الإله، وهى قطع للتسبيح الروحي ورفع القلب لله من خلال تطويب العذراء. وهى عبارة عن أوصاف ومشابهات رمزية بين العذراء مريم وبين رموز العهد القديم فيما يتعلق بصلتها بحلول الله الكلمة فيها.وتستخدم ايضاً كلمة "تذاكية" وهى كلمة يونانية ومعناها لوالدة الإلـه.
4. الهوسات: وهى مأخوذة من الكلمة القبطية "هوس" وتعنى "سبحوا" أو "تسبحة" ومن أمثلتها تسبحة موسى النبي التى رنمها مع الشعب بعد إجتيازه البحر الأحمر (خروج1:15-21)، وتسبحة داود النبي (مزمور 135)، وتسبحة الثلاثة فتية التى ترنموا بها وهو فى وسط آتون النار (دانيال)، ومزامير الشكر والتعظيم لله (مزمور148و 149و 150)، ففي المزمور 148 تُسبِّح الطبيعة كلها وكافةالمخلوقات رب القوات،وفي المزمورين 149 ، 150 تحث الإنسان أشرف مخلوقات اللـه علىالتسبيح. .ويوجد في الكنيسة أربعةهوسات سنوية،كما يوجد هوسات خاصة بشهر كيهك ،وبأعياد الميلاد والغطاس والشعانين والقيامة. وما يُطلق عليه الهوس الكبير ما هو إلا عبارة عنمزامير تتحدث عن المناسبات، تبدأ بلحن طويل وتكمل بطريقة سريعة.
5. ذكصولوجيا: وهى كلمة يونانية معناها تمجيد.
وفيما يلي بعض من القطع الواردة فى طقس الكنيسة القبطيـة:
– "طوباكِ أنتِ يا مريم الحكيمة العفيفة القبة الثانية الكنز الروحي. اليمامةالنقية التي نادت في أرضنا وأينعت لنا ثمرة الروح" من ذكصولوجية العذراء .
كل الأجيال فرحت ومازالت تفرح بالقديسة مريملأنها ولدت المُخلِّص . ونحن نقول في ثيؤطوكية الخميس : لأنها مُـكرمة جداً عندجميع القديسين ورؤساء الآباء لأنها أتت لهم بمن كانوا ينتظرونه . كذلك الأنبياءالذين تنبأوا من أجله بأنواع كثيرة وأشباه شتى بأنه يأتي ويُخلِّصنا .
السلام لكِ يا مريم ابنة الملك داود :
لما بشر الملاك العذراء بالحبل الإلهي قال لها : ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع . هذا يكون عظيماً ، وابن العلي يُدعى ،ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكونلملكه نهاية . ودُعيَ داود أبـو المسـيح لأن العـذراء مريـم هـيَ ابنـة داود . أيمـن نسـله.
السلام لكِ يا مريم فخر يهوذا:
السيد المسيح هو الأسد الخارج من سبط يهوذا ،والعذراء مريم مِن نسل يهوذا وبسبب ولادتها العجيبة للمسيح ـ الإله المتجسد لخلاصالعالم ـ طوَّبتها جميع الأجيــال . فكــانت ســبب فخــر يهــوذا أبيهــا.
ترتيب تسبحة نصف الليل اليومية ثيؤطوكية الجمعة :
تتحدث عن كرامة السيدة العذراء مريم ، التيفاقت السماء والأرض . لأنها استحقت أن تحمل داخلها الذي أنعم على البشرية بالفداء ،ونتأمل في فضائلها التي أعطتها الاستحقاق أن تكون أم اللـه .
ترتيب تسبحة نصف الليل اليومية ثيؤطوكية السبت :
هيَ عبارة عن تطويب للسيدة العذراء العفيفةالتي قدَّمت لنا اللـه محمولاً على ذراعيها . لذا نرتل : السلام لكِ يا ممتلئة نعمة، السلام لكِ يا من وجدت نعمة ، السلام لكِ يا مَن ولدتِ المسيح ، الرب معكِ .
ترتيب تسبحة نصف الليل اليومية :
الهوس الثالث : هو تسبحة الثلاثة فتيةالقديسين وهم في أتون النار ومعهم السيد
المسيح ، وهو جزء من سفر دانيال . وهنا تصلالكنيسة إلى قمة إستعلان ابن اللَّـه فيها ، فتشعر بالتعزية لعناية اللَّـه بأولادهوهو يتمشى معهم وسط نار هذا العالم ويحولها إلى ندى بارد .
السلام لكِ يا مريم كرامة صموئيل :
ولادة صموئيل النبي وولادة العذراء متشابهتين. كانت حنة أم صموئيل عاقراً ، وتضرعت للرب أن يعطيها نسلاً فتجعله نذيراً له. فأعطاها الرب صموئيل. فخدم الرب في الهيكل. نفس الأمر تكرر مع العذراء مريم . فقدكانت أمها حنة عاقراً، وتضرعت للرب ونذرت نسلها له. فأعطاها الرب العذراء مريم ،التي خدمت في الهيكل قبل أن يعطوها ليوسف النجار.
من بعد هذا العرض السريع للترتيب الكنسى الخاص بالسيدة العذراء، نلاحظ
مقدار الغنى والوفرة فى الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم، كما تقضى الكنيسة يوميا عدة ساعات فى تكريم العذراء بالتسابيح الرائعة والألحان الرقيقة والمردات التشفعية المنسكبة.
أمـا عن التراتيل والترانيم والتمجيدات فيوجد العديد منها فى جميع الكنائس التقليديـة (الكاثوليكية والأرثوذكسية) وهى تحمل تعابير الحب يرفعها المؤمنون للعذراء مريم ام يسوع وامنا طالبين شفاعتها وصلواتها معنا و التى يمكن الرجوع
اليها فى كتب الأناشيد والترانيم الروحية أو كما جاء بعضاً منها فى هذا الكتيب.
——————-
ح. إكرام مريم العذراء ووضع الصور والأيقونات
عاش العالم العبراني في جو يعبق بالوثنية وتعدّد الآلهة. فكان لمدينة صورالهها، وكذلك لصيدون. وكان لقبائل عمون الاله "ملكوم" الذي بنى له سليمانمعبداً. ولقبائل موآب كموش. كان للكنعانيين إجمالاً إيل وبعل، وللأراميينهدد. وكانت القبيلة تتحالف مع القبيلة الأخرى فتتبنّى آلهتها وتتعبّد لها. وتُحالف المدينةُ المدينة والمملكةُ المملكة. وهكذا كثرت الأصنام فيالعالم القديم، وامتلأت المدن من المعابد. فالصنم يمثّل الهاً نقدّم لهذبائح لئلا يغضب علينا ويضربنا. نقدّم له ذبائح فنتّقي شره. والصنم يمثّلالملك صاحب هذه العبادة. فالبلاد التي تخضع لملك تخضع للإله الذي يتعبد لههذا الملك. هذا ما فعل أحاز، ملك يهوذا. رأى مذبح ملك أشور في دمشق، فبعثإلى أوريا الكاهن رسمة المذبح وتصميمه (2 مل 16: 10 ). في هذا الاطار، سمع الشعب من فم موسى المتكلّم باسم الرب وصيتين. الأولى: لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي. أي لا تعبد آلهة أخرى معي. فأنا وحدي الربالهك. ومن تعبَّد لغير الاله الواحد استحق القتل. والثانية: لا تصنع لكتمثالاً ولا صورة. فقد اعتاد الأقدمون أن يصوّروا الهتهم مستعينين بما فيالسماء وعلى الأرض. الاله القمر والشمس والكواكب. النار والنهر والبحروالجبل. جبل حرمون هو جبل مقدّس ويحرّم الصعود إليه. ونهر النيل هو اللهيعطي الخصب لأرض مصر. هذا عدا عن صور الحيوانات من ثور وحمار ونسر وكلبوحيّة. كل هذا يُمنع منعاً باتاً.
خُلق الانسانُ وحده على صورة الله. ومع ذلك لم يعرف العبرانيون اين دفنموسى، ولا أين مات إيليا. لا عبادة للبشر إطلاقاً. والملك نفسه الذي يُعبدفي بعض البلدان، هو في أرض اسرائيل وكيل الله وخادمه والمتعبّد له. وبالأحرى لا يصور المؤمن الله بصورة حيوان. مثلاً، صوّر العبرانيون الثورليدلّوا على قدرة الله. ولكن هذا العمل جرَّ عليهم غضب الله وعقابه. قالهوشع (8: 5): يا أهل السامرة، عجلكم سمج وقبيح، أبعدوه عنكم، اضطرم غضبيعليكم، فماذا تنتظرون لتعودوا إلى النقاوة؟ وقال أيضاً عن أهل السامرة: يتشبّثون بخطاياهم ويصنعون لهم تمثالاً من فضة. صانعٌ ماهر صنعه، ومع هذايقولون: تعالوا نقدّم له الذبائح. ويأتون يقبّلون العجول. فالعبادة يعبّرعنها بالسجود وأيضاً بالقبلة على التمثال أو الصورة.
ما من أحد رأى الله على الأرض، ولا يستطيع أحد أن يراه. لهذا، لا يحقّللعبراني أن يعمل له صورة ولا تمثالاً. حين ظهر الرب لموسى في العليقة،خاف وستر وجهه لئلا يرى "وجه الله". وظهر الرب لمنوح، والد شمشون،ولزوجته. قالا سوف نموت لأنّا عاينّا الله. وظهر الرب لأشعيا وهو فيالهيكل فقال: ويل لي قد هلكت. رأت عيناي الملك رب الأكوان.
لا يحقّ لأحد أن يرى وجه الله. ومع ذلك يتمنّى كل مؤمن أن يعيش من حضوره. متى آتي وأحضر أمام الله. حضور خفيّ ولكنه فاعل وخاصة بواسطة روحه. يهتفصاحب المزامير: أنا معك كل حين. أمسكت بيدك اليمنى ووجّهتني حسب قصدك. ثمّتأخذني إلى مجدك. من لي في السماء إلاّك؟ وعلى الأرض لا أبغي أحداً سواك.
هتف الانسان: ليتك تشق السماء وتنزل. فشق الله السماء. انفتحت السماء،ونزل الله، وحلَّ في أحشاء مريم البتول. أعلن يوحنا: الله لم يره أحد قط. ولكن الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر عنه. وأخبر عنه لا بالرؤيةوالكلمات، لا في البروق والرعود والنار. أخبر عنه حين اتّخذ جسداً وسكنبيننا. وحين صار الكلمة بشراً رأينا مجده، رأينا مجد الله يحلّ في أرضالبشر. حينئذ رأيناه بعيوننا، سمعناه بآذاننا، لمسته أيدينا.
أجل صار الله منظوراً في يسوع المسيح. فلماذا لا نصوّره، لماذا لا نرسمملامحه في صورة أو تمثال. ذاك كان الصراع المرير في تاريخ الكنيسة مع بدعةتحطيم الأيقونات خلال القرن الثامن والتاسع. قام أباطرة بيزنطية بحملةقاسية ضد استعمال الصور المقدسة واكرامها. وامتد الصراع طويلاً بينالمدافعين عن الايقونات والرافضين لها متذرّعين بما قاله العهد القديم.
ولكن الوضع تغيّر في العهد الجديد، بعد أن رأينا يسوع بعيوننا. وتبدّلونحن العالمون أن المؤمن لا يعبد القديسين ولا صورهم، بل يعبد الله الذيكرّمهم وعظّمهم. قالت مريم العذراء في نشيد التعظيم: إن القدير صنع بيعظائم. لهذا تطوّبني جميع الأجيال، تقول لي: هنيئاً لك بالاله المخلّصالذي حملته في أحشائك.
وأعلن مجمع نيقية الثاني (13 ف 1، 787): إن تمثّل الصليب والصور المقدسةأكانت مرسومة أم منحوتة، ومصنوعة من أية مادة كانت، نستطيع أن نضعها علىإناء أو ثياب أو حائط أو بيت أو على طريق. نعني بهذه الصور، صور يسوعالمسيح وأمه والملائكة القديسين وكل الأشخاص القديسين. وحين ننظر إلى هذهالصور نتذكّر ذلك الذي تمثّله الصورة. فنسعى إلى الاقتداء به، وتحرّكنانحوه عاطفةُ احترام واكرام، لا عبادة بالمعنى الحصري. فهذه العبادة لاتليق إلاّ بالله وحده. وقد نعبّر عن اكرامنا لهذه الصور بالبخور والأنوار،كما نفعل للصليب والأناجيل المقدسة والأواني المقدسة (كالكأس والصينية)وتلك هي عادة الأقدمين. فالإكرام الذي نقدّمه إلى صورة يعود إلى صاحبالصورة. وكل من يكرّم صورة يكرّم الشخص الذي تمثّله هذه الصورة.
هذا هو كلام الكنيسة في مجمع نيقية الثاني. لا نخاف بأن نحافظ على اكرامناللصور ولكن نتحاشى كل ما يُشتمّ منه عبادة أوثان أو ممارسات سحرية. ولاننسى أن الله وحده يُعبَد. وأنه الأوّل في كنائسنا. فلا نكرمه بعد أن نكونقد زرنا كل الصور في الكنيسة. الله هو الأوّل، والقديسون أناس خدموهبمحبة. ونحن نتعلّم منهم كيف نخدم الله ونكرمه ونحبّه بكل قلبنا، بكلنفسنا، بكل حياتنا.
أن الله عندما أوصى بعدم عمل صور وتماثيل لم يحظر استعمالأدوات للعبادة ولكنه منعاً قاطع عبادة الأوثان وتأليه المادة .
أما فى عهد النعمةفلقدتغير الوضع بسبب التجسد:
– التجسد قدس المادة وأعاد إليهابهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة.
صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلميعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبباحتجاب الله وانحجاب موفته
– ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين "سمعتم أن قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم …" فلم تعد هناك رعبة انحراف العبادة إلى الأوثان .
– الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته "لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" (رو 29:8) ، "الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3) ، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم … نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا "صورة السماوى" 1كورنثوس 49:15) ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كورنثوس18:3). فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصياً عادياً (كالفوتوغرافى) ولكنها ترسم "الإنسانالجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أفسس 24:4).
طقس تدشين الأيقونات: التدشين هو التكريس أى التقديسوالتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور اللهبفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .
وفى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابىواللاهوتى لعمل الأيقونات: "أيها السيد الرب الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهناومخلصنا يسوع المسيح الذى من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء أن يضعفى قبة الشهادة (خيمة الاجتماع) نماذج للشاروبيم (تماثيل) هؤلاء الذين يغطونبأجنحتهم على المذبح . وأعطيت كلمة لسليمان من جهة البيت الذى بناه لك فىأورشليم" وهنا فى ايجاز تذكر الكنيسة مرجعها الكتابى فى عمل الأيقونة .. وكأنها ترفع أذهان المؤمنين وأن يرجعوا فى الكتاب كل الزينة والنقوش والصوروالمثالات التى صنعها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله سواء أيام أن كانخيمة أو عندما بنى كحجارة
وجاء ايضا فى طقس التدشين الأساس اللاهوتى : "وظهرت لاصفيائك الرسل بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهناومخلصنا يسوع المسيح ليبنوا لك كنائس وأديرة على اسم قديسيك وشهدائك" وهناتبرز الكنيسة إن الأساس الذى تبنى عليه الكنائس وما فيها هوظهور الابن الوحيد وتجسده .
ويظهر أيضاً فى طقس التدشين عمل الروح القدس : "من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحكالقدوس على هذه الصور التى للقديسين أو (للشهداء) (الفلانيين)" إننا نؤمنإيماناً قاطعاً أن الروح القدس يحل على الأيقونات بالصلاة وبالدهن بالميرونفيقدسها ويؤهلنا للكرامة والتوقير الذين تستحقها فيرشم الأسقف الأيقوناتبالميرون وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلاً : "فليكونوا ميناء خلاص . ميناءثبات .. لكى من يتقدم إليهم بأمانة (بإيمان صادق) ينال نعمة من الله بواسطتهملمغفرة الخطايا" .
انه تعبير رائع تطلقة الكنيسة على الأيقونة إنها ميناء خلاص وميناء ثبات لكلنفس متعبة فى بحر العالم المتلاطمة الذى يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالفرقفى الخطية والمشاكل والهموم الدينونة .. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسينلدى فيهم إشعاعات النور الإلهى .. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتتشجعالنفس وترتقى إلى السماويات ماسكة برجاء المجد … ناظرة إلى رئيس الإيمانومكملة الرب يسوع
وأيضا نجد فى خاتمة صلاة التدشين: "لأنه مبارك ومملوء مجداً اسم القدوس أيها الأب والابنوالروح القدس الأن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين" حقاً القديسون يمجدونكيارب وبمجد ملكك ينطقون .. ووجودهم بيننا فى الكنيسة هو برهان مجد الله "فليضئنوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فىالسموات" (مت 16:5).
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس لذا عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماءليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله.
ونحن في أكرام الصور ، إذ نكرم اصحابها وحينما نقبل الأنجيل أنما نظهر حبنا لكلمة الله ولله الذى اعطانا وصايا لارشادنا وحينما نسجد للصليب فأنما نسجد للمصلوب عليه .
والصور والآيقونات يرجع استعمالها أيضاً للعصر الرسولى نفسه فالقديس لوقا الأنجيلى كان رسماً وقد رسم صوره أو اكثر للسيدة العذراء القديسه مريم ويروى التقليد كيف أن صورة السيد المسيح قد انطبعت فوق منديل وأقوى عصور الإيمان كانت حافلا بأيقونات يوقرها الناس دون ان تضعف إيمانهم بل كانت على العكس تقويه.
إيقاد الشموع أمام الأيقونات والصور
قال السيد المسيح: "أنا نور العالم" (يوحنا 12:8). الشمعة أولا تذكرنا بإيماننا بأن المسيح ينير نفوسنا. ثانياً: لتذكيرنا بإشعاع القديس صاحب الأيقونة التي نضيء الشمعة أمامها، لأن القديسين هم أبناء النور (يوحنا 36:12 ولوقا 8:16). ثالثاً: كتأنيب على أعمالنا المُظلِمة وأفكارنا الشريرة وشهواتنا. ولكي نُدعى إلى طريق النور الإنجيلي حتى نتمّ بحرارة أكبر وصية المخلّص: "فليضىء نوركم أمام الناس، حتى يروا أعمالكم الحسنة" (متى 16:5).
رابعاً: كتضحية صغيرة للرب الذي أسلم نفسه كليّاً كضحية من أجلنا، وكإشارة صغيرة إلى امتناننا الكبير ومحبتنا المشعّة للذي منه نسأل الحياة والصحة والخلاص وكل ما يمكن أن تمنحه المحبة الإلهية غير المتناهية.
خامساً: لضرب قوى الشر التي تحاربنا حتى خلال الصلاة، مبعِدةً فكرنا عن الخالق، كونها تحب الظلمة وترتجف من النور، خاصةً نور الرب ونور الذي يرضونه.
سادساً: لحثنا على إنكار الذات، إذ كما يخضع الزيت والشمع لإرادتنا، هكذا ينبغي بنفوسنا أن تحترق بشعلة المحبة في كل آلامنا خاضعين لمشيئة الرب.
سابعاً: لتعليمنا أنه كما أن الشمعة لا تشتعل بدون يدنا، كذلك قلبنا، أي نورنا الداخلي، لا يضيء بدون نور النعمة الإلهية المقدس، حتى ولو كان مليئاً بالفضائل التي هي في مطلق الأحوال مادة قابلة للاشتعال لكن النار التي توقدها لا تأتي إلاّ من الله.
ثامناً: لتذكيرنا بأن خالق العالم، خلق النور أولاً ومن ثم كل الأشياء الأخرى بالترتيب: "وقال الله ليكن نور وكان نور" (تكوين 3:1). وهكذا ينبغي أن تكون الأمور في بداية حياتنا الروحية، حتى، قبل كل شيء، يلمع في داخلنا نور المسيح. ومن ثم من هذا النور يتولّد كل عمل صالح، ويرتفع وينمو فينا.
ح. حمل الأشياء الـمقدسـة
الأشياء الـمقدسة sacramentals يمكن تقسيمها الى قسمان:
أفعال مقدسة كرشم علامة الصليب، والإحتفالات الكنسية، والصلوات. وهى تشمل ايضاً البركة المعطاة بمعرفة البابا او البطريرك او الأسقف أو الكاهن بوضع اليد أو الرشم، وبركة الوالدين للأبناء.
أشياء مقدسة كالمسبحة وزيت الميرون والماء المقدس والأوانى والملابس الخاصة بالخدمة والصور والكتب المقدسة وغيرها.
ومن هنا نفهم ان لا شيئ "مقدس" فى ذاته، لكنه يصير مقدسا حين يتخصص للرب، فكل الأشخاص أوالأشياء أوالأماكن أوالأزمنة تتقدس بمقدار علاقتها بالله.
وكل تلك الأشياء المقدسة تساعدنا فى النمو فى الإيمان لكى نعيش فى علاقة مع الله وليس فى الظاهر بأعمال خارجية وانما اساسه بنقاوة القلب والحياة حسب مشيئة الله بالفكر والعمل والسلوك حسب معونة الروح القدس.
ونجد فى الكتاب المقدس العديد من الأمثلة: الماء المقدس (حزقيال25:36)، والملح (4ملوك20:2)، والزيوت (خروج25:30 ويعقوب 14:5-15)، والبخور ( خروج 38:30 ورؤيا8:5)، مناديل ومآزر (اعمال 11:19) وغيرها. وفى سفر طوبيا العديد من الأمثلة لتلك الأشياء المقدسة والتى بقوة الله جلبت الشفاء وايضاً لنا فى معجزة المرأة التى بها نزف دم والتى مسّت ثوب المسيح فبرئت فى الحال (مرقس 28:5) مثال آخر.
وفيما يلي أمثلة من بعض تلك الأشياء الـمقدسة المكرسة للقديسة مريم:
الثوب البنّيّ (أيليسفورد، إنجلترا (1251)
كان القديس سيمون ستوك مكرّماً بشدّة لأمّنا القديسة، وفي 16 يوليو من عام 1251 (عندما كان في السادسة والثمانين من عمره) ظهرت له العذراء مريم حاملةً بيدها ثوباً كتفياًّ بنّيَّ اللون (وهو ثوب فضفاض بلا كُمّين يتدلّى من الكتفين) وقالت له: "استلم يا بنيّ الحبيب، هذا الرداء لرهبنتك: سيكون امتيازاً لك ولكلّ الكرمليّين، أي شخص يموت مرتدياً إياه لن يقاسي النار الأبديّة." ولفترة من الزمن أُعتبر ثوب الكرمل أحد أكثر الرموز الدينيّة انتشاراً والتي تدلّ على تكريس الذات لمهمّة مريم التي عُبّر عنها في كلماتها الأخيرة المدوّنة في إنجيل يوحنا 2: 5. لكنّ استخدام رموز التكرّس لمريم وحملات الترويج قد تضاءلت بشكل كبير ومؤثّر منذ الستّينات من القرن العشرين. لأكثر من 700 عام، ظلّ ثوب سيدة الكرمل أحد أثمن العطايا وواحداً من الرموز المقدّسة لا تقتصر قيمته على ذلك بل إنه في الحقيقة ثوب أعطي لنا من قبل السيّدة العذراء وجعلنا أولادها المميّزون. إنّ مباركة ثوب سيدة جبل الكرمل وارتداءه يُدرِج اسم الشخص في جمعيّة ثوب الكرمل ويجعله مشتركاً في كلّ الأعمال الروحيّة التي يؤدّيها المكرّسون في رهبنة سيدة جبل الكرمل.
الثوب الأخضر:
الأيقونـة العجائبيـة
الايقونة العجائبية تعود في الاصل الى الظهورات المريمية في كنيسة بشارع دي باك في باريس يوم السبت الموافق 27 نوفمبر1830،فلقد ظهرت العذراء مريم لراهبة مبتدئة من راهبات "اخوات الرحمة للقديس منصور دى بول" بفرنسا، اسمها كاترين لابوريـه، وكانت العذراء واقفة على الكرة الأرضية وتدوس بقدميها الحيّة ويدها ممتدة لأسفل ويخرج منها أشعة مضيئة، وكان مكتوباً أسفل الكرة بكتابة ذهبية هذه الكلمات:"يا مريـم، يا من حبلت بلا خطيئة صلّي لأجلنا نحن الـملتجئين إليكِ". ولقد طلبت منها العذراء أن نعمل أيقونة رسمتها لها هي بنفسها "احفري ايقونة على هذا النحو"، على أن يكون عليها صورة العذراء من جهة والجهة الأخرى عليها صليب وحرف M فوق قلبين واحد ليسوع ومحاط بإكليل الشوك والآخر لـمريم ومغروس بداخله سيف. ولقد قالت العذراء "كل من يحملها بثقة ينال نعما كبيرة". وفى عام 1832 بدأ فى نشر هذه الأيقونة إنتشارا واسعا وخاصة فى منطقة باريس والتى كان بها وباء
الكوليرا الذى أطاح بأكثر من 20 الف فى أقل من شهر واحد، ولكن كل من
حمل تلك الأيقونة لم يمت. ولقد إنتشر سر تلك الأيقونة العجائبية فى كل أنحاء العالـم، بعد حصول كل من يحملها بإيمان ويكرّم العذراء ينال نعماً لاتحصى.

جنود مريم هو اجتماع أسبوعي في اغلب الأحيان) يُقسم إلى فرق حسب الأعمار، ولكل فرقة اسمها. فالأطفال تكون اسم فرقتهم فرقة التكوينية المريميةنسبة إلى أنهم في مرحلة التكوين. ثم فرقة نجمةالصبح وهي للشبيبة المريمية، ثم ينتقلون مع تقدممرحلتهم العمرية إلى فرقة سلطانة السلام حتى مرحلةالشيخوخة). وتختلف اسم الفرقة باختيار للقلب للعذراءمريم في كل كنيسة. وهذا النشاط معروف داخلكنيستنا الكاثوليكية حيث تأسس فى 7 سبتمبر 1921 بمعرفة Frank Dulf فى دبلن بأيرلندة وباركه وأيده أكثر من 7 باباوات، ويتراوح أعضاء هذه الجمعية الآن أكثر من 3 ملايين فى العالم، حيث انه مميز عن باقيالأنشطة، وهذا يرجع للطابع التكويني الروحيوالإنساني الذي يحويه. ففي جنود مريم كل المجموعةهم جنود العذراء البتول الذين يحملونها إلىالآخرين ويعيشون على مثالها، في أمور حياتهمويتأملون بمسبحتها في حياة إلهنا يسوع المسيحابنها الوحيد. الكل يُصلي ويعمل ويَخدم كجنودهاالأمناء لـمجد الله ولحمل رسالة الـمحبة.
ر. إكرام مريم العذراء وتشييد الكنائس
ما أكثر الكنائس والأديرة التى بنيت على إسم العذراء مريم فى أنحاء العالـم، وتسمية الكنائس على إسم العذراء يتفق مع إرادة الله، فالكنائس كلها بيوت لله وقد دعي اسمه عليها (تثنية 11:12، مزمور8:26، وخروج8:25، ولاويين30:19). والكنائس تبنى لعبادة الله كغرض اساسي، وهذا لا يمنع ان يطلق عليها اسماء مختلفة لتمييزها عن بعضها البعض. وفى عهد الرسل سميت الكنائس بإسم البلاج ككنائس آسيا (1كورنثوس19:16)، أو بأسماء الشعوب ككنيسة اللاؤدوكيون(كولوسي15:4). وعندما تدعى كنيسة بإسم العذراء مريم او الرسل او القديسين فليس هذا على أساس ان الكنائس قد أقيمت خصيصا للقديسين بل هى تقام لعبادة الله. وإذا كان الله قد سمى نفسه بإسم قديسيه العديد من الـمرات "انا إله ابراهيم واسحق ويعقوب"(خروج6:3)، أفلا تسمى كنائس الله بأسماء قديسيه؟، وإذا كانت الشريعة سميت بشريعة موسى (ملاخى4:4)، وكذلك يُطلق رؤيا اشعيا النبي (اشعيا1:1)، ومزامير داود، مع انها ليست من كلام الأنبياء إلاّ انها سميت بأسماء كاتبيها لتمييزها. وأيضا تم ذِكر أن أسماء الإثنا عشر رسولا دونت على أسس الكنيسة السماوية (رؤيا13:21)، أفلا تدون على الكنيسة التى فى الأرض؟. وفى إطلاق اسم العذراء على الكنائس ما هو إلاّ إظهاراً لتكريم الـمؤمنين لأم الله.
ز. تسمية بناتهـا بإسمهـا
تعودت الأسر فـى العالـم كلـه على تسـمية أبنائهـا حسب العادات الـمتوارثـة فيتم إختيار إسم الأب أو الأم أو الأعـمام أو الأسلاف. غيـر أن إسم "مريـم" لـم تحـمله أسرة العذراء من قبل ومن الـمعتقد أن الله قد أوحـى بهذا الإسم إلـى والداي العذراء، كـما أوحى إلـى زكريـا الكاهن بإسم يوحنـا "فقال له الـملاك لا تخف يا زكريا فإن طِلبتك قد أستيجبت وامرأتك أليصابات ستلد ابنـاً فتسمـيه يوحنا"(لو13:1).
وإسم "مـريـم" قديـم فـى إسرائيـل فلقد جاء فـى الكتاب الـمقدس فـى عِدة شخصيات: فلقد حملته مريم أخت هارون الكاهن (1 أخبار الأيام3:6)، وامرأة من نسل يهوذا إبن يعقوب" (1 أخبار الأيام17:4)، وامرأة حلفى أو كلوبـا وأم يعقوب"(يوحنا25:19)، ومريم أخت لعازر ومرثـا (يوحنا1:11)، ومريم الـمجدليـة(يوحنا1:20)، وأم يوحنـا الـملقب مرقس وخالة برنابـا(أعمال12:12)،وإمرأة مسيحية فـى روميـة(رمية6:16).
ولقد حـملت العذراء أم يسوع هذا الإسـم "مـريـم". ومعنى إسم "مريـم" يزيد فـى معانيـه عن الخـمسون: الحبيبة-القادرة-الـمالكة-السيدة-نجمة البحر-الـجمال- الـمُرّ- النور-البخور الـملكي)، وفـى اللغة العـِبريـة أو اللاتينيـة فيعنى البحـر.
س. إكرام مريم العذراء وظهوراتها
مــريم الأم لا تـتحمل أن ترى أبناؤها فى خطر دون أن تسرع لحمايتهم وأنقاذهم. لم تترك مريم ابناءها لحظة واحدة.. فبصلواتها وشفاعتها الدائمة أمام عرش إبنها الإلهي تحمي الأبناء وترعاهم..ولكن فى بعض الحالات تجد مريم نفسها مـجبـرة ومضطرة كأم الى التدخل الـمباشر فى عالـمنا وحياتنا، فتظهر لنا نفسها لتحمل رسالة تحذير لخطر لا نراه بعد.
مئات الظهورات تعددت تحمل كلها معنى واحد..
"أنـــا مـريـم أمـكـم.. إبني غاضب.. تـوبـوا …صـلّـوا دائمـا.".لـم تشفق على نفسها لأجل ضيقة وشدة بنى جنسها، بل أرادت أن ترد الهلاك كما فعلت يهوديت ذات يوم فإستحقت تطويب عُـزيّا رئيس شعب اسرائيل ويوياقيم الكاهن (يهوديت 10:15-12)..
مـريم تواصل الليل مع النهار متشفعة ومـحذرة للناس…ظهورها مستمر حتى اليوم بصورة تدفع للعجب ..ولـِم العجب .. ألا تهتم أم بأبنائها ؟؟!.
قصة فقد الطفل يسوع فـى الهيكل وصرخة الأم "لـِم صنعت بنا هكذا هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين" (لو 48:2) فـها هي مازالت تبحث عن الأبناء الضائعين البعيدين عن حضن الكنيسة صارخة هوذا أبوك السماوي وأنا أمك نبحث عنك متوجعين.
ظهرت عام 1531 فى المكسيك Guadaluupe لتحذر من قيام دولة أمريكا وفناء الهنود سكان القارة الأصليين. ظهرت عام 1830 فى فرنسا وكانت فرنسا فى حرب أهلية ضد الكنيسة فظهرت للقديسة كاترين لابوريه (الأيقونة العجائبية).
وفى عام 1846 تظهر فى قرية لاساليت بفرنسا وكانت بلاد أوربا مهددة بمجاعة عظيمة استمرت عشرة سنوات. وظهرت عام 1858 فى لورد بفرنسا وحذرت العالم من تيارات الحروب وعبادة الشيطان والثورات الدموية فى المانيا والنمسا وفرنسا. وفى عام 1879 ببلدة Knock بتشيكوسلوفاكيا. وعام 1917 فى قرية فاطيما بالبرتغال والحرب العالمية الأولى (1914-1919) وحذرت من مخاطر الحرب العالمية الثانية وخطر الزحف الشيوعي ( اسرار فاطيما الثلاثة ). وفى عامي 1932 و 1933 فى فرنسا . وفى الستينات بمصر وبدء إضطهادات المسيحيين وهجرتهم من مصر. وعام 1981 فى قرية ميدجوري بيوغسلافيا,وعام 1982 بقرية برواندا فى وسط أفريقيا , وعام 1983 فى قرية الصوفانية بسوريا وفى اليابان وروسيا وقيل أنها ظهرت هنا فى امريكا فى التسعينيات.
مع كل هذه الظهورات كان التحذير بالخطر الذى يهدد العالم والتأكيد انها لن تترك ابناؤها يتألـمون.
ش. تكريم ألقابـها
من الألقاب المعروفة والتى أطلقتها الكنيسة عن القديسة مريم العذراء إختر سبعة منها وخصص يوم من أيام الاسبوع لأحدهم لتقديم الإكرام اللائق. فمثلاً فليكن اليوم الأول للتأمل فى كونها عذراء دائمة،واليوم الثانى كونها أم الله، واليوم الثالث لكونها أم يسوع، واليوم الرابع لكونها شفيعة عرس قانا الجليل، واليوم الخامس لكونها أم الكنيسة، واليوم السادس لكونها منتقلة للسماء بالنفس والجسد، واليوم السابع لكونها سلطانة على السموات والأرض.
وطلبة العذراء مريم تحوي أكثر من خمسون لقب أو صفة للعذراء منها: القديسـة، والدة الله، عذراء العذارى، أم سيدنـا يسوع الـمسيح،أم النِِعمـة الإلهيـة، أمـا بغيـر عيب،أمـا حبيـبة، أم الكنيسة، أم الـمخلّص، أرزة لبنـان،برج داود، تابوت العـهـد،ملـجـأ الخطـأة ،سلطانـة جمبع القديسين، وسلطانـة السـلام.
أما صلوات الكنيسة وطقوسها فتحوي العديد من ألقابها منها: أم النور كما جاء فى مقدمة قانون الإيمان:"نعظمك يا أم النور.."، والـملكة كما جاء فى لحن البركة"السلام لمريم الـملكة.."، ونبع الكرمة لأن المسيبح هو الكرمة الحقيقية، والسماء الثانية وذلك لأن بطن العذراء صار عرش الله وغيرها.



ض. تكريس الذات لقلبها الطاهر
التكرّس لا يقتصر على الرهبان والراهبات بل كل مَن يجعل ذاته
ملكاً خاصاً لله وينتمي إليه هو مكرّس. التكرّس الصحيح
لا يقوم على تكريس بيت أو مسبحة أو سيّارة إنّما الإنتماء إلى
يسوع وعيش شعاره ولتكن مشيئته. الإنتماء هو عمليّة داخليّة اي تسليم الذات وقبول كل ما يحدث لي من مرارة على ان أقدّمها ليسوع كفعل حب. الإنتماء والتكرّس الصحيحين هما التسليم الكامل للربّ بالسجود والصلاة ألخ… . لا يتمّ التكرّس بقراءة نص أو كلمات يقولها المتكرّس الراهب أو المنتسب إلى جمعية أو أخويّة ما، إنّما بعيش حياة جديدة وإعطاءها معنى جديداً أي أن أترك مكاناً للمسيح ليكبر وينمو حبّه وحضوره فيَّ، فلا أفسح في المجال لأشياء أخرى لتنمو فيّ وذلك بالتخلّي والتجرّد ونكران الذات.
والتكريس لقلب مريم الطاهر كان طلب السيد المسيح فى ظهوره
فعل تعويض لقلب مريم الطاهر
يا أمّنا العذراء الفائقة القداسة، إننا نستمع بأسى إلى شكاوى قلبك الطاهر المحاط بالأشواك التي تنغرس فيه في كلّ لحظة بسبب الإهانات والجحود من البشرية الجاحدة. وتملؤنا رغبة متقدة بأن نحبك كأمّ لنا و ننشر تكريساً حقيقاً لقلبك الطاهر. لهذا ها نحن نركع أمامك لنظهر الحزن الذي نشعر به بسبب الظلم الذي يسببه لك البشر،ولنعوّض بصلواتنا وتضحياتنا عن الإهانات التي يقابلون بها حبّك. استمدي لهم ولنا الصفح عن الخطايا الكثيرة.عجّلي إهتداء الخطأة حتى يحبوا يسوع ويتوقفوا عن إهانة الرّب، الذي أهين كثيراً .أديري نظرك الرحوم إلينا، حتى نحب الله من كلّ قلوبنا على الأرض ونتمتع معه في السماء إلى الأبد. آمين.
صلاة إلى قلب مريم الطاهر
يا قلب مريم الطاهر، الممتلئ بالصلاح. أظهري حبك لنا. اجعلي شعلة قلبك، يا مريم، تنزل على كلّ البشر.نحن نحبك جداً. اطبعي الحب الحقيقي في قلوبنا حتى يكون لدينا شوق دائم إليك. يا مريم الوديعة والمتواضعة القلب، اذكرينا عندما نخطئ. أنت تعلمين أنّ كلّ البشر يخطئون. أعطنا بوساطة قلبك الطاهر، الصحة الروحية. امنحينا أن نرى دائماً صلاح قلبك الوالدي ولتهدينا شعلة قلبك. آمين.
يا قلب مريم الطاهر، المملوء حباً لله والبشر، وعطفاً على الخطأة، أكّرس نفسي لك. أودع خلاص نفسي بين يديك. فليكن قلبي متحداً مع قلبك على الدوام، فأكره الخطيئة، وأحبّ الله وقريبي، وأبلغ الحياة الأبدية مع من أحب.ولأختبر صلاح قلبك الوالدي وقوة شفاعتك لدى يسوع خلال حياتي وفي ساعة موتي. آمين. ساجداً عند قدميكِ المقدستين، يا ملكة السماء القادرة، إنّي أبجّلك بأعظم احترام. وأؤمن بأنك ابنة الآب الأزلي، أمّ الابن السرمدي، وعروس الروح القدس. ممتلئة نعمة وفضائل وعطايا سماوية. أنت أطهر هيكل للثالوث الأقدس.
أنت حافظة وموزعة الرحمة الإلهية. لقد أعطاك قلبك الطاهر، المفعم محبة، عذوبة، وحنانا"، اسم أمّ الرحمة الإلهية. لذلك، فوسط أحزاني وآلامي، أضع نفسي أمامك بثقة، يا أمنا المحبة، وأصلّي لك لتجعلني أختبر الحب الذي تكنيه لنا، استمدي لي ( اذكر طلبتك ) إذا كانت هذه هي إرادة الله وفيها منفعة لنفسي. آمين.
يا قلب مريم الطاهر،ملجأ الخطأة، أتوسل إليك باستحقاقات قلب يسوع الأقدس اللامتناهية، والنعم التي أغدقها عليك منذ لحظة الحبل بك، امنحيني نعمة ألا أضلّ ثانية أبداً. يا أمي، أبقيني، أنا الخاطئ، متشحاً بنور قلبك الطاهر على الدوام. آمين. بقلب مريم الطاهر، أنا أثق بك. آميـن
تمجيد قلب مريم الطاهر
يا سيدة الوردية المقدسة، في هذه الساعة المأساوية من تاريخ البشرية، نكرّس ونودع ذواتنا لقلبك الطاهر، لجأنا الوحيد،رجانا،و خلاصنا. أشفقي على هذا العالم الممزق بالصراعات الرهيبة ، المحترق بنار الكراهية، الضحية لخطاياه.
فليشفق قلبك على منظر كلّ هذا الخراب، الألم،و الحزن. نكرّس لقلبك الوالدي ذواتنا،عائلاتنا،بلادنا، وجنسنا البشري كلّه ، احمينا و خلّصينا.
يا قلب مريم ، مصدر الحب الحقيقي، املأ قلوبنا الأنانية بالمحبة الإلهية و بالحب الأخوي الحقيقي الذي بدونه لن نعرف السلام. امنح كلّ البشر و الشعوب أن يفهموا و يتمموا وصية يسوع " أحبوا بعضكم بعضاً"، حتى يسود السلام و العدل و الحقّ في المسيح. آمين.
ط. دعوة الآخريـن
من قال انه يحب مريم فليجعل الآخرين يحبونها بقدر ما يستطيعون..تكلموا عن مريم ليس بالقول فقط بل بالفعل وأول شيئ علموها لأبناءكم كما أوصى الرب عن وصايـاه (تثنية الإشتراع 18:11-21).
من كان فى التجربة..وجّهوه الى مريم
من كان فى ألم..اجعلوه يصلي الى مريم
من كان فى حزن..اجعلوه يحادث مريم
من كان فى فرح..اجعلوه يدعوا مريم
من كان فى سفر وغربة..فليحمل مريم معه
من كان فى نزاع الـموت..فليصرخ الى مريم
من كان مريضا… فليطلب مريم
ولا تقولوا أن خطاياكم تبعدكم عنها..بل بالعكس إنها تضاعف ثقتكم بأمكم.
وقبل أن نقدم لها أقوال أو أفعال يلزم أن نقدم لها ذواتنا بكل ما فيها من ضعف أو قوة ونطلب منها الحماية والقوة والصلاة..ولنسأل أنفسنا مـا هو مكان أمي مريم فـى حياتي الـمسيحية اليومية؟
نقول اننا نحب مريم..فيلزم أن نحيا مثلها حياة طاهرة خالية من الخطيئة..
.. فيلزم أن نتعلم منها حياة القداسة..
.. فيلزم أن تكون حياتنا لائقة..
.. فيلزم أن ترى مـريم فينا صورة ابنها الحبيب..
.. فيلزم أن يرى الله فينا نفس طهارة الأم..
.. فيلزم أن نكون قديسين
"كونوا قديسين كما ان أباكم هو قدوس".
ظ. تقديم العطـاء والهبات
هب كل ما تملك من اجل الله والقديسة مريم فما "من احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او بنين او حقولا لأجل إسمي ولأجل الإنجيل..فله الحياة الابدية"(مرقس29:10-30).
الإهتمام بالفقراء كطلب السيد المسيح القائل:"لأنـي جُعتُ فأطعمتمونـي وعطشت فسقيتمونـي وكنتُ غريبـاً فآويتـمونـي وعُريـانـاً فكسوتـمونـي ومريضاً فعُدتمـونـي ومـحبوساً فأتيتـم إلـيّ" (متى35:25-26). وكما قال لنا القديس يوحنا: "من كانت لـه الـمعيشة العالـمية ورأى أخـاه فـى فاقـة فحبس عنـه أحشاءه فكيف تحلّ محبـة اللـه فيـه"(1يوحنا17:3).
———
ع. الصلاة العائلية
الصلاة العائلية هى الصلاة الجماعية لأفراد الأسرة، المجتمعين معا لكى يقدموا للرب الشكر والحمد ويقوم بها الزوجان والأبناء وكل أفراد الأسرة. فالأسرة المسيحية هى المكان الأول للتربية على الصلاة بكونها مؤسسة على سر الزواج فهى الكنيسة المنزلية حيث يتعلم اولاد الله الصلاة والمواظبة عليها. وترتبط مواضيع الصلاة العائلية بالحياة الأسرية وما تختبره من أفراح او أحزان وما تعيشه من مناسبات مختلفة. وتتضمن هذه الصلاة: صلوات الصباح والمساء وقراءة كلمة الله والتأمل فيها والإستعداد للأسرار المقدسة وعبادة قلب يسوع الأقدس وتكريس أفراد الأسرة له وإكرام مريم العذراء وصلاة المسبحة الوردية وتمجيد الملائكة والرسل والقديسين وصلاة قبل الأكل وبعده والممارسات التقوية والروحية . ومن بين الأقوال المأثورة عن دور الصلاة العائلية فى حفظ وجدة وترابط أعضاء الأسرة:"ان الأسرة التى تصلي وتتعبد دائما معا تظل وتبقى دائما معا".
غ. إكرام مريـم وعلم اللاهوت الـمريـمي
لأن مريم تحتل موقعا مميزافي تدبير الله الخلاصي، بأنها أم ابن الله المتجسدوبكر الخليقة المفتداة، نشأ في الكنيسة ما يسمى "اللاهوت المريمي"، علم كغيره من العلوم، يبحث ليُظهرالحقيقة ويوضح أمامنا صورة مريم، شارحاً ومثبتاًموقعها الذي أراده الله لها.والكتاب المقدس هو المرجع الأول الذي نعود إليه،ومنه ننطلق لنفهم سر مريم، الذي هو سر أمومتهاومرافقتها لابنها يسوع كلمة الله "في البدء كانالكلمة… والكلمة صار بشراً" (يو 1، 1 – 14)، وهومضمون البشارة الجديدة وهو منتظر الشعوب. والمصدر الثانيلكل تعليم كنسي هو ما يعرف "بالتقليد المقدس" والذييتكلم عنه أيضاً المجمع الفاتيكاني الثاني في دستورعقائدي في الوحي الإلهي، الفصل الثاني، الفقرة 8: "…ولذا فالرسل، وقد سلَّموا ما كانوا قد تسلموه،ينبِّهون المؤمنين إلى التمسك بالتقاليد التي تعلموهاسواء بالوعظ أو بالرسائل (2تيموثاوس 2/15) وإلى الجهاد فيسبيل الإيمان. … وهكذا فإن الكنيسة بتعليمها وحياتهاوطقوسها، تخلِّد وتنقل للأجيال بأسرها كل ما هي عليهوكل ما تؤمن به.هذا التقليد الذي استلمناه من الرسليتقدّم في الكنيسة بمعونة الروح القدس، فهذا التقليد المقدَّس الذيوصل إلى أباء الكنيسة، تسلَّموه وتأملوا فيه وشرحوه. والمصدر الثالث هو الطقوس الكنسية، فالشعب المقدّس والممسوحبالروح القدس، نظَّم ذاته ونظم إحتفالاته وأعياده،ووضع مواعيد للقاء للصلاةوتمجيد الله وشكره. وبوضع المواعيد والأزمنة نشأ مايسمى "بالوقت المقدس" و"اليوم المقدس"، وبالتالي نشأتما تسمى "بالسنة الطقسية"، وهذا ما يسمى بالزمنالليتورجي الذي به تقام الإحتفالات الليتورجية. فهذاالزمن يكون مقدّساً لأنه مخصص للقدوس، ولأن أساساللقاء وغايته هو الله. فهذا الشعب لكي يحيي هذهالإحتفالات الليتورجية استند إلى المرجعين السابقذكرهما: فكان الكتاب المقدس والتقليد المقدس مصدرإلهام، فظهر دور الليتورجية بأنها تستند إلى هذينالمرجعين وأصبحتبالنسبة لنا مرجعاً مهماً وأساسياً.والليتورجية احتفلت وأظهرت بعض خصائص مريمأو بعض الحقائق المريمية قبل أن تكون هذه الحقائقموضوع بحث لاهوتي أو موضوع إعلان عقائدي. مثلا علىذلك: شفاعة مريم السماوية، فقد نظمت صلوات تطلب شفاعةالعذراء قبل أي إعلان كنسي رسمي عنضرورة تكريم وطلبشفاعة مريم. وبالتالي أصبح رواج إحتفال ليتورجي معينبمثابة عمل الروح في وسط شعبه، فمئلا رواج عيد الحبلبلا دنس وانتشاره قبل إعلان عقيدة الحبل بلا دنساعتبر بـمثابة برهان على هذه الحقيقة اللاهوتية.
————–
ف. تقديـم أعـمال رحـمة
ق. قراءة الكتاب الـمقدس والتأمل فى كل ما جاء من رموز وشخصيات وأحداث[7]
إلـى العذراء مريم تومئ فى الكتاب الـمقدس أشياء عديدة. وكما يقول القديس بولس ان كل شيئ فى العهد القديم كان رمزيـاً فى اشخاصه ومحرقاتـه وطقوسه الـمختلفة،فهى كانت كلها ظلالاً للـمستقبل وترسم مسبقا وفق الـمخطط الإلهـي بعض ملامح السيد الـمسيح وأمـه مريم.
فهابيل مثلاً قد مثّل برارة الـمخلّص،وملكيصادق كهنوتـه،وايوب صبره،واسحق موتـه،ويونان قيامتـه،وداود ملكيتـه، وسليمان حكمته،وموسى خدمتـه وتشريعه.
ومن جانب آخـر نجد ان العذراء قد فاقت هابيل الصدّيق الذى قدّم أبكار
غنمه ذبيحة للـه فمريم قدّمت ابنها ذبيحةلخلاص العالم،وفاقت نوح لأن بفلكه خلّص 8 أنفس،امـا مريم فبالـمسيح خلّص العالـم كلـه. وفاقت على موسى بالوداعـة، وعلى داود بالـمحبـة، وعلى أخنوخ وإيليـا بالقداسـة، وعلى ابراهيم واسحق ويعقوب بالإيمان،و فاقت راعوث بإخلاصهـا وعلى استير بجمالهـا ووفائهـا.
وهناك العديد من الرموز والأشياء والتسابيح التى جاءت فى العهد القديـم تعكس صورة عن العذراء مريم أم يسوع، ويـمكن القول عامـة أن كل تسبيح عن مـملكة اسرائيل أو الكنيسة كما جاء، هو تسبيح لـمريم كما يرّنم صاحب الـمزامير عن أورشليم قائلاً:"يُحدِث عنكِ بالـمفاخـر يا مدينـة الله"(مزمور3:86).
ك. قراءة كتب آباء الكنيسة
ما اكثر الآباء القديسين الذين تكلموا عن العذراء القديسة مريم وعن فضائلها التى لاتحصى.
لقد تكلم عنها القديسون اثناسيوس الرسولى واغسطينوس واغناطيوس اسقف انطاكية وافرام السريانى واكليمنضس الاسكندرى وامبروسيوس وايرناؤس وثيؤدوسيوس الاسكندرى وثيؤدوسيوس اسقف انقرة وجيروم وديديموس الضرير وغريغوريوس اسقف نيصص وكيرلس الاسكندرى ومقاريوس الكبير ويعقوب السروجى ويوحنا الدمشقى ويوحنا ذهبى الفم والعلامة اوريجانوس وغيرهم كثيرون .
لماذا أحبكِ أيتها العذراء؟ أحبكِ لأني تلفّظت باسمكِ وأنا أرضع حليب أمي…. أحبكِ لأن الله يحبكِ… ولأنكِ أم فاديّ ومخلصي… أحبكِ لأنكِ الإنجيل الحي المُعاش المطبَّق… ولأنكِ صورتي الحقيقية… لأنكِ نموذج المسيحي الكامل… أحبكِ لأني عندما أرفع نظري إليكِ أصل السماء، وأُلامِس القداسة والطهارة والجمال والروعة… أحبكِ لأنكِ تعرفيني باسمي مثل الله وتعتبريني ابنكِ الوحيد… أحبكِ لأنكِ عرفتِ الألم بسببي وأنك ِتحت الصليب تمخّضت بي وبكل إنسان، حتى أصير أخاً ليسوع، ابناً لله، على صورته ومثاله…
كيف أحبكِ أيتها العذراء؟ هل تكفي الشمعة التي أُضيئها؟ هل تكفي الوردة التي أُقدمها؟ هل يكفي أن تمسح أناملي حبات المسبحة وأن تتمتم شفتاي وتتعثّر بالسلام الملائكي؟! لا يكفي، لا يكفي، لا يكفي…
مريم قديسة لا تعرف الخطيئة؛ فإن لم أبتعد عن الخطيئة، كيف أُحبها وأُرضيها؟
مريم طاهرة بروحها وجسدها؛ فإن لم أحبس نظري عن رؤية الباطل ولساني عن النطق به وجسدي عن اقترافه، فكيف أقول أني أُحبها وأرضيها؟
مريم غفرت لصالبي ابنها، فكيف أُحبها وأنا لا أغفر ولا أسامح ولا أنسى الشر، وأرد الشر بالشر وأنتقم؟
مريم تطبيق الإنجيل بحذافيره كلمة كلمة، فكيف ندّعي حبها وإكرامها ونحن لا نعرف الإنجيل وتعاليم المسيح ومنطق الله في التعامل وحضارة السماء المطلوبة من أهل الأرض؟
مريم ليست تمثالاً، هي حركة وسرعة وسير نحو الآخر ومساعدة وخدمة وتضحية، فهل نجرؤ على قول أننا نحبها ونحن أنانيون، وصوليون، نؤثر المصلحة الشخصية؟
مريم صامتة متأملة مصلية… وهل نحبها ونحن نكذب ونغتاب ونفتري ولساننا
سليط على عِرضِ الآخرين وسمعتهم؟
فلنتأمل كيف نحب ونكرّم من هى أمـاً وحاميـة ومحاميـة وشفيعة لنا.
————————-
يــا أمّ الله
يـــا أُمَّ اللـــه يـــا حنونة يا كَنزَ الرَحمــــةَ والمّعونَــة
أنــــــتِ مَلجَانـــــــا وَعَليــــك رَجَانــــــــا
تَشَفَّعّـــــــِي فينــــــا يـــــا عَـــــــــذراء
وَتَحَنَّنـي علـى مَوتــــانـــــا
1- وإن كـانَ جسمُكِ بَعيداً مِنّــا أيتُهـا البتـــــولُ أمُّنــــا
صَلُواتُـــكِ هـــيَ تَصحَبُنـا وتكـون معنــــا وتحفظنــا
2- بِجاه مَن شرَّفك عَلى العَالَميـن حين ظَهَــر منــكِ ظهوراً مبين
أطلُبـي منــــــهُ للخاطِئيـن ألمراحم لدهر ِ الداهريــــــن
3- أنتِ أُمُّـنـــــا ورجانــا أنـــتِ فخرُنــــا وَمَلجانـا
عِندَ ابنِــــــكِ إِشفَعـي فينـا لِيَغفـــر برأفتِـه خَطايانـــا
4- لا تُهمِلينـا يـا حَنونَـــــة يـا مَملـــوءَةَ كـــلَّ نِعمَـة
بل خلِّصي عَبيدَك أجمَعيـــــن لِنشكـــرَكِ لدهر الداهريـــن
افرحي يا من أنعم الله عليها
افرحي يا من أنعم الله عليها , الرب معك مباركة أنت النساء ومبارك ابنك يسوع
– هنيئــاً لـك, يـا مـن آمنـت بـأن مـا جاءهـا مـن عنـد الرب سيتــم.
– جميــع الأجيــال تهنئــك لأن القديــر آتــاك فضـــلاً عظيمـــا.
– يا قديسة مريم يا والدة الله, صلّي لأجلنا نحن الخطأة, الآن وفي ساعة موتنا. آمين.
أمُّنــــا مَريَـــــم
أمنَّـا مريـم أُنشُـري السَـلامَ فينـــا
والمحبـة علِّمينــا منــكِ يا مريــم
– إشفعي فينا، واطلبي مِنَ السماءِ، رحمةً للبؤساءِ
وانسي ماضينـا، خلّصي الإنسان أنت يا مريـــم
– نحنُ نرجوكِ، فاقبلي منا الرجاءَ، إحفظينا أنقياءَ
خلّصي الخاطئين، طهّري الأشرار، أنت يا مريــم
أمَ اللّــه طوبـــــاك
الشعب أُمَّ اللّـهِ طوبــــاكِ في ما خَصَّكِ الوَهَـــــابْ
أَشرَقَتْ مِنْ نَقـَـــاكِ أَلثَّمْـــرةُ بِكْـــــرُ الآبْ
الكاهن يا ما أحْلــى ذِكـراكِ في الأفـــواهِ والأذْهـــانْ
زَيَّحَتْ ذِراعــــاكِ ذاكَ الحَامِـــلَ الأكـــوانْ
الشعب رَبِّ، يـــا مَنْ تَقَبَّـلْ قِدْمــــاً خِدْمَـةَ الأَبــرارْ
يا حَنــونُ تَقَبـــلْ واستَجِبْنـــا كالأبــــرارْ
أنتِ الشفيع الأكرم
أنتِ الشفيــعُ الأكـــرَمُ عندَ ابنــكِ يا مريمُ
1- حُزتِ مقاماً في السَمـا فوقَ الخلائِق قَد سَمـا
وَبَلغـتِ في التقديـسِ مـا عنهُ الخلائـق تحجُمُ
2- بدرُ العلا شمسُ الـورى مع نورِكِ لَن يُذكَـرا
مَن شـَكَّ فيـكِ وافتـرى فَلهُ الجزاءُ جَهَنـــمُ
3- جبريلُ وافـى الناصـرة بِبشارةٍ لكِ بَاهـِــرة
قـالَ افرحـي يا طاهـِرة ولك الهَنـاءُ الأعظَـمُ
4- ربُّ الملائِـك والبَشـرْ يُهديكِ مجداً مُفتَخــر
إنَّ المسيـحَ المُنتظــــر من جِسمِكِ يَتَجَسّــمُ
أي طهـر حـل فيـك
أي طهـر حل فيك نوره لا ينطفـي
اذكرينـا في دعاك انجدينا واعطفي
1- أمنا العـذراء انـت بلسم يشفي الجراح
أنـت فخـر للشعوب أنـت أضواء الصباح
واشرقي مجدا مضيئـا في سمـاء اللـه لاح
واشفعي فينـا لديه واعطنـا درب الصـلاح
2- إجعلــي القلب شفوقا واملئينا بالأمـل
يـا مـلاذ كـل تائـب عندما يأتـي الأجل
كلنـا نمشـي إليك دون خوف أو وجــل
ونصلـي باشتيــاق وخشــوع للحمـل
لمــا تبتعدون عنــي
لمــا تبتعدون عنــي أولادي عودوا إلـــيَّ
عـــــودوا لأمكــــم
بكيت لأجلكم حزنت لأجلكم صليتُ لأجلكم
تمزق قلبي لما تفعلون بأنفسكم
أولادي عــودوا إلـيَّ عودوا لأمكــــــم
ألا يكفيكـم ضيـــاع أنتم للملكوت جيـــاع
ويـدي تمتـدُّ لكـــم عودوا إلـــــــيَّ
عـــــودوا لأمكــــم
إن البرايــا بأسرهـــا
إن البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئةً نعمة. محافـلُ الملائكة
وأَجنـاسُ البشر لك يعظِّمـون . أَيهــا الهيكــلُ المتقدّسُ
والفـردوسُ الناطق وفخر البتولية، التي منها تجســد الإلـهُ
وصار طفلاً، وهو إلهنا قبلَ الدهـور. لأنه صنع مستودعَـك
عرشاً، وجعل بطنَك أَرحبَ من السمـاوات. لذلك، يا ممتلئـةً
نعمةَ، تفرحُ بك كلُّ البرايا وتمجِّدُكِ.
المجد للآب الذي إختار البتول
المجد للآب الذي اختار البتول ابنة لــه
أ- السجود للإبن الذي، اتخذها له أمــاً
ب- الشكر للروح الذي قدسها، فقدسنا بها
أمنـا يـا مريــم
أمنــا يا مريم قدستـــك الأمــم،
نحن جئناك ابتهالاً طال فيــه الألـم.
1- واشفعي أنـت بنـا يا خير أم تكرم
إننا أهـل الخطايـا كم عليهــا ننـدم
2- واسألي الرب تعالى عفوه قد يرحم
ثم يعطينــا خلاصاً برضــاه نسلـم
3- وتسامينا صـلاة ودعـاء ينظــم
فيك روح الله جـادت فاسمعينا مريـم
إليــــك الـــوَرد
1- إليك الوردُ يا مريـــم يُهـــــدَى من أيادينـا
هَلُمــّي واقبَلـــي مِنّـا عُربــــــونَ حُــبٍّ
أكيــدٍ مــــع تهانينـــا (*2)
2- نرومُ العفوَ يا مريــم لأنَّنــا قــد تركنــاكِ
نتـوبُ اليـومَ عن ذنـبٍ يــا أمَّ ربـــــــي
رضاهُ العمرَ يكفينــــا
3- على الأبوابِ أطفـــالُ لهـُـــمْ في العُمرِ آمـالُ
يَــذوبُ القلبُ إن قالــوا حِنِّـــــي عَلينــــا
بأقــواتٍ تُغَذِّينــــا
4- بإخــلاصٍ نُناديــكِ ونُنْمِــي حُبَّنـا فيـــكِ
ونَهوي النُّصحَ من فيـــكِ إذْ فــي الخطايـــــا
فسـادٌ الطبـعِ يرمينــا
5- حــروبٌ تملأُ الأرضَ وضيقٌ فيهِ لن نَرضـــى
غـَـدَونا كلُّنــا مَرضـى وليـــــسَ فينــــا
سِـــــواكِ مَن يُداوينـــا
تبتهج روحي بالله مخلصي
تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه عطف على أمته الصغيرة.
سوف تهنئني جميع الأجيال لأن القدير آتاني فضلاً عظيماً، قدوس اسمه ورحمته للذين
يتقونه من جيل إلى جيل.
كشف عن شدة ساعده وشتت ذوي القلوب المستكبرة.
وضع الأعزاء عن العـروش ورفع الأذلاء. أشبع الجياع من الخيرات وصرف الأغنياء فارغين.
نصر الرب عبده فتذكر ما وعد به آباءنا من رحمة لإبراهيم وذريته إلى الأبد.
تُعظّم نفسي الربّ
تُعظـــّمُ نفســــي الــــــربَّ وتبتهِـجُ روحي باللــهِ مُخلّصـــي،
لأنـهُ نَظَـرَ إلــى تواضـعِ أمتــــهِ فها منذُ الآنَ تُطوبُني جَميعُ الأجيـــال،
لأنّ القديرَ صَنَعَ بي العظائمَ واسمُه قـدوسٌ، ورحمتهُ إلى أجيالٍ وأجيالٍ للذين يَتّقونـهُ،
صَنَع عزّاً بساعِدِهِ وشتّتَ المتكبّرينَ بأفكـارِ قلوبِهــم،
حَطّ المقتدرينَ عن ِ الكراسي، ورفَــعَ المتواضعيـن،
أشبعَ الجياعَ خيراً والأغنياءَ أرسَلهـم فارغيـــــن،
عَضَـــدَ إسرائيـل فتاهُ فذكرَ رحمتَـه، كما كلّمَ أباءَنا لإبراهيمَ ونسلِهِ إلى الأبـد.
جميع الأفواه والألسنة
جميع الأفواه والألسنة وجميع الأجيال، تطوب مريم أم أللـــه.
طوبى لها، حملت وزيحت بكر الآب وصارت أماً له. طوبى لها.
حُبُـكِ يـا مريّـــم
سلام سلام لك يا مريم سلام سلام لك يا مريم
1- حُبُكِ يا مريـم غايـةُ المُنــى يـا أمَّ المعظَّـــم كونـي أُمَّنـا
2- إبنُكِ أوصــاكِ بنا في الصليبْ أعطانا إياكِ في شخـصِ الحبيـبْ
3 – كالأمِّ الحنونـة بكِ نستعيــنْ أظهِـري المعونـة منكِ للبنيــنْ
4- ألرب أعطاكِ مجداً لا يــزول لم يعــط ســواك يا أما بتـول
5- من مثلك يرحم بين الأمهــات لا تنسينا مريـم فـي وقت الممات
6- جبريل وافاك يُهديـكِ السـلام هاتفاً طوباكِ يـا فخــر الأنـام
7- مريـمُ طوبـاكِ يـا أمَّ الحياة ثمـرةُ أحشـاكِ ربُّ الكائنــات
8- يا أبناء مريم يا خير الأنــام ذي أم المعظـم أهدوهـا السـلام
9- سُبحـة الوردية لأم الإنعــام تُغني الأخويــة لنظـم الســلام
10- وردة سريـة بـددي الخصـام واقبلي التحية منــا والســـلام
صّلاتــك مَعنـــــا
1-صلاتُكِ مَعنا يا أطهَر العِبــاد كوني عَـونَنا حَسبَ المُعتاد
2-هَوذا حالُنا للتَلفِ أشــــرَف إرحَمينا يا بريئةً مِنَ الفَساد
3- يا بتولُ صلِّي دائماً لأجلِنـــا لئلاَّ نهلِك من قِبَلِ شرِّنــا
4- أطلُبي تَضَرَّعي لِلإِلهِ ابنِــكِ لِكيما بطلباتِكِ يرحَمنـــا
5- نيح ورحـم نفوسا الراقديـن في سماء الخلد أبدا الأبدي
[SIZE=\"3\"] ————————————–[/SIZE]
الـمراجع



[1] كتاب "أعياد مريم العذراء" للمؤلف

[2]كتاب القمص يوسف اسعد عن مريم العذراء1997 ص 58-92

[3] كتاب "المسبحة الورديـة" للمؤلف

[4] كتاب "فضائل القديسة مريم العذراء" للمؤلف

[5] "كتاب طلبة سيدتنا مريم العذراء-شرح وتفسير" -15 اغسطس 2001 للمؤلف –

[6] كتاب "صلوات وطلبات" للمؤلف

[7] كتاب "مريم العذراء فى الكتاب الـمقدس" للمؤلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء
كتاب سيرة القديسة العظيمة العذراء مريم والدة الإله
كتاب من هى القديسة مريم العذراء؟
كتاب سيرة القديسة مريم المصرية والأنبا زوسيما القس
القديسة مريم أم يسوع وكيفية إكرامـها


الساعة الآن 05:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024