منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 06 - 2012, 09:21 AM   رقم المشاركة : ( 51 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

شبهات وهميَّة حول رسالة العبرانيين
قال المعترض:»كاتب رسالة العبرانيين هو أكليمندس أسقف روما، وترجمها لوقا الإنجيلي من العبرية إلى اليونانية، وأنكرها إيريناوس أسقف ليون 178م، ورفضها هيبولتيوس 220م كرسالة الرسول بولس، ولم يقبلها نومانوس أسقف روما 251م، ونسبها ترتليان أسقف قرطاجنة عام 200م إلى برنابا، وقال غايس (الذي كان يُظن أنه أسقف روما عام 212م) إن رسائل بولس الرسول 13 ليس منها هذه الرسالة، ولم يستشهد بها كبريان أسقف قرطاجنة 248م. وهذا يعني أنها ليست من الوحي«.
وللرد نقول: لا يهمُّ كثيراً من كتب الرسالة، لكن يهمنا أن نعرف أنها وحي الله لأحد رسله الذين نحترمهم كلهم ولا نفرِّق بين أحد منهم. غير أن أغلب المفسرين يقولون إن كاتب هذه الرسالة هو الرسول بولس. وإليك الملاحظات التالية:
(1) القول إن أكليمندس أسقف روما كاتب هذه الرسالة يبطله أن أكليمندس نفسه استشهد بها في رسالة كتبها سنة 96م، كما أن اقتباساته منها أكثر من اقتباساته من غيرها من كتب العهد الجديد. وقسم أحدهم هذه الاقتباسات إلى أربعة أقسام: (أ) إيراده للآيات من هذه الرسالة بنصّها، (ب) ونقلها بالمعنى، (ج) والعبارات التي حذا فيها حذو هذه الرسالة من التفسير والشرح، (د) واقتباسه الآيات الواردة فيها من العهد القديم. فلا يُعقل أن أكليمندس يكون كاتباً لهذه الرسالة ثم يستشهد بها لتأييد أقواله.
(2) أما قوله إن لوقا الإنجيلي ترجمها من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية، فلا يوجد دليل على أنها كُتبت أولاً بالعبرية، وإنما استنتج البعض أنها كُتبت بها لأن هدفها إفادة العبرانيين. (أ) وكل من تأمل عبارات هذه الرسالة لا يجد فيها رائحة الترجمة وتكلّفها، فلغتها أصلية رشيقة فصيحة. (ب) عندما يُذكر فيها اسم عبري يبادر الكاتب بتفسيره، كما فسَّر »ملكي صادق«»بملك البر«. ولو كانت الرسالة مكتوبة بالعبرية لما احتاج إلى هذا التفسير. (جـ) الآيات التي استشهد بها من العهد القديم مقتبسة من الترجمة السبعينية لا من النسخة العبرية. ولو أننا صرفنا النظر عن هذه الأدلة والبراهين، وقلنا إن الرسول لوقا ترجمها، لما حطّ ذلك من قدرها، فإن لوقا من التلاميذ.
(3) ولا يمكن أن ننسبها إلى برنابا لأنه لم يكن في إيطاليا، والرسالة كُتبت من إيطاليا (13:24). والذي يقارن أسلوب كتابة برنابا وأقوال هذه الرسالة يجد فرقاً عظيماً في التركيب ونَسَق العبارة. جاء في 2بطرس 3:15 و16 أنها من كتابة بولس الرسول، فإنه كان طالع رسائله وأشار إليها في جملة من أقواله.
(4) كانت هذه الرسالة موجودة في نسخ الكتاب المقدس الشرقية والغربية، وفي النسخ السريانية القديمة التي تُرجمت في أواخر القرن الأول وفي أوائل القرن الثاني، وفي التراجم اللاتينية التي تُرجمت في أوائل القرن الثاني. وكانت هذه الترجمات متداولة بين الكنائس الشرقية والغربية، مما يدل على أن رسالة العبرانيين كانت متداولة بين المسيحيين الأولين.
(5) شهد القدماء أن بولس الرسول كتبها، فتكلم عليها أغناطيوس في رسائله (107م)، وبوليكاربوس أسقف إزمير (سميرنا) في رسالته إلى أهل فيلبي (108م)، واستشهد بها جستن الشهيد في محاورته مع تريفو اليهودي (140م). وكثيراً ما استشهد بها أكليمندس الإسكندري على أنها رسالة بولس الرسول (194م)، وشهد أوريجانوس (230م) أنها رسالة من بولس، وكذلك ديونسيوس أسقف الإسكندرية (247م) وغيرهم الكثير.
صحيحٌ أن بعض الغربيين ارتابوا في نسبتها إلى بولس الرسول، لأنهم رأوا اسمه مكتوباً في جميع رسائله الثلاث عشرة ما عدا هذه الرسالة. ولكن عند إمعان النظر ومقارنة أقوالهم بأقوال بولس، تأيد أنه كاتبها، فهو الملمُّ بالشريعة الموسوية لأنه أخذها عن غمالائيل أشهر علماء عصره. على أن إيريناوس الذي قال إنه ارتاب فيها استشهد بها. ويظهر من شهادات معظم أئمة الدين الغربيين أنهم يعتقدون بنسبتها لبولس الرسول، وأنه قد عمّ تداولها بعد كتابتها بثلاثين سنة. وأرسل أسقف روما التي كانت عاصمة الدنيا وقتئذ جواباً إلى كنيسة كورنثوس يوضح فيها أنها من الكتب المقدسة الموحى بها من الروح القدس، وفي ذلك الوقت قبلها المسيحيون شرقاً وغرباً.
أما الأدلة الداخلية على صحة نسبتها إلى الرسول بولس فكثيرة جداً.
قال المعترض:»جاء في عبرانيين 1:5 »لمَن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك. وأيضاً: أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً؟«. ولكن هاتان النبوَّتان ليستا عن المسيح، بل عن بني إسرائيل«.
وللرد نقول: في عبرانيين 1 يشرح الرسول أن المسيح أعظم من الملائكة، ويقتبس من مزمور 2:7 »أنت ابني، أنا اليوم ولدتك«. وواضح أن المزمور الثاني نبوة عن المسيح لأنه لا يصدق إلا عليه، فالآيتان 8 و12 تقولان: »اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً لك وأقاصي الأرض مُلكاً لك.. قبِّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق«. أما الاقتباس الثاني من 2صموئيل 7:14 فهو أول الأمر عن الملك سليمان، وثانياً نبويَاً عن المسيح، لأن بعض النبوة يصدق على سليمان، وبعضها لا يصدق إلا على المسيح، فالآيتان 13 و16 تقولان: »هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبِّت كرسيَّ مملكته إلى الأبد.. ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك. كرسيُّك يكون ثابتاً إلى الأبد«. وواضح أن الثبات إلى الأبد لم يكن من نصيب سليمان، بل من نصيب المسيح وحده.
راجع تعليقنا على متى 2:15.
قال المعترض: »جاء في عبرانيين 2:14 »الذي له سلطان الموت، أي إبليس«. فهل سلطان الموت لله أم لإبليس؟«.
وللرد نقول: للرب السلطان في كل شيء، فهو الخالق، وهو الذي يُحصي أيامنا (مزمور 90:10-12)، وهو الذي وضع للناس أن يموتوا (عبرانيين 9:27). لكن إبليس يميت روحياً كل الذين يتبعون أكاذيبه وضلالاته. غير أن المسيح عندما ذاق الموت (عبرانيين 2:9) وقام منتصراً على القبر والموت (رومية 4:25) أخذ مفاتيح الهاوية والموت (رؤيا 1:18) فأبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تيموثاوس 1:10).
قال المعترض:»جاء في عبرانيين 5:7 عن المسيح »الذي في أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرّعات للقادر أن يخلّصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه«. كيف يقول إن المسيح خَلَصَ من الموت، مع أنه مات على الصليب؟«.
وللرد نقول: هناك ثلاثة تفسيرات لهذه الآية:
(1) خلَّص الله المسيح من الموت بقيامته من الموت. وفي ذلك يقول الرسول بولس عن المسيح: »الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات. يسوع المسيح ربنا« (رومية 1:3 و4). وبهذا يتم الهتاف: »أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟« (1كورنثوس 15:55).
(2) أعان الله المسيح ليحتمل أهوال الموت.
(3) طلب المسيح من الله أن يخلِّصه من الموت حزناً في بستان جثسيماني، حتى يموت على الصليب فادياً.
اعتراض على عبرانيين 6:4-6 - هل يرتد المؤمن؟
انظر تعليقنا على يوحنا 10:28-30
اعتراض على عبرانيين 6:18 - هل يكذب الله؟
انظر تعليقنا على قضاة 1:19
قال المعترض:»جاء في عبرانيين 7:3 عن ملكي صادق أنه »بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة« . فإذا كانت ولادة المسيح من عذراء دليلاً على أنه الله أو ابن الله، يكون ملكي صادق أحقّ من المسيح بالألوهية!«.
وللرد نقول: وُصف ملكي صادق بهذا الوصف ليس من جهة ذاته، بل من جهة عمله الكهنوتي، لأنه لم يتسلَّم هذا العمل عن أب أو أم أو نتيجة نسب، أو لمدة محدودة من الزمن يجب عليه الابتداء بها عند أولها أو الاعتزال عنه عند نهايتها، كما كانت الحال مع بني هارون، الذين كانوا يتوارثون خدمتهم الكهنوتية عن آبائهم في سن خاصة، ويعتزلونها في سن خاصة أيضاً (العدد 8:24 و25). بل أن ملكي صادق تسلَّم كهنوته من الله مباشرة، وظل يمارسه حتى نهاية حياته على الأرض. ثم إننا لا نقول إن المسيح هو ابن الله لأنه وُلد من عذراء، بل نقول: لأنه في ذاته هو ابن الله، اختار أن يُولد من عذراء. وهو »ابن الله« قبل ولادته من العذراء، لأنه هو الذي يعلن اللاهوت.
اعتراض على عبرانيين 7:12 - هل نُسخت شريعة موسى؟
انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20
قال المعترض: جاء في العبرانيين 7:18 »فإنه يصير إبطال الوصية السابقة، من أجل ضعفها وعدم نفعها« (عبرانيين 7:18) وجاء فيها في 8:7 »فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب، لما طُلب موضعٌ لثانٍ«. وهذا يتناقض مع ما جاء في مزمور 19:7 »ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصيّر الجاهل حكيماً«.
وللرد نقول: لم يقل الرسول إن الشريعة الموسوية ضعيفة غير نافعة، ولكنه أوضح أن الكهنوت اللاوي الذي كان يرمز إلى المسيح الكاهن العظيم هو الضعيف، فلم يغفر خطيةً ولم يغيّر قلباً ولم يصلح سيرةً، ولكنه حكم على الموتى بالذنوب والخطايا بالموت الأبدي. وهذا بخلاف كهنوت المسيح، فإنه لما قدم نفسه كفارة عن الخطايا، برّر من آمن به، وغفر خطاياه وجدَّد قلبه، ونال بذبيحة المسيح الحياة الأبدية. ومما يؤيد هذا قول الرسول في آية 11 إنه »ليس بالكهنوت اللاوي كمال« وقال في أصحاح 8:7 ما معناه: لو حصل بالعهد الأول مغفرة الخطايا ونوال القداسة والحياة الأبدية، لما وُجد لزوم للعهد الثاني. ولكن لم تحصل من العهد الأول هذه البركات، فكان من الضروري وجود عهد النعمة.
أما من جهة كمال الشريعة، فالرسول بولس كثيراً ما يحض على مطالعة الكتب المقدسة، وهي كتب موسى والأنبياء، ويقول إنها أعظم واسطة في الخلاص ونوال الحياة الأبدية، فلا يعقل أنه يذمّ ما يتعبَّد به.
اعتراض على عبرانيين 7:18 - هل نُسخت شريعة موسى؟
انظر تعليقنا على متى 5:17
اعتراض على عبرانيين 8:7 و13 - هل نُسخت شريعة موسى؟
انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20
اعتراض على العبرانيين 9:4 - ماذا في التابوت؟
انظر تعليقنا على 1ملوك 8:9
اعتراض على العبرانيين 9:27 - هل أبطل المسيح الموت؟
انظر تعليقنا على 2تيموثاوس 1:10
قال المعترض: »جاء في العبرانيين 10:5-7 عن المسيح »لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم تُرِدْ، ولكن هيّأت لي جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ، ثم قلتُ: هأنذا أجيء. في دَرْج الكتاب مكتوبٌ عني: لأفعل مشيئتك يا الله. إذ يقول آنفاً إنك ذبيحةً وقرباناً ومحرقات وذبائح للخطية لم تُرد ولا سُررت بها«. ولكن هذا يختلف عن النص الذي اقتبس منه وهو ما ورد في مزمور 40:6-8 »بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ. أذنيَّ فتحت. محرقة وذبيحة لم تطلب. حينئذ قلتُ: هأنذا جئتُ. بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررتُ، وشريعتك في وسط أحشائي«.
وللرد نقول: لا يوجد اختلاف في المعنى، فإنه يجوز النقل بالمعنى للعارف بمدلولات الألفاظ أو مواقع الكلام، بأن يأتي بلفظ بدل آخر مساوٍ له في المراد منه وفهمه، لأن المقصود المعنى، واللفظ آلة له.. أما سبب الاختلاف الحرفي فهو أن المترجم إلى العربية نقل اقتباس المزمور من العبرية إلى العربية مباشرة، بينما ترجم نص العبرانيين من الترجمة السبعينية اليونانية إلى اللغة العربية.
ومعنى قوله »أذنيّ فتحت« جعلتني مطيعاً بالاختيار، فإن الأذُن هو العضو الدال على الطاعة. وهذه العبارة مأخوذة مما ورد في خروج 21:2 و5 »إذا اشتريت عبداً عبرانياً، فستَّ سنين يخدم، وفي السابعة يخرج حراً مجاناً. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي. لا أخرج حراً. يقرّبه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب، فيخدمه إلى الأبد«. فالكلمة الأزلي المسيح اتخذ جسداً باختياره وقدّم نفسه ذبيحة وكفّارة عن خطايانا من تلقاء ذاته. فإن جميع الذبائح التي كانت تشير إليه لم تكن كافية للتكفير عن الخطايا.
فعبارة النبي داود وعبارة بولس الرسول تتفقان على أن المسيح تجسّد للتكفير عن الخطايا باختياره. إذاً عبارة النبي داود صحيحة، وبولس الرسول أعرب عن المعنى الذي قصده الروح القدس، وفسّر المعنى العبري.
اعتراض على عبرانيين 10:9 و10 - هل نُسخت شريعة موسى؟
انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20
اعتراض على العبرانيين 11:13 - هل نحن غرباء؟
انظر تعليقنا على أفسس 2:19
اعتراض على العبرانيين 11:32 - هل جدعون وشمشون من أبطال الإيمان؟
انظر تعليقنا على قضاة 8:27 و16:30
قال المعترض:»جاء في عبرانيين 12:17 »فإنكم تعلمون أنه أيضاً لما أراد عيسو أن يرث البركة رُفض، إذ لم يجد للتوبة مكاناً، مع أنه طلبها بدموع«. ويناقض هذا ما جاء في 2بطرس 3:9 »لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة«.
وللرد نقول: تقول إحدى الآيتين إن مشيئة الله هي التوبة لجميع الناس. أما الآية الثانية فيستنتج منها القارئ السطحي أن عيسو (مع أنه طلب التوبة) لم يجد إليها سبيلاً. أما القارئ المدقق فلا يرى بين الآيتين تناقضاً. فالكلمة اليونانية للتوبة معناها تغيير الفكر أو تغيير القلب. وإذا ترجمنا عبرانيين 12:17 ترجمة حرفية يكون النص هكذا: »لما أراد عيسو أن يرث البركة رُفض. إذ لم يجد مكاناً لتغيير الفكر، مع أنه قد طلب هذا بالدموع«. والفكر الذي طلب عيسو تغييره هو فكر أبيه، وليس فكره هو. ونجد هذا واضحاً في تكوين 27:36-38 حيث يقول عيسو لأبيه »أَمَا بقيَتْ لي بركة؟« فكان جواب أبيه: »إني قد دعوته (أي يعقوب) سيداً لك، ودفعتُ إليه جميع إخوته عبيداً«. ثم يقول: »فماذا أصنع إليك يا بني؟« فقال عيسو لأبيه: »ألك بركة واحدة فقط يا أبي؟ باركني أنا أيضاً يا أبي«. ورفع عيسو صوته وبكى.
لقد أعطى إسحاق البركة ليعقوب، فكان غرض عيسو من التوسّل والبكاء أن يغيّر أبوه فكره فيسحب البركة من يعقوب ويعطيها له، أو على الأقل يعطيه بركة مثلها. ولكنه لم ينجح في تحقيق هذا الغرض. على أن عيسو لو كان قد طلب تغييراً في قلبه هو، لأمكنه الحصول على هذا. ويجوز لنا أن نعتقد أن عيسو قد تاب أخيراً هذه التوبة الشخصية وخلص. فليس المقصود بالكلام الوارد في عبرانيين 12:17 »التوبة« بمعنى الرجوع عن الخطية وطلب الخلاص في المسيح. وعليه فهذا النص لا ينفي الحقيقة المعزية المطمئنة أن الله لا يشاء أن يهلك الناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 09:23 AM   رقم المشاركة : ( 52 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

الفصل الرابع - شبهات وهميَّة حول الرسائل العامة
شبهات وهميَّة حول رسالة يعقوب
قال المعترض:»ذكر روجرز أن علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يعقوب، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل. وقد قال مارتن لوثر إنها كالقش، أي لا يُعتدّ بها«..
وللرد نقول: من الأدلة على أن رسالة يعقوب من الكتب الموحى بها أنها كانت من كتب العهد الجديد التي تُرجمت في أواخر القرن الأول. ولو كان قادة الكنيسة الأولى المعروفون بالعدالة وبساطة الإيمان شكوا فيها لما جعلوها من الكتب التي كانوا يتعبّدون بتلاوتها، ولما اهتموا بترجمتها. فهي مقبولة منذ زمن الرسل، وقد استشهد بها المفسرون المسيحيون الأولون في مؤلفاتهم، فاقتبس منها أكليمندس أسقف روما مرّتين، واقتبس منها هرمس سبع مرات، واستشهد بها أوريجانوس وإيرونيموس وأثناسيوس والذين أتوا بعدهم. ولما التأمت المجامع العامة لم يشك أحد في أنها من الكتب الإلهية.
أما سبب رفض مارتن لوثر لرسالة يعقوب، فهو حكمه الخاطئ عليها بأنها »رسالة من قش.. إذ أنها خالية من الصبغة الإنجيلية«. ويرجع هذا الحكم الخاطئ إلى قصوره ونقص تقديره، فإنها تهتم بتقويم المؤمنين عملياً وواقعياً، ولكنها ليست مرجعاً عقائدياً. وقد ظنَّ أنها تناقض تعليم الرسول بولس عن التبرير بالإيمان. ولا تناقض بين بولس ويعقوب، فقد كانا على اتفاق يوم اجتمع المجمع الأول في أورشليم (أعمال 15). وهدف الرسول بولس بكتاباته إلى شرح طريق تبرير الخاطئ أمام الله، بينما هدف الرسول يعقوب إلى براهين تبرير المؤمن أمام ضميره وأمام غيره من الناس.
قال المعترض:»جاء في يعقوب 1:12 و13 »طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه. لا يقُلْ أحد إذا جُرِّب إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً (بالشرور)«. ولكننا قرأنا عن بلايا كثيرة وتجارب أمر الرب بها للناس مثل الطوفان زمن نوح، وخراب سدوم وعمورة أيام إبراهيم ولوط. كيف يكون هذا؟«
وللرد نقول: هنا حديث عن ثلاث تجارب مختلفة: (1) تجربة المؤمن بالألم ليتنقّى. وفي هذا يقول الرسول: »احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً« (يعقوب 1:2 و3). وطوبى لمن يحتمل هذه التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة.
(2) تجربة إبليس بالشر. وليس الله مصدر هذه التجربة، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً بالشرور. ونحن نصلي: »لا تدخلنا في تجربة« (متى 6:13).
(3) أما التجربة الثالثة والذي جاء الاعتراض عليها فهي عقاب الله للخطاة، كما حلَّ بهم في الطوفان وخراب سدوم وعمورة.
انظر تعليقنا على تكوين 22:1.
اعتراض على يعقوب 1:20 - هل الغضب نافع؟
انظر تعليقنا على مزمور 76:10
اعتراض على يعقوب 1:25 - هل الناموس حرية؟
انظر تعليقنا على غلاطية 4:24
اعتراض على يعقوب 2:24 - التبرير، بالإيمان أم بالأعمال؟
انظر تعليقنا على رومية 3:28
قال المعترض:»جاء في يعقوب 5:14 »أمريضٌ أحد بينكم؟ فليدْعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب«. ويعقوب تلميذٌ للمسيح، ولا يجوز له أن يصدر أحكاماً شرعيةً، لأن الذي يصدر الأحكام هو المسيح فقط«.
وللرد نقول: لا يوجد في يعقوب 5:14 حكم شرعي. نعم إنه يجوز للرسل الذين أيدهم الله بالمعجزات أن يسنّوا الأحكام الشرعية، ولكن لا يوجد في هذه الآية شيء من ذلك. والرسول يعقوب لا يغض النظر عن استخدام الأدوية للعلاج، بل يطلب استخدامها ويطلب بركة الله عليها.
وإذا قيل: لماذا خصَّ الزيت منها، قلنا كان الزيت مشهوراً عند اليهود وعند الشرقيين عموماً بخواصه الصحية، فكان المسافر يأخذ زيتاً معه، كما فعل السامري، فإنه لما رأى الجريح ضمد جراحاته وصبّ عليها زيتاً (لوقا 10:34).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 09:24 AM   رقم المشاركة : ( 53 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

شبُهات وهميَّة حول رسالة بطرس الثانية
قال المعترض:»قال الدكتور بلس إن رسالة بطرس الثانية ليست من كتابة الرسل«.
وللرد نقول: أشار أكليمندس أسقف كنيسة روما ثلاث مرات إلى الأصحاح الثالث من هذه الرسالة، وتكلم هرمس عليها مرّتين، وتكلم عنها أثيناغورس وأثناسيوس وكيرلس أسقف أورشليم، واعتمد عليها مجمع لاودكية، وأبيفانيوس وإيرونيموس وروفينوس وأغسطينوس، وجميع العلماء الذين أتوا بعدهم.
ومن براهين صحة نسبتها إلى بطرس الرسول:
(1) جاء في 2بطرس 1:1 أن الكاتب هو سمعان بطرس عبد يسوع المسيح. ولا يخفى أن لوقا الإنجيلي قال عن هذا الرسول إنه سمعان بطرس، ويوحنا الرسول سماه بهذا الاسم في إنجيله أكثر من 17 مرة.
(2) قال في أصحاح 1:14 »عالماً أن خَلْعَ مسكني قريب، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح« والمسيح لم يعلن هذا لغير بطرس (يوحنا 21:19).
(3) يتَّضح من 2بطرس 1:16-18 أن كاتب هذه الرسالة كان مع المسيح على جبل التجلي، وشاهد عظمته وجلاله، وسمع صوت الآب من المجد الأسنى قائلاً: »هذا هو ابني الحبيب«. ولا يخفى أن بطرس كان مع المسيح على جبل التجلي مع يعقوب ويوحنا (متى 17:1 و2) فيلزم أن تكون هذه الرسالة لأحد هؤلاء الرسل. وبما أنها لم تُنسب إلى يعقوب ولا إلى يوحنا، يكون كاتبها هو بطرس الرسول. بل إن الرسول ذاته قال إنها الرسالة الثانية (أصحاح 3:1) وإنه كتبها إلى المؤمنين العبرانيين.
(4) قال كاتبها عن بولس إنه أخوه الحبيب (3:15 و16) ومدح رسائل بولس، فلو لم يكن رسولاً لما قال عن بولس إنه أخوه الحبيب.
(5) الذي يتأمل هذه الرسالة بتدقيق يرى الروح الرسولي ظاهراً فيها، ففيها نبوات عن المستقبل، وتحذير من المعلمين الكذبة، وحضٌّ على التقوى والقداسة.
(6) من تأمل في عبارات هذه الرسالة وجد تشابهاً بينها وبين عبارات الرسول الأولى، فذكر في الرسالة الأولى 3:20 الطوفان ولم يذكره أحد من الرسل في رسائله، وذكره في رسالته الثانية أيضاً 2:5. وذكر في كل من هاتين الرسالتين أنه نجا من الطوفان ثمانية أشخاص.
اعتراض على 2بطرس 3:9 - هل يريد الله خلاص الجميع؟
انظر تعليقنا على عبرانيين 12:17
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 09:25 AM   رقم المشاركة : ( 54 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

شبهات وهميَّة حول رسائل يوحنا الثلاث
قال المعترض: »جاء في 1يوحنا 1:8 »إن قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا، وليس الحق فينا« ولكنه قال في 1يوحنا 3:6 و9 »كل من يثبت فيه لا يخطئ.. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية«. وهذا تناقض«.
وللرد نقول: الذي يقول إنه لم يخطئ يخدع نفسه، لأنه سيظن أنه في غير حاجة إلى التوبة، لذلك يحضُّنا الرسول يوحنا على الرجوع إلى الله تائبين، ويقول: »إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم« (1يوحنا 1:9). ولكن المؤمن المولود من الله، الذي يثبت في المسيح »لا يخطئ« أي لا يستمر في الخطأ، بل عندما يخطئ يندم ويرجع إلى الله طالباً منه الغفران. والقول »لا يخطئ.. لا يفعل خطية« في اللغة اليونانية الأصلية (التي كُتب بها الإنجيل) هو في صيغة »المضارع المستمر«.
اعتراض على 1يوحنا 2:1 و2 - هل هو شفيع كل العالم؟
انظر تعليقنا على يوحنا 17:9
قال المعترض:»ورد في 1 يوحنا 2:2 عن المسيح »هو كفارة لخطايا كل العالم« ولكن ورد في أمثال 21:18 أن الأشرار يكونون كفارة لخطايا الأبرار«.
وللرد نقول: قال يوحنا إن الله أحب العالم حتى بذل ابنه فداءً عن كل من يؤمن به، لأن الجميع أخطأوا واحتاجوا إلى فادٍ كريم. ومعنى الأمثال 21:18 هو أن للصِدِّيق عند الله منزلة عظيمة، فينجّيه من مكائد الأشرار، ويوقعهم في الأشراك التي ينصبونها له. وقال الحكيم في 11:8 »الصِدّيق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه«. وقد أنقذ الله بني إسرائيل من مكائد هامان بواسطة أستير ومردخاي، وعُلِّق هامان على الخشبة التي كان قد جهَّزها لصلب مردخاي. والمعترض يعرف أن الله أنقذ بني إسرائيل من يد فرعون، وأغرق جنوده في البحر الأحمر، وبهذا يظهر معنى قوله »الشرير فدية الصدّيق«. ولا مناسبة بين الآيتين، فكل منهما تعالج موضوعاً مختلفاً.
قال المعترض:»لا نفهم معنى ما جاء في 1يوحنا 4:2 و3 »بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله«.
وللرد نقول: القول »جاء في الجسد« يُراد به نفي ضلالة ظهرت زمن الرسول يوحنا، وتقول إن جسد المسيح لم يكن جسداً حقيقياً بل خيالياً، لأنهم كانوا يعتقدون أن المادة شر، فلا يمكن أن يكون الله قد تجسَّد في جسد مادي. ولما كانوا يؤمنون أن المسيح إله عللوا أعراضه الجسدية المذكورة في الإنجيل (من أنه أكل وشرب وتعب ونام واستيقظ ومات وقام) من قبيل التصوُّرات الخيالية التي لا وجود لها في الحقيقة. فإذا قيل لهم: كان المسيح يأكل الطعام، فكيف لا يجيء في الجسد؟ أجابوك: لم يأكل المسيح ولم يشرب حقيقة، ولكن شُبِّه لهم. وإذا قيل لهم كان المسيح ينام ويستيقظ. قالوا: كلا، بل شُبِّه لهم. وإذا قيل مات المسيح وقام، قالوا: لم يمُت حقيقة ولم يقُم. فدفعاً لشر هذه الضلالة أنذرنا الوحي على لسان يوحنا الرسول أن كل من يعترف أن المسيح جاء في الجسد، أي يعترف أن أعراضه الجسدية التي ذُكرت في الإنجيل حقيقة فهو من الله، وكل من ينكر أنه جاء في الجسد (أي ينكر أن أعراضه الجسدية كانت حقيقية) فليس من الله.
قال المعترض: »ورد في 1يوحنا 5:7 و8 »فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: »الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. فقال المفسرون المسيحيون إن أصل هذه العبارة هو: »فإن الذين يشهدون هم الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. أما القول: »في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض« فهي أُضيفت في وقت لاحق«.
وللرد نقول: من طالع ما كُتب على هذه العبارة من التفاسير تأكد حرص أهل الكتاب على كتابهم، وأنه لا يمكن لأحدٍ أن يزيد عليه أو يُنقص منه شيئاً. وقد ألف علماء المسيحيين على هذه العبارة المذكورة هنا الشيء الكثير. فقال فريق إنها من نوع »المدرج« الذي أُتي به للشرح والتفسير، واستدلوا على ذلك بأن هذه العبارة لم تُكتب في الأناجيل إلا بين قوسين، ولنورد بعض أدلتهم فنقول:
(1) قالوا إن هذه العبارة لم توجد في النسخ اليونانية التي كُتبت قبل القرن 16، وذلك بعد البحث في 149 نسخة فرأوها مثبتة في نسخ قليلة. ولكنها غير موجودة في أغلب النسخ.
(2) قالوا إنها لا توجد في نسخ العهد الجديد التي طُبعت بعد المراجعة الدقيقة.
(3) إنها لا توجد إلا في النسخ المترجمة إلى اللغة اللاتينية.
(4) إنها لا توجد في كل النسخ اللاتينية المكتوبة بخط اليد.
(5) لم ترد هذه العبارة في مؤلفات أحد أئمة اليونان أو في مؤلفات علماء المسيحيين الأولين.
(6) لم يستشهد بها أحد من أئمة الدين اللاتين.
(7) حذفها المصلحون البروتستانت، أو قالوا إنها موضع شك.
أما الفريق الذي يرى أن هذه العبارة جزء من نصّ الإنجيل فيقولون:
(1) إنها موجودة في الترجمة اللاتينية القديمة التي كانت متداولة في أفريقيا، وفي أغلب نسخ إيرونيموس. والترجمة اللاتينية هي من أقدم التراجم وأكثرها تداولاً.
(2) إنها موجودة في قانون الإيمان المعتبر في الكنيسة اليونانية وفي صلواتها الكنسية. أما نص قانون إيمان الكنيسة اليونانية فهو »إن الله حق أزلي خالق كل الأشياء، المنظورة وغير المنظورة، وكذلك الابن والروح القدس، وكلهم من جوهر واحد، فإن يوحنا الإنجيلي قال: »الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد«.
(3) إنها موجودة في الصلوات القديمة التي تتلوها الكنيسة اللاتينية في بعض الأعياد وفي عماد الأطفال.
(4) استشهد بها كثير من أئمة الدين اللاتين، ومنهم ترتليان في القرن الثاني، وكبريان في القرن الثالث، وإيرونيموس في القرن الرابع، والأساقفة الأفريقيون في أواخر القرن الخامس. وقد كتب ترتليان رسالة رد على براكسياس بخصوص الروح القدس، فقال: »إن المسيح قال إن المعزي يأخذ مما لي، كما أن الابن أخذ مما للآب. فارتباط الآب بالابن، والابن بالبارقليط يدل علي أن هؤلاء الأقانيم الثلاثة هم واحد. ولا شك أن هؤلاء الثلاثة هم واحد في الجوهر، وإن كانوا غير واحد في العدد«. فأشار بهذا القول إلى عبارة يوحنا. وكتب أوجينيوس أسقف قرطاجنة في أواخر القرن الخامس قانون الإيمان، وقدمه نحو 400 أسقفاً إلى هوناريك ملك الفاندال، وورد في هذا القانون: »من الظاهر للعيان أن الآب والروح القدس هم واحد في اللاهوت، وعندنا شهادة يوحنا البشير لأنه قال: »الذين يشهدون في السماء ثلاثة الآب والابن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد«.
ومن الأدلة الداخلية على صحة هذه العبارة: أن سياق الكلام يستلزم وجودها ليتم المعنى، فلو حُذفت لكان المعنى ناقصاً كما يتضح مما يأتي:
»الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة« فقد شهد الآب للابن ثلاث مرات، الأولى لما أعلن أن يسوع هو »ابنه الحبيب« بعد معموديته (متى 3:17) وثانيةً عند التجلي (متى 17:5). وشهد له ثالثةً لما أرسل ملاكه ليقويه وقت آلامه في جثسيماني (لوقا 22:43).
وشهد الكلمة الأزلي ليسوع بحلول اللاهوت فيه جسدياً، فكان يعمل المعجزات الباهرة بقوته، ويقول للشيء: كن فيكون. وبحلول اللاهوت في جسده احتمل هذا الجسد الضعيف الفاني غضب الآب. وشهد الكلمة له أيضاً0 بأن أظلمت الدنيا ثلاث ساعات لما كان يسوع معلقاً على الصليب، وبزلزلة الأرض، وشقّ الصخور، وفتح القبور، وظهور أجسام القديسين في المدينة المقدسة بعد قيامة المسيح. فالكلمة الأزلية الذي به خلق الله العالمين لا يزال ضابطاً لكل شيء، فإن الكتاب شهد قائلاً: »به عمل العالمين، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته« (عبرانيين 1:2 و3).
وشهد الروح القدس للمسيح بحلوله عليه عند عماده، وحلوله على رسله بعد صعوده، بل هو الذي نطق على لسان سمعان وحنة فشهدا للمسيح.
فيتضح مما تقدم أن الثلاثة في السماء شهدوا للمسيح، وهؤلاء الثلاثة هم كما قال الرسول واحد في موافقتهم على هذه الشهادة. ثم قال: »والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. والمراد بالروح هنا المواهب الفائقة الطبيعة التي منحها للمؤمنين، والمراد بهما الماء والدم اللذان خرجا من جنب الفادي، فإنه بعد موت جسده طعنه أحد الجند بحربة، فخرج ماء ودم.
وإذا قيل: كيف شهد الماء والدم بأن يسوع المصلوب هو المسيح؟
قلنا: إن الماء والدم كانا الواسطتين الضروريتين للتطهير والفداء في الناموس. »وكل شيء تقريباً يتطهَّر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة« (عبرانيين 9:22). ولكن لم يكن التطهير بالدم فقط، بل بالدم والماء. قال الرسول بولس: »لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع ماء، ورشّ الكتاب نفسه وجميع الشعب« (عبرانيين 9:19). فكل غسلات الناموس وفدائه بالماء ودم الحيوان كانت رمزاً إلى تطهير الضمير بماء المعمودية وفداء الخطية بدم يسوع المسيح المسفوك على الصليب. فخروج الماء والدم من جنب المسيح بعد موته كان إعلاناً أن الفداء الحقيقي تمّ، وفُتح الينبوع للتطهير.
على أن عقيدة وجود ثلاثة أقانيم في اللاهوت مؤيَّدة في الكتاب المقدس من أوله إلى آخره بدون هذه الآية. يكفي قول المسيح له المجد: »فاذهبوا وتَلْمذوا جميع الأمم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس« ولم يقل »بأسماء«.
قال المعترض: »ذكر روجرز أن كثيرين من علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالتي يوحنا الثانية والثالثة. ويقول الدكتور بلس إنهما ليستا من كتابة الرسل«.
وللرد نقول: أيَّد أئمة الدين المسيحي في العصور الأولى أن يوحنا كتبهما، فقد اقتبس إيريناوس في مؤلفاته من الرسالة الثانية واعتمد عليها أكليمندس أسقف الإسكندرية في الاعتقادات الدينية، وذكر أوريجانوس رسائل يوحنا الثلاث بكل الاعتبار، وقال ديونسيوس الإسكندري إن الرسالتين الثانية والثالثة هما ليوحنا الرسولي، واستشهد الإسكندر أسقف الإسكندرية بالرسالة الثانية في مؤلفاته، وتمسك بها أثناسيوس وكيرلس أسقف أورشليم، وأبيفانيوس وجيروم وروفينوس وجميع العلماء الذين أتوا بعدهم.
ومن دقق النظر في أسلوب تركيبهما ظهر له أنه يشبه أسلوب تأليف الرسالة الأولى، فأكَّد المحققون أن كاتب الجميع هو واحد، والأرجح أنهما كُتبتا في سنة 68 أو 69م وهو ذات تاريخ كتابة رسالته الأولى.
نعم لا يُنكر أن بعض الكنائس السريانية اشتبهت فيهما، وسبب ذلك أن الرسول قال: »أنا الشيخ« ولم يقل إنه رسول، فاشتبه عليهم الأمر. ولكن بطرس الرسول قال عن نفسه إنه شيخ (1بطرس 5:1) دون أن ينفي هذا رسوليته.
اعتراض على 2يوحنا 10 و11 - هل نرفض أحداً من دخول بيوتنا؟
انظر تعليقنا على غلاطية 6:10
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 09:25 AM   رقم المشاركة : ( 55 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

شبهات وهميَّة حول رسالة يهوذا
قال المعترض:»ذكر روجرز أن كثيرين من علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يهوذا، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل«.
وللرد نقول: الأدلة على نسبة رسالة يهوذا إلى هذا الرسول عديدة، فهي مدوَّنة في السجلات المشتملة على كتب العهد الجديد، وأيّدها أكليمندس أسقف الإسكندرية وترتليان وأوريجانوس والأئمة الأعلام المتقدمون، واستشهدوا بها في مؤلفاتهم كما قال يوسيبيوس.
وبصرف النظر عن الأدلة الخارجية، فأقوالها تؤيد صحتها، إذ لا يصح صدورها إلا ممن كان رسولاً، لأنه حكم فيها على المضلّين، وحكم فيها ضد الذين لصقوا بالرذيلة مراعاةً للربح، وحثّ المسيحيين على التمسك بالتقوى.
أما اشتباه البعض فيها فسببه أنه ورد فيها الاستشهاد بأقوال أخنوخ السابع من آدم: »هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع، ويعاقب جميع فجّارهم«. هذه هي نبوَّة أخنوخ. وبما أن أخنوخ ليس له كتاب، اشتبه البعض في رسالة يهوذا. ولكن نبوَّة أخنوخ هذه كانت متواترة عند اليهود. وإذا فُرض أنه كان لأخنوخ النبي كتاب غير مُدرج ضمن الكتب المقدسة، فالاستشهاد ببعضه لا يخل بالرسالة التي اقتبست منه، فقد استشهد بولس الرسول بأقوال شعراء أثينا لتفهيم اليونان الإله الحي الحقيقي (أعمال 17:28) واستشهد بقول الشاعر مناندر (1كورنثوس 15:33) واستشهد بأبيمنيدس (تيطس 1:12). فإذا كانت الأشياء المستشهَد بها حقيقية، فلا مانع من الاستشهاد بها.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 09:27 AM   رقم المشاركة : ( 56 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟

الفصل الخامس - شبهات وهميَّة حول سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي


حول سفر الرؤيا
قال المعترض:»ذكر روجرز كثيرين من علماء البروتستانت الذين لم يقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي، وقال إن أسلوب كتابتها لا يدل على أن الرسول يوحنا هو كاتبها«.
وللرد نقول: (1) تمسّك المسيحيون الأولون برؤيا يوحنا، ومع ذلك فقد شكَّ البعض فيها في القرن الثالث بسبب بعض الآراء حول مُلك المسيح الألفي. ومع ذلك قال العلامة إسحاق نيوتن إن الأدلة والبراهين على صحة سفر الرؤيا هي أكثر وأفر من الأدلة لتأييد أي كتاب من الكتب الإلهية. وقال أحد العلماء: »من تتبع عبارات الرؤيا أكَّد أنها وحي الهي، وأنها بمنزلة تتمَّة لنبوات دانيال«.
(2) وهناك أدلة خارجية تؤيد صحة نسبة هذا السفر إلى الرسول يوحنا، منها شهادات علماء القرن الأول، ومنهم أغناطيوس (107م) الذي استشهد في مؤلفاته بثلاث آيات من هذا الكتاب. وفي سنة 108م اقتبس بوليكاربوس عبارات منها في رسالته التي وصلت إلينا. وفي وقت استشهاده عندما دنت النار منه صلى بما ورد في 11:17 منها. وكذلك تمسك بها بابياس (116م).. وشهد لها علماء القرن الثاني، فكان جستن الشهيد (140م) متمسكاً بها، وكتب جيروم شروحاً وتفاسير عليها، وكتب ميليتو أسقف ساردس (177م) تفسيراً عليها. وكثيراً ما قال إيريناوس أسقف ليون في فرنسا (178م) في مؤلفاته إن سفر الرؤيا هو ليوحنا تلميذ الرب، واتفق هذا الفاضل مع بوليكاربوس.. ومن شهادات علماء القرن الثالث شهادات هيبوليتوس (220م) فإنه ألّف كتابين دفاعاً عن سفر الرؤيا، وكثيراً ما استشهد بها أوريجانوس (230م) في مؤلفاته، وقال إنها كتابة يوحنا الرسول. وفي القرن الرابع كانت الكنائس اللاتينية بدون استثناء تتعبد بتلاوتها، وشهد جيروم الذي كان مشهوراً بالتحقيق والتدقيق في ذلك العصر أنها وحي إلهي، وحذا حذوه علماء الكنيسة الغربية والكنيسة اليونانية والكنيسة السورية. فجميع المسيحيين وأئمتهم اعتقدوا بأن الرؤيا وحي، وأن كاتبها هو يوحنا الرسول، وذلك بالسند المتصل من القرن الأول إلى الرابع. ومن بعد القرن الرابع كانت الكنائس المسيحية قد تأسست في أنحاء الدنيا، حتى بلغت الكتب الإلهية مبلغ التواتر.
(3) وهناك أدلة داخلية على أن السفر من وحي الله ليوحنا، منها أنه يطابق باقي الكتب الإلهية في تعاليمه، فهو يحتوي على 404 آية، 275 منها من العهد القديم. ثم أن رفعة معانيه واستعاراته هي من البراهين على أنه وحي، ففي كلمة الله يُنظر إلى سمو المعنى بصرف النظر عن زخرفة الألفاظ اللغوية، فإن العلماء الراسخين يطلبون براهين داخلية على صدق الوحي، كتحقيق النبوات، وموافقة تعاليم السفر مع سائر الكتب الإلهية. وهذه الشروط اللازمة لصدق الوحي متوفرة في سفر الرؤيا، فجزموا بأنها وحي إلهي. ويطابق أسلوب الرؤيا أسلوب إنجيل يوحنا ورسائله، وأوضح بعض العلماء أوجه المشابهة في أسلوب التركيب وفي العبارات.
(4) وكان ديونسيوس الإسكندري أول من اعترض على كتاب الرؤيا، فقال إن كاتبه شخص اسمه يوحنا، أحد مشايخ كنيسة أفسس. ولنورد اعتراضاته ونرد عليها:
(أ) قال المعترض: لم يذكر يوحنا الرسول اسمه في إنجيله ولا في رسائله، مع أنه في الرؤيا ذكر اسمه.
وللرد نقول: مع أن الرسل لم يذكروا أسماءهم في الأناجيل، ولم يذكر الرسول بولس اسمه في العبرانيين، إلا أن الإجماع والتواتر هما من الأدلة القوية على صحة نسبتها إليهم. ومع أن يوحنا لم يذكر اسمه في إنجيله، إلا أنه وصف نفسه بالأوصاف المميزة له، الدالة على أنه هو يوحنا. أما سبب عدم ذكر اسمه في رسائله فهو أن الأشخاص الذين أرسل إليهم هذه الرسائل كانوا يعرفون مصدرها وكاتبها. ثم بما أن الرؤيا تشتمل على نبوات عن أمور مستقبلة ذكر اسمه لتأكيد الرؤيا وأنه لابد من حصولها.
(ب) وقال المعترض: مع أن كاتب الرؤيا قال إنه يوحنا، لكنه لم يردف اسمه بلقب »الرسول«.
وللرد نقول: بما أنه كتب الرؤيا من جزيرة بطمس إلى السبع الكنائس، فلابد أن هذه الكنائس كانت تعرفه. وزد على هذا قوله إنه كان في ضيق بسبب كلمة الله وشهادة يسوع المسيح. وكانت الكنائس تعرف أنه نُفي إلى تلك الجزيرة حيث قاسى الاضطهاد بسبب كلمة الله. فلا لزوم إلى زيادة الإيضاح، فالرسول يوحنا لا يحتاج إلى تعريف.
(ج) وقال المعترض: لم يرد في الرؤيا ذكرٌ لرسائله السابقة.
وللرد نقول: جرت عادة الرسل أن لا يشيروا في رسائلهم إلى كتاباتهم السابقة، فلم يشر بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية إلى رسائله السابقة، مع أنه كان قد أرسل غيرها إلى الكنائس.
(د) وقال المعترض: توجد مشابهة بين إنجيل يوحنا وبين رسائله في أسلوب التركيب، ولكن لا توجد مشابهة بين إنجيله وبين الرؤيا.
وللرد نقول: إذا ثبت عدم وجود مشابهة في العبارة فسببه اختلاف الموضوع، فإن أسلوب الأخبار غير أسلوب النبوَّة. على أنه قد ثبت بعد التحري أن الأسلوب واحد، ولا بد أن كاتب إنجيل يوحنا هو كاتب الرؤيا.
(هـ) وقال المعترض: لغة إنجيل يوحنا ورسالته فصيحة، مما يدل على أن كاتبها متضلّع في اليونانية، بخلاف لغة الرؤيا.
وللرد نقول: قرر العلماء الراسخون في اليونانية أن اللغة في الجميع واحدة. ولو سلّمنا جدلاً بوجود فرق، لقلنا إن يوحنا كتب الإنجيل في سنة 68 وفي رواية أخرى 97م. أما الرؤيا فقد كتبها وهو منفيّ، وحالما شاهد الرؤيا دوَّنها. ومعروف أن أسلوب الكاتب يختلف إن اختلفت ظروف حياته.
(و) وقال المعترض: عبارات هذا الكتاب مبهمة غير مفهومة.
وللرد نقول: إنها رؤيا، وهي تشتمل على نبوات، واصطلاحات النبوات تحتاج إلى نظر وفكر، لأن عباراتها بالرموز والاستعارات، مثل نبوات دانيال. والمسيح صدَّق على نبوات دانيال كما في متى 24:15. فوجود اصطلاحات النبوات فيها دلالة على صحتها.
ومن السهل على تلميذ الكتاب المقدس أن يفهم سفر الرؤيا، فمفتاح فهم الرؤيا موجود في العهد القديم. فالرؤيا (كما قلنا) 404 آية، 275 آية منها مأخوذة من العهد القديم.
اعتراض على رؤيا 1:5 - من أول من قام من الأموات؟
انظر تعليقنا على أعمال 26:23
قال المعترض:»ورد في الرؤيا 1:11 »أنا الألف والياء، الأول والآخِر« ولكن كريسباخ وشولز متفقان على أن التعبير »الأول والآخِر« أُضيف في ما بعد«.
وللرد نقول: تعبير »الألف والياء« هو نفسه التعبير »الأول والآخِر« و»البداية والنهاية« لأن المعنى واحد.
قال المعترض:»جاء في رؤيا 2:8 أن المسيح هو الأول والآخِر، ولكن جاء في رؤيا 3:14 أنه »بداءة خليقة الله«.
وللرد نقول: المسيح هو الأول والآخِر، لأنه »في البدء كان الكلمة« (يوحنا 1:1) وسيجيء ثانية ليدين الأحياء والأموات بحكمه العادل. وبداءة خليقة الله بمعنى أنه رأس خليقة الله، وأصل الخليقة ومُبدعها، لأن »كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان« (يوحنا 1:3).
قال المعترض:»جاء في رؤيا 2:26-28 »من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية فسأعطيه سلطاناً على الأمم، فيرعاهم بقضيب من حديد كما تُكسَرُ آنية من خزف، كما أخذْتُ أنا أيضاً من عند أبي. وأعطيه كوكب الصبح«. فمن هو موضوع هذه النبوَّة؟«.
وللرد نقول: موضوع هذه النبوَّة يستمد قوته وسلطانه من المسيح، جزاءً له على تمسُّكه بوصايا المسيح وحفظه أعماله إلى النهاية، وبالتالي كان مقامه دون مقام المسيح. وكل من يراجع أصحاحي 2 و3 من سفر الرؤيا يجد أن المتكلم هو المسيح، الذي يشجِّع أعضاء الكنائس السبع على الغلبة، ويعد من يغلب منهم بأحسن الجزاء. وكرر ذلك سبع مرات، وهو يتكلم كلاماً عمومياً لترغيب شعبه في الغلبة، لا بالسيف، بل غلبة الخطية والجسد والعالم والشيطان.
قال المعترض:»جاء في الرؤيا 3:14 »يسوع المسيح بداءة خليقة الله«. وهذا يعني أن المسيح هو خليقة الله، الذي خلقه أول من خلق«.
وللرد نقول: معنى هذه الآية أن المسيح أصل خليقة الله، لأن بداءة الشيء هي أصله ومصدره. وفي اليونانية هي كلمة »أرخي« بمعنى رأس أو مصدر أو أصل. فليس المسيح هو أول مخلوق، بل أصل الخليقة.
راجع تعليقنا على كولوسي 1:15
قال المعترض:»كلام يوحنا مملوء بالمجاز، قلّما تخلو فقرة لا يحتاج فيها إلى تفسير. مثال ذلك ما جاء في الرؤيا 12:1-7: »وظهرت آية عظيمة في السماء، امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من 12 كوكباً، وهي حبلى تصرخ متمخّضة ومتوجّعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان، وذَنَبه يجرّ ثُلث نجوم السماء، فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابناً ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصاً من حديد. واختُطف ولدُها إلى الله وإلى عرشه، والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعَدٌّ من الله لكي يعولوها هناك 1260 يوماً. وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنينَ، وحارب التنينُ وملائكتُه«.
وللرد نقول: (1) هذه كتابة نبوية تُفَسَّر بمقارنتها بغيرها من أقوال الكتاب المقدس، فيظهر أن المرأة ترمز إلى شعب الله، أي الكنيسة التي تُشبَّه بعروس، والمسيح بعريس. وهي متوشحة بشمس برّ المسيح، وتضيء بأشعته. فيُنسب إليها بِرُّ المسيح بالإيمان به.
(2) »القمر تحت رجليها« يرمز إلى العالم، فهي تقف عليه ولكنها فوقه، يعني أن آمالها وأعمالها رفيعة سماوية وليست أرضية فانية.
(3) »وعلى رأسها إكليل من 12 كوكباً« يعني أنها متمسكة بتعاليم الإنجيل كما علمها الاثنا عشر رسولاً، وهذه التعاليم هي تاج مجد كل مؤمن.
(4) قوله »تصرخ متمخّضة« يعني أنها متألمة من ابتعاد الناس عن المسيح، وتتمنّى أن تلد ذرّية له بهداية الخطاة من الظلمة إلى نور الهدى.
(5) عدو الكنيسة، وهو مملكة روما الوثنية، التي كانت ترسم على ألويتها صورة تنين، ووصفها النبي أيضاً بتنين عظيم إشارة إلى شدة البأس، وعبّر عن قسوته بأن لونه أحمر.
(6) »له سبعة رؤوس« يرمز إلى مدينة روما الوثنية المبنية على سبعة جبال.
(7) »عشرة قرون« هي أقسام هذه المملكة العشرة، فإن أوغسطس قيصر قسمها إلى عشرة أقسام.
(8) »على رؤوسه سبعة تيجان« هم سبعة ملوك، وقد فسر الرسول ذلك كما في (17:10).
(9) »ذَنَبه يجر ثُلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض« يرمز إلى اضطهاده للمسيحيين.
(10) »وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت« يعني أنه بذل الجهد في منع نمو المسيحية، وحاول استئصالها.
(11) »ولدت ابناً ذكراً« (آية 5) ظنَّه البعض قسطنطين، الذي أوقف الاضطهادات التي حلّت بشعب الله، وجعل الديانة المسيحية ديانة مملكته. وقال آخرون إنه يرمز إلى شعب الله الحقيقي، فإنهم يرعون جميع الأمم بعصا من حديد، ويدينون العالم بتعاليمهم وقدوتهم وسيرتهم.
(12) حصلت عناية بهذا الولد، فإنه اختُطِف إلى الله وإلى عرشه، فصار تحت حمايته القوية. وقد كانت الديانة المسيحية تحت عناية الله العظيم من مبدأ الأمر.
(13) »المرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعَدّ من الله لكي يعولوها هناك« هو أن الله حفظ الكنيسة وقت اضطهاداتها، وتكفّل بسلامتها، وكانت شدائدها هذه لمدة من الزمن.
فالمسيحيون يقارنون أقوال الكتاب ببعضه ويفسرونها. ولا ينكر أن سفر الرؤيا استعمل في أقوال النبوات استعارات وتشبيهات، غير أنها مفسَّرة في الكتاب المقدس، كما قلنا إن سفر الرؤيا 404 آية، 275 آية منها مقتبسة من العهد القديم.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سفر أستير هو خاتمة كل الأسفار التاريخية
نظرة عامة على الأسفار التاريخية في العهد القديم
مقدمة الأسفار التاريخية
ماهي الأسفار التاريخية؟
هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟


الساعة الآن 05:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024