منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2012, 10:14 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751


مزامير ال داود

الصلاة في مزامير داود النبي

كما شرحها القديس يوحنا ذهبي الفم
حينما خاطب القديس يوحنا ذهبي الفم شعبه سواء مباشرة من على المنبر أو بالمقالات المكتوبة، كان يستعرض فهمه للطبيعة البشرية ولتقلُّبات الحياة اليومية. وقد كان اهتمامه الأول أن يسمو بشعبه ويجذبهم ليقتربوا أكثر فأكثر من شخص الرب يسوع المسيح. كان يحاول باستمرار، ليس فقط أن يُعلِّمهم كيف يحيون حياتهم متشبِّهين بالمسيح، بل وأيضاً كيف يُنمون حياتهم الروحية. وكانت الصلاة من بين الموضوعات التي كان يُكثر الحديث عنها. وفي شروحاته على المزامير يتناول هذا الجانب الهام: ”الصلاة“ بتوسُّع، وإن كان ليس على سبيل الحصر.
ولا يتحدث القديس ذهبي الفم عن الصلاة من جهة أنواعها المتعددة (صلاة التمجيد، صلاة التوسُّل... إلخ)، بقدر ما يتكلَّم عن هدف أن يستجيب الله صلاتك بأي نوع كانت. ويدور تناوله لهذا الجانب من الصلاة حول داود النبي والمرنِّم، وكيف كان يسعى لإرضاء الله حتى يستجيب له.
وفي شرحه للمزمور السابع الذي يصفه بأنه ترنيمة شكر لله بعد انتصار داود على ابنه أبشالوم، يُعدِّد القديس ذهبي الفم ستة شروط لاستجابة الله لصلواتنا:

شروط استجابة الصلاة:
أولاً: أن تكون جديرة بالقبول من الله،
ثانياً: أن يُصلِّي الإنسان بما يتوافق مع شرائع الله،
ثالثاً: أن يُصلِّي الإنسان على الدوام وباستمرار،
رابعاً: أن لا نطلب متاع الأرض في صلواتنا،
خامساً: أن نطلب ما هو نافع حقًّا لنا،
سادساً: أن نفعل كل ما في مقدورنا فعله من صلاح.

رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:14 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

إن العلاقة بين الصلاة والحياة عموماً هي موضوع رئيسي في شروحات المزامير للقديس يوحنا ذهبي الفم ولا يعسر علينا العثور عليها كثيراً في سائر عظاته الأخرى. فالحياة التي يعيشها الإنسان، والطريقة التي يُعامِل بها رفقاءه مــن بني البشر، ومـا يكمن داخل أعماق نفسه، كل هذه أمور ضرورية للصلاة الناجحة، تماماً مثل أهمية كلمات الصلاة نفسها. كما أنه ليس هناك أسلوب محدَّد للكلمات التي نُرضي بها الله، فمعاني الكلمات والإحساسات التي تقف وراءها هي التي تهم.
وهنا يتضح تأثير رسائل القديس بولس الرسول. فالقديس بولس كثيراً ما تكلَّم عن سلوك الحياة كما يحق للرب، وفي كولوسي 10:1 يصف مثل هذه الحياة بأنها الإثمار في كل عمل صالح. وفي تسالونيكي الأولى 17:5 يحث المسيحيين على الصلاة الدائمة.
وهو في هذا يكرر الوصية في رومية 12:12:
«مواظبين على الصلاة»
، وتصريحه في أفسس 18:6:
«مُصلِّين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح».
أما عن الحياة بحسب مشيئة الله فيوصي الرسول المسيحيين في رومية 2:12: «ولا تشاكلوا هذا الدهر»
(أي لا تعيشوا بحسب هذا العالم)
، ويوبِّخ بولس الرسول مسيحيي فيلبي الذين
«يفتكرون في الأرضيات» (في 19:3).
ويربط القديس ذهبي الفم بين الشرط الخامس لاستجابة الصلاة وبين القديس بولس حينما صلَّى إلى الله أن يرفع عنه الشوكة التي في جسده فلم يستجبْ، بأنها مَثَل للصلاة من أجل ما ليس نافعاً للإنسان.

ومما لا شكَّ فيه أنه كان للقديس بولس تأثير عميق في تعاليم القديس ذهبي الفم. وكثيرة جداً هي إشارات القديس ذهبي الفم في كل كتاباته وفي بعض من باقي أعماله (وإن لم يكن في شروحاته على المزامير) حيث يُسجِّل إعجابه بلا حدود بالقديس بولس.
ويرجع ذهبي الفم إلى القديس بولس ليس بمجرد ترديد نصوص من رسائله؛ بل هو يستغرق في كتاباته فيرجع إلى مضمون مفاهيمه اللاهوتية حينما يتناول موضوعاً مـا.
وكمثال لهذا، مـا نـراه في الشروط الستة لاستجابـة الصلاة. فباستثناء ”الصلاة بـلا انقطاع“ (1تس 12:5)
، فإن باقي الأمثلة المستقاة من رسائل بولس الرسول لا تختص بالصلاة بالذات، بل بوصايا بولس الرسول للسلوك في الحياة المتمثِّلة بالمسيح.
مما يلفت نظرنا إلى أن الصلة بين الحياة المتمثِّلة بالمسيح وبين الصلاة الناجحة هي لفتة يتميز بها القديس يوحنا ذهبي الفم.

وهذه الدراسة قائمة على شروط ذهبي الفم الستة كما يشرحها ليس فقط في تفسيره للمزمور السابع، بل وفي كل شروحاته على المزامير.
وفي هذه الدراسة قسَّمتُ هذه الشروط إلى قسمين اثنين:
الشرطان الأول والسادس مختصَّان بالحياة والصلاة كشرطين لاستجابة الصلاة، والشروط من الثاني إلى الخامس مختصَّة بمضمون الصلاة.

والقديس ذهبي الفم يتكلَّم عن كاتب المزامير باعتباره ”النبي“، وهو ليس إنساناً آخر سوى داود. وتشمل الشروط الستة الحياة بأكملها، وبكلمات القديس يوحنا فإنه لكي تتحقَّق هذه الحياة، فإنه لابد من أن يصحب المزمور القارئ في كل مستوى من مستويات حياته الشخصية.
وحينما يُقدِّم داود باعتباره مؤلِّف المزامير ويرجع إلى الأحداث التي تمَّت في سيرته ليشرح هذه المزامير، فإنَّ ذهبي الفم يُقدِّم داود للقارئ باعتباره شخصاً حقيقياً يتحدث عنه. وهو بهذا يوفِّر لنا تعمُّقاً في نصوص المزامير أكثر مما تعوَّدنا عليه من تفاسير المزامير.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:15 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

لضمان استجابة الصلاة

لكي نستحق أن ننال استجابة لصلواتنا، فهذا يتطلب بالضرورة أن نعمل كل ما في وسعنا. وهذا يعني:

طريقة الحياة، ووضع الصلاة، ما يجعل الله منصتاً لصلواتنا.

ويعتبر القديس ذهبي الفم داود أنه بالدرجة الأولى المعلِّم لهذه الأمور.
فهو ليس فقط مستحقاً لاستماع الله له، بل هو أيضاً جديرٌ بأن يكون قدوة للآخرين.

الاستحقاق في الصلاة:
حينما يتحدَّث ذهبي الفم في ”شرحه لمزمور 7“، عن تعقُّب أبشالوم لداود، يضع تأكيداً على رد فعل داود لهذه الضيقة، حيث تظهر شخصية الرجل بوضوح.

وحتى بعد أن قتل أبشالوم أخاه، يقول ذهبي الفم إن داود عامَـل ابنه برفق، ثم بـالرغم من أن أبشالوم انقلب حينئذ على أبيه واضطره إلى الهرب خوفاً على حياتـه، فإن داود يظل يقول لجنوده:

«ترفَّقوا لي بالفتى أبشالوم» (2صم 5:18)
. وحينما بلغ داود خبر مقتل أبشالوم صرخ باكياً منزعجاً:

«يا ابني يا ابني أبشالوم، يا ليتني مُتُّ عِوَضاً عنك...» (2صم 33:18)
. لقد عانى داود عداءً شديداً على يدي ابنه، ويُعلِّق القديس ذهبي الفم بأن داود تألَّق كالذهب في بوتقة الانصهار، إذ صار أكثر نقاءً بسبب هذه المحنة القاسية.
ويرى القديس ذهبي الفم في عزلة داود وضعفه الواضح نموذجاً لانتصار الفضيلة على الرذيلة، لأن الفضيلة ــ كما يقول ذهبي الفم ــ يقف الله لها حامياً ومعضداً. ويحثُّنا أن نقتدي بهذا المثال الذي يُقدِّمه داود بكلماته في المزمور:

”يا رب إلهي، فيك وثقتُ، فخلِّصني...“

(مز 1:7 ــ بحسب النص في شروحات ذهبي الفم).

وهذه النصيحة التي يُسديها لنا ذهبي الفم تربط بين الحياة والصلاة.
وتتضح فضيلة حياة داود العالية من بدايات مُلْك داود.
ففي 2صم 14:7ــ16 يُعلن الرب أنه سيُثبِّت مملكة داود إلى الأبد، وسوف يؤدِّبه إن أخطأ، ولكنه لن ينزع رحمته منه كما نزعها من شاول الملك.
ولكن إن كان ذهبي الفم قد أوضح أن حياة الفضيلة العالية ضرورية لحياة الصلاة الناجحة، فماذا يا تُرى قال عن خطية داود العظيمة مع بثشبع؟ لا شكَّ أن كلامه ذو أهمية وحاسم لنفهم تعليمه عن علاقة الخاطئ بالله وفرصته في الصلاة الناجحة.
وفي الشروحات كما هي متاحة لنا اليوم، يرجع القديس ذهبي الفم إلى مرجعين في هذا الموضوع. ففي شرحه على مزمور 6 يقول إن داود ارتكب خطية القتل، إلاَّ أنه اختبر ”محبة الله للبشر“ ). وفي شرحه على مزمور 4 يتكلَّم عن المعاناة القاسية التي أصابت داود بسبب شهوته الآثمة.
ويُقدِّم القديس ذهبي الفم تعليقاً مطوَّلاً على هذه المسألة في ”عظاته على إنجيل متى ــ العظة 36“، حيث يصف ارتكاب داود للزنا والقتل بأنه ”مرض“، تفاقم سُوءُه بسبب حقيقة أنه لم يكن فقط رجلاً فاضلاً؛ بل أيضاً نبيًّا. لكن ذهبي الفم يعود فيؤكِّد على ”سرعة تماثـُل داود للشفاء“ من مرضه، لأنه لم يستغرق في اليأس بل تاب، وعاد طاهراً مرة أخرى. وفي موضع آخر يصف طريقة داود في التوبة بأنها:
[بالاتضاع، وندم القلب، وبتأنيب الضمير، وبعدم الرجوع لهذا السقوط مرة أخرى بتذكُّرها دائماً، وباحتمال كل ما يأتي عليه بالشكر، وبالرفق بمن يحزنونه، وبالامتناع عن الحُكْم على الذين يتآمرون ضده، إلى حدِّ مَنْعه الذين كانوا يريدون أن يفعلوا هذا.]
ونجد في المزامير التي شرحها القديس ذهبي الفم برهاناً على كل ذلك. فكما رأينا، فإن سلوك داود تجاه أبشالوم برهان على الامتناع عن مجازاة خصومه. أما عن احتماله بشكر ما يأتي عليه، فإننا نجد ذلك في مزمور 7 حينما يقول:

”سأشكر الرب حسب برِّه، وسأُرنم لاسم الرب العليِّ“ (مز 17:7).

ويقول ذهبي الفم إن داود باستخدامه هنا صيغة المستقبل


(”سأشكر“، ”سأُرنم“)

يشير إلى أنه لم ينسَ أعمال الله الصالحة التي نالها ولا هو صار كسولاً؛ بل كان صاحي العقل يقظاً لإحسانات الله معه.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:15 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

التوبة في الصلاة
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم إنه إذا أخطأنا وكنَّا مستعدين أن نكفَّ عن الخطية،فسنكون أهلاً لرحمة الله.
وفي مزمور 3:6 يصلِّي داود قائلاً:

”ارحمني، يا رب، فإني ضعيف“ .
ويقول ذهبي الفم إن داود يُعطينا هنا أحد مبررات حصولنا على مغفرة خطايانا وهو الضعف الذي يصيبنا من جراء التجارب.
وحينما يستطرد داود فيقول:

”لقد أُنهِكتُ بسبب أعدائي“
فإن هذا يُعتبَر ــ في تفسير ذهبي الفم ــ إشارة إلى أنه يعرف أن الضيقة التي ينوء بها هي وسيلة فعَّالة لبلوغ رحمة الله ولجعله مُحبَّباً لدى الله.

ولهذا فإن دموع التوبة التي يذرفها داود جديرة بانتباهنا:

”بدموعي أغسل فراشي“ (مز 7:6).
يُصرُّ ذهبي الفم على أن الاعتراف الأمين بخطايانا جدير باستدرار رحمة الله علينا.




الصلاة أثناء أزمنة الضيق:
يتكلَّم القديس ذهبي الفم عن الضيقات كوسيلة تجعل الذين يتألمون بها في حالٍ أحسن وأكثر حكمة.
فالنفس المنغمسة في وحل الشرور تلتفت حينئذ إلى الله. وهذا التحوُّل هو ثمرة الضيقة، فهي تشد النفس وتخرجها من سباتها، وتجعلها تتوسل طالبة العَوْن من أعلى وتجرِّدها من كل رجاء في هذه الحياة.
يقول ذهبي الفم إن صلاة داود:


”خلِّصني يا رب من كل الذين يضطهدونني، وأنقذني“ (مز 2:7)
، هي وسيلة أخرى بها يفلت من الذين يحزنونه، لأنه يستخدم لغة معتدلة ليتكلَّم عن أعدائه دون أن يُعدِّد جرائمهم ضده. فقد رأى ابنه وقد صار فريسة للشيطان الذي افترسه، فيشرح ذهبي الفم أنه توسَّل إلى الله أن ينقذه من مثل سوء المصير هذا.

ويشير القديس ذهبي الفم كثيراً إلى كيف يجب أن يكون اتجاهنا نحو أعدائنا، وسنعود إلى ذلك فيما بعد تحت عنوان: تطويع حياتنا لشريعة الله.
ومن الطبيعي أن يتجه الإنسان في أزمنة الضيق نحو الله بالصلاة، لكن ذهبي الفم يؤكِّد على أنه يجب أن نفعل ذلك باتضاع، كما فعل داود حينما قال:

”ارحمني، وأنصت إلى صلاتي.“ (2:4)
والتواضع، كما يقول ذهبي الفم، هو أحد أركان الفضيلة، وهو ضروري لِمَن يصلِّي ليستحق الرحمة. وحينما يصرخ داود في مز 6:12:

”أما أنا فعلى رحمتك توكَّلتُ“
، فإن داود ــ كما يشرح ذهبي الفم ــ بالرغم من استطاعته أن يستدعي إلى ذاكرته كل أعماله الصالحة لتشفع له في استجابة الله صلواته، إلاَّ أنه في اتضاعه يحصر نفسه في استدعاء رحمة الله.

ويضيف أن فضيلة الاتضاع هي التي ألهمت داود ليقول: ”القلب المنكسر والمتضع لا يرذله الله“

(مز 19:50)
. وفي مزمور 2:143 يدعو داود الله بأنه: ”رحمتي، وملجأي، ومعيني ومنقذي“. ويقول ذهبي الفم إن الاتضاع يظهر في تذكُّر أنه من الله وحده يجب أن نطلب الرحمة.
ويشير ذهبي الفم في معرض شرحه لمزمور 9 إلى أن الكثيرين من ذوي السعة والغِنَى يصيرون متكاسلين ومهملين في واجباتهم تجاه الله وبني جنسهم من البشر، ثم إذا أصابتهم المحن يسقطون في اليأس. ولكن ذلك لم يحدث مع داود، كما يقرر ذهبي الفم، فبالرغم من إقامته في قصره الملكي، إلاَّ أنه كان دائم الالتزام نحو الفقير والمسكين. فالغِنَى قاده إلى أن يعلن شكره لله، والضيقات كانت كفيلة بأن تلهمه اللجوء إلى الله، هكذا يقول ذهبي الفم، فلا شأن للظروف؛ إذ الصلاة هي الردُّ الأول لداود عليها. لذلك يعلن ذهبي الفم:

”إليكم داود معلِّماً“.
إن ذهبي الفم يعتبر داود معلِّماً لنا، لأنه يُقدِّم نفسه قدوة بحياته الفاضلة كما بالطريقة التي يصلِّي بها في المزامير؛ وإذ يتخذه ذهبي الفم قدوة يحثـُّنا: ”
فلنؤدِّ كل ما علينا أن نعمله، وحينئذ سنستحق كل ثناء“. إن هناك ثمة أهمية قصوى على ما يمكننا أن نفعله، ليس فقط من جهة أسلوب حياتنا التي نحياها، بل وأيضاً باتجاهنا الروحي أثناء الصلاة.

تطويع حياتنا لمشيئة الله،
أن نؤدِّي ما علينا أن نعمله:
يتساءل القديس ذهبي الفم:

”ما الذي علينا أن نعمله“؟

ويردُّ في الحال بالمثل الآتي: ”
فإنْ أبغضك أحد، أحببه واصنع الخير نحوه. وإن شتمك واستهزأ بك، بارك عليه وامدحه“.
ويُقدِّم أمثلة أخرى فيقول إنه يجب أن نهرب من الكراهية والغضب والانتقام، ونتحمل الشتائم برأس مرفوعة، محوِّلين الخد الآخر إذا لُطمنا. فكما أنه قيل عن الله أنه كان له أعداء، لكنه لم يبغضهم بل أبغض أعمالهم الشريرة؛ هكذا فالإنسان البار له أعداؤه، ولكن دون أن يعمل على الثأر منهم أو ردّ الإساءة، بل يبغض شرورهم.
ويُذكِّرنا القديس ذهبي الفم بأن القديس بولس يحثُّ المؤمنين على أن يُظلَموا أفضل من أن يَظلِموا، يُضرَبوا أفضل من أن يَضرِبوا (كما ورد في أقوال الآباء النسَّاك: ”كُنْ مظلوماً لا ظالماً“).

هذا إظهار لقوة عُظمى ــ كما يقول ذهبي الفم ــ وهذا ما يغرس فينا الصبر الذي يجعل النفس قوية وأعلى من أي قلق واضطراب.
وفي مزمور 5:5:

”تبغض كل فاعلي الإثم، وتُهلك كل الناطقين بالكذب. رجل الدماء والغاش يُرذله الرب“،
يقول ذهبي الفم، إن النبي يُعلِّمنا درساً عن ضرورة أن نُطوِّع حياتنا لمشيئة الرب لكي نصير مستحقين للاقتراب منه. رجال الإثم يُبرِّرون طردهم مخافة الله من قلوبهم، وهكذا كما يقول ذهبي الفم، يُهيِّئون الفرصة لنفوسهم ليرجعوا مرة أخرى إلى نفس الخطايا. وهذا هو السبب الذي من أجله كان داود يوصي دائماً بأحد أفعال الفضيلة الأساسية أن نتفادَى التورُّط مع هؤلاء كما يقول في المزمور 4:140:

”لا تُمِل قلبي إلى الشرور، فأتعلَّل بعلل الشر مع الناس فاعلي الإثم“.

ويعتقد ذهبي الفم بأن هذا ما دفع داود أن يبدأ مزاميره بهذه الكلمات:

”طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس.“ (مز 1:1)
فلا يكفي أن نصلِّي حتى يسمعنا الله، بل يجب ــ كما يقول ذهبي الفم ــ أن نتعاهد مع أنفسنا كما فعل داود وهو يصلِّي:

”علِّمني يا رب مشيئتك، لأنك أنت هو إلهي... وأنا عبدُك“ (مز 10:142ــ12).
ولذلك يحثنا ذهبي الفم ليس فقط أن نصلي، بل بأن نُقرِن صلواتنا بحياة مقدسة. وفي نفس الوقت فإن مثل هذه الحياة الصالحة تمجِّد الله (مت 16:5)، أما الحياة الشريرة فهي التجديف على الله، كما قال الله للإسرائيليين على فم النبي إشعياء:

”بسببكم اسمي يُجدَّف عليه بين الأمم“

(إش 5:52).
لذلك يحضنا أن ننتبه لكلمات المسيح:

«فليُضئ نوركم هكذا قدَّام الناس، لكي يَرَوْا أعمالكم الحسنة ويُمجِّدوا أباكم الذي في السموات»

(مت 16:5)
، ثم يضيف ذهبي الفم:

”فلتسبق حياتنا أفواهنا“!
ولأن القديس ذهبي الفم يعتقد بأن الصلاة الحارة تُليِّن القلب وتُحرِّكه بقوة أكثر مما تفعله النار، فهو يُحذِّرنا أننا حينما نصلي لا ندبِّر لأنفسنا أن ننال ما نصلِّي من أجله، ولكن أن نجعل صلاتنا تُجدِّد نفوسنا إلى الأفضل. وحينما يتكلَّم عن مزمور 120 يحضنا هكذا: ”فلنحترس من أن نظل في الإهمال والتراخي. فلنعمل بجدٍّ من أجل خلاصنا. أعطِ الله الفرصة والدافع ليُكافئك. افعل كل ما عليك أن تعمله، والله يكمل الباقي.“
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

مشاركة الجسد في الصلاة، وما يجب وما لا يجب الصلاة من أجله.


مشاركة الجسد للنفس في الصلاة


بالإضافة إلى الحياة الصالحة فإن القديس يوحنا ذهبي الفم يدعو المُصلِّي إلى مشاركة الجسد في الصلاة، كما يذكر ذلك المزمور 140. ففي الآية 2 يقول: ”فلترتفع صلاتي كالبخور قدَّامك، ورَفْع يديَّ كذبيحة مسائية“

(حسب الترجمة السبعينية).
ويتساءل ذهبي الفم:

”ما هي أهمية رَفْع اليدين في الصلاة كذبيحة مسائية“؟

ويجيب بأن اليدين هما الأداة التي يستخدمها الأشرار في عدد كبير من الجرائم: اللكم، والقتل والسرقة. فإذا ما ارتفعتا في الصلاة فهما لن تعودا قادرتين على ارتكاب الإثم وهما تصلِّيان. ويقول، إنها ليست جريمة أن يُصلِّي الإنسان بيدين غير مغتسلتين (كما كان في العهد القديم)، لكن إذا ارتفعتا أمام الله وهما ملوَّثتان بآلاف الشرور فإن هذا يستثير غضب الله. لابد أن الإنسان يُطهِّرهما بالصدقة، ومحبة البشر، وبمساعدة مَن هم في حاجة.

وبحسب شرح ذهبي الفم، فإن المرتِّل يحثنا على أن نطبِّق نفس المبدأ على أفواهنا، حينما يقول: ”ضع، يا رب، حارساً على فمي“. ويستدعي ذهبي الفم كلمات الرسول بولس كنموذج: «لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم» (أف 4: 29)، ويُذكِّرنا الرب يسوع: «إن كل كلمة بطَّالة يتكلَّم بها الناس سوف يُعْطون عنها حساباً يوم الدِّين» (مت 12: 36).

ويخرج من هذين القولين بأننا يجب أن لا ندع الفكر السيئ يتحوَّل إلى كلمات، فإن أدَّى فكر الحسد إلى الغضب، فلنحفظ أفواهنا مغلقة. ويُقدِّم ذهبي الفم هذه الوَصْفة للتحكُّم في أحاديثنا: فإن كنت قد كوَّنت لنفسك عادة عدم التكلُّم بالكلام البطَّال غير ذي الفائدة، وإن كانت روحك مثل فمك تحوط نفسها دائماً بأحداث الكتاب المقدس، فسيكون عندك ”الحارس“ الأمين على فمك.

ويشير ذهبي الفم إلى أن دور الصوت في الصلاة لا يجب أن ينفصل عن دور القلب والروح. ويقول، إنه ليس من الضروري أن يكون للإنسان صوت قوي جهوري، إن أراد أن يصلِّي. فحينما يقول المرنِّم: ”صرخت إليك يا رب فاستمع إليَّ“ (مز 140: 1)، فإنه - حسب ذهبي الفم - يقصد الصراخ الداخلي الباطني الذي يترك النفس مفعمة بالمحبة والقلب الندمان. وهو يحزن على الذين يكونون حاضرين في الهيكل ولكنهم لا يصرخون إلى الله. إنهم يصلُّون بشفاههم دون أرواحهم. إنهم لا يُعيرون انتباهاً لِمَا يقولون. ثم يُقدِّم موسى والعشار كأمثلة لمن يصلِّي بحرارة. موسى حينما صلَّى بغيرة، استجاب له الله. وحتى العشار الخاطئ حينما صلَّى بغيرة وانتباه، نال ما صلَّى من أجله. أما الكسول الذي لا ينتبه لِمَا يقول، فإنه لا يصرخ إلى الله، وحتى لو صرخ إلى الله فإنه عبثاً يرفع صوته.

ويضيف ذهبي الفم، إن الشخص الذي لا يرفع عقله، فحتى ولو صنع صخباً، فإنه لا يكون قد صرخ إلى الله. لكن المرنِّم فَعَلَ هذه وتلك، إذ قال: ”بصوتي إلى الرب صرخت، بصوتي أصنع توسُّلي إلى الرب“ (مز 141: 2).

ويُعلن ذهبي الفم، إننا نرى هنا نفساً قد تجرَّدت من كل اهتمامات الأرض. وليس فقط لغة أفواهنا، بل وأيضاً عيوننا وأيدينا وأقدامنا وآذاننا، فبحسب كلمات ذهبي الفم، فإننا نكون كمن يُغنِّي بالتسبيح للرب. وهذا يتم - كما يقول - حينما لا تتطلَّع العينان إلى المحرَّمات، وحينما لا تكون اليدان ممتدتان للسرقة بل لتقديم الصدقة، وحينما تكون الأُذنان مستقبـِلَتين فقط لترنيم المزامير وللتوجُّهات الروحية، وحينما تُسرع القدمان إلى بيت الله، وحينما لا يكون القلب خادماً للأحقاد والمؤامرات بل ممتلئاً بالمحبة. يقول ذهبي الفم، إن جسدنا يكون حينئذ قيثارة وعوداً يؤدِّي ترنيمة جديدة، ليس فقط بالكلمات بل وبالأعمال أيضاً.

وحينما يقول داود: «من الأعماق صرختُ إليك» (مز 130: 1)، يقول ذهبي الفم، فإنه يكون مُصلِّياً من أعماق القلب. مثل هذه الصلاة تكون ذات قوة كبيرة لأنها لا يمكن أن تنتهي أو تتزعزع بسبب ضربات العدو. أما الصلاة التي هي من الفم والشفتين فقط، فهي لا تنبع من عمق القلب. ويُحذِّرنا ذهبي الفم بأنها لا يمكن أن ترتفع إلى الله لأنها تكون قد ضعفت بسبب لامبالاة المصلِّي فإن أي شيء يمكن أن يشتتها، وأقل ضوضاء أو اضطراب يحوِّل المصلِّي عن صلاته، لأن الفم وحده هو الذي يُصلِّي، أما القلب فخالٍ وعادم الفهم.

ويقول القديس ذهبي الفم، إن القديسين لم يصلُّوا هكذا، وهو يُقدِّم أمثلة متعددة. فالنبي إيليا سعى إلى الانفراد وصلَّى بحرارة وانتباه. حنَّة، أم صموئيل، صلَّت من عمق قلبها بأنهار من الدموع. وكلُّ مَن يُصلِّي هكذا فإنه يسكب السكون والهدوء على شهوات النفس، ويُليِّن الغضب، ويطرد الضغينة، ويُطفئ الشهوة، ويُضعف محبة الأرضيات، ويبعث الهدوء في القلب.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

مشاركة الجسد للنفس في الصلاة
بالإضافة إلى الحياة الصالحة فإن القديس يوحنا ذهبي الفم يدعو المُصلِّي إلى مشاركة الجسد في الصلاة، كما يذكر ذلك المزمور 140. ففي الآية 2 يقول: ”فلترتفع صلاتي كالبخور قدَّامك، ورَفْع يديَّ كذبيحة مسائية“ (حسب الترجمة السبعينية). ويتساءل ذهبي الفم: ”ما هي أهمية رَفْع اليدين في الصلاة كذبيحة مسائية“؟
ويجيب بأن اليدين هما الأداة التي يستخدمها الأشرار في عدد كبير من الجرائم: اللكم، والقتل والسرقة. فإذا ما ارتفعتا في الصلاة فهما لن تعودا قادرتين على ارتكاب الإثم وهما تصلِّيان. ويقول، إنها ليست جريمة أن يُصلِّي الإنسان بيدين غير مغتسلتين (كما كان في العهد القديم)، لكن إذا ارتفعتا أمام الله وهما ملوَّثتان بآلاف الشرور فإن هذا يستثير غضب الله. لابد أن الإنسان يُطهِّرهما بالصدقة، ومحبة البشر، وبمساعدة مَن هم في حاجة.
وبحسب شرح ذهبي الفم، فإن المرتِّل يحثنا على أن نطبِّق نفس المبدأ على أفواهنا، حينما يقول: ”ضع، يا رب، حارساً على فمي“. ويستدعي ذهبي الفم كلمات الرسول بولس كنموذج: «لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم» (أف 4: 29)، ويُذكِّرنا الرب يسوع: «إن كل كلمة بطَّالة يتكلَّم بها الناس سوف يُعْطون عنها حساباً يوم الدِّين» (مت 12: 36). ويخرج من هذين القولين بأننا يجب أن لا ندع الفكر السيئ يتحوَّل إلى كلمات، فإن أدَّى فكر الحسد إلى الغضب، فلنحفظ أفواهنا مغلقة. ويُقدِّم ذهبي الفم هذه الوَصْفة للتحكُّم في أحاديثنا: فإن كنت قد كوَّنت لنفسك عادة عدم التكلُّم بالكلام البطَّال غير ذي الفائدة، وإن كانت روحك مثل فمك تحوط نفسها دائماً بأحداث الكتاب المقدس، فسيكون عندك ”الحارس“ الأمين على فمك.
ويشير ذهبي الفم إلى أن دور الصوت في الصلاة لا يجب أن ينفصل عن دور القلب والروح. ويقول، إنه ليس من الضروري أن يكون للإنسان صوت قوي جهوري، إن أراد أن يصلِّي. فحينما يقول المرنِّم: ”صرخت إليك يا رب فاستمع إليَّ“ (مز 140: 1)، فإنه - حسب ذهبي الفم - يقصد الصراخ الداخلي الباطني الذي يترك النفس مفعمة بالمحبة والقلب الندمان. وهو يحزن على الذين يكونون حاضرين في الهيكل ولكنهم لا يصرخون إلى الله. إنهم يصلُّون بشفاههم دون أرواحهم. إنهم لا يُعيرون انتباهاً لِمَا يقولون. ثم يُقدِّم موسى والعشار كأمثلة لمن يصلِّي بحرارة. موسى حينما صلَّى بغيرة، استجاب له الله. وحتى العشار الخاطئ حينما صلَّى بغيرة وانتباه، نال ما صلَّى من أجله. أما الكسول الذي لا ينتبه لِمَا يقول، فإنه لا يصرخ إلى الله، وحتى لو صرخ إلى الله فإنه عبثاً يرفع صوته.
ويضيف ذهبي الفم، إن الشخص الذي لا يرفع عقله، فحتى ولو صنع صخباً، فإنه لا يكون قد صرخ إلى الله. لكن المرنِّم فَعَلَ هذه وتلك، إذ قال: ”بصوتي إلى الرب صرخت، بصوتي أصنع توسُّلي إلى الرب“ (مز 141: 2). ويُعلن ذهبي الفم، إننا نرى هنا نفساً قد تجرَّدت من كل اهتمامات الأرض. وليس فقط لغة أفواهنا، بل وأيضاً عيوننا وأيدينا وأقدامنا وآذاننا، فبحسب كلمات ذهبي الفم، فإننا نكون كمن يُغنِّي بالتسبيح للرب. وهذا يتم - كما يقول - حينما لا تتطلَّع العينان إلى المحرَّمات، وحينما لا تكون اليدان ممتدتان للسرقة بل لتقديم الصدقة، وحينما تكون الأُذنان مستقبـِلَتين فقط لترنيم المزامير وللتوجُّهات الروحية، وحينما تُسرع القدمان إلى بيت الله، وحينما لا يكون القلب خادماً للأحقاد والمؤامرات بل ممتلئاً بالمحبة. يقول ذهبي الفم، إن جسدنا يكون حينئذ قيثارة وعوداً يؤدِّي ترنيمة جديدة، ليس فقط بالكلمات بل وبالأعمال أيضاً.
وحينما يقول داود: «من الأعماق صرختُ إليك» (مز 130: 1)، يقول ذهبي الفم، فإنه يكون مُصلِّياً من أعماق القلب. مثل هذه الصلاة تكون ذات قوة كبيرة لأنها لا يمكن أن تنتهي أو تتزعزع بسبب ضربات العدو. أما الصلاة التي هي من الفم والشفتين فقط، فهي لا تنبع من عمق القلب. ويُحذِّرنا ذهبي الفم بأنها لا يمكن أن ترتفع إلى الله لأنها تكون قد ضعفت بسبب لامبالاة المصلِّي فإن أي شيء يمكن أن يشتتها، وأقل ضوضاء أو اضطراب يحوِّل المصلِّي عن صلاته، لأن الفم وحده هو الذي يُصلِّي، أما القلب فخالٍ وعادم الفهم.
ويقول القديس ذهبي الفم، إن القديسين لم يصلُّوا هكذا، وهو يُقدِّم أمثلة متعددة. فالنبي إيليا سعى إلى الانفراد وصلَّى بحرارة وانتباه. حنَّة، أم صموئيل، صلَّت من عمق قلبها بأنهار من الدموع. وكلُّ مَن يُصلِّي هكذا فإنه يسكب السكون والهدوء على شهوات النفس، ويُليِّن الغضب، ويطرد الضغينة، ويُطفئ الشهوة، ويُضعف محبة الأرضيات، ويبعث الهدوء في القلب.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

ماذا يجب وماذا لا يجب الصلاة لأجله؟
والآن ننتقل للحديث عن مضمون الصلاة.

يقول القديس ذهبي الفم بأننا يجب أن نصلِّي بالتوافق مع شرائع الله، وأن نصلِّي باستمرار، وألاَّ نسأل من الله الأمور الأرضية بل نطلب ما هو نافع ب لنا. وفي شرحه على مزمور 7 يُقدِّم نماذج قليلة يُصوِّر بها هذه النقاط، ولكننا سنقدِّم نماذج وأمثلة من شرحه على المزامير الأخرى لنصل إلى فهم أكثر.

توافق صلواتنا مع شرائع الله:
كيف يصلِّي الإنسان بالتوافق مع شرائع الله؟ لا يُقدِّم القديس ذهبي الفم أمثلة على هذا النوع من الصلاة مباشرة، ولا هو يُحدِّد ما هي شرائع الله التي يشير إليها. بل هو يُناقش هذه النقطة بحديثه عن الصلاة التي هي ليست متوافقة مع هذه الشرائع، وفي كل هذه الأحوال هو يتكلَّم عن الصلاة ضد الأعداء. وهذا موضوع هام لدى القديس ذهبي الفم، ويعود إليه المرة تلو المرة في شروحاته على المزامير.
وحينما يتكلَّم ذهبي الفم عن الصلاة ضد الأعداء في شرحه على مزمور 7، فإن الوصية الإنجيلية تكون أمام ذهنه هكذا: «أحسنوا إلى مُبغضيكم. وصلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم» (مت 5: 44). وحينما يُناقش نفس الموضوع في مزمور 4 فهو يعود إلى إنجيل لوقا: «صلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم» (لو 6: 28). وفي نفس شروحات المزامير يتكلَّم أيضاً عن قائد المائة كرنيليوس، المذكور عنه في سفر الأعمال: «وهو تقيٌّ وخائف الله... يصنع حسناتٍ كثيرة للشعب، ويُصلِّي إلى الله في كل حين» (أع 10: 2). كرنيليوس هذا ظهر له ملاك الله وقال له: «صلواتُكَ وصدقاتُكَ صعدت تذكاراً أمام الله» (أع 10: 4). ويقول ذهبي الفم إن هذه الصلوات لم تكن مجرد صلوات عادية، بل صلوات تتوافق مع شرائع الله، والتي كان هدفها ما يليق بالله أن يعطيه، والتي لم يكن بها أية سؤالات تتعارض مع شرائعه. ويتساءل ذهبي الفم، مَن يجرؤ أن يسأل مثل هذه السؤالات المتعارضة مع شرائع الله إلاَّ ذاك الذي يُصلِّي ضد أعدائه، لأن الله نفسه يقول لنا أن نصلي إليه قائلين: ”اغفر لنا ما علينا.“ (مت 6: 12)
يقول ذهبي الفم، ليتنا لا نطلب شيئاً يمنع الاستجابة، لأننا حينما نسأل ما هو ضد أعدائنا، فإن المعونة التي أنت تطلبها ليست عادلة، لأنها متعارضة مع شريعة الله المعطي. يجب أن يكون المتوسل حريصاً على ألاَّ يتكلَّم بلغة الديَّان، لأن الذي يُصلِّي ضد أعدائه هو ديَّان أكثر من كونه متوسِّلاً. ويتكلَّم ذهبي الفم عن هذه الممارسة وهو يشرح المزمور 140، حيث يتساءل: كيف يمكن أن يستجيب الله صلاة متعارضة مع شرائعه؟
ولكن بعض المزامير تبدو وكأنها تتضمن صلوات من هذا النوع، ويهتم القديس ذهبي الفم بهذه المسألة في مناسبات عديدة. فمثلاً، يقول المزمور (5: 10): ”من أجل كثرة ذنوبهم طوِّح بهم“، يقول ذهبي الفم إن المرنِّم مهتم ليس بنفسه، بل بالأذى الذي يُسبِّبه أعداؤه ضد الله، ويُشير في النصف الأخير من الآية إلى ثمار صلاته ”وليفرح جميع المتكلين عليك“. فهو يُصلِّي أن يهتدي أولئك الذين يرتكبون هذا الأذى ويمتنعوا عن الشر.
وفي مزمور (6: 10) يقول داود: ”فليخزَ جميع أعدائي وليرتاعوا“. هذه ليست صلاة ضدهم، بل لهم - كما يقول ذهبي الفم - فكما يحاول واحد أن يمنع شخصاً يسير نحو هاوية؛ هكذا المرنِّم يريد أن أعداءه يكفُّون عن خطاياهم.
وفي مزمور (9: 15) يبدو النبي أكثر قسوة حينما يطلب ”احْطِمْ ذراع الفاجر“. لكن ذهبي الفم يقول إنه لا يريد تحطيم الخاطئ، بل إبادة قوته وجبروته والشرور التي تفترسه. وفي نظر القديس ذهبي الفم يتضح إشفاق النبي من هذه الكلمات: ”فلتهلك كل الشفاه الغاشَّة، واللسان الذي ينطق بالعظائم“ (مز 11: 3)، لأنه يُصلِّي لكي يضع الله حدًّا لشرورهم أكثر مما لكي يُحطِّمهم في أشخاصهم.
وأخيراً، يُقدِّم ذهبي الفم الرسل كأمثلة تُقتدى في هذا المجال، لأنهم بالرغم من أنهم عانوا الاضطهاد، وأُلقوا في السجن وتعرَّضوا لخطرٍ عظيم، إلاَّ أنهم وجدوا نجاتهم في الصلاة. لكنهم لم يصلُّوا البتة لهلاك أو موت مضطهديهم؛ بل صلُّوا لكي يوجدوا مستحقين أن يتكلَّموا بكلام الله بكل ”مجاهرة“. واسطفانوس أول الشهداء صلَّى من أجل الذين كانوا يرجمونه (أع 7: 60).
ويُحذِّر ذهبي الفم من أننا حينما نصلي يجب أن نُبعد مشاعر الغضب، ولا نتكلَّم بأي كلام انتقام، بل ننقي نفوسنا من السمِّ الذي يُفسدها. فإذا فعلنا ذلك ودَعَوْنا الله من أعماق قلوبنا، فإننا نتأكَّد من الله أن صلواتنا ستكون مسموعة حتى قبل أن ننتهي منها.
ثم هو يحرص أيضاً على أن الصلاة يجب أن لا يكون فيها أية مشاعر ضد الرحمة، بل تكون مُفعمة بالهدوء والحلاوة. وهكذا، وفي تعليم القديس ذهبي الفم، وحينما نقف أمام الله ليتنا نتكلَّم حسناً عن أعدائنا. وهكذا فإن صلواتنا سوف تنعم بالاستجابة.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 05 - 2012, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,751

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي

الصلاة الدائمة

يحثنا القديس يوحنا ذهبي الفم على الصلاة الدائمة، لأنه ما من شيء يؤدِّي إلى الفضيلة مثل أن نتكلَّم دائماً مع الله، وأن نقدِّم له الشكر دوماً ونسبِّح الله.
وكان ذهبي الفم على مدى حياته كلها يشير إلى أن داود النبي مجَّد الله بكلماته كما بأعماله.
وينصح القديس ذهبي الفم قرَّاءه، أنه في أوقات التجارب والمحن والاضطهادات فلنفعل كما فعل داود ونُقدِّم المجد لله ولا نكفّ عن أن نباركه.

وسواء كُنَّا شيوخاً أو شباباً، فيجب أن نُقدِّم الشكر لله. وكما يقول ذهبي الفم، فإن هذا هو غرض المزمور 148 أنه يُبيِّن لنا أنه لابد أن نُسبِّح الرب على كل شيء، بصرف النظر عمَّن نكون نحن.

كما يجب أيضاً أن نثابر في صلواتنا وتوسُّلاتنا ولا نيأس إذا لم تُستَجَبْ في الحال.
صلاة التوبـة:
أما صلاة التوبة فهي نوع آخر من الصلاة التي تتطلَّب الدوام فيها والمثابرة عليها. فحينما يشرح المزمور 6: 6 ”أغسل كل ليلة سريري، وبدموعي أبلُّ فراشي“، يقول ذهبي الفم إن المرنِّم هنا كان يقضي كل حياته في دموع التوبة.
وهذا مَثَل لنا في كيف يجب أن نتصرف حينما نخطئ: أن نفصل أنفسنا عن كل مَن يُخطئ، ونصلِّي إلى الله بدموع كل ليلة فوق سرير نومنا.

إن القديس ذهبي الفم يرى في المزامير نموذجاً لنا في الصلاة الدائمة. ففي كل ظرف من ظروف الحياة يلتفت المرنِّم إلى الله بالصلاة. وحينما نثابر في الصلاة فسوف ننال ما نسأل من أجله، إن كان نافعاً لنا.
نسأل ما هو نافع حقًّا، وليس الأمور الأرضية:
أن نطلب ما هو نافع معناه أن لا نطلب الأمور الأرضية بل نطلب ما هو حقًّا نافع لنا، هكذا يعلن القديس ذهبي الفم. وصلاة المزمور 140

(الترجمة السبعينية) هي هذه الصلاة بعينها، ويشير ذهبي الفم أن داود في هذا المزمور لا يسأل شيئاً ضد أعدائه، ولا يسأل غِنىً ولا ازدياداً ولا قوةً ولا مجداً ولا سائر الأشياء الزائلة، بل فقط الباقيات والخالدات.
ويأخذ ذهبي الفم سليمان الملك كنموذج آخر لمن استُجيبت صلاته، لأنه سأل الروحيات. فقد سأل سليمان الذهن الفهيم ليحكم به شعبه
(3 ملوك 3 في السبعينية، وهي تساوي 1 ملوك 3 في الطبعة المتداولة)، وقد كافأه الله على صلاته الروحية هذه فأعطاه حتى ما لم يسأله.
فقد نال ليس فقط الحكمة العالية، بل وأيضاً غِنَىً وكرامة عظيمتين.
وكما يشرح ذهبي الفم، فإن المرنِّم حينما يُصلِّي: ”اهْدِني يا رب ببرِّك“ (مز 5: 9)، فإن هذا السؤال ليس من أجل أشياء فانية وعابرة في هذه الحياة، بل من أجل التعضيد من العُلا. لأننا ونحن في هذه الحياة، التي هي كمثل طريق، نحتاج إلى الله هادياً لنا ليمسكنا بيده ويُرينا الطريق. ويؤكِّد ذهبي الفم على أنه من الضروري أن نطلب معونة الله إن كنا نريد أن ينجح جهادنا. يقول المرنِّم في مزمور 142: 10: ”علِّمني أن أصنع مشيئتك، لأنك أنت إلهي“، فكل صلواته كانت روحية؛ إذ لم يسأل مالاً ولا قوة ولا مجداً، بل أن يصنع مشيئة الله.
وأيضاً في مزمور 143، يشرح ذهبي الفم، أن المرنِّم يزدري بكل متاع الدنيا ويُعلن:
”طوبى للشعب الذي الله هو إلهه“
(مز 143: 15).
أما الشهوات الخاطئة، والجنوح نحو أمور هذه الحياة والتعلُّق بالأرض، فإنها تُضعف القلب. الفضيلة هي الشيء الوحيد الجدير باقتنائها في هذه الحياة. هذه هي الأشياء التي علينا أن نسألها في الصلاة، حسب شرح ذهبي الفم.
ويُقدِّم ذهبي الفم توسُّعاً في شرح هذه النقطة، وهو يشرح مزمور 7: 11، حيث يقول النبي: ”مُعيني هو بار“. ويشرح ذهبي الفم ذلك: هذا يعني ”فليتعاملْ الله معي بطريقة بارة (عادلة) لأني لم أسأل شيئاً غير عادل“. فإن كنا نريد أن نتمتع بالتعضيد من فوق، فلنسأل فقط ما هو متوافق مع العدل، وذلك حتى من طبيعة هذا التوسُّل نتأكَّد من المعونة الآتية مِن ”الذي يُنجِّي المستقيمي القلب“ (مز 7: 10). لكن صلاتك لن تكون بارة إن سألتَ غِنَى أو جمالاً أو أي نعمة أخرى عابرة تتصل بهذه الحياة الحاضرة([18]).
وحتى إذا كان المصلِّي بارًّا، فقد لا تكون صلاته مستجابة إذا لم تكن من أجل شيء نافع. هكذا يقول ذهبي الفم في شرحه مزمور 7:
[لأنه مَن كان أكثر برًّا من القديس بولس؟ ولكن لأنه سأل شيئاً ليس نافعاً، فلم يُستَجَبْ له. حيث يقول القديس بولس: «من جهة هذا تضرَّعتُ إلى الرب ثلاث مرات أن يُفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكْمَلُ» (2كو 12: 8و9).
وأيضاً مَن كان أكثر برًّا من موسى النبي؟ وهذا أيضاً لم يُسمَع له، حيث قال الله له: «كفاك، لا تَعُدْ تُكلِّمني أيضاً في هذا الأمر» (تث 3: 26).
لأنه كان يسأل الله أن يدخل إلى أرض الموعد، وكان هذا الطلب غير نافع له، فلم يسمح الله بذلك.]
ملاحظات ختامية
إن ذهبي الفم في كتابه شرح المزامير، يتفوَّق في عظاته الرعوية المشهور بها جداً. وإن الشروط الستة لاستجابة الله للصلاة كما يُعدِّدها في ”شرح مزمور 7“ تحيط بكل نواحي الحياة اليومية. فالشخص المصلِّي قد يكون مستحقاً لنوال إجابة صلاته فقط حينما يعيش الحياة الصالحة والتَقَويَّة. ويحث ذهبي الفم متواتراً قارئه لسلوك هذه الحياة، بحيث إن كل شيء يقوله ذهبي الفم يهدف من ورائه أن يجذب الإنسان ليكون أكثر التصاقاً بالله وأكثر بُعْداً عن الخطية.
ولأن نوعية حياة الإنسان تؤثـِّر مباشرة في فاعلية صلاته، فإن كل عظات ذهبي الفم تتصل بالصلاة. لكن هذه الملاحظات التي تعقد رباطاً بين الاثنين: الحياة والصلاة تُعتبر بمثابة ”خريطة طريق“ للإنسان المُصلِّي، وهذا هو ما تُلقي عليه الضوء هذه الدراسة التي نُقدِّمها.
وبنفس الطريقة، فإن الصلاة في توافقها مع شرائع الله، والصلاة الدائمة، وعدم سؤال الأشياء الأرضية؛ بل سؤال الأشياء التي هي حقًّا نافعة لنا، هي توجيهات يحاول بها ذهبي الفم أن يدفع القارئ إلى سلوك الطريق الصحيح نحو الله. وحينما نوفي كل هذه الشروط، فإننا حينئذ فقط نكون قد اشتركنا بكل ما في مقدورنا عمله.
يقول ذهبي الفم إن غاية كل مجهوداتنا الدائمة، يجب أن تكون ليس فقط أن نصلي، بل أن نصلي ونحن في الحالة التي فيها تُستجاب صلواتنا. ثم يواصل ذهبي الفم توضيحه، أن الصلاة وحدها ليست كافية لننال ما نسأل من أجله، إن لم نضع في اعتبارنا هذه الشروط التي تجعل صلاتنا مقبولة لدى الله. فالفرِّيسي صلَّى، لكن صلاته لم تنفعه شيئاً. واليهود كانوا يصلُّون، لكن الله انصرف عن صلواتهم لأنهم لم يصلُّوا بالشروط المطلوبة. لهذا يوصينا الله أن نُقدِّم له صلاتنا في الوضع الذي يجعلها مسموعة. وهذا هو ما علَّمنا إيَّاه داود في مزمور 6. ومزمور 6 ليس وحده الموضع حيث يُعلِّمنا داود عن الصلاة لكي تكون مُستجابة. ففي كل المزامير - كما يقول ذهبي الفم - كان داود يحثنا على معرفة الله وسلوك الحياة المقدسة. إنه يتولَّى دور المعلِّم كما يتولَّى دور النبي كذلك، حيث يمزج المشورة بالصلاة أحياناً، وأحياناً يمزج التشجيع بها.
وفي مزمور 148 يُظهِر لنا داود أنه لا يكفي أن نرتل بالتسبيح لله بأنفسنا فقط، بل وبكل الخليقة التي يجب أن تشترك في تسبحات الأتقياء:

”سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا كل النجوم والنور.“ (مز 143: 3)
وفي شروحات ذهبي الفم على المزامير التي هي حقًّا صلاة داود، فإن هذه الشروحات تُقدِّم ليس فقط حثـًّا وإرشاداً على الصلاة، بل هي أيضاً عمل جوهري على ربط الصلاة بشخص النبي داود وبتعاليم القديس بولس الرسول. إن هذه الدراسة بما فيها من معلومات ليتها تكون نافعة لطالبي الصلاة والحياة الروحية، وكذلك لطالبي دراسة التعليم الآبائي الكنسي، وعلم التفسير.
وفي دراسة عن العهد القديم يقول الكاتب: ”هناك أسفار قليلة في العهد القديم قُرئت أكثر من المزامير، إما لأنها جزء من الليتورجية، وإما من خلال الدراسة الشخصية، وقد بَدَت أنها مُحببة إلى قلوب المؤمنين“. وإني أعتقد أن هذا هو المستوى الذي بلغ إليه نبوغ ذهبي الفم بأكثر وفرة، إذ حيث لمست شروحات ذهبي الفم ”القلب البشري، ودوافعه، وضعفه، أو بشـَّرت بنعمة ومحبة يسوع المسيح، فهنا يرتفع ذهبي الفم ويدوم ليصير بحق "معلِّماً في إسرائيل".“
وكما تلمس المزامير نفسها قلب الإنسان، هكذا أيضاً فعلت شروحات ذهبي الفم على المزامير.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
حمامة السلام Female
| غالى على قلب الفرح المسيحى |


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 55
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : alex
المشاركـــــــات : 7,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

حمامة السلام غير متواجد حالياً

افتراضي

تسلم الايادى
على الموضوع المميز

ربنا يبارك فى خدمتك ويفرح قلبك



  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2012, 08:22 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مزامير ال داود

شكرا على الموضوع الجميل
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن داود ولآساف قد وضعا مزامير كثيرة
فائدة مزامير داود
رحلة في مزامير داود النبى
+الثالوث القدوس فى مزامير داود+
مزامير داود النبى المسموعة


الساعة الآن 04:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024