منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 03 - 2014, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

الإسكندر جنايوس من الحشمونيون

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
لعل الإسكندر هذا هو أكثر من أساء إلى اليهود، فقد مضى في سياسته التوسعية أيضًا حتى وصل إلى عكا، فاستغاث أهلها بملكهم بطليموس الثامن في مصر وكان هاربًا من كليوباترا التي خلعته من الحكم، فاستعان الإسكندر بدوره بكليوباترا، واشتعلت الحرب بين الخصوم ولم تسفر عمليًاعن نتيجة. وأكمل الإسكندر توسعاته، غير أن اليهود ناصبوه العداء بسبب إهماله خدمة الكهنوت لانشغاله بالحروب، وزاد في ذلك بزواجه من امرأة أخيه سالومى، وهو ما يتنافى مع الشريعة، وفي ذات يوم أخطأ في طقوس عيد المظال (ويقال عمدًا) فقذفه الشعب بالسعف وثمار الأثراج، فثار حينئذ وأمر بقتل اليهود في الهيكل، فقتل كثيرون منهم فكرهه الشعب ورجعوا عنه، وهكذا وصل الحال بأسرة المكابيين.!!
بل وأكثر من ذلك أنه دخل في حرب مع أبيداس "عوبيداس" ملك العرب بسبب طمعه في التوسع فهزمه وجلده، واستطاع الهرب وجاء إلى أورشليم ولكن الشعب رفضه، فغادر المكان واستعان عليهم بالمرتزقة !! واستعان الشعب في المقابل بديمتريوس الثالث (ستة 88ق.م.) فجاء بجيش قوى وهزمه فهرب إلى الجبال. ومن المحزن أن أبناء الحسيديين يطلبون أبناءأنطيوخس ابيفانيوس المساعدة في مواجهة أبناء المكابيين.!!
فلما هدأ الحال وعاد ديمتريوس إلى دمشق، رجع الإسكندر وصنع وليمة للصدوقيين فرحًا بنصره، وقام بصلب ثمانمئة من وجهاء أورشليم الفريسيين، ثم قتل زوجاتهم وأولادهم ذبحًا قدامهم وهم ما يزالون أحياء على صلبانهم. ثم دخل في حرب مع ملك العرب ثانية فهزم واضطر إلى الصلح بشروط مهينة، وفي سنة 76ق.م. مات بينما كان يحاصر قلعة "راجايا" شرق الأردن، وقبيل موته أوصى زوجته إسكندرا (سالومى) بأن تهادن الفريسيين وتستعين بهم، ويقال أن ذلك جاء في توبته على فراش الموت.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

المكابيون بقيادة ألكسندرا
Αλεξάνδρᾱ
هى زوجة أرسطوبولس ثم الإسكندر بعد موت الأول، تولت الملك وعمرها سبعون عاما، ولما لم يكن من الجائز أن تصبح رئيس كهنة فقد تولى ذلك ابنها هركانوس بينما تولى أخوه أرسطوبولس قيادة الجيش، وكان يرأس شعبة الفريسيين في ذلك الوقت شقيقها "سمعان بن شيبا" وهكذا اتخذت وضعًا متوسطًا بين الفريقين، وقد سعى الفريسيين بقيادة سمعان إلى تعليم الشبان والأطفال، وعم السلام والهدوء في أيامها بعد صراع طويل.
غير أن الفريسيين تمادوا في سلطانهم فمالوا إلى الاستبداد، بل أنهم اصطدموا بألكسندرا نفسها حين ألحوا عليها بالقصاص من الصدوقيين الذين تسببوا في قتل ثمانمائة منهم مع عائلاتهم، وبالفعل قامت بقتل ثلاثة منهم، غير أنها عملت على حماية الصدوقيين ووهبتهم الحصون ليحتموا بها، وبينما كان أرسطوبولس ابنها يميل إلى الصدوقيين، فقد ناصر أخوه هركانوس الفريسيين، فما أن ماتت ألكسندرا حتى بدأ الصراع على أشده بين الفريقين.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

أرسطو بولس الثاني من أسرة حشمونية

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
بدأت فترة حكمه بصراع بينه وبين هركانوس، حيث كون كل منهم جيشًا والتحما في أريحا، فهزم هركانوس وتعقبه أرسطوبولس حتى أورشليم ثم أجبره على التنازل عن الملك ورئاسة الكهنوت، وبذلك أصبح هو ملكًا ورئيسًا للكهنة، ولكن أنتيباتر الأدومى (أبو هيرودس الكبير) كان متعاطفًا مع هركانوس، وبسببالصدقة بين امرأة أنتيباتر وأرتاس (الحارث) ملك العرب، فقد تحالفا ضد أرسطوبولوس وهزماه.
في ذلك الوقت كان "بومباى" القائد الروماني يزحف بجيشة جهة سورية، وأرسل لحسم النزاع بين الأخوين فناصر أرسطوبولس والذي قام بمطاردة أعداؤه حتى أدومية حيث ألحق بهم هزيمة منكرة، فلما وصل بومباى سنة 63 ق.م. إلى هناك احتكم إليه الأخوان فانحاز هذه المرة إلى هركانوس، وطرد أرسطوبولس ثم حاصر أورشليم ثلاثة أشهر حتى فتحها وعندئذ ذبح من أهلها اثنى عشر ألفا. ومنذ ذلك الحين أصبحت اليهودية ولاية رومانية تدفع الجزية، واما هركانوس فقد اكتفى برئاسة الكهنوت بينما منحه بومباى لقب"مشرف" فقط على اليهودية والتي أصبحت تتبع سورية إداريا.
أما أرسطوبولس فقد حمله بومباى مع عائلته إلى روما، ولكن إسكندر ابنه هرب من السفينة وعاد إلى أورشليم، وبدأت اليهودية تدخل عصرًا جديدا، بينما بقى هركانوس مشرفًا من قبل روما على اليهودية، كان انتيباتر والى أدومية هو المدبر الفعلي لهركانوس. وفيما بعد خلف ابنه هيرودس الكبير هركانوس في الحكم، ويعد (أي هيرودس)أشهر الحكام اليهود بعد ذلك.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

سفر الحشمونيين | اسم سفرا المكابيين

عرف سفر المكابيين أولًا بسفر الحشمونيين، فما هو أصل كل من الاسمين.

  1. الحشمونيين / بنى حشمناى
  2. المكابيون
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

الحشمونيين | بني حشمناي Asmonians

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
كان "متتيا" عميد عائلة المكابيين كاهنًا في قرية مودين الواقعة بجوار اللد، وكان لقب عائلته هو حشمون، وكانت عشيرة ينى حشمناى هذه من سلالة يهوياريب (أخبار الأيام الأول 24: 7) ولذلك فقد كان جميع نسل العائلة يكنى ب"الحشمونيين" أو " بنى حشمناى" والكلمة حشمون كلمة عبرية تعني "غنى" وأما اللفظان "همسان" أو "أسمونوس" فهما النطق اللاتيني للكلمة، حيث لا ينطق الحرف (ح) في تلك اللغات المشتقة من اللاتينية، مثل رئيس الكهنة المدعو أونيا والذي يأتي في جميع الترجمات Onias في حين أن اسمه الحقيقي هو " حونيا".
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

المكابيون Maccabees
انجب متتيا هذا خمسة من الأولاد (ولا يعرف إن كان قد أنجب بنات أم لا) أما الأولاد فهم على الترتيب: يوحنا، سمعان، يهوذا، ألعازر، يوناتان. وقد تولى ثلاثة منهم مقاليد السلطة بعد موته واحدًا تلو الآخر، بدءا بيهوذا الشهير ببطولته وحسب وصية أبيه، ثم يوناثان والذي اشتهر بالميل إلى الدبلوماسية في حكمه، وأخيرًا سمعان والذي يعد أول من جمع ما بين رئاسة الكهنوت وقيادة الأمة، أما ألعازر فقد قتل في تصرف عفوى، وأما يوحنا فإنه لم تتح له الفرصة للقيام بأعمال تستحق الذكر.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
هذا وقد نسب إلى كل من هؤلاء الخمسة ألقاب يشير كل منها إلى صفات صاحبه، ومن المرجح أن يكون كل منهم قد اختار لنفسه هذا اللقب،دعاه الآخرون به فصار لقبه، حيث لقب: يهوذا ب المكابى، ومن قائل أن لفظة مكابى هي عبرية تعني مكبة أي مطرقة، وهي كلمة وردت في قصة قتل ياعيل لسيسرا (قضاة 4: 12) تحت اسم "ميتدة"، وقد دعى يهوذا نفسه أيضًا بـ"الطارق Hammerer" (1). ويرى البعض أن الكلمة مكابى مشتقة من مكبى وتعنى المخمد، غير أن الرأي السائد يفيد بأنها تكون الحروف الأولى لعبارة عبرية تقول " من يشبهك في الآلهة يا رب" وهي في الواقع آيه وردت في (خروج 15: 11) وكانت هذه الحروف تكتب على أعلام المكابيين حتى أصبحت لقبهم بمرور الوقت، وفي إسرائيل الآن العديد من الهيئات والفرق الرياضية التي تحمل اسم " مكابى".
وهناك رأى آخر في هذا الصدد نورده إتمامًا للفائدة، وهو أن كلمة مكابى مشتقة من الكلمة العبرية "كابا" ومعناها "أباد" أو "أتلف" وذلك في إشارة إلى أن المكابيين أبادوا أعدائهم، ورأى آخرون أن الكلمة مشتقة من "مخابى" ومعناها "الجراح" أو "العذابات" نسبة إلى ما ألحقوه بأعدائهم، بينما يرى فريق ثالث أن الكلمة مشتقة من اللفظة "مخابا" أي " مخبأ" لأن بنى حشمناى إختبأوا أولًا في الجبال والمغائر هربا ً من أعدائهم.
أما العالم دالمان G.Dalman فقد فسر الاسم تفسيرًا عجيبا،عندما قال أنه يقترح ترجمة أخرى للاسم. وهى "الذي يشبه رأسه المطرقة"وذلك لأن رأس يهوذا كان يشبه المطرقة!
غير أن الرأي الأول هو الأرجح، حيث طبع المكابيين على تروسهم وسيوفهم الحروف (م.ك.ب.ى) والتي هي بدايات الكلمات: (مى / كماما أو "كموخا" / بلوهيم أو "باليم" / يهوه) وتعنى كما سبق: (من مثل الرب بين الآلهة) أو (من مثلك بين الأقويا يا الله).
وقد مُنح كل من أخوه يهوذا الأربعة لقبا، حيث لقب يوحنا بـ"بكيديس" وسمعان بـ"الطسى"، وألعازر بـ"أواران" وأما يوناثان فقد لقب بـ"أفوس". وسيأتي شرح هذه الألقاب في حينه عند تفسير السفر.
هذا وقد أصبح لقب مكابيين رمزًا لعائلة بنى حشمناى، وذلك منذ الثورة التي اندلعت بين اليهود وأنطيوخس أبيفانيوس، بداية بمتتيا ونهاية بـ أرسطوبولس الثاني، أي خلال الفترة (167- 63 ق.م).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

عنوان سفر المكابيين أو سفر الحشمونيين
عُرف سفر المكابيين اولًا بسفر الحشمونيين، إذ أن كلَ من الكتابات العبرية والأرامية لم تعرف لفظة مكابى، بل استخدمت اللفظ الحشمونى، وهناك كتاب عبري يسمى يوسيبون Josippon وهو ترجمة بتصرف لكتاب "الحروب اليهودية" ليوسيفوس، كتب في القرن الرابع الميلادى، يختم الكتاب وصفه لحروب يهوذا بقوله: والباقي مكتوب في (سفر بيت الحشمونيين).

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
والسبب في ذلك - كما سبق - هو أن عائلة يهوذا المكابى كانت تسمى عائلة بنى حشمناى أو العائلة الحشمونية، كما أشار التلمود إلى هذه العائلة ب (العائلة الحشمونية)، أما العلامة أوريجانوس فقد أطلق الاسم على سفر المكابيين الأول: "سار بيت سابا نويل" وهي عبارة تبدو أرامية، قال عنها العالم دالمان Dalman أنها محرَفة عن الكلمات الأرامية "سفر بيت الحشمونيين" تمامًا كما كان يسمَيه الربيون اليهود.
ونقلًا عن أوريجانوس أيضا، فإنه يرد في كتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس، عنوان أرامي للسفر "كتاب بيت أمراء الرب" The book of house of the princes of God وهذا العنوان الآرامى يقابل العنوان العبري "سفر بيت حشمونايم" Sepher beth hashmonim مع الأخذ في الاعتبار أن حشموناى هي كلمة شرفية تعني "أمير" أو "صاحب" المقام الرفيع، وهي موجودة بهذا المعنى في (مزمور68: 31) "يأتي شرفاء من مصر" وتأتى كلمة شرفاء في ترجمتى R.S.V & K.J.V بمعنى برنسيس Princes. هذا ويذكر "الرابى سعديا Saadia " كتابًا باسم درج بيت الحشمونيين Magillath Beth Hashmonim أو كتاب أبناء حشمون Kitab beth Hashmonim.
أما عن تسمية السفرين ب المكابيين، فقد اُستخدم هذا الاسم في أواخر القرن الثاني عنوانًا للسفرين الأول والثاني، وإذا كان يهوذا هو الشخصية المحورية لأحداث السفر الثاني (بينما يتقاسم إخوته معه الأحداث في السفر الأول) فمن المحتمل أن يكون الاسم قد أطلق على السفر الثاني. ويُعدَ أول من ذكر سفر المكابيين الثاني بهذا الاسم هو يوسابيوس المؤرخ الكنسي، فقد دعاه "الكتاب الأول المسمى بالمكابيين" وهكذا يشير إلى الثاني "الكتاب الثاني المُسمَى بالمكابين". مثلما تميز المخطوطات اليونانية بين السفرين بالحرفين ا، ب. وكذلك استعمل القديس جيروم عنوان "الأحداث المكابية" حيث استخدم للدلالة على السفرين، وإن كان قد أستُخدم أولًا للإشارة إلى السفر الثاني فقط (كما سبق). أما القديس كليمندس السكندرى فيصف السفر الأول بـ"سفر الأحداث المكابية" أما الثاني فيسميه "موجز الأحداث المكابية" وأمّا القديس كبريانوس فقد استخدم الكلمة اللاتينية Mackabaei للإشارة إلى كلا السفرين، كما استخدم عنوان "أمور المكابيين" في أواخر القرن الثاني، للإشارة في الأساس إلى سفر المكابيين الثاني، وإن استخدم أحيانا للإشارة إلى الاثنين.
كما اُطلق اسم المكابيين على ثلاثة أسفار أخرى (مكابيين ثالث ومكابيين رابع ومكابيين خامس) وذلك كامتداد لإطلاق اسم المكابى على أي شهيد يهودي، خلال الصراع ضد الأغرقة، سواء خلال تلك الأحداث المنسوبة إلى حكم البطالمة كما في (مكابيين ثالث) أو تلك المنسوبة إلى فترة حكم السلوقيون (مكابيين رابع).
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

كاتب سفر المكابيين الأول
من الصعب تبنى وجهات النظر التي بأن كاتب سفر المكابيين الأول ينتمي إلى فرقة الصدوقيين، فهو لا يعادي الفريسيين العداء، فبينما يشير إلى التسامح في قانون السبت (1مكا2: 41 و9: 43) فهو مدقَق في الشريعة ولا يفصلها عن العهد، فإن حفظ اليهود الشريعة ونبذوا الوثنية - ولو اضطرهم الأمر إلى بذل ذواتهم - فانهم سيحصلون على خيرات العهد. ومع أنه من أنصار الحشمونيين حيث يثنى على الحسيديين، فهو في المقابل لا يشيرإلى الاسينيين المتحدّرين عن المكابيين. ومع أن البعض يرى أنه صدوقى فهو لا يشير كثيرًا إلى جماعته.
بل يرى بعض العلماء أن سفر المكابيين الأول غير متحيز، إذ أنه لا يتبنى أي من أفكار الفريسيين أو الصدوقيين، ولذلك فإنه كتب قبل القطيعة ما بين هركانوس والفريسيين، فالسفر يعرض لأفكار الصدوقيين ويتجنب أية أفكار تسئ إليهم، ولكنه في نفس الوقت يقدم أبناء متتيا كأبطال غيورين على الشريعة وخصوم للوثنية، وفي الوقت ذاته تجمعهم مع الحسيديين أهداف واحدة، وهكذا فهو ليس ضد الفريسيين، ومع ذلك فإنه يشير إلى خطأ الحسيديين عندما رحبوا ب ألكيمس كرئيس للكهنة، رغم عدم ارتياح يهوذا وأخوته (7: 8 - 18) ويسجل السفر هذا الارتداد الجزئى لهم مع نتائجه المأساوية، حيث يظهر ذلك من الكراهية والاستياء الموجودين وقت كتابة السفر ويظهران خلال عرض الأحداث.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
والكاتب يهودي من فلسطين تقى غير متعصَب، وهو شاهد أمين لأحداث السفر نظرًا لوقوفه على كافة الأحداث وجغرافية المكان بدقة، وهو مُشبَع بروح وطنية، أما عن أسلوبه في الكتابة فهو بسيط وصريح يحمل على الثقة بكتابه دون أن يترك مجالًا للشك، وهو يميل في كتابته إلى التشبه بكاتبى الأسفار التاريخية في العهد القديم. غير أنه لا يذكر اسم الله بشكل مباشر، ربما لحرمه الاسم وقدسيته (1) (منذ عصر المكابيين أو قبلها بقليل تحاشى اليهود ذكر لفظة الجلالة "يهوة" مستعيضين عنها بألفاظ ]راجع التعليق على لفظه يهوه في القيمة العقائدية للسفر[)، وربما رغبة منه في عدم مداخلة الله رأسًا في شئون البشر مما يتوافق مع عظمة الله من ناحية والحرية الممنوحة للإنسان منه من جهة أخرى، وهو كذلك لا يشير إلى الحياة الأبدية (1مكا2: 51) ولكن السفر به الكثير مما يدل على وجود مسيا وأن النصر يأتي من السماء.
ومن الواضح أن هدف الكاتب كان قوميًا وتاريخيًا مع توجهاته الدينية الصدوقية الواضحة، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر حيث يلاحظ الآتي (2):
1- أن الكاتب شخص محب لوطنه، ويرى أن شعبه هو الذي اختاره الرب ليحقق بهم أهدافه.
2- وهو ناموسي مدقق، يعتقد أنه من واجب كل يهودي أن يحفظ الناموس والوصايا (1: 16، 25، 48، 49، 55، 60، 63 و2: 20 22، 27، 42، 46، 48، 50 و3: 2) وهو كذلك يستنكر كل محاولة لإجبار اليهود على تدنيس السبت والأعياد (1: 45) وأكل الطعام غير الطاهر (1: 65) والذبح للأوثان (1: 45) ومع ذلك فهو يتعامل بمرونة في مسألة حفظ السبت - كما سبق - وهو ما يتفق مع موقف الرب يسوع من السبت (مرقس 2: 27) وهو وأن كان يتوافق مع تعليم الصدوقيين، إلاّ أن متتيا أبو المكابيين نفسه قد تعامل مع السبت بشيء من التفهّم.
3- يبين السفر أن كلمة الرب كانت عزيزة في تلك الأيام، وأن الأسفار المقدسة الموجودة بين أيديهم هي المصدر الوحيد للتعزية في الحزن والضيق (12: 9).
4- لا يشار إلى الله إلا ب"إله السماء" أو "السماء" فقط (3: 19، 50، 60 و4: 10، 55 و12: 15) وهو ما يتفق مع توجَهات الصدوقيين بعد ذلك.
5- تمر مسألة رئاسة سمعان للكهنوت دون اعتراض أو تعليق، رغم تعارضها مع ما ورد في الشريعة من أن الكهنوت وقف على سبط لاوي بل وعلى عشيرة هارون فقط، وهو ما يتفق مع وجهة النظر الصدوقية أيضًا (أي عدم الالتزام بالوراثة).
6- لا توجد في السفر أية إشارة إلى التعليم بقيامة الأموات أو خلود النفس، رغم أنه من المعروف أن اليهود في ذلك الوقت كانوا عمومًا يؤمنون بهاتين العقيدتين (دانيال 2: 3 و2مكا7: 9، 11، 14، 29) ونحن نعلم أن الفرسيين كانوا يؤمنون بالقيامة (أعمال 23: 6) وقد خاض المكابيين المعارك وواجهوا الموت بلا خوف بسبب إيمانهم بالحياة الأبدية.
7- كما لا توجد في السفر أية إشارة إلى الرجاء المسيانى، رغم ما جاء عنه في الأنبياء، وما كان يؤمن به الفريسيون وما جاء في (2: 47) إنما يشير إلى الاعتقاد بأنه يومًا ما ستملك أسرة داود، ولعل الكاتب كان يرى أن هذا الرجاء كان قد تحقق في الحشمونيين.
ولكن جميع ما سبق لا يوكّد أن الكاتب هو صدوقى خالص، حيث لم يكن الخلاف بين الفريقين قد تبلور تماما حتى زمن الكتابة.
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

كاتب سفر المكابيين الثاني
من الضروري أن نعرف أولًا أن سفر المكابيين الثاني ليس تلخيصًا للأول ولكنه تلخيص للمؤلفات التي وضعها "ياسون القيرينى" (القيرواني) وهو يهودي سكندرى من شتات القيروان، وضع كتبه الخمسة في وقت قريب من الأحداث أي بعد سنة 160ق.م. بقليل، ومع ذلك فهو مطَلع بشكل جيد على الأحوال في أورشليم والدوائر الحكومية للسلوقيين وكذلك موظفي الحكومة وألقابهم.
وإلى جانب كونه يهوديًا راسخ الإيمان إلاّ أنه ذو ثقافة هيلينية قوية، وهو يذكر الله في كل حين، ويرد ذلك بوضوح في الصلوات التي كانت تُرفع قبل المعارك وبعدها، كما أنه يهتم بالهيكل قبل كل شيء ويعنَف أعداء اليهود بشدة. هذا ومن المحتمل أن يكون ياسون قد كتب سبعة رسائل أو كتب، لا خمسة.
أما الملخص، والذي قام بتلخيص الكتب الخمسة التي وضعها ياسون في وقت سابق، وذلك في كتاب واحد: فهو شخص مجهول حتى الآن، ورغم ما يظنه البعض من عيوب مثل التعجّل في التلخيص ووجود بعض الثغرات، فإنه سيتضح لنا في الصفحات المقبلة كيف أن هناك تناغمًا ما بين ماة السفر وأسلوبه، وقد راعي هذا الشخص الورع إضفاء روح التقوى خلال سرده للمعجزات، وهكذا تتسم الخطوط العريضة لهذا الملخص بوحدة الشعور الديني أكثر من التركيز على التسلسل التاريخى (1).
والملخص شخص فريسي يدافع عن أفكار الفريسيين، وهو يهودي سكندرى احتفظ بولائه للهيكل في أورشليم، ويبدو اهتمامه وولائه لمصر، حيث كان يرغب ألاَ يتغرب رفقاؤه عن أورشليم والهيكل والأعياد لاسيما "الحانوكا" و"يوم نكانور"، ولعل وجود هيكل لليهود في مصر له نفوذ كبير، يعد من الأسباب التي دفعت الكاتب إلى تدوين السفر والذي يؤكد فيه على أهمية هيكل أورشليم.
كما أن الطلاقة التي كتب بها السفر باللغة اليونانية توحى بأنه من يهود الشتات، كما أن تصريح الشخص بأنه "يهودي" بدل من التصريح بأنه (من سكان اليهودية) يؤكَد ذلك حيث كان هذا التعبير يستخدم خارج فلسطين فقط في ذلك الوقت (2مكا6: 6) ورغم أن البعض يعتقدون أن السفر قد كتب في إنطاكية بسبب احتمال استشهاد بعض اليهود هناك (قارن 7: 3 مع 6: 8) فإن وضع الرسائل في مقدمة السفر والتي هي موجهة إلى يهود مصر، تؤيّد الرأي السائد بأن السفر قد كتب في مصر وربما في الإسكندرية، وربما كان التركيز على القدسية الفريدة لهيكل أورشليم - كما سبق - موجهًا ضد الهيكل المنافس له في هليوبوليس بمصر، كذلك فإن المقصود من التنبيه على يهود مصر بالاحتفال بعيد المظال، وهو تنمية الوحدة بين يهود مصر وفلسطين (2).
ولكن البعض يرى العكس من ذلك، أي أن الملخص كان صدوقيا! يحذف كل ما يتعلّق بمتتيا الكاهن، وتغيب الإشارة في سفره إلى القيامة، ولكن العالم "نيس" دافع عنه قائلًا أن كاتب سفر المكابيين الثاني كان متحيّزًا إلى تمجيد الحسيديين، الذين جاءوا في وقت لاحق ممثلين في سمعان ابنه، كما أن متتيا هو الشخصية الرئيسية في النضال من أجل الحرية الدينية أكثر من كونه أصل فرقة الحسيديين، كما أشار كثيرا إلى القيامة والخلود كما سيجيء.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
كما كان أمينًا في عمله، له أسلوب فنى تهذيبى، ويهمَه منفعة القارئ أكثر من الدخول في الدقائق التاريخية، وقد لخص كتب ياسون بشكل جيد وبروح تقوية، وقد لجأ في عمله إلى الطرق المعروفة في زمانه. وهو يشير إلى الآلام التي تحمّلها الشهداء نيابة عن غيرهم (6: 28) وإلى تقديم الذبائح عن الموتى (12: 43) وهو الأمر الذي لا يؤيده الصدوقيين، ويوصى بتدشين الهيكل الذي يحتل مركز الصدارة في روايته (10: 1- 8) كما أنه ينظر من زاوية تفكير لاهوتي مفاده أن جميع الأحداث ناتجة عن مشيئة الله، ليس فقط يتعلق بمعاقبة المضطهدين والخونة أو هزيمة الأعداء الوثنيين، وإنما حتى الأحداث التي تعيد اليهود إلى الطريق الصحيح، فيرى الكاتب أن انتصارات يهوذا المكابى ما هي إلا دليل على لطف الله الذي استدرَه الشهداء المكابيين من الله نتيجة تعبهم وحبهم له.
وأغلب الظن أن المخلص في مكابيين ثان، كان مطّلعًا على المصادر التي أخذ عنها ياسون القيرينى، وقد استخدم أيضًا كل من التقاليد والوثائق كما في (1:1-2: 18) وكذلك أيضًا في (10: 32 - 12: 2 الخ). وعمله ليس بالمخلص الضئيل ولا ملخص الملخص، ولكنه عمل أدبي تمّ انتقاء مادته من العمل الأصلي ل "ياسون" والذي لا يُعرف عن شخصيته شئ، وإن كان البعض قد خلط فيما بينه وبين ياسون المذكور في (1مكا8: 17) مثل الخلط الذي حدث بين يهوذا المذكور في نفس المكان ويهوذا الوارد في (2مكا1: 10 و2: 14) بل استنكر البعض هويَته اليهودية، غير أن ذلك فيه الكثير من الإحجاف.
هذا وقد عُثر على اسم ياسون القيرينى في هذه الصيغة: (Ιασων Κυρηναιος ياسون كيرنايوس) في أحد المعابد المصرية لتحتمس الثالث (1490 - 1436 ق.م.) غير أنه ليس بالطبع ياسون المقصود هنا والذي عوّل عليه الملخص، غذ أن علاقته بالقيروان (حيث تقطن جالية يهودية كبيرة) توحى لنا معرفته الدقيقة بالأماكن والشئون الفلسطينية.
ويرى العالم "بوشلر" أن الكاتب الأخير للسفر "الملخص" كان يهودي هيلينى، قام بالرد على الهجوم الذي وجه للنص الأصلي والذي كتبه (سامري في مصر) ضد الهيكل في أورشليم.
وأخيرًا: فليس هناك دليل على صحة ما قيل عن أن الكاتب ربما كان يهوذا المكابى نفسه أو يشوع بن سيراخ أو فليون السكندرى أو يوسيفوس ولكن المرجح أن الكاتب هو أحد أبناء أو أحفاد هركانوس، والذي أراد أن يجعل لعائلته اسما.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2014, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني

تاريخ كتابة السفران
يغطّى سفر المكابيين الأول الفترة الزمنية ما بين (مُلك أنطيوخس سنة 175 وموت سمعان سنة 135 ق.م.) ويعد أول تاريخ يهودي يؤرخ للأحداث من نقطة ثابتة, وهي بدء تولى السلوقيون للحكم (أي منذ عام 312 ق.م.) هذا ويظهر كاتب السفر كشخص قريب من الأحداث, فمن المؤكد أن السفر كُتب قبل سنة 63 ق.م. حين أصبحت اليهودية ولاية رومانية, وإلا لكان الثناء عليها يُعدّ غريبًا في الإصحاح الثامن من السفر, كما أن الإشارة الواردة في (13: 27 30) عن قبر الحشمونيين الذي بناه سمعان في مودين وأنه باق "حتى الآن" إنما ترمز إلى الفترة الزمنية الواقعة بين موت سمعان سنة 134 ق.م. وكتابة السفر, وتجعل أقدم تاريخ لكتابة السفر سنة 110 ق.م.
ومع ذلك فلا مانع من أن يكون الكاتب قد بدأ عمله في أيام سمعان, إذ يبدو من خلال كتابته أنه شاهد عيان, وأنه معاصر للشخصيات الرئيسية في الأحداث, مثل (14: 4 15) والتي يشير فيها إلى أن فترة حكم سمعان كانت فترة سلام. وهكذا فإن عملية جمع المواد بدأت منذ عهد سمعان (143 134 ق.م.) ولكن القيام بإتمام العمل يعود إلى تاريخ لاحق, ربما الربع الأخير من القرن الثاني قبل الميلاد.

مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ويقول العلامة تورى Torry أن سفر المكابيين الأول كُتب بقلم شخص عاصر كل صراع المكابيين منذ بدايته, أي أن الكاتب لم يعتمد في كتابته للسفر على مصادر خارجية, بل ومن المرجح أن تكون له مصادر مسجلة بمعرفته شخصيًا, وإلى هذا يُعزى السرّ في دقة التفاصيل والتواريخ, ويمكن استنتاج ذلك من (9: 22, 16: 23) حيث الإشارة إلى وجود وثائق وكذلك من العادة القديمة في وجود سجلات محفوظة في الهيكل أو في أماكن أخرى, ولعلها كانت تشتمل على سجلات الدولة المشار إليها مرارًا وكذلك الأسفار وكتب الخدمة.
والإشارة الموجودة داخل السفر في (16: 18 24) تدل على أقرب تاريخ لكتابة السفر, حيث يرد أن يوحنا هركانوس والذي توفى في سنة 105 ق.م. كان قد خلف سمعان منذ عدة سنوات, كما يرى بعض العلماء أن (1مكا: 16 23) تشير إلى أن يوحنا قد مات عند اكتمال كتابة هذا السفر. فإن عبارة".... وبقية أخبار يوحنا وحروبه...." هي العبارة التقليدية لختام تاريخ الملوك في الأسفار التاريخية للعهد القديم, راجع على سبيل المثال (ملوك أول 11: 41, ملوك ثان 10: 34) ولكن البعض يرى في النصب التذكارى الذي أقامه سمعان سنة 143 ق.م. (1مكا 13: 30) تذكارًا لأبيه وأخوته والذي كان ما يزال موجودًا حتى وقت كتابة السفر سنة 113 ق.م. أي بعد نحو ثلاثون عامًا من تاريخ إقامته, إضافة إلى أن مدح سمعان المتوفى سنة 135 ق.م. وحكمه الذي تميز بالسلام (14: 4 15) قد يعطى الانطباع بأنه كان قد مضى الكثير على وفاته, وعليه فمن التواريخ المقترحة لكتابة السفر سنة 80 ق.م.
ولكن العلماء يعودوا فيؤكدون أن كاتب السفر ربما قام بعمله بتكليف من هركانوس ابن سمعان, لتدوين تاريخ رسمي للحشمونيين والذي يبدأ بثورة متتيا الكاهن ويصل إلى الذروة في أيام سمعان, كما قدم الكاتب نبذة مختصرة عن جلوس هركانوس للحكم تأكيدًا لاستمرار حكم نسل سمعان, وهو يقدم نسل متتيا في السفر كأسرة مختارة, ما كان يمكن تحقيق النصر لولا تسلّمها لمقاليد الأمور.
ورغم أن الآيات الأخيرة في السفر يظهر منها وكأن حكم هركانوس قد مضى عليه بعض الوقت, فليس هناك ما يشير إلى أن سجلات كهنوته كانت قد تمت في ذلك الوقت, وربما يدل قلق الكاتب على الأسرة الحاكمة على أنه كان يكتب في ظل عدم الرضا المتزايد من جانب الحسيديين عن سياسة الحشمونيين في القيادة. هذا وقد انتهى حكم يوحنا بقطيعة علنية مع الفريسيين في مقابل مناصرته للصدوقيين. وقد أشار الكاتب إلى ولاية سمعان قائلًا "حتى يقوم نبي أمين" (14: 41) وذلك في إشارة عكسية إلى الشخصيات النبوية مثل "معلم الصلاح" في قمران, و"يهوذا الأسينى" حيث تفيد الإشارة إلى أنهما غير جديرين.
والسفر مفعم بالوثائق والرسائل المتبادلة في جو من الدبلوماسية الحارة, ما بين اليهود وجيرانهم وأصدقائهم, وذلك على غرار ما ورد في سفر نحميا, ومن قبله بعض الأسفار, هذه الوثائق هى:
1. كتاب يهود جلعاد إلى يهوذا المكابى (1مكا 5: 10 13).
2. معاهدة بين الرومان واليهود كتبت على ألواح من نحاس وأرسلت إلى يهوذا (8: 22 32).
3. رسالة من الملك الإسكندر إلى يوناتان المكابى (10: 18 20).
4. رسالة من الملك ديمتريوس الأول إلى يوناتان (10: 25 45).
5. رسالة من الملك ديمتريوس الثاني إلى يوناتان (11: 30 37) ومعه خطاب إلى لسطانيس (11: 31 37).
6. رسالة من أنطيوخس (الصبى) إلى يوناتان وتعيينه رئيسًا للكهنة (11: 57).
7. رسالة يوناتان إلى الإسبرطيين طلبًا للتحالف معه (12: 5 8).
8. رسالة من أريوس ملك أسبرطة إلى حونيا رئيس الكهنة (12: 20 23).
9. رسالة ديمتريوس الثاني إلى سمعان (13: 3640).
10. رسالة الأسبرطيين إلى سمعان (14: 20 24).
11. إقرار من اليهود بالاعتراف بخدمات سمعان واخوته (14: 27 45).
12. كتب من أنطيوخس السابع (سيدتيس) إلى سمعان (15: 2 9).
13. رسالة من لوقيوس قنصل الرومان إلى بطليموس ملك مصر يطلب فيها حماية اليهود (15: 16 21) وصورة منها إلى سمعان (15: 24).
أما بالنسبة لسفر المكابيين الثاني, فإنه من الصعب تحديد تاريخ الملخص وبالتالي تاريخ كتابة ياسون لكتبه الخمسة (أو السبعة) ولكن يبدو أنه كُتب بعد سنة 161 ق.م. حيث أنها السنة التي يختم فيها السفر تاريخه بزمن طويل يكفى لانتشار قصص الاستشهاد (ص6, 7) والظهورات المعجزية كما في (3: 24 30) كما رأى البعض أن الإشارة الواردة في (2مكا 15: 36) إلى (استير 9: 21) دليلًا على أن السفر كُتب نحو سنة 100 ق.م. (نظرًا للاعتقاد السائد بأن سفر استير لم يظهر قبل ذلك الوقت, وهو اعتقاد خاطئ بلا شك).
ومن الصعب افتراض أن الملخص كُتب قبل سنة 130 ق.م. إلا أن الكتاب نفسه قد كُتب خلال فترة لاحقة لسنة 125 ق.م. ومن هنا يمكن القول بأن ياسون قام بعمله بعد سنة 130 ق.م. وبما أنه كُتب بعد سفر المكابيين الأول (حيث يذكر دفع الجزية للرومانيين "2مكا 8: 10, 36" وهو أمر لم يُذكر في مكابيين الأول) وحيث أن فيلو السكندرى قد توفى سنة 40 م. وهو يشير في كتاباته إلى ما ورد في سفر المكابيين الثاني وبالتحديد إلى (2مكا 4: 8 7: 42) فلا بد وأن السفر كان قد كُتب وعُرف قبل ذلك بكثير.
كما أشار السفر إلى أن الخدمات كانت ما تزال موجودة في الهيكل, ولا إشارة فيه إلى خراب الهيكل سنة 70 م. (راجع 2مكا 3: 6 12) كما أن ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين عن الشهداء المكابيين (عبرانيين 11: 35, 36) يشير إلى مرور فترة طويلة على كتابة السفر تسمح بهذا الانتشار, وتعليم السفر يمثل آراء الفريسيين في منتصف القرن الأخير قبل الميلاد, وهكذا يكون السفر قد كُتب ما بين (40 ق.م.) و(40 م.).
غير أن العالم كموستر يقول أنه في حال تأكدنا من مقاومة الكاتب للحسيديين فإنه يمكن تحديد تاريخ كتابة السفر لتكون سنة 106 ق.م. وذلك عندما انفصل الفريسيين عن الحسيديين (وذلك بسبب رأى العالم هوشفيلد) وإن كان العداء بين الفريقين بدأ قبل ذلك الوقت بزمن.
وهكذا يمكن القول في النهاية أن سفر المكابيين الأول كُتب ما بين عامى 110 و80 ق.م. وهو بالتالي أقدم من سفر المكابيين الثاني والذي يرجح تاريخ كتابته سنة 40 ق.م. وهو ليس ملخصًا للسفر الأول ولا تكملة له وإنما هو سفر مستقل.
___________________
(1) كان التأريخ قديمًا يرتبط بالأحداث الكبيرة مثل بدء تولّى الملوك أو المجاعات الكبرى والزلازل العظيمة وغيرها, وبالتالي كانت نقطة التأريخ متحركة. ومع أن التأريخ المشار إليه هنا يعد نسبيًا نقطة ثابتة, إلا أن الأمر لم يحسم بشكل نهائي إلا في القرن الخامس حين قررت الكنيسة اعتبار ميلاد المسيح هو الحد الفاصل في التاريخ, فنسبت إليه جميع الأحداث سواء قبل أو بعد ميلاده, وهو ما يشار إليه في اللغة العربية ب (ق.م.) وفي اللاتينية ب (A.D.).
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عزرا هو أيضًا كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني
البابا خائيل الأول - والثانى
البابا ثاؤذوسيوس الأول - والثانى
البابا يوساب الأول والثانى
التعليم تعلن نتيجة الترم الأول لطلاب الصفين الأول والثانى الثانوى


الساعة الآن 09:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024