منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 07 - 2021, 02:09 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,759

القديسة ماكرينا أخت القديس باسيليوس الكبير



ولدت ماكرينا في قيصرّية الكبّاذوك، في أوائل القرن الرابع، من أبوين تقيين فاضلين هما باسيليوس وأميليا. فدُعيت ماكرينا، على إسم جدّتها القديسة ماكرينا ذات الحسب والنسب والفضيلة الكبرى والأخلاق الجميلة.
ونالت ماكرينا الصغيرة في بيت أبيها من حسن التربية حظّاً وافراً، لأن باسيليوس الأب كان رجلاً راسخاً في الإيمان، أميناً في القيام بواجباته كزوج وكأب مسيحي، وكانت أميليا الأم إمرأة قديسة جعلت نعيمها على الأرض وإكليلها في السماء قامت بتربية بنيها العديدين على الفضائل المسيحيّة الحقّة. وما كادت ماكرينا تبلغ أشدّها حتى كانت الساعد اليمين لأمّها في القيام بواجبات تلك الأسرة الكبيرة. فكانت في تلك الأسرة الكريمة أمّاً ثانية، بخدمتها ومحبّتها وتفانيها وصبرها وصدرها الواسع ونظرها الثاقب.
ومات أخوها الصغير نوكراس، فكانت لأمّها ملاكاً صالحاً قامت تعزّيها وتؤاسيها وتخفّف عنها وطأة الأحزان بمحبّتها وغيرتها ووداعتها. فكانت تستمدّ من قراءة الكتاب المقدّس قوت نفسها وغذاء حياتها. ومات أبوها، وخلّفَ أموالاً طائلة وعيلةً كبيرة، فقامت مع أمّها بذلك الحمل، وكانت رغم حداثة سنّها السيّدة المحترمة المطاعة. وخصّصت بتوليتها لله لتعيش عذراء وتخدم أخوتها، فكانت تلك الصبيّة الفنّانة التي أخرجت أناملها أجمل الشباب والفتيات وأكابر القديسين. وأخوتها الثلاثة باسيليوس وغريغوريوس وبطرس صاروا أساقفة وأحصوا بين القديسين. أمّا أخوتها فتزوّجن وحملن إلى أسرهِن الأخلاق المسيحيّة الجميلة التي اقتبستها على حضن أختهنّ البكر ماكرينا.
وأقبل الشاب عليها يطلبون يدها ويخطبون ودّها، فكانت ترفضهم بوداعة واحتشام، لأنّها كانت قد وهبت قلبها لعريس أسمى وأكرم، ولخدمته في شخص أخوتها.

ونال أخوتها كلّهم مع تهذيب القلب ثقافة العقل. وذهب باسيليوس إلى القسطنطينيّة ثم إلى أثينا، حيث برع في العلوم ونال قصب السبق في ميدان الفصاحة والبيان. وكان المستقبل الباهر ينتظره في الدنيا، وربما كان نجاحه عرّضه لأخطار الكبرياء. لكن ماكرينا كانت قد سهرت على حداثته، وصلّت مدّة سني غيابه لأجله، وقامت تباحثه وترشده عند عودته، فزهد في الدنيا وفي أمجادها وفي عظمتها وكبريائها، وذهب فسجن نفسه في القفر، وأضحى الناسك الكبير، ريثما يصير الأسقف العظيم على مدينة قيصريّة نفسها. وسار غريغوريوس على مثال أخيه، فأقيم أسقفاً على مدينة نيصص، وبطرس أضحى أسقف مدينة سبسطية في أرمينيا الصغرى.
فلمّا أتمّت ماكرينا سعيها واستوثقت من سير أخوتها في طريق البرارة والقداسة، أقبلت على أمّها العجوز، ترغّبها في إنشاء دير للراهبات تقضيان فيه معاً ما بقي لهما من العمر في أعمال النسك وتقديس النفس بالفضائل الرهبانيّة السامية. فراقت لأميليا الفكرة الصائبة، وتشيّد الدير وسجنت فيه أميليا شيخوختها، وماكرينا شبابها.
وما كادت تلك البتول القديسة تتحصّن وراء أسوار الدير حتى فاقت الجميع، بنشاطها في الصلاة، وحرارتها في العبادة وكثرة الإماتات وجمال الوداعة. فاختارتها الراهبات رئيسة لهنَّ، لترشدهنَّ في سبل الكمال المسيحي. فوضعت لهنَّ ماكرينا فرائض ملؤها الحكمة والفطنة. فجعلت في أساس الحياة الرهبانيّة فضائل الفقر والتواضع والطاعة، وعيّنت لهنَّ أوقاتاً للصلاة وغيرها للأشغال اليدويّة، وعوّدتهن أنواع الإماتات والصيامات وقهر النفس والتجرّد عن المحبّة الذاتيّة، فأشرق ذلك الدير بالفضائل الجميلة الرهبانيّة.

وأراد الرب أن يكمّل تنقية تلك النفس الطاهرة، فسمح بأن تُبتلى بمرض خبيث من نوع السرطان
، كان يؤلمها جدّاً وكانت تتحمّل مضضه بصبرٍ جميل وتسليم تام لمشيئة الرب.
ولمّا كاد ذلك الداء أن يوصلها إلى عتبة القبر هلع قلب أمّها العجوز القديسة عليها
، فصلّت لأجلها وباركتها بإشارة الصليب فبرئت.
ولم تطل من بعد ذلك أيام تلك الأم، حتى رقدت بسلام رقود القديسين،
وطارت إلى الأخدار العلويّة، تحملها أعمالها الصالحة وصلوات بنيها الأساقفة الأبرار
وإبنتها ماكرينا القديسة الكبيرة. ولمّا وارت ماكرينا جسد والدتها في اللحد،
جمعت كل ما آل إليها بالإرث من والديها، فوزّعته كلّه على الفقراء
وقامت هي تشتغل بيديها مع بناتها الراهبات لتعيش. أن الكمال الإنجيلي هو حقّاً كمال السماء وكمال الأرض.
إلاّ أن ماكرينا ما لبثت أن لحقت بوالدتها، لأن إكليلها كان قد كمل ورسالتها قد انتهت،
فدعاها الله إليه ليجزل لها المكافأة السماويّة. وأبهج الرب أيامها الأخيرة بحضور أخيها غريغوريوس أسقف نيصص. فماتت بين يديه وهي تسبّح الرب وتقول: أشكرك يا إلهي، لانّك منحتني ما طلبته من جودك وأرسلت لي أخي لكي أراه قبل أن أموت. ثم أدارت وجهها إلى الشرق، ورسمت إشارة الصليب على جبهتها وعلى شفتيها وعلى صدرها، وغابت عن الحواس وهي تصلّي وتناجي عروسها الإلهي، وأسلمت الروح نحو سنة 379
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لنا مثل جبار هو القديسة باولا أم القديس باسيليوس الكبير
بتولية القديسة مريم القديس باسيليوس الكبير
طروبارية القديسة " مكرينا" أخت القديس باسيليوس الكبير
صورة القديسة ماكرينا أخت القديس باسيليوس الكبير
صورة القديسة مكرينا البارة أخت القديس باسيليوس الكبير


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024