منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 10 - 2024, 12:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

الأمثال في الفكر الإلهي والفكر البشري




الأمثال في الفكر الإلهي والفكر البشري


1. تختلف الأمثال في فكر الله عنها في الفكر البشري، فقد عُرف الكثير من الفلاسفة والحكماء بأمثالهم الصالحة، لكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا الحق كاملًا. يرى آباء الإسكندرية أنه ليس فقط الأمثال بل والفلسفة بوجه عام غير كاملة، فإنها وإن كانت هبة من الله لكن البشر أفسدوها.
يقول القديس إكليمنضس السكندري: "الله نفسه الذي قدم العهدين، أي العهد الذي للشريعة والعهد الذي للفلسفة، هو واهب الفلسفة اليونانية، لكي يتمجد بها القدير بين اليونانيين". وأحيانًا يمتدح العلامة أوريجينوس الفلسفة والعلوم، ففي نظره "كل حكمة هي من الله". يقول إننا نستطيع أن نستخدم الفلسفة كما انتفع موسى من نصيحة يثرون حميه. وفي عظته الحادية عشر على سفر الخروج يقول أوريجينوس: "إن وجدنا شهادة حكمة لدى كاتبٍ وثنيٍ لا نرفض أفكاره بسرعة دون تفكير وذلك لمجرد اسمه. ففي الحقيقة الشريعة التي نتبعها، هذه التي تسلمناها من الله، لا تدعونا أن نُبتلع بالكبرياء، ونرفض أن نصغي إلى حكيم. لا، وإنما كما يقول الرسول: "امتحنوا كل شيء، تمسكوا بالحسن" (1تس21:5) (14).


2. ليس فقط يعجز الفلاسفة والحكماء عن تقديم الحق كاملًا، بل ولهم أخطاؤهم، فلا يستطيعون أن يحققوا ما ينطقون به. إنهم أيضًا لا يحملون قوة لإعانة الغير لتحقيق ما ينصحون به. أما رجال الله فيستخدمون الأمثال الإلهية التي تعلن الحق كاملًا بتمامه، ولديهم قوة النعمة المجانية لممارستها، وإعانة الغير على تحقيقها.
3. بينما تهتم الحكمة اليونانية بتأملات في الأمور غير المنظورة بطريقة غامضة ونظرية، إذا بالحكمة المذكورة في الكتاب المقدس، الصالحة والشريرة، تشير إلى الخبرة العملية الخاصة بسلوك المؤمن أو الشرير في حياته.
أ. في سفر الخروج 3:28 تشير فكرة الحكمة إلى الخبرة العملية: "وتُكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي". وجاء في خروج 3:31-6؛ 30:35-35، أن الفنانين صانعي خيمة الاجتماع في البرية نالوا حكمة من الله لإتمام عملهم، فحُسب فنهم حكمة.
ب. في 2مل6:2 اُستخدمت "الحكمة" للتعبير عن المهارة.
ج. الحكمة التي تسلمها الملك سليمان من الله ظهرت بمهارته في الحكم في قضية السيدتين اللتين ادعتا أنهما والدتا طفل معين (1مل16:3-28).
د. حُسبت الوسائل التي استخدمها فرعون ضد تزايد تعداد الشعب العبراني وسائل حكيمة (خر10:1).
ه. كان حكماء مصر الذين لم يستطيعوا تفسير حلم فرعون يمارسون السحر وفنون استخدام قوة الشيطان (تك40).
و. لُقب يوناداب في 2صم3:13 كإنسان حكيم، لأنه أخبر أمنون كيف يخدع أخته ثامار التي من أبيه.
ز. حُسبت أرملة تقوع امرأة حكيمة، لأنها مارست خِداعًا أمام الملك داود، إذ دفعته إلى رد ابنه أبشالوم من منفاه (2صم1:14-24).
ح. في إش3:10 اُستخدمت الحكمة لتصف فنون الجيش.
4. يرى الكتاب المقدس أن الحكمة الفائقة الإلهية التي هي هدف الأمثال هبة إلهية تُعطى لأناس الله، وفي نفس الوقت لا يتجاهل الحكمة الطبيعية الممنوحة من الله لكل البشر بصفة عامة، وهي تختلف من شخص إلى آخر حسب مواهبه وظروفه وجدّيته وروحانيته.
5. الحكمة - الإلهية أو الطبيعية - تحتاج أن تنمو بالدراسة والدخول في علاقات مع الغير، مستندة على نعمة الله.
وُجدت في الدول القديمة مثل مصر وما بين النهرين مدارس خاصة بتعليم الحكمة. تركزت هذه المدارس حول قصور الملوك، يلتحق بها الأمراء وأبناء رجال الدولة والنبلاء والكهنة. كانوا يجتمعون معًا، يحفظون أقوال الحكماء الأولين، كما يُقدمون تأملاتهم وتعليقاتهم بخصوص خبرتهم مع الناس وفي تدبير الأمور. وعندما تبنّت ابنة فرعون موسى النبي تعلّم حكمة المصريين (أع22:7). أما سليمان فنال حكمة عظيمة وفهمًا واتساع فكرٍ كعطية إلهية (1مل29:4). كان ملكًا عظيمًا، اشتهر بالحكمة.
يقول القديس ديونسيوس: "ادرس كل شيء يقع بين يديك، فأنت قادر أن تمتحن كل شيء".
ويرى القديس إكليمنضس أن المسيحيين جميعًا يتقبلون المعمودية كأطفال في المسيح، ويحتاجون إلى النمو الدائم خلال تعليم المعلم Paidagogos وتدريبهم بواسطته. إن حياة المؤمن الحقيقي تحمل طابع الطفولة التي لا تتوقف عن النمو، تفيض بمعرفة الحق الذي لا يشيخ ولا يقدُم ولا يتوقف، فيصبغ على الحياة هذه الطبيعة الدائمة النمو. يقول: "إن اسم الطفولة بالنسبة لنا هو موسم الربيع الممتد في الحياة كلها، لأن الحق الساكن فينا لا يخضع للشيخوخة، ووجودنا الذي يفيض بهذا الحق لا يشيخ لأن الحكمة دائمة الثمر... إذ يدعونا المدرب أو المعلم الأصاغر يعني أننا الآن مستعدون للخلاص أكثر من حكماء العالم الذين إذ يظنون في أنفسهم أنهم حكماء أعموا أعينهم".
يؤكد القديس إكليمنضس أنه لا يوجد إنسان ما كامل في كل شيء دفعة واحدة: "أنا أعرف أنه ليس أحد كامل في كل الأشياء دفعة واحدة، وهو لا يزال بشريًا... إلا ذاك وحده الذي لأجلنا التحف بالبشرية... أما كمال الغنوسيين (أصحاب المعرفة الروحية) في حالة الإنسان القانوني فهو قبول الإنجيل، الذي يصير كاملًا بعد الناموس".
يليق بنا أن نجاهد في دراسة الحكمة، وفي نفس الوقت نعرف أن الله لا يزال يشتاق أن يهب كل مؤمنيه الحقيقيين حكمته بسخاء مجانًا، لكن ليس قسرًا، إذ هو يقدس حرية الإنسان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | الحكمة الإلهية تفوق الفكر البشري
راعوث انطلقت بالإيمان إِلي ما فوق الفكر البشري
العمل الإلهي-البشري
بين الفكر اللاهوتي الإسكندري والفكر الأنطاكي
كيف اعرف الفكر الذى من اللة والفكر الذى من الطبيعة والفكر الذى من الشيطان


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024