منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2018, 05:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,204,095

كلام في الخدمة دعوة ومنهج

كلام في الخدمة دعوة ومنهج

أن كل من يهاب الله ويرعى قلبه ويحيا بخوف التقوى حافظاً وصاياه،

هو ابن حقيقي لله في المسيح، لأن كل ابن حقيقي يخاف أبيه لا خوف العبيد الأجراء المتوقعين العقوبة عند أدنى خطأ ومن ثم الرفض والطرد خارجاً، بل مخافة الأبناء الحقيقيين المحبين لأبيهم، لأن جل ما يهمهم أن لا يجرحوا محبته، بل سعيهم في كسب ثقته، من أجل ذلك يحيون أمناء للنهاية سائرين أمامه في طريق الكمال والقداسة، واثقين في محبته الفائقة، متقبلين عطاياه بشغف كمن يتقبل الجواهر الثمينة، وبذلك يصيرون سفراء أمناء لأبيهم ويستحقون أن يخدمونه.
وهذه الخدمة ليست هي الكمال في ذاتها،
بل فيها إعلان برّ الله بالإيمان إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، وهذا البرّ المعلن هو الذي يقود إلى التبني، لأن الهدف من الخدمة هو ان يتصور المسيح في قلوب المدعوين للحياة الأبدية، ولهذا السبب فإن الخُدام المدعوين من الله، وهم الجماعة المقدسة الذين اختارهم الله وائتمنهم على كرازة ملكوت الله ونالوا سر النداء الإلهي بسلطان قوته: [توبوا وآمنوا بالإنجيل]
فالخادم الحقيقي هو الممتلئ بصلاح الله يحيا أسير يسوع،
لذلك نجد الرسول يقول: [بولس أسير يسوع المسيح المدعو رسولاً] (أنظر أفسس 3: 1، رومية 1:1). لذا فإن ناموس روح الحياة الجديد المحفور فينا بإصبع الله يعمل فينا بعبودية صالحة، لا عبودية القهر والمذلة، بل بحرية البنين الذين استعبدوا أنفسهم لأبيهم المؤتمن وحده على حياتهم الأبدية، لأنه قائدهم في النور، لأن كل قصده أن يجعلهم قادرين – بنعمته – على السيادة على كل شهوة، حتى يصيروا كاملين في الخدمة الصالحة للفضيلة، مقدمين الخبرة الروحية في كلام البرّ الصالح النافع لكل نفس يخدمونها.
فاحذروا من أن تأخذوا منابر الخدمة دون خبرة
روحية حقيقية ودعوة صريحة من رأس الجسد أي الكنيسة، الذي هو شخص ربنا يسوع، لأن الخدمة ليست مجرد حفظ كلمات ولا تقديم عِظات ولا مجرد نصائح ولا تنمية بشرية ولا علم نفس ولا علم اجتماع ولا ثقافة عامة ولا فكر ولا علم مشورة ولا أبحاث بشر عميقة تؤهل الإنسان لكي يكون خادمًا أمينًا لله، بل دعوة صريحة واضحة مُقدَّمه من رب الحصاد لكي يُعين وكيلاً أميناً يعمل في وكالة سيده، ويعطي العلوفة في حينها لكل واحد حسب نصيبه وما قُسم لهُ، لكي ينمو في برّ الإيمان ويسير في طريق التقوى بسهولة دون عراقيل، لأن في النهاية سيقدم كل واحد حساب وكالته للسيد، والذي اغتصب هذه المكانة التي ليست له ولا من حقه سيُفضح أمره، ومن ثم يُطرد خارجاً لأنه سارق ولص.
فكونوا عقلاء واعرفوا أنفسكم وافهموا دعوتكم واحسبوا النفقة،
ولكي تكون حسبتكم صحيحة نافعة، اعلموا أن الخدمة ليست نُزهة ولا إقامة أفراح، ولا هي للبهجة ولا ألقاب ولا كراسي ولا كرامة ولا مجد، ولا لقب مُعطى لأحد ليُناديه الناس بالأستاذ أو بأي لقب شريف، لأنها بذل النفس بذبحها وسفك دمها وإهدار كرامتها، لأن الرب لما أتى ليخدم بذل نفسه للموت، أخلى ذاته وتنازل ليصير عبداً وغسل أقدام الرسل، تألم وهو في الجسد بأشد أنواع الآلام، وذاق المُر وتوجع من خيانة تلميذ وبيع وترك وتخلي وصراخ الشعب كله الذي صنع معهُ خيراً (أصلبه، أصلبه، دمه علينا وعلى أولادنا)، ومن ثم حمل الصليب ومضى نحو الموت، ومات فعلياً ومن ثم قام.
فأن صرت خادماً وافتخرت بخدمتك وفرحت بألقاب الناس لك
ولم تتوقع الصليب ولم يكن عندك استعداد أن تحمله لترتفع عليه مفضوحاً أمام الجميع وتموت عليه فعلياً، لا من ذاتك ولا بجلبك الآلام على نفسك بتسرعك أو حماقة منك وعدم حكمة ولا حنكة، بل فقط لأجل أمانتك للمسيح الرب، فأنت لم تحمل نير الخدمة بعد، بل أنت تخدم يا إما ذاتك أو آخر غير المسيح الرب المجروح لأجل معاصينا والمسحوق لأجل آثامنا.
فكل من خدم الرب أُضهد من الناس وكلماته لم تكون مقبولة
فالصوت الصارخ في البرية الذي أعد طريق الرب كان مرفوضاً من المؤتمنين على الشريعة، حتى الرسل وكل من خدم ربنا يسوع بإخلاص على مر التاريخ المسيحي كله، قد رُفض وقاومه الناس بشدة على أعلى مستوى من الاضطهاد والرفض والتعيير والتشهير، فانتبهوا واعرفوا أن الخدمة هي علمية تجنيد، ومن تجند للرب لا يرتبك بأمور هذه الحياة ولا يسعى لراحته فيها أو يبتغي مدحاً أو شكراً من أحد، لأن كل ما يسعى نحوه أن يُرضي من جنده، ولا يُرضي الناس بل إلهه الحي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وأنهى كل مخاوفنا إلى الأبد
الخدمة دعوة مستمرة
الخدمة دعوة للسماء
دعوة الخدمة المقدسة هي شركة في ذبيحة يسوع
دعوة لنتعلم الخدمة من بولس الرسول - القس أنطونيوس فهمى


الساعة الآن 08:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024