الأنبا أنطونيوس
كان هذا المعلم العجيب قائدًا خفيًا لتلميذه الذي عاش أغلب حياته في سلسلة لا تنقطع من الصراع. لم يعرف فترات السلام الخارجي في خدمته إلا القليل النادر. وجاءت رسائله الفصحية السنوية تكشف لا عن نفس مرة من أجل مقاومة الكثيرين والمستمرة له، بل عن اعتزاز حي بالجهاد المستمر مع رجاء صادق في التمتع بنصرات لا تنقطع.
قيل له: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس!" وكانت إجابته التلقائية النابعة من خبراته اليومية، "وأنا ضد العالم". لم يكن هذا عن كبرياءٍ أو تشامخٍ ولا عن انغلاق القلب عن البشرية، وإنما عن يقين في إمكانيات الله العاملة فيه مهما بلغت المقاومة، حتى وإن شملت كل العالم.