جِدّي كان مِعلّق ورقه بسيطة في برواز في المكتب مكتوب عليها كلمتين بخط يد (يمكن خطاط او خَط ايده هو شخصياً). كل لما كنت باشوفها باستغرب اشمعنى معلق الورقة دي في البرواز الصغير البسيط ده اللي مش لايق مع بقيت ديكور البيت وعلى حيطة لوحده. بعد ما راح السما، باعوا البيت واستغربت لما رحت ولقيت البرواز ده ماما اخذته وعلقته في اوضة نومها قدام السرير على طول، يعني تقريباً كل ليلة يكون اخر حاجة تشوفها قبل ما تنام واول حاجة لما تصحى.
البرواز مكتوب فيه "لتكن مشيئتك". مع مرور السنين، كل لما اروح مصر اشوفه في نفس المكان وادركت قد ايه قيمة الكلمتين المتبروزين دول وقوة تأثيرهم في حياتنا لو فهمناهم صح وعشنا بيهم وانهم اهم من اي ديكور واثمن من اي حاجة تانية نورِثها او نوَّرَثها لاولادنا.
"لتكن مشيئتك" مش حسرة على الماضى تتقال بِوَجّع لأننا ما نقدرش نِغَيَّره، لكن طِلبة للمستقبل تتقال بإلحاح وبفرح لما ندرك ان خيرنا في اللي يختاره لينا ابانا السماوي. لتكن مشيئتك يعني يا رب اليوم وبكرة خلّيهم يمشوا زي ما انت تشوفهم صالحين، انا مش عايز اختار، انا عايزك انت تديني الهدية الحلوة اللي في ايدك ليّ… انا مش ممكن اعرف اختار لنفسي اجمل من اللي انت يا رب شايفه لصالحي. انا محدود وانت علمك وحكمتك ومعرفتك بالحاضر والمستقبل غير محدودين ومحبتك غير محدودة فانت هتختار افضل حاجة لولادك. حتى في احلك الليالي - حتى وانا مش فاهم ايه اللي بيجرالي .. لتكن مشيئتك.
انت صالح وإلى الابد رحمتك وعشان كده باطلب لليوم وبكرة: لتكن مشيئتك…
28 - 06 - 2022, 04:20 PM
العرض العادي
