منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 03 - 2022, 12:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث





كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث





الكتاب يتحدث عن ثمار الروح القدس التسعة حسبما ذُكِرَت في (غل 5: 22-23): "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ".



← بيانات الكتاب: الطبعة الأولى، أكتوبر 1996 م.، القاهرة، مطبعة الأنبا رويس (الأوفست) بالعباسية، رقم الإيداع بدار الكتب: 11106/1996 م. - الترقيم الدولي: 977-5345-33-2.

رد مع اقتباس
قديم 17 - 03 - 2022, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث




مقدمة



لا بُد للروح أن يكون لها ثمر في الإنسان، لأن السيد الرب يقول "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 8: 20) وأيضًا:
كل شجرة لا تصنع ثمرًا، تقطع وتلقى في النار" (مت 7: 19).
والثمر الجيد هو ثمر الروح، وليس ثمر الجسد.
والروح الإنسانية التي تصنع ثمرًا، هي التي تشترك مع الله في العمل، وتدخل في "شركة الروح القدس" (2كو 13: 4). وإن اشتركت روح الإنسان مع الروح القدس، سوف تستطيع أن تشترك الجسد معها وتقوده في العمل الروحي.
إذن ثمر الروح، هو ثمر الروح التي قادت الجسد. وصارت هي وهو تحت قيادة الروح القدس.
ذلك "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14).

فهل المقصود بثمر الروح، هو ثمر الروح الإنسانية، أم ثمر الروح القدس. الإجابة هي شركة الروح القدس مع الروح الإنسانية. ذلك لأن الروح الإنسانية. وحدها لا تستطيع وحدها أن تعمل شيئًا بدون شركة روح الله معها.. الإنسان هو هيكل لروح الله، وروح الله ساكن فيه (1كو 3: 16) (1كو 6: 19).
روح الله ساكن في الإنسان ويعمل.
ولكن يلزم استجابة الإنسان لعمل الروح فيه
وذلك بأن يشترك مع روح الله في العمل.
وهنا يأتي ثمر الروح نتيجة لهذه الشركة.. ذلك لأن الله لا يرغم الإنسان على عمل الخيربل لا بُد أن يعمله بإرادتهُ.. وإلا فقد العمل قيمته. ولم تعد له مكافأة.
وقد شرح الرسول ثمر الروح فقال:
وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف" (غل 5: 22، 23)
ونحن نود في هذا الكتاب أن نحدثك عن هذا كله، في إيجاز وتركيز. لأن كل واحدة من هذه الثمار التسع، قد تحتاج إلى كتاب خاص. وقد أصدرنا لك كتابًا عن المحبة، وآخر عن الإيمان وكان بودي أن أصدر لك كتابًا عن الوداعة.
ولكن رغبة في تجميع الأفكار وعدم تشتتها، نشرنا لك هذه الكتاب عن ثمر الروح كله معًا.
ونلاحظ أن كل ثمرة يمكن أن تتعلق بغيرها من الثمار. لأن الحياة الروحية مرتبطة ببعضها البعض في كل التفاصيل.
أتركك الآن أيها القارئ العزيز لكي تتأمل في ثمار الروح، ولكي تجعلها جميعًا ثمرًا لحياتك مع الله ولعمل الروح فيك.
وليكن الله معك، يعينك في كل ما تفعله.

31 أكتوبر 1996
عيد القديس الأنبا رويس
البابا شنودة الثالث
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 03 - 2022, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

البابا شنودة الثالث

المحبة



من ثمر الروح: - المحبة

أود أن أبدًا معكم سلسلة جديدة عن "ثمار الروح". هذه التي شرحها الوحي الإلهي على لسان بولس الرسول قائلًا: "وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة لطف، صلاح، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غل 5: 22، 23). ويبدو واضحًا من هذه الآية أن المحبة هي أولى ثمار الروح. فلنتأمل إذن فضيلة المحبة أولى ثمار الروح:
المفروض في الإنسان أن يكون هيكلًا للروح القدس، ويكون روح الله ساكنًا فيه. ولقد أرسل لنا السيد المسيح الروح القدس، لكي يسكن فينا إلى الأبد، ولكي يعمل فينا ويعمل بنا ويكون لعمله فينا ثِمار، هي ثمار الروح (1كو 3: 16) (يو 14: 16، 17).
وفي مقدمة ثمار الروح: المحبة والفرح والسلام. ولنبدأ بفضيلة المحبة وعلاقتها بالفرح والسلام.
أهم ما أريد أن أكلمكم عنه في المحبة، هو محبة الله، ومحبة الخير. وكل منهما تؤدى إلى الأخرى.
محبة الله توصل إلى محبة الخير والفضيلة. ومحبة الخير والفضيلة توصل إلى محبة الله. وكل منهما تقوي الأخرى.
إذا أحب إنسان الخير، لا يكون له صراع مع الشر.
كثير من الناس يضيعون حياتهم في الصراع مع الخطية أو في مقاومة الشيطان، لكي يصلوا بهذا إلى حياة التوبة. وحياة التوبة هي البعد عن الخطية التي يحبونها.
أما الإنسان الذي يحب الخير، فقد أرتفع فوق مستوى التوبة، وفوق مستوى الصراع مع الخطية.

عبارة "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح يشتهى ضد الجسد"، هي عبارة خاصة بالمبتدئين، الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح. أما الجسد النقي، البار، الذي يحب الخير، فهو لا تشتهى ضد الروح (غل 5: 17).
الإنسان الذي يحب الخير، لا يجاهد للوصول إلى التوبة، إنما كل جهاده هو للنمو في محبة الله ومحبة الخير.
إنه جهاد إيجابي، وليس جهادًا سلبيًا.. إنه انتقال من درجة في القداسة إل درجة أعلى منها.
إنه جهاد لذيذ بلا تعب..
إنما يتعب في جهاده، الإنسان الذي يقاوم نفسه، نفسه التي لا تحب الفضيلة، بل تحب الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19).
أما الذي يحب الخير، فقد دخل إلى راحة الرب، دخل إلى سبته الذي لا ينتهي، يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر، بلا تعب، بلا تغصب
إن فضيلة "التَّغَصُّب" ليست للقديسين يحبون الخير، فالذين يحبون الخير، لا يغصبون أنفسهم عليه، بل يفعلونه تلقائيًا، بلا مجهود.
الذي يحب الخير، لا يرى وصية الله ثقيلة، بل يحب ناموس الرب "في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا".
صدق يوحنا الرسول عندما قال "ووصاياه ليست ثقيلة" (1يو 5: 3). إننا نشعر أن وصايا الرب ليست ثقيلة، حينما نحبها، ونتغنى بها ونقول "وصية الرب مضيئة تنير العينين، فرائض الرب مستقيمة، تفرح القلب" (مز 18).
إن الذي يحب الرب ويحب الفضيلة، قد ارتفع فوق مطالب الناموس، ودخل في الحب.
إنه يفعل الخير، بلا وصية، بل بطبيعته الخيرة. ليس هو محتاجًا إلى وصية تدعوه إلى الخير.
إنه يفعل الخير، لأن الخير من مكوناته، كصورة لله. يفعل الخير كشيء عادى، طبيعي، كالنفس الذي يتنفسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجيبًا.
ولهذا فإنه لا يفتخر، إذ أنه في نظره شيء طبيعي..
أما الذي لا يحب الخير، فإن وصية الله ثقيلة عليه،لذلك فكثيرًا ما تكون بينه وبين الله عداوة!! يشعر أن الله يسلبه لذته (الميالة إلى الخطية). ويشعر أن وصية الله تقيده، وتحاول أن تسيره في طريق لا يريدها.. وهكذا يرى أن طريق الله صعب، وأنه لا يسير فيه إلا مضطرًا.
من هذا النوع الذي لا يحب الخير، الإنسان الوجودي الملحد، الذي يرى أن وجود الله، عائق ضد وجوده هو..
أي أنه لا يشعر بوجوده إذا آمن بوجود الله، ولذلك يقول "الأفضل أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا".
كل ذلك لأنه لا يحب الخير. وعدم محبته للخير أوصلته إلى عدم محبة الله. لهذا فإن الابن الضال، عندما أراد أن يتمتع بحريته وشخصيته، ترك بيت أبيه..! (لو 15: 13).
أما الإنسان الذي يحب الخير، فليست بينه وبين الله عداوة. لأنه يوجد اتفاق بين مشيئته ومشيئة الله.
إنه يحب الله، ويجد فيه مثالياته العليا، ويحب فيه الخير الذي يشتهيه. ويصبح الله شهوته، وهو لذته.
الإنسان الذي يحب الخير يعيش في فرح دائم وفي وسلام..
وكما يقول الكتاب "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا". إنه يفرح بالرب، لأنه يجد لذته في المعيشة معه، ويجد أن مشيئة الله هي مشيئته، وأن مشيئته هي مشيئة الله.
متى إذن يبدأ في أن يفقد محبة الله ومحبة الخير؟
لما يبدأ في معرفة الشر، وفي مذاقته، وفي الالتذاذ به.
وهذه هي التجربة التي أوقع فيها الشيطان الإنسان الأول. كان آدم وحواء لا يعرفان إلا الخير، فأدخلهما في معرفة الخير والشر. أي أضيفت إلى معرفتها للخير، معرفة الشر (تك 3: 5)
بدأ الإنسان يختبر الشر، وتكون بينه وبين الشر علاقة وعاطفة.
هناك أشياء من الخير للإنسان ألا يختبرها. وعن هذه قال الكتاب "الذي يزداد علمًا يزداد غمًا" (جا 1: 18).
قال الشيطان لحواء "يوم تأكلان تنفتح أعينكما". وكان خيرًا لهما ألا تنفتح أعينهما على ذاك اللون من المعرفة.
يا ليت أن الإنسان لا يعرف سوى الخير، حينئذ يعيش سعيدًا. يعيش في محبة للناس، لأنه لا يعرف إلا الخير الذي فيهم، وليس غيره
سيأتي وقت، في الأبدية السعيدة، حينما نتقيًأ ثمرة معرفة الخير والشر، ولا نعود نعرف سوى الخير فقط، وننسى معرفة الشر.
سيمحو الله من ذاكرتنا كل الشر الذي رأيناه تحت الشمس، ولا يبقى فينا سوى الخير وحده، نعرفه، ونتأمله، ونختبره، ونذوقه، فنزداد حبًا له.. ونمارسه بالحب.
نحن لا نفعل الخير مضطرين، ولا مأمورين، ولا متغصبين، وإنما نفعل الخير حبًا في الخير.
تأكد أنه عندما يزن الله أعمالك في الأبدية، ليرى ما فيها من خير، سيزن الحب الذي فيها، ولا يأخذ الله من أعمالك سوى الحب فقط، ولا يكافئك إلا على ما فيها من حب.
كيف يطبق هذا المبدأ في حياتنا وفي أعمالنا؟ خذ الخدمة كمثال: إنها ليست مجرد نشاط أو تعب أو عظات، إنما: أنت تخدم وأنت تحب الناس، وتحب خلاصهم، وتحب بنيان الكنيسة والملكوت؟ وتحب الله الذي يحبهم، والذي تريدهم أن يحبوه.. تأكد أن الله سوف لا يأخذ من خدمتك سوى الحب..
وهكذا ينجح في الخدمة، من يراها حبًا. حب الله والناس يقوده إلى خدمتهم. وكلما يخدمهم يزداد حبًا لهم، فيزداد خدمة لهم. ونفس الوضع نراه في الصدقة..
إنها ليست مجرد طاعة لوصية، فالكتاب يقول "المعطى المسرور يحبه الرب". ليس مالك الذي تعطيه هو الذي يحسب لك عند الله، وإنما الحب، الحب الذي يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور، وفوق مستوى الأرقام، ويعطى بسخاء ولا يعبر.
أولى ثمار الروح القدس هي المحبة. لذلك عندما عاتب الرب ملاك كنيسة أفسس، ودعاه إلى التوبة، لخص عتابه كله في عبارة واحدة، لم يذكر فيها خطية معينة، إنما قال: "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ 2: 4)
من أجل هذه المحبة قال الرب "يا ابني أعطني قلبك". وإن أعطيتني هذا القلب، فحينئذ "ستلاحظ عيناك طرقي" فتكون إطاعة الوصايا هي نتيجة طبيعة للمحبة (أم 23: 26).
كثير من الناس سلكوا في حياة التوبة من الخارج، ولم يسلكوا في الحب الذي من الداخل، فأصبحت بينهم وبين الله علاقات وممارسات وطقوس، وليس بينهم وبينه حب، ففشلت حياتهم..
لما سئل السيد المسيح "أية وصية هي العظمى في الناموس؟".. أجاب إنها المحبة بشطريها: تحب الرب إلهك من كل قلبك.. وتحب قريبك كنفسك.. بهذه المحبة يتعلق الناموس كله والأنبياء (مت 22: 26 - 40).
كثيرون سيقولون له في اليوم الأخير "يا رب باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين".. (مت 7). ولكنه سيترك كل هذا ويسألهم عن الحب الذي فيهم.
إنها ليست مسألة معجزات ومواهب، فما أكثر الذين هلكوا على الرغم من مواهبهم. لذلك فإن الرسول بعد أن تحدث عن المواهب الروحية، قال "أريكم طريقًا أفضل".. وتحدث عن المحبة (1كو 13).
وبمقدار محبتنا لله سيكون فرحنا به في الأبدية، وستكون سعادتنا.
نجم سيمتاز عن نجم في الرفعة، وهذه الرفعة ستحددها المحبة. وإذا أحببت الله سوف لا تخاف، أن المحبة تطرح الخوف إلى خارج.. إذا أحببت سوف لا تخاف الله، ولا تخاف الخطية، ولا تخاف الناس، ولا تخاف الموت..
بالحب يعيش الإنسان في فرح دائم، يفرح بالرب الذي يقوده في موكب نصرته، من خير إلى خير، ويفرح لتمتعه بالرب، لأن الخطية لا مكان لها في قلبه ولا مكانة.
حقًا قد تحدث له حروب ومقاومات من الشيطان، ولكنها ضيقات من الخارج فقط، وأما في الداخل فيملك عليه. وهكذا يجتمع في قلبه المحبة والفرح والسلام.
أريدكم أن تدربوا أنفسكم على هذا الحب، أخرجوا من مظاهر الحياة الروحية، وادخلوا إلى عمق الحب. والمحبة لن تسقط أبدًا.
لقد أذكر بطرس معلمه، وسب ولعن وقال: لا أعرف هذا الرجل. ولكن الرب لم يسأله سوى سؤال واحد "أتحبني؟".. وأجاب بطرس:
أنت تعلم يا رب كل شيء. أنت تعلم أنى أحبك" (يو 21: 15 - 17)
وبهذه المحبة نال الغفران، ورجع إلى رتبته الرسولية.
لست أود استرسل معكم كثيرًا عن المحبة، فقد أصدرت لكم كتابًا كبيرًا بعنوان (المحبة قمة الفضائل).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 03 - 2022, 01:21 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

البابا شنودة الثالث


الفرح:
  • فرح باطل
  • الفرح الروحي



خلق الله الإنسان منذ البدء للفرح.
ولذلك وضعه في جنة هي جنة عدن (تك2). وأحاطه بكل وسائل الراحة. ومن أجله خلق كل شيء: السماء والأنوار، والأنهار والثمار والأزهار وفي الأبدية يعد له أفراحًا أخرى لا يعبر عنها: "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر" (1كو 2: 9). بل بالموت مباشرة ينقله الرب إلى فردوس النعيم، حيث فرح العشرة مع الرب والملائكة وأرواح القديسين.
بل وفي هذه الحياة الدنيا، أوجد الرب للإنسان ألوانًا من الفرح
فجعل له يومًا في الأسبوع يستريح فيه ويفرح. ومنذ العهد القديم أعد الله للإنسان أعيادًا مقدسة يفرح فيها (لا 23)، مع أعياد أخرى في العهد الجديد. وأعطاه أيضًا أن يفرح بكل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس (جا 5: 18).
وهنا نبدى ملاحظة، وهي الفرق بين اللذة والفرح.
اللذة خاصة بالجسد وحواسه. أما الفرح الحقيقي فهو خاص بالروح. إنسان يتلذذ بالطعام والشراب، إنها لذة الجسد. وإنسان آخر يلتذ بالمناظر، ويشبع عينيه من أي منظر جميل. إنها أيضًا لذة تختص بحواس الجسد. وثالث يلتذ بالسمع والموسيقى، إنها لذة الحواس. ولكن تشترك هنا الروح إن كان ما يسمعه ألحانًا روحية، أو كلمات روحية تشبع روحه. وحينما نتكلم عن الفرح، إنما نتكلم عن فرح الروح.
لأن هناك فرحًا نفسانيًا، وهو فرح باطل.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 03 - 2022, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

البابا شنودة الثالث


فرح باطل



مثال ذلك الذي يفرح بسقطة عدوه أو بليته، وهذه خطيئة خاصة بالنفس، قال عنها سليمان الحكيم "لا تفرح بسقوط عدوك" (أم 24: 11). إنه فرح آثم، لأنه نوع من الشماتة وهو ضد المحبة، حسبما قال الرسول "المحبة لا تفرح بالإثم" (1كو 13: 6).


من الفرح الباطل أيضًا: الفرح الممزوج بالكبرياء، بالذات.
مثلما رجع التلاميذ السبعون فرحين يقولون للرب "حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فوبخهم على ذلك بقوله "لا تفرحوا بهذا.. بل افرحوا بالحري أن أسماءكم قد كتبت في ملكوت السموات" (لو 10: 7 - 20). مثال ذلك الذين يفرحون أيضًا بالتكلم بألسنة!! إنه أيضًا فرح ممزوج بالذات وعظمتها ومواهبها، وليس بملكوت الله..
هناك إنسان يفرح بالخطية!!
هذا الفرح هو خطية أخرى تضاف إلى خطيته. إنه يذكرنا بأولئك الذين قال عنهم الرسول "الذين مجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات" (في 3: 19).


نوع آخر هو الذين يفرحون بأمور تافهة مادية.
مثال الابن الكبير الذي لم يفرح بعودة أخيه الضال، ولام أباه قائلًا "وقط لم تعطني جديًا، لأفرح مع أصدقائي" (لو 15: 19)!! هذا الذي يفرحه جدي، لا شك أن مستواه الروحي ضعيف، ورغباته أرضية..


هذا اللون من الفرح جربه سليمان الحكيم حينما قال.. ومهما اشتهته عيناي، لم أمنعه عنها "ووجد بعد ذلك أن كل ذلك باطل وقبض الريح هو" (جا2: 10، 11). ولذلك قال عن مثل هذا الفرح "وعاقبة الفرح حزن" (أم 14: 13). وقال أيضًا "قلب الجهال في بيت الفرح"، يقصد الفرح الباطل (جا 7: 4). وقال "الحماقة فرح لناقص الفهم" (أم 15: 21). إنه الفرح العالمي، الخاص بالحواس وبالجسد، أو الفرح النفساني غير الروحاني، إذن ما هو الروحاني؟
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 03 - 2022, 01:33 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

البابا شنودة الثالث


الفرح الروحي



1- هو بالرب. فرح الوجود في حضرة الرب، وفي عشرته. أو فرح الالتقاء بالرب. كما قيل عن التلاميذ إنهم فرحوا لما رأوا الرب (يو 20: 20). وتحقق بهذا وعده لهم "ولكنى أراكم فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). هذا الفرح الذي قال عنه القديس بولس الرسول:
"افرحوا بالرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا" (في 4: 4).
إنه فرح بالرب، وفرح في الرب، كل حين. شاعرين بوجوده معنا، كما كان التلاميذ فرحين بالرب معهم "يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أع 1: 3).
فهل أنت تفرح بوجود الله في حياتك، أو في حياة غيرك؟
اسأل نفسك كل يوم: هل فرحك بالرب، أم له أسباب أخرى؟

2- في تسبحة العذراء، نجد هذا الفرح الروحي بالرب، إذ تقول:
تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي (لو 1: 47)
إنها تبتهج بالله وخلاصه. فهل أنت أيضًا تفرح بالخلاص وبالفداء، بالكفارة التي قدمها المسيح لأجلك. إن الكنيسة تذكرنا بهذا الخلاص كل يوم في صلاة الساعة السادسة، لكي نفرح به. نبتهج بهذه الكفارة التي حملت جميع خطايانا ومسحتها بالدم. الكريم. واشترانًا الرب بدمه، فصرنا له. صولحنا معه.

3-هناك فرح روحي آخر، وهو الفرح بالتوبة والتخلص من الخطية.
فرح بالتخلص من خطية متكررة، أو عادة مسيطرة. فرح إنسان أمكنه أن يعترف، وأن ينال المغفرة. مثاله فرح الابن الضال بعودته إلى بيت أبيه (لو 15).
يقول داود النبي في مزمور التوبة "اسمعني سرور وفرحًا فتبتهج عظامي المنسحقة"، "أردد لي بهجة خلاصك" (مز 50).
حقا كم يكون فرح إنسان حينما يتخلص من عادة كانت مسيطرة عليه، أو من خطية كان يضعف أمامها وتتكرر في كل اعتراف. ما أكثر فرح إنسان تخلص من الإدمان مثلًا، أو من سيطرة الأفكار الشرير أو الأحلام النجسة.

4- وما أعظم الانتصار على النفس.
كما يقول الحكيم "مالك نفسه خير ممن يملك مدينة" (أم 16: 32). إن الانتصار على النفس أعمق بكثير من الانتصار على الآخرين، لن به يتحرر الإنسان من الداخلى. إن الذي ينتقم لا يفرح مثل الذي يستطيع أن يضبط نفسه ويحتمل. لذلك فرح داود النبي لما منعته أبيجايل الحكيمة عن إتيان الدماء والانتقام لنفسه (1صم 25: 32، 33).

5- وهناك فرح برجوع الخطاة.

وهو ليس فقط فرحًا على الأرض، إنما في السماء أيضًا "لأنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 7). ولعلنا نرى في قصة رجوع الابن الضال، أن الآب قد قال: ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أبني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد (لو 15: 5، 6). هكذا فعلت المرأة التي وجدت درهمها المفقود.. فرح لكل الأصدقاء.
ما أعظم الفرح بالبحث عن الخطاة وردهم.
هناك أشخاص عملهم هو هذا،كما قال القديس بولس الرسول "وأعطانا خدمة المصالحة.. و واضعًا فينًا كلمة المصالحة. إذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو 5: 18 - 20)
نفرح كلما نجد إنسانًا قد اصطلح مع الله.. إذن الخدمة بالإضافة إلى مكافأتها في السماء، لها فرح أيضًا على الأرض. وكما يقول الكتاب "من رد خاطئًا عن ضلال طريقه، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).
ما أعمق فرح الذي يخلص نفسًا من الموت. الفرح بإنسان ارتد عن الإيمان وأعدته. أو الفرح بإنسانة سقطت وضاعت ثم رجعت مرة أخرى.

6- إن كل عمل خير تعمله، له فرحته:
في الأرض وفي السماء. تفرح حينما تنقذ إنسانًا مسكينًا، أو تفرح قلب عائلة فقيرة، أو تريح إنسانًا من تعبه. تشعر بفرح داخلي، لأنك أفرحت قلوبًا منكسرة، أو أنصفت شخصا مظلومًا. بل تشعر بهذا الفرح حتى من جهة غير البشر، كما قال أحد الأدباء سقيت شجيرة كوب ماء. فلم تقدم لي عبارة شكر واحدة. ولكنها انتعشت، فانتعشت".
الأم تشعر بفرح، حينما تفرح، حينما تفرح أبنها. وتفرح حينما تشبع رضيعها، وتفرح بنجاح أبنائها في حياتهم..
هذا هو الفرح بإسعاد الآخرين.
إن الذي يدفع العشور وهو متضرر، لا يشعر بهذا الفرح. وقد يدفع، ولكن ماله لا يصل إلى الله لأن "المعطى المسرور يحبه الله" (2 كو 9: 7)، أي أنه يعطى، وفي قلبه فرح بهذا العطاء.. ليتك تختبر فرح العطاء..
والعطاء الروحي له فرح أيضًا نجده في فرح الآباء والمرشدين.

7- فرح الآباء والمرشدين الروحيين:
أن القديس يوحنا الحبيب يقول في رسالته إلى غايس "أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا، كما أن نفسك ناجحة.. ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3 يو 2، 4).. إن هذا جزء من أفراح الخدمة والرعاية. ولذلك يقول القديس الرسول "أطيعوا مرشديكم واخضعوا، أنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا. لكي يفعلوا ذلك بفرح -غير أنين- لأن هذا غير نافع لكم" (عب 13: 17).
يفرح المرشد الروحي بنجاح أولاده روحيًا. يفرح من أجلهم، وأيضًا من أجل نفسه، من أجل أدانه لرسالته التي أتت بنتيجة..
أما الابن الذي لا يطيع، أو يدخل في مجادلات عقيمة مع مرشده ولا ينفذ، فإنه يسبب لهذا الأب والمرشد ألما. إن الذي يطيع ويقبل الكلمة، ويأتي بثمر، يذكرنا بقصة الخصي الحبشي الذي استمع لفيلبس وآمن واعتمد "ومضى في طريقة فرحًا" (أع 8: 39).
ليتنا نفرح بأفراح الناس، ولا ننسى مجاملاتهم في أفراحهم، وبمشاركة قلبية في ذلك الفرح. إن الطفل يشعر بفرح كبير حينما يجد مجموعة كبيرة حوله تفرح بعيد ميلاده، وتغنى له أنشودة وكذلك الكبار أيضًا يفرحون بمن يهنئهم في مناسباتهم المبهجة.
يذكرنا هذا بذبيحة السلامة.
كان يأكل منها مقدمها وأحباؤه أيضًا، وهو فرح بعمل الرب معه ويقر بها لأجل الشكر (لا 7: 12، 19). ويذكرني هذا بالذين كانوا يخبزون (فطير الملاك) ويوزعونه، يأكل منه أصدقاؤهم فرحين معهم بمعجزة أجراها الملاك معهم.. إن الفرح بفرح الآخرين يشعرنا أننا كلنا أسرة واحدة

8- درجة عالية من الفرح، أن نفرح بالتجارب واثقين من بركاتها وأكاليلها.
كما قال القديس يعقوب الرسول "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2).
لسنا فقط نحتملها، إنما أيضًا نفرح بها، نفرح بالصليب، وبالباب الضيق، وبكل الآلام والآلام والاضطهادات. نفرح بالرب "وشركة آلامه" (في 3: 10). واثقين أننا "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد معه أيضًا" (رو 8: 17). وبالأيمان نرى أن "كل الأشياء تعمل معًا للخير" (رو 8: 28). لا ننظر إلى الألم الموجود، إنما ننظر في رجاء إلى عمل الرب المقبل. لذلك قال الرسول:

9- "فرحين في الرجاء" (رو 12: 12).
الرجاء يعطى أملا في مستقبل مشرق. وهذا الأمل مصدره الإيمان بتدخل الله وعمله. ونتيجة ذلك يفرح القلب. كما يقول المرتل في المزمور: "ليفرح بك جميع المتكلين عليك" (مز 5: 11) "لأن المتكل على الرب لا نخزى". إنه شاعر بفرح، لأن الرب لابد سيفرحه..




إن أولاد الله يعيشون دائمًا في فرح.
لأن الفرح هو من ثمر الروح.
يقول الرسول "ثمر الروح محبة فرح سلام.." (غل 5: 22). فالإنسان الروحي لمحبته لله، ومحبة الله له، يشعر بفرح. أيا كانت الأمور، لابد أن الرب سيعمل ونفرح بعمله. بل أن الرب فعلًا يعمل، حتى إن كنا لا نرى عمله الآن. سنراه ولو بعد حين، فتفرح قلوبنا، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحنا منا.
على أن أولاد الله يفرحون دائمًا بالرب ذاته، وليس بمجرد عطاياه.

10- الفرح بنجاح الخدمة:
إن المعمدان فرح كثيرًا ببشارة السيد المسيح ونجاحها.
فقال "من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذن فرحى هذا قد كمل" (يو 3: 29). لقد فرح لأنه سلم العروس للعريس، حتى لو انتهت بذلك خدمته. هنا الفرح الروحي البعيد عن الاهتمام بالذات..
أما الإنسان الأناني فلا يفرح إلا بخدمته هو، كأنه الوحيد الذي يخدم. ومن هنا قد يحدث التنافس والحسد بين الخدام، ولا يفرحون بعمل غيرهم..
ولا يمكننا أن نتصور مقدار فرح الشعب حينما تم بناء هيكل زربابل بتعب كثير.. حتى أن الكتاب يقول أنهم "بكوا بصوت عظيم عند تأسيس هذا البيت أمام أعينهم. كثيرون كانوا يرفعون أصواتهم بالهتاف بفرح. ولم يكن الشعب يميز هتاف الفرح من صوت بكاء الشعب" (عز 3: 12، 13). وكما يقول المرتل "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" (مز 126). إن الذين يخدمون في حقل الرب، يفرحون بثمار الخدمة، مهما كان تعبهم فيها، بل إن تعبهم يزيد من فرحهم. يقول الرسول:
كحزانى ونحن دائما فرحون" (2كو 6: 10).
في نظر الناس من الخارج حزانى، بسبب ما نبذله في الخدمة من ألم وتعب. ولكننا في الداخل فرحون. يقول القديس بولس أيضًا "أفرح في آلامي لأجلكم" (كو 1: 24).

11- كل إنسان أيضًا يفرح بثمر عمله، يفرح بعمل الرب معه.
وهكذا قيل في المزمور" عظم الرب الصنيع معنا، فصرنا فرحين" (مز 126: 3).
وهنا نرى أيضًا أن الفرح يمتزج بالشكر.
اقرأ مزمور 103 تجده كله فرحًا بعمل الرب "باركي يا نفسي الرب، ولا تنسى كل إحساناته". إن الذي يعمل مع الله، يفرح بعمل الله معه. وتفرح أن تعبك لم يكن باطلًا. وكما يقول الرب "يفرح الزارع والحاصد معًا" (يو 4: 26).

12- الإنسان الروحي يفرح لفرح غيره
كما يقول الكتاب "فرحًا مع الفرحين" (رو 12: 15). إننا جسد واحد. إن تألم عضو، تتألم معه باقي الأعضاء. وإن فرح عضو، تفرح له ومعه باقي الأعضاء. المشاركة في أفراح الناس فضيلة. قيل عن القديسة أليصابات العاقر لما ولدت، إنه "سمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها" (لو 1: 58).
إن الفرح بمجرد العطايا أمر له خطره. لأنه إن لم نأت عطايا الرب أو نعمه، ربما يتغير القلب من الداخل، أو يتحول إلى حزن، أو يتذمر على الرب، ليس فقط لأنه لم يعط، بل حتى إن تأخر في عطائه.
لذلك فالروحيون لا يفرحون لمجرد العطية، بل يفرحون بمعطيها. يفرحون بمحبة وحنو الله الذي يعطى. وهكذا يفرحون بالرب..
إنهم يفرحون بالرب كأب يهتم بهم ويرعاهم، ويعطيهم كل ما يحتاجون إليه.. ويفرحون بمحبته لهم التي يثقون بها تمامًا، حتى إن لم يعط، أو إن لم يروا عطاياه (على وجه اصح) لأن الله دائمًا يعطي.






هنا ونسأل سؤالًا هامًا:
ماذا عن الموت؟ هل هو سبب فرح ‎؟ أم هو سبب حزن أو خوف؟
الموت هو سبب فرح روحي، للذين يثقون بمصيرهم بعد الموت. مثل القديس بولس الرسول الذي اشتهى الموت قائلًا "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23). ومثل سمعان الشيخ الذي طلب الموت قائلا "الآن يا رب تطلق عبدك بسلام حسب قولك، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك.." (لو 1: 30)
أما الذين لم يستعدوا للموت، ولم يستعدوا للقاء الرب، فإنهم يخافون الموت، لأنهم يخافون ما بعد الموت. عدم استعدادهم يمنع الفرح بالموت.
الخطية عمومًا تمنع الفرح الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2022, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث




البابا شنودة الثالث






السلام:
  • أهمية السلام
  • سلام مع الله
  • سلام من الله
  • سلام زائف
  • سلام مع الناس
  • الاطمئنان وعدم الخوف
  • أسباب الخوف
  • الذين لا يخافون




هكذا قال القديس بولس الرسول "ثمر الروح: محبة فرح سلام" (غل 5: 22). وقد تحدثنا عن المحبة والفرح.. ونود أن نتحدث الآن عن السلام.
نذكر أولًا مقدمة عن أهمية السلام، وعن استعماله في الكتاب وفي الصلوات وفي الحياة..

ثم نتحدث عن ثلاثة عناصر هامة للسلام:
1- سلام مع الله، وسلام من الله.
2- سلام مع الناس.
3- سلام داخلي في القلب بين الإنسان ونفسه..
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2022, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

أهمية السلام




السلام عنصر هام لحياة الناس. بدون لا يستقر مجتمع،، ولا يهدأ إنسان. والسلام هو شهوة الدول والشعوب حتى تعمل في هدوء. وبدونه يعيش العالم في شريعة الغاب.
والله يريد لنا السلام، ويمنحنا إياه.
هو الذي قال لتلاميذه القديسين "سلامي أترك. سلامي أنا أعطيكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو 14: 27). ونحن نصلى هذا الفصل من الإنجيل في الساعة الثالثة من كل يوم، متذكرين هذا السلام، حتى لا تضطرب قلوبنا ولا تجزع. والسلام هو الأنشودة التي غنى بها الملائكة يوم ميلاد السيد المسيح. فقالوا "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام.." (لو 2: 14).

وما أكثر ما يقول الأب الكاهن عبارة "السلام لجميعكم".
يقولها في بدء كل صلاة طقسية، وفي بدء الأواشي، مرات عديدة جدًا في كل قداس إنه يصلى أن يكون السلام في قلوب الجميع، لأنهم إن فقدوا سلامهم، فقدوا العنصر الأساسي لحياتهم ولتعاملهم من الآخرين..
والسلام هي التحية التي يتبادلها الناس كل يوم. وهي التي صدرت من الرب ومن الملائكة..
عند ملاقاة الرب للمريمتين بعد القيامة، قال لها سلام لكما (مت 28: 9). وعندما دخل العلية على التلاميذ قال لهم سلام لكم (يو 20: 19). بل أن هذه العبارات تكررت في هذا الإصحاح من إنجيل يوحنا ثلاث مرات (انظر أيضًا لو 24: 36)
وفي إرسال الرب لتلاميذه قال لهم: وأي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت. فإن كان ابنًا للسلام، يحل سلامكم عليه (لو 10: 5، 6).
القديسة العذراء عندما زارت القديسة أليصابات بدأتها بالسلام "فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس" (لو 1: 41) ترى ما قوة ذلك السلام!!
والملاك جبرائيل في تبشيره للعذراء بميلاد المسيح، قال لها "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك" (لو 1: 28). ونرى أن الآباء الرسل يبدأون رسائلهم بالسلام. فيقولون "نعمة لكم وسلام" (رو 1: 7) (1كو 1: 2) (2كو 1: 2) (غل 1: 3) (أف 1: 2).. وفي خلال الرسائل يقولون: سلموا على.. يسلم عليكم.." (أنظر رو 16) (3 يو 15).
ومن أهمية السلام أنه وضع في مقدمة ثمر الروح،إذ قيل "ثمر الروح: محبة فرح سلام" (غل 5: 22). وقيل في المعاملات "ثمر البر يزرع في السلام من الذين يعملون السلام" (يع 3: 18). وكما كان بدء اللقاءات بالسلام، كذلك أيضًا كانت تنتهي. كما قال أليشع النبي لنعمان السرياني "أمض بسلام" (2 مل 5: 19). كذلك قال السيد المسيح للمرأى الخاطئة "اذهبي بسلام" (لو 17: 50).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2022, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث




البابا شنودة الثالث






سلام مع الله






حينما خلق الإنسان، كان في سلام مع الله.

ولكن بالخطية، فقد الإنسان سلامه مع الله.

هكذا حدث مع آدم (تك3) ومع قايين (تك 4). وهكذا حدث مع كل الأشرار في العالم عبر الأجيال. لأن الخطية هي انفصال عن الله (لو 15: 13). وهي أيضًا عداوة لله (يع 4: 4) (1 يو 2: 5). لذلك قيل:

"لا سلام قال الرب للأشرار" (أش 48: 22).

وقد تكرر نفس المعنى (أش 57: 21)، في نفس السفر. فالأشرار يفقدون سلامهم مع الله، هنا على الأرض. وأيضًا في آخر الزمان، في مجيء الرب. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31). ولكن كيف تكون إذن المصالحة مع الله؟ (2كو 5: 20).

غير المؤمنين يصطلحون مع الله بالإيمان. والخطاة يصطلحون مع الله بالتوبة.

فعن الإيمان قال الكتاب "إذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله" (رو 5: 1). هذا السلام كان نتيجة للدم الذكي الذي سفكه المصلوب لأجلنا "لأنه هو سلامنا.. الذي نقض الحائط المتوسط" (أف 2: 14).. هو صنع السلام بين السماء والأرض.

أما عن التوبة، فيقول الله -تبارك أسمه- "ارجعوا إلى، أرجع إليكم" (ملا 3: 7). ويقول القديس يوحنا الحبيب "إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله" (1 يو 3: 21). وقال القديس أغسطينوس في كتاب اعترفاته للرب "ستظل قلوبنا مضطربة، إلى أن تجد راحتها فيك".


  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2022, 07:05 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,232

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث

كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث




البابا شنودة الثالث






سلام من الله





السلام الحقيقي هو من الله، هذا الذي قيل عنه في المزمور "الله يبارك شعبه بالسلام" (مز 29: 11). وعن هذا السلام، قال الرسول:
"سلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم" (في 4: 7).
الله هو مصدر السلام، ورئيس السلام، وملك السلام. وأول أوشية هي (أوشية السلامة)، نطلب فيها من الله سلامًا للكنيسة وكل الشعب.
سلام الله يحفظنا من الشيطان، ومن الخوف والقلق.. فليتنا نتذكر وعود الله لنا.
إنك تجد سلامًا داخل قلبك، إن تذكرت قول الرب "هوذا على كفى نقشتك" (أش 49: 16).
وأيضًا قوله "أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" (مت 10: 30). "تكونون مبغضين من الجميع لأجل اسمي. ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك" (لو 21: 18). "لأنه لا تسقط شعرة من رأس واحد منكم" (أع 27: 34).
مما يجلب السلام أيضًا مزامير عن حفظ الله لك.
مثل المزمور (120): "الرب يحفظك. الرب يظلل على يدك اليمنى. فلا تضربك الشمس بالنهار، ولا القمر بالليل.. الرب يحفظك من كل سؤ. الرب يحفظ دخولك وخروجك".
أو المزمور (123): "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض".
أو المزمور (91) "الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت. لا تخش من خوف الليل، ولا من سهم بالنهار"، "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمنيك ربوات. أما أنت فلا يقتربون إليك".
وما أكثر وعود الله في المزامير التي تجلب السلام، لذلك قلنا:
أحفظوا المزامير، تحفظكم المزامير.
تكلمنا عن السلام الذي من الله، لأن هناك ألوانًا أخرى من السلام الزائف، ليست من الله!


  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 04:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024